الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
الغزوات:
4-
غزوة الأبواء:
وتسمى غزوة: "ودان" كذلك، وسميت غزوة لخروج رسول الله فيها. وهذا مصطلح آخر فالغزوة ما خرج فيها رسول الله بنفسه، والسرية أو البعث ما كان أميره صحابياً، ولم يخرج معهم صاحب الرسالة عليه السلام. خرجت في صفر سنة 2 هـ وعدد رجالها سبعون، واستخلف النبي على المدينة سعد بن عبادة، وفي هذه الغزوة عقد معاهدة سلام مع عمرة الضمرى سيد بن ضمرة. جاء فيها:
"هذا كتاب محمد رسول الله لبني ضمرة، فإنهم آمنون على أموالهم وأنفسهم، وإن لهم النصر على من رامهم إلا أن يحاربوا دين الله
…
وأن النبي إذا دعاهم لنصره أجابوا".
وهي ألو غزوة خرج فيها النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه، وتغيب فيها عن المدينة خمس عشرة ليلة.
5-
غزوة بواط:
خرجت وفيها صاحب الرسالة في شهر ربيع الأول سنة 2ـ، واستخلف على المدينة سعد بن معاذ، وخرج معه مائتان من أصحابه لاعتراض قافلة تجارية لقريش فيها مائة رجل من قريش منهم أمية بن خلف الجمحى وألفان وخمسمائة بعير، ولكن لم يقع قتال.
6-
غزوة سفوان:
كانت في شهر ربيع الأول سنة 2 هـ وسببها أن كرز بن جابر الفهري أغار على مراعي المدينة بقوة من المشركين، ونهب بعضاً من مواشيها فخرج عليه السلام في سبعين فارساً من أصحابه يطارد كرزاً، وسار خلفه في طلبه حتى بلغ وادياً يقال له: سفوان، قريباً من بدر، وهذه الغزوة بدر الأولى، ولم يقع فيها قتال لانفلات كرز ومن معه قبل الوصول إليهم.
واستخلف النبي في هذه الغزوة زيد بن حارثة على المدينة.
7-
غزوة ذي العشيرة:
وصلت الأنباء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن عيراً لقريش خرجت إلى الشام فخرج في الجمادين سنة 2 هـ ومعه مائة وخمسون رجلاً من المهاجرين كلهم خرج طواعية لاعتراض تلك العير، ولكنها كانت قد سبقت إلى الشام قبل التعرض لها، وقد عقد فيها معاهدات عدم اعتداء مع بني مدلج وحلفائهم وكان قد استخلف على المدينة أبا سلمى بن عبد الأسد المخزومي. واستغرق غيابه عن المدينة بعضاً من أواخر جمادى الأولى وبعضاً من أوائل جمادى الثانية.
هذه السرايا والغزوات الصغرى وقعت كلها قبل غزوة بدر الكبرى وبعد الإذن بمشروعية القتال. ولم يقع فيها قتال كما تقدم، ولكنها أدت المهام المقصودة منها بإعلان قوة المسلمين واختلاف الوضع عما كان عليه قبل الهجرة.
ومما يؤكد سماحة الإسلامأن بعض السرايا كانت إذا ارتكبت مخالفات كان عليه السلام ينصف من وقع عليه ظلم من جنوده.
ففي سرية نخلة في رجب سنة 2 هـ التي كان أميرها عبد الله بن جحش الأسدى وقعت مخالفات لم يأذن بها رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ كانت المهمة التي كلف الرسول بها هذه السرية مقصورة على تقصي أخبار قريش ولم يأمرهم بقتال، وبخاصة أن السرية كانت في رجب، وهو من الأشهر الحرم التي حرَّم الله فيها القتال إلا إذا قوتل المسلمون، لكن السرية رأت عيراً لقريش تحمل مواد غذائية فهجموا عليهم وقتلوا منهم واحداً وأسروا اثنين وفرَّ رابع كان في العير، ولما قدموا المدينة بالغنائم أنكر عليهم صلى الله عليه وسلم ما فعلوا وقال:"ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام" ووقف التصرف في الغنائم.
ثم عاد عليه السلام فأطلق الأسيرين إلى حال سبيلهما، ثم أعطى دية المقتول إلى أولياء دمه.
هكذا تجلت سماحة الإسلام في التصرف النبيل الذي صدر عن صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم.