الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
372 - ابْنُ عَبْدٍ الخَضِرُ بنُ شِبْلِ بنِ الحُسَيْنِ الحَارِثِيُّ *
الفَقِيْهُ، العَلَاّمَةُ، أَبُو البَرَكَاتِ الخَضِرُ بنُ شِبْلِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ الحَارِثِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ، الشَّافِعِيُّ، مُدَرِّسُ الغَزَاليَّةِ وَالمُجَاهِديَّةِ (1) ، وَخَطيبُ دِمَشْقَ.
مَوْلِدُهُ: فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ: أَبَا القَاسِمِ النَّسِيْب، وَأَبَا طَاهِرٍ الحِنَّائِيّ، وَسُبَيْعَ بنَ قِيْرَاط، وَعِدَّة.
وَتَفَقَّهَ بِجَمَال الإِسْلَامِ (2) ، وَغَيْرهِ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ ابْنُ عَسَاكِرَ، وَابْنه؛ بَهَاء الدِّيْنِ، وَأَبُو نَصْرٍ ابْنُ الشِّيْرَازِيِّ، وَجَمَاعَة.
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: كتب كَثِيْراً مِنَ الفِقْهِ وَالحَدِيْث، وَدرَّس سَنَة ثَمَانِي عَشْرَةَ وَأَفتَى، وَكَانَ سَدِيْد الفتَاوَى، وَاسِع المَحْفُوْظ، ثَبْتاً، ذَا مُروءة ظَاهِرَة، يَتَكَلَّم فِي الخلَاف وَالأُصُوْل، لَزِمت دَرسه مُدَّة، تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ (3) .
373 - عُمَارَةُ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ عَلِيِّ بنِ زَيْدَانَ الحَكَمِيُّ **
العَلَاّمَةُ، أَبُو مُحَمَّدٍ عُمَارَةُ بنُ عَلِيِّ بنِ زَيْدَانَ الحَكَمِيُّ، المَذْحِجِيُّ،
(*) مرآة الزمان 8 / 168، 169، العبر 4 / 177، طبقات السبكي 7 / 83، طبقات الاسنوي 2 / 109، النجوم الزاهرة 5 / 375، الدارس 1 / 105، مختصر تنبيه الطالب: 65 و72، شذرات الذهب 4 / 205، تهذيب تاريخ دمشق لبدران 5 / 165.
(1)
انظر " مختصر تنبيه الطالب ": 65 و72.
(2)
تقدمت ترجمته برقم (14) .
(3)
انظر " تهذيب تاريخ دمشق " لبدران 5 / 165.
(* *) الخريدة (قسم الشام) 3 / 101، الكامل 11 / 396، 397 و400، 401، مرآة =
اليَمَنِيُّ، الشَّافِعِيُّ، الفَرَضِيُّ، الشَّاعِرُ، صَاحِبُ (الدِّيْوَانِ) المَشْهُوْرِ.
وُلِدَ: سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
وَتَفَقَّهَ بِزَبِيْدَ مُدَّةً، وَحَجّ سَنَة تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ، وَنفذه أَمِيْر مَكَّة قَاسم بن فُلَيْتَةَ رَسُوْلاً إِلَى الفَائِز بِمِصْرَ، فَامْتَدَحه بِهَذِهِ الكَلِمَة:
الحمدُ لِلْعِيس (1) بَعْد العَزْم وَالهممِ
…
حَمداً يَقوم بِمَا أَولَتْ مِنَ النِّعمِ
لَا أَجحدُ الحَقَّ عِنْدِي لِلرِّكَاب يَدٌ
…
تَمنَّتِ اللُّجْمَ فِيْهَا رُتْبَةَ الخُطُمِ
قَرَّبْنَ بَعْد مَزَار العزِّ مِنْ نَظرِي
…
حَتَّى رَأَيْتُ إِمَام الْعَصْر مِنْ أَممِ
فَهَلْ درَى البَيْتُ أَنِّي بَعْد فُرقتِه
…
مَا سرتُ مِنْ حرمٍ إِلَاّ إِلَى حرمِ؟
حَيْثُ الخِلَافَةُ مضروبٌ سُرَادِقُهَا
…
بَيْنَ النَّقِيضَيْنِ مِنْ عَفْوٍ وَمِنْ نِقَمِ
وَلِلإِمَامَةِ أَنوَارٌ مُقَدَّسَةٌ
…
تَجْلُو البَغِيضَيْنِ مِنْ ظُلْمٍ وَمِنْ ظُلَمِ
وَللنُّبُوَّةِ آيَات تَنصُّ (2) لَنَا
…
عَلَى الخَفِيَّيْنِ مِنْ حُكْمٍ وَمِنْ حِكَمِ
وَللمَكَارِمِ أَعْلَامٌ تُعلِّمنَا
…
مَدحَ الجَزِيلَيْنِ مِنْ بَأْسٍ وَمِنْ كَرَمِ
= الزمان 8 / 189 - 191، الروضتين 1 / 219 - 277، وفيات الأعيان 3 / 431 - 436، مفرج الكروب 1 / 212 - 216 و243 - 246 و251 - 257، المختصر 3 / 54، 55، العبر 4 / 208، دول الإسلام 2 / 84، تتمة المختصر 2 / 126، 127، طبقات الاسنوي 2 / 565 - 568، البداية والنهاية 12 / 276، 277، صبح الاعشى 3 / 526، السلوك 1 / 53، النجوم الزاهرة 6 / 70، 71 و73، حسن المحاضرة 1 / 406، كشف الظنون: 1777، شذرات الذهب 4 / 234، 235، معجم المطبوعات: 1377 - 1379، تاريخ بروكلمان 6 / 80 - 82، وقد ألف الدكتور ذو النون المصري كتاب " عمارة اليمني " طبع سنة 1966 م.
(1)
قال العلامة أبو شامة في " الروضتين " 1 / 227: وعندي في قوله الحمد للعيس - وإن كانت القصيدة فائقة - نفرة عظيمة، فإنه أقام ذلك مقام قولنا: الحمد لله، ولا ينبغي أن يفعل ذلك مع غير الله عزوجل، فله الحمد وله الشكر، فهذا اللفظ كالمتعين لجهة الربوبية المقدسة، وعلى ذلك اطراد استعمال السلف والخلف رضي الله عنهم. اه.
وقد قال مثل هذا القول سبط ابن الجوزي في " مرآة الزمان " 8 / 189.
(2)
في " الروضتين ": تضئ.
وَلِلْعُلَى أَلسُنٌ تُثْنِي مَحَامِدُهَا
…
عَلَى الحَمِيدَيْنِ مِنْ فِعلٍ وَمِنْ شِيَمِ
مِنْهَا:
لَيْتَ الكَوَاكِبَ تدنُو لِي فَأَنظِمَهَا
…
عُقُودَ مدحٍ فَمَا أَرْضَى لَكُم كَلمِي (1)
ثُمَّ اسْتَوْطَنَ بَعْدُ مِصْر.
قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ (2) : كَانَ شَدِيد التَّعَصُّب لِلسُّنَّةِ، أَدِيْباً مَاهراً، رَائِجاً فِي الدَّوْلَة، ثُمَّ تَملك صَلَاح الدِّيْنِ، فَامْتَدَحه، ثُمَّ إِنَّهُ شرع فِي اتِّفَاقٍ مَعَ رُؤسَاء فِي إِعَادَة دَوْلَة العُبيديين، فَنُقل أَمرُهُم إِلَى صَلَاح الدِّيْنِ، فَشنقَ عُمَارَة فِي ثَمَانِيَةٍ، فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
وَقَدْ نُسِبَ إِلَى عُمَارَةَ بَيْتٌ، فَرُبَّمَا وُضِعَ عَلَيْهِ، فَأَفْتَوْا بِقَتْلِهِ، وَهُوَ:
قَدْ كَانَ أَوَّلُ هَذَا الأَمْرِ مِنْ رَجُلٍ
…
سَعَى إِلَى أَنْ دَعَوْهُ سَيِّدَ الأُمَمِ (3)
وَهُوَ مِنْ بَيْت إِمْرَة وَتَقدُّم، مِنْ تَهَائِمِ اليَمَن، مِنْ وَادِي وَسَاع، يَكُوْن عَنْ مَكَّةَ أَحَدَ عَشَرَ يَوْماً.
قَالَ عُمَارَةُ: كَانَ القَاضِي مُحَمَّد بن أَبِي عَقَامَةَ (4) الحفَائِلِي رَأْسُ أَهْل
(1) انظر القصيدة بتمامها في " الروضتين " 1 / 225، 226، و" وفيات الأعيان " 3 / 432، 433، وانظر قسما كبيرا منها في " طبقات " الاسنوي 2 / 566، 567.
(2)
في " وفيات الأعيان " 3 / 433 و434، 435، وانظر في سبب قتله " صبح الاعشى " 3 / 532.
(3)
البيت في " النكت العصرية " 352 - 355، و" الروضتين " 1 / 220، و" وفيات الأعيان " 3 / 435، و" مرآة الزمان " 8 / 190، و" البداية والنهاية " 12 / 276، و" النجوم الزاهرة " 6 / 70، وفيها:" الدين " بدل " الامر "، وفي " النكت العصرية " و" المرآة " و" النجوم ": وكان بدل قد كان، وهو من قصيدة يمدح بها شمس الدولة تورانشاه، ويحرضه على أخذ اليمن، ومطلعها:
العلم مذ كان محتاج إلى العلم * وشفرة السيف تستغني عن القلم
(4)
المتوفى سنة 554. انظر " النجوم الزاهرة " 5 / 330، 331.
العِلْمِ وَالأَدب بِزَبِيْدَ يَقُوْلُ لِي:
أَنْتَ خَارِجِيُّ هَذَا الوَقْت وَسَعيدُه، لأَنَّك أَصْبَحتَ تُعدّ مِنْ أَكَابِر التُّجَّار وَأَهْل الثَّروَة، وَمِنْ أَعْيَانِ الفُقَهَاء الَّذِيْنَ أَفتَوا، وَمِنْ أَفْضَلِ أَهْلِ الأَدب، فَهَنِيئاً لَكَ.
وَحَكَى عُمَارَةُ: أَنَّ الصَّالِح بنَ رُزِّيْكٍ فَاوَضَه، وَقَالَ: مَا تَعتقدُ فِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ؟
قُلْتُ: أَعْتَقِد أَنَّه لَولَاهُمَا لَمْ يَبْقَ الإِسْلَامُ عَلَيْنَا وَلَا عَلَيْكُم، وَأَنَّ مَحَبَّتَهُمَا وَاجِبَة.
فَضَحِكَ، وَكَانَ مُرتَاضاً حصيفاً، قَدْ سَمِعَ كَلَام فُقَهَاءِ السُّنَّة.
قُلْتُ: هَذَا حِلمٌ مِنَ الصَّالِح عَلَى رَفضِه.
وَلِعُمَارَةَ فِيْهِ:
وَلَوْ لَمْ يَكُنْ يَدْرِي (1) بِمَا جَهلَ الورَى
…
مِنَ الفَضْلِ لَمْ تَنفُقْ عَلَيْهِ (2) الفَضَائِلُ
لَئِنْ كَانَ مِنَّا قَابَ قوسٍ فَبَينَنَا
…
فَرَاسخُ مِنْ إِجْلَالِهِ وَمَرَاحِلُ (3)
وَلَهُ:
لِي فِي هَوَى (4) الرَّشَأِ العُذْرِيِّ أَعذَارُ
…
لَمْ يَبْقَ لِي مُذْ أَقرَّ الدَّمْعُ إِنْكَارُ
لِي فِي القُدودِ وَفِي لَثمِ الخُدودِ وَفِي
…
ضَمِّ النُّهودِ لُبَانَاتٌ وَأَوطَارُ
هَذَا اخْتيَارِي فَوَافِقْ إِن رَضِيتَ بِهِ
…
أَوْ لَا فَدَعْنِي وَمَا أَهوَى وَأَختَارُ
لُمْنِي جُزَافاً وَسَامِحنِي مُصَارفَةً
…
فَالنَّاسُ فِي دَرَجَاتِ الحُبِّ أَطوَارُ (5)
(1) في " الروضتين ": أدرى.
(2)
في " الروضتين ": لديه.
(3)
البيتان في " الروضتين " 1 / 226.
(4)
في " النكت العصرية ": ما عن هوى.
(5)
الابيات في " النكت العصرية " 265، و" الروضتين " 1 / 225، والثلاثة الأولى منها في " الكامل " 11 / 401، و" البداية " 12 / 276.