الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بِعِشْرِيْنَ دِيْنَاراً، وَقَالَ:
وَقعَتْ عَلَيَّ بِقِيرَاطٍ، لأَنِّي اشْتَرَيْتُهَا وَكِتَاباً آخرَ بِدِيْنَارٍ وَقيرَاطٍ، فَبِعتُ الكِتَابَ بدِيْنَارٍ (1) .
قَالَ السِّلَفِيُّ: هُوَ ثِقَةٌ، لَهُ أُنْسٌ بِمَعْرِفَةِ الرِّجَالِ، وَقَالَ:
وَكَانَ ثِقَةً، يَعرفُ الحَدِيْثَ، وَسَمِعَ الكُتُبَ، وَكَانَ أَخُوْهُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَالِماً ثِقَةً فَاضِلاً، ذَا لسنٍ.
وَقَالَ ابْنُ نَاصرٍ: كَانَ دَلَاّلاً، وَكَانَ سَيِّئَ المعَامِلَةِ، يُخَافُ مِنْ لِسَانِهِ، يُخَالطُ الأَكَابِر بِسَبَبِ الكُتُبِ.
تُوُفِّيَ: فِي السَّادِسِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
وَقَدْ رَأَى أَنَّهُ يُقبِّلُ قَدَمَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَيُمِرُّ عَلَيْهَا وَجهَهُ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ الخَاضِبَةِ: أَبشِرْ بِطُولِ البقَاءِ، وَبِانْتِشَارِ حَدِيْثِكَ، فَتقبيلُ رِجْلَيْهِ اتِّبَاعُ أَثرِهِ (2) .
14 - جَمَالُ الإِسْلَامِ عَلِيُّ بنُ المُسَلَّمِ بنِ مُحَمَّدٍ السُّلَمِيُّ *
الشَّيْخُ، الإِمَامُ، العَلَاّمَةُ، مُفْتِي الشَّامِ، جَمَالُ الإِسْلَامِ، أَبُو الحَسَنِ
(1) انظر " تهذيب ابن عساكر " 3 / 13، 14.
(2)
انظر خبر هذه الرؤيا بأطول مما هنا في " المنتظم " 10 / 98، و" مرآة الزمان 8 / 109، 110، و" المستفاد من ذيل تاريخ بغداد " 85، 86.
(*) تاريخ ابن القلانسي: 424، تبيين كذب المفتري 326، 327، مرآة الزمان 8 / 103، العبر 4 / 92، المشتبه: 588، دول الإسلام 2 / 53، الوافي بالوفيات 12 / 203 (مخطوط) ، مرآة الجنان 3 / 261، طبقات السبكي 7 / 235 - 237، طبقات الاسنوي 2 / 428، 429، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة: ورقة 33، تبصير المنتبه 4 / 1282، طبقات المفسرين للسيوطي 26، الدارس للنعيمي 1 / 180، 181، طبقات المفسرين للداوودي 1 / 435، 436، مختصر تنبيه الطالب: 33، طبقات المفسرين للادنة وي ورقة 40 / 1، كشف الظنون: 18، شذرات الذهب 4 / 102، هدية العارفين 1 / 696، 697.
عَلِيُّ بنُ المُسَلَّمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ الفَتْحِ السُّلَمِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ، الشَّافِعِيُّ، الفَرَضِيُّ.
سَمِعَ: أَبَا نَصْرٍ بنَ طَلَاّبٍ الخَطِيْبَ، وَعَبْدَ العَزِيْزِ بنَ أَحْمَدَ الكَتَانِيَّ، وَأَبَا الحَسَنِ بنَ أَبِي الحَدِيْدِ، وَنجَا العَطَّارَ، وَغَنَائِمَ بنَ أَحْمَدَ، وَابْنَ أَبِي العَلَاءِ المَصِّيْصِيَّ، وَالفَقِيْهَ نَصْراً المَقْدِسِيَّ، وَعِدَّةً.
وَتَفَقَّهَ عَلَى القَاضِي أَبِي المُظَفَّرِ المَرْوَزِيِّ، وَكَانَ مُعِيداً لِلْفَقِيْهِ نَصْرٍ (1) .
وَقَالَ الغَزَّالِيُّ فِيمَا حَكَاهُ ابْنُ عَسَاكِرَ أَنَّهُ قَالَ: خَلَّفتُ بِالشَّامِ شَابّاً إِنْ عَاشَ كَانَ لَهُ شَأْنٌ.
فَكَانَ كَمَا تَفرَّسَ فِيْهِ، وَدرَّسَ بحَلْقَةِ الغزَّالِيِّ مُدَّةً، ثُمَّ وَلِيَ تدرِيسَ الأَمِينِيَّةِ (2) فِي سَنَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ.
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: سَمِعْنَا مِنْهُ الكَثِيْرَ، وَكَانَ ثِقَةً ثَبْتاً، عَالِماً بِالمَذْهَبِ وَالفَرَائِضِ، يَحفظُ كِتَابَ (تَجرِيْدِ التَّجرِيْدِ) لأَبِي حَاتِمٍ القَزْوِيْنِيِّ (3) ، وَكَانَ حَسَنَ الخَطِّ، مُوفَّقاً فِي الفتَاوَى، عَلَى فَتَاويه عُمدَةُ أَهْلِ الشَّامِ، وَكَانَ كَثِيْرَ
(1) هو الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي النابلسي، المتوفى سنة 490 هـ. مرت ترجمته في الجزء التاسع عشر برقم (72) .
(2)
قيل: إنها أول مدرسة بنيت بدمشق للشافعية، بناها أتابك العساكر بدمشق، وكان يلقب أمين الدولة، ربيع الإسلام، أمين الدين كمشتكين بن عبد الله الطغتكي، نائب قلعة بصرى وقلعة صرخد، توفي سنة 541 هـ، ووقف المدرسة سنة أربع عشرة، وصاحب الترجمة هو أول من
درس فيها، وتقع قبلي باب الزيادة من أبواب الجامع الأموي، وهو الباب المفتوح في حرم المسجد من جهة القبلة، المؤدي إلى سوق الصاغة اليوم.
انظر " مختصر تنبيه الطالب وإرشاد الدارس " ص 33 - 35.
(3)
هو أبو حاتم محمود بن حسن الطبري القزويني الشافعي، صاحب التصانيف الكثيرة، مرت ترجمته في الجزء الثامن عشر برقم (66) ولم يذكر سنة وفاته، وتحرفت كنيته في " طبقات " الاسنوي 2 / 428 إلى أبي حامد.
عِيَادَةِ المَرْضَى، وَشُهُوْدِ الجَنَائِزِ، مُلَازِماً لِلتَّدرِيس، حسنَ الأَخلَاقِ، وَلَهُ مُصَنَّفَاتٌ فِي الفِقْهِ وَالتَّفْسِيْر، وَكَانَ يَعقدُ مَجْلِسَ التَّذكيرِ، وَيُظهِرُ السُّنَّةَ، وَيَرُدُّ عَلَى المُخَالِفِيْن، لَمْ يُخلِّفْ بَعْدَهُ مِثْلَهُ (1) .
قُلْتُ: المُخَالفُوْنَ يَعْنِي بِهِم الرَّافِضَّةَ، وَكَانَتِ الدَّوْلَةُ لَهُم.
حَدَّثَ عَنْهُ: السِّلَفِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ (2) ، وَابْنُهُ (3) القَاسِمُ، وَخطيبُ دُومَةَ عَبْدُ اللهِ بنُ حَمْزَةَ الكِرْمَانِيُّ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عَلِيٍّ وَالِدُ كَرِيْمَة، وَمَكِّيُّ بنُ عَلِيٍّ، وَيَحْيَى بنُ الخضِرِ الأُرْمَوِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ الجَنْزَوِيُّ (4) ، وَأَبُو طَاهِرٍ الخُشُوْعِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الخصِيْبِ، وَالقَاضِي أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ الحَرَسْتَانِيِّ، وَأَملَى عِدَّةَ مَجَالِس.
وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي كِتَابِ (تَبيِينِ كَذِبِ المفترِي (5)) ، وَقَالَ: عُنِيَ بِكَثْرَةِ المُطَالَعَةِ وَالتّكرَارِ، فَلَمَّا قَدِمَ الفَقِيْهُ نَصْرٌ المَقْدِسِيُّ لَازمَهُ، وَلَازَمَ الغزَالِيَّ مُدَّةَ مُقَامِه بِدِمَشْقَ، وَهُوَ الَّذِي أَمرَهُ بِالتَّصَدُّرِ بَعْدَ شَيْخِه نَصْرٍ، وَكَانَ يُثنِي عَلَى عِلمِهِ وَفهمِهِ، وَكَانَ عَالِماً بِالتَّفْسِيْرِ وَالأُصُوْلِ وَالفِقْهِ وَالتَّذكيرِ وَالفَرَائِضِ وَالحسَابِ وَتعبِير المَنَامَاتِ، تُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، سَاجِداً فِي صَلَاةِ الفَجْرِ.
قُلْتُ: مَاتَ فِي عَشْرِ التِّسْعِيْنَ (6) .
(1) أورد هذا النص السبكي في " طبقاته الكبرى " 7 / 236.
(2)
انظر " مشيخة " ابن عساكر: لوحة 152 / 2.
(3)
في الأصل: " وابن " وهو خطأ.
انظر ترجمة القاسم ابن عساكر في الجزء الحادي والعشرين من هذا الكتاب.
(4)
انظر ص 12 ت (4) .
(5)
ص 326، 327.
(6)
ذكر السبكي والاسنوي من مصنفاته كتاب " أحكام الخناثى ". قال الاسنوي: وهو =