الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(سُلْوَانِ المطَاعِ فِي عُدوَانِ الأَتْبَاعِ) وَكِتَابِ (شَرحِ المَقَامَاتِ (1)) .
وَكَانَ قصِيْراً، لَطيف الشّكلِ، وَلَهُ نَظْمٌ (2) وَفَضَائِل.
سكن حَمَاةَ، وَنَشَأَ بِمَكَّةَ، وَأَكْثَرَ الأَسفَارَ.
وَكَانَ فَقِيْراً، أَخَذَ بِنْتَهُ زَوْجُهَا، فَبَاعَهَا فِي بَعْضِ البِلَادِ (3) .
مَاتَ: سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، بِحَمَاةَ.
337 - ابْنُ الخَشَّابِ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَحْمَدَ البَغْدَادِيُّ *
الشَّيْخُ، الإِمَامُ، العَلَاّمَةُ، المُحَدِّثُ، إِمَامُ النَّحْوِ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ نَصْرٍ البَغْدَادِيُّ، ابْنُ الخَشَّابِ، مَنْ يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي العَرَبِيَّةِ، حَتَّى قِيْلَ: إِنَّهُ بَلَغَ رُتْبَةَ أَبِي عَلِيٍّ الفَارِسِيِّ.
(1) انظر نسخه الخطية في " تاريخ " بروكلمان 5 / 147.
وله أيضا شرح " درة الغواص " للحريري. انظر بروكلمان 5 / 152.
وله مؤلفات كثيرة، انظرها في " معجم الأدباء " 19 / 48، 49، و" هدية العارفين " 2 / 96.
(2)
أورد منه ابن خلكان قوله: على قدر فضل المرء تأتي خطوبه * ويعرف عند الصبر فيما يصيبه ومن قل فيما يتقيه اصطباره * فقد قال فيما يرتجيه نصيبه (3) انظر " وفيات الأعيان " 4 / 397، و" الوافي " 1 / 141.
(*) خريدة القصر 1 / 82، المنتظم 10 / 238، 239، معجم الأدباء 12 / 47 - 53، الكامل 11 / 375، 376، إنباه الرواة 2 / 99 - 103، مرآة الزمان 8 / 180، وفيات الأعيان 3 / 102 - 104، المختصر في أخبار البشر 3 / 52، العبر 4 / 196، 197، تلخيص ابن مكتوم: 88، 89، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: 134 - 136، تتمة المختصر 2 / 124، مسالك الابصار ج 4 م 2 / 311 - 316، مرآة الجنان 3 / 381، 382، البداية والنهاية 12 / 269، ذيل طبقات الحنابلة 1 / 316، 323، طبقات ابن قاضي شهبة 2 / 17 - 20، النجوم الزاهرة 6 / 65، بغية الوعاة 2 / 29 - 31، كشف الظنون: 108، 602 وغيرها، شذرات الذهب 4 / 220 - 222، الفلاكة والمفلوكون 78، 79، هدية العارفين 1 / 456، معجم المطبوعات: 93، تاريخ بروكلمان 5 / 167 - 169.
وُلِدَ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي القَاسِمِ عَلِيّ بن الحُسَيْنِ الرَّبَعِيّ، وَأُبَيٍّ النَّرْسِيّ، وَيَحْيَى بن عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ مَنْدَةَ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ البَارع، وَأَبِي غَالِبٍ البَنَّاءِ، وَهِبَة اللهِ بن الحُصَيْنِ، وَعِدَّةٍ.
وَقرَأَ كَثِيْراً، وَحصَّل الأُصُوْلَ.
وَأَخَذَ الأَدَبَ عَنْ: أَبِي عَلِيٍّ بنِ المُحَوَّلِ شَيْخِ اللُّغَةِ، وَأَبِي السَّعَادَاتِ بن الشَّجَرِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ أَبِي زَيْدٍ الفَصِيْحِيِّ، وَأَبِي مَنْصُوْرٍ مَوْهُوْبِ بنِ الجَوَالِيْقِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ جَوَامرد النَّحْوِيِّ.
وَفَاقَ أَهْلَ زَمَانِهِ فِي علمِ اللِّسَانِ، وَكَتَبَ بِخَطِّهِ المَلِيْحِ المَضْبُوْطِ شَيْئاً كَثِيْراً، وَبَالَغَ فِي السَّمَاعِ حَتَّى قَرَأَ عَلَى أَقْرَانِهِ، وَحصَّلَ مِنَ الكُتُبِ شَيْئاً لَا يُوْصَفُ، وَتَخَرَّجَ بِهِ فِي النَّحْوِ خَلقٌ.
حَدَّثَ عَنْهُ: السَّمْعَانِيّ، وَأَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ، وَالحَافِظ عَبْد الغَنِيِّ، وَالشَّيْخ المُوَفَّق، وَأَبُو البَقَاءِ العُكْبَرِيّ، وَمُحَمَّد بن عِمَاد، وَفَخْر الدِّيْنِ بنُ تَيْمِيَةَ، وَمَنْصُوْر بن أَحْمَدَ بنِ المُعَوّجِ (1) .
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: هُوَ شَابّ كَامِل فَاضِل، لَهُ مَعْرِفَةٌ تَامَّة بِالأَدب وَاللُّغَة وَالنَّحْو وَالحَدِيْث، يَقْرَأُ الحَدِيْث قِرَاءة حَسَنَة صَحِيْحَة سرِيعَة مَفْهُوْمَة، سَمِعَ الكَثِيْر، وَحصَّل الأُصُوْل مِنْ أَيِّ وَجهٍ، كَانَ يَضنُّ بِهَا، سَمِعْتُ بقِرَاءتِه كَثِيْراً، وَكَانَ يُدِيْم القِرَاءة طُول النَّهَارِ مِنْ غَيْرِ فُتُورٍ، سَمِعْتُ أَبَا شُجَاعٍ البِسْطَامِيَّ يَقُوْلُ:
قَرَأَ عَلَيَّ ابنُ الخَشَّابِ (غَرِيْبَ الحَدِيْثِ) لأَبِي مُحَمَّدٍ
(1) تقدم التعريف به في حواشي ترجمة ابن خضير رقم (306) .
القُتَبِيِّ (1) قِرَاءةً مَا سَمِعْتُ قَبْلَهَا مِثْلَهَا فِي الصِّحَّةِ وَالسُّرعَةِ، وَحضَر جَمَاعَة مِنَ الفُضَلَاءِ، فَكَانُوا يُرِيْدُوْنَ أَنْ يَأْخُذُوا عَلَيْهِ فَلْتَةَ لِسَانٍ، فَمَا قَدَرُوا.
وَقَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: أَخَذَ ابْنُ الخَشَّابِ الحِسَابَ وَالهَنْدَسَة عَنْ أَبِي بَكْرٍ قَاضِي المَرَسْتَان، وَأَخَذَ الفَرَائِض عَنْ أَبِي بَكْرٍ المَزْرَفِيّ (2) ، وَكَانَ ثِقَةً، وَلَمْ يَكُنْ فِي دِيْنِهِ بِذَاكَ، وَقَرَأْتُ بِخَطِّ الشَّيْخ المُوَفَّق:
كَانَ ابْنُ الخَشَّاب إِمَامَ أَهْل عصرِه فِي عِلمِ العَرَبِيَّة، حَضَرتُ كَثِيْراً مِنْ مَجَالِسِهِ، وَلَمْ أَتَمَكَّنْ مِنَ الإِكثَارِ عَنْهُ لِكَثْرَة الزِّحَامِ عَلَيْهِ، وَكَانَ حَسَنَ الكَلَامِ فِي السُّنَّةِ وَشَرحِهَا (3) .
قَالَ ابْنُ الأَخْضَرِ: كُنْت عِنْدَهُ وَعِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الحَنَابِلَةِ، فَسَأَلَهُ مَكِّيٌّ الغَرَّادُ (4) : هَلْ عِنْدَكَ كِتَابُ (الجِبَالِ) ؟
فَقَالَ: يَا أَبْلَهُ! مَا تَرَاهُم حَوْلِي (5) ؟
(1) هو أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، الامام الأديب الشهير، المتوفى سنة 276 هـ، وهو مترجم في الجزء (13) برقم (138) وقد تحرفت هذه النسبة في " طبقات " ابن رجب 1 / 317 إلى " المقتفي " وجاءت العبارة فيه موهمة أن المقتفي سمع " غريب الحديث " على ابن الخشاب.
وانظر " إنباه الرواة " 2 / 101، 102، و" المستفاد ":136.
(2)
بفتح الميم وسكون الزاي وفتح الراء وفي آخرها فاء، نسبة إلى المزرفة، وهي قرية كبيرة بالقرب من بغداد، تحرفت في " معجم الأدباء " 12 / 49 إلى " المرزوقي "، وتصحفت في " بغية الوعاة " 2 / 29 إلى " المزرقي " بالقاف، انظر " المشتبه " 587، و" تبصير المنتبه " 4 / 1361، و" اللباب " 3 / 203، و" استدراك " ابن نقطة: باب المزرفي والمزرفن، وفيه ترجمته.
(3)
انظر " طبقات " ابن رجب 1 / 316، 317.
وقال ابن رجب 1 / 319: وكان الحافظ أبو محمد الاخضر يقول في روايته عنه: حدثنا حجة الإسلام أبو محمد بن الخشاب، وكذلك يقول الشيخ موفق الدين المقدسي في تصانيفه حين يروي عن ابن الخشاب.
وكان ثقة في الحديث والنقل، صدوقا حجة نبيلا.
(4)
ضبطه المؤلف في " المشتبه " 450 بالغين المعجمة والراء المشددة وبعد الالف دال، وقد تصحف في " طبقات " ابن رجب 1 / 321 إلى " القراد " بالقاف، وتصحف فيه أيضا كتاب " الجبال " إلى " الخيال ".
(5)
انظر " معجم الأدباء " 12 / 50، و" بغية الوعاة " 2 / 30.
وَقِيْلَ: إِنَّهُ سُئِلَ: أَيُمَدُّ القَفَا أَوْ يُقْصَرُ؟
فَقَالَ: يُمدُّ، ثُمَّ يُقْصَرُ.
وَكَانَ مَزَّاحاً (1) .
وَقِيْلَ: عرضَ اثْنَانِ عَلَيْهِ شِعراً لَهُمَا، فَسَمِعَ لِلأَوَّلِ، ثُمَّ قَالَ: أَنْتَ أَردَأُ شِعراً مِنْهُ.
قَالَ: كَيْفَ تَقُوْلُ هَذَا وَلَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ الآخَرِ؟!
قَالَ: لأَنَّ هَذَا لَا يَكُوْنُ أَردَأَ (2) .
وَقَالَ لِرَجُلٍ: مَا بِكَ؟
قَالَ: فُؤَادِي.
قَالَ: لَوْ لَمْ تَهَمْزِهُ، لَمْ يُوْجِعْكَ.
قَالَ حَمْزَةُ بنُ القُبَّيْطِيِّ: كَانَ ابْنُ الخَشَّاب يَتعمَّمُ بِالعِمَامَةِ، وَتبَقَى مُدَّةً حَتَّى تَسوَدَّ وَتَتَقَطَّعَ مِنَ الوَسَخِ، وَعَلَيْهَا ذَرَقُ العَصَافِيْرِ (3) .
وَقَالَ ابْنُ الأَخْضَر: مَا تَزَوَّجَ ابْنُ الخَشَّاب وَلَا تَسَرَّى، وَكَانَ قَذِراً يَسْتَقِي بِجَرَّةٍ مَكْسُوْرَةٍ، عُدنَاهُ فِي مَرَضِهِ، فَوَجَدنَاهُ بِأَسوَأِ حَالٍ، فَنقَلَهُ القَاضِي أَبُو القَاسِمِ بنُ الفَرَّاء إِلَى دَارِهِ، وَأَلْبَسَه ثَوْباً نَظيفاً، وَأَحضر الأَشْرِبَة وَالمَاوردَ، فَأَشْهَدنَا بِوقْفِ كُتُبِهِ، فَتفرَّقَتْ، وَبَاع أَكْثَرَهَا أَوْلَادَ العَطَّارِ حَتَّى بَقِيَ عُشرُهَا، فَتُرِكَ بِرِباطِ المَأْمُوْنِيَّةِ (4) .
قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ (5) : كَانَ بَخِيلاً مُتَبذِّلاً، يَلعب بِالشطرنجِ عَلَى الطَّرِيْقِ، وَيَقفُ عَلَى المُشَعْوِذِ، وَيَمزَحُ، أَلَّفَ فِي الردِّ عَلَى الحَرِيْرِيِّ فِي
(1) انظر " معجم الأدباء " 12 / 51، و" طبقات " ابن رجب 1 / 320، و" بغية الوعاة " 2 / 30.
(2)
انظر " طبقات " ابن رجب 1 / 321.
(3)
انظر " معجم الأدباء " 12 / 51، و" طبقات " ابن رجب 1 / 320.
(4)
انظر " طبقات " ابن رجب 1 / 319.
(5)
انظر " المستفاد من ذيل تاريخ بغداد " 135، و" إنباه الرواة " 2 / 99، و" معجم الأدباء " 12 / 50.
(مَقَامَاتِهِ (1)) ، وَشَرَحَ (اللُّمَعَ) ، وَصَنَّفَ فِي الردِّ عَلَى أَبِي زَكَرِيَّا التِّبْرِيْزِيّ (2) .
قَالَ القِفْطِيُّ (3) : عِبَارتُه أَجْوَدُ مِنْ قَلمِهِ، وَكَانَ ضيق العَطَن، مَا كَمَّل تَصنِيفاً.
قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: سَمِعْتُ المُبَارَك بن المُبَارَكِ النَّحْوِيّ يَقُوْلُ:
كَانَ ابْنُ الخَشَّاب إِذَا نُودِي عَلَى كِتَاب، أَخَذَهُ وَطَالَعَه، وَغلَّ وَرقه، ثُمَّ يَقُوْلُ: هُوَ مَقْطُوْع، فَيَشْتَرِيهِ بِرخص.
قُلْتُ: لَعَلَّهُ تَابَ، فَقَدْ قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي الفَرَجِ الجُبَّائِيّ (4) : رَأَيْتُ ابْنَ الخَشَّاب وَعَلَيْهِ ثِيَاب بيضٌ، وَعَلَى وَجهه نورٌ، فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ؟
قَالَ: غَفَر لِي، وَدَخَلتُ الجَنَّة، إِلَاّ أَنَّ اللهَ أَعرضَ عَنِّي وَعَنْ كَثِيْر مِنَ العُلَمَاءِ مِمَّنْ لَا يَعمَلُ (5) .
مَاتَ: فِي ثَالِث رَمَضَانَ، سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
(1) طبعت استدراكاته هذه باستانبول سنة 1328 هـ، وطبعت ملحقة بمقامات الحريري في مصر سنة 1329 هـ ومعها كتاب " انتصار " ابن بري للحريري.
(2)
وصنف أيضا كتاب " المرتجل " شرح " الجمل " للجرجاني (في " معجم الأدباء " و" طبقات " ابن رجب: للزجاجي، وهو خطأ) لكنه ترك أبوابا من وسط الكتاب ما تكلم عليها، كما أنه لم يتم شرح " اللمع "، وله كتاب " الرد على ابن بابشاذ " (في " طبقات " ابن رجب: نادستاد، وهو خطأ) انظر بقية تصانيفه في " معجم الأدباء " 12 / 51، 52، و" إنباه الرواة " 2 / 100، و" هدية العارفين " 1 / 456.
وانظر النسخ الخطية لبعضها في " تاريخ " بروكلمان 5 / 168، 169.
(3)
في " إنباه الرواة " 2 / 99، 100.
(4)
تصحفت هذه النسبة في " المنتطم " 10 / 238 إلى " الجياني " وقد تقدم ضبطها في الصفحة 434 تعليق رقم (1) في ترجمة الرستمي رقم (283) .
(5)
انظر " المنتظم " 10 / 238، 239، و" معجم الأدباء " 12 / 52، و" طبقات " ابن رجب 1 / 222، 223.