الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المُهْتَدِي بِاللهِ، وَالصَّرِيْفِيْنِيَّ.
وَعَنْهُ: السِّلَفِيُّ، وَالسَّمْعَانِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ (1) ، وَعَبْدُ المُجِيْبِ بنُ زُهَيْرٍ، وَمَحَاسِنُ بنُ أَبِي بَكْرٍ، وَضِيَاءُ بنُ جَنْدَلٍ، وَالتَّاجُ الكِنْدِيُّ، وَخَلْقٌ.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: دَيِّنٌ خَيِّرٌ صَالِحٌ، مِنْ بَيْتِ الحَدِيْثِ، جَرَى أَمرُه عَلَى سَدَادٍ وَاسْتِقَامَةٍ، مَاتَ بِالحَرْبِيَّةِ، فِي رَجَبٍ، سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: آخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ طُلَيْبٍ.
39 - القَاضِي الزَّكِيُّ أَبُو المُفَضَّلِ يَحْيَى بنُ عَلِيٍّ القُرَشِيُّ *
الشَّيْخُ، الإِمَامُ، الفَقِيْهُ الكَبِيْرُ، القَاضِي، أَبُو المُفَضَّلِ (2) يَحْيَى بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ القُرَشِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ، الشَّافِعِيُّ، وَيَعْرِفُ فِي وَقْتِهِ: بِابْنِ الصَّائِغِ.
قَالَ سِبْطُه حَافِظُ الشَّامِ أَبُو القَاسِمِ: قَالَ لِي: إِنَّهُ وُلِدَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
سَمِعَ: عَبْدَ العَزِيْزِ بنَ أَحْمَدَ الكَتَّانِيَّ، وَالحَسَنَ بنَ عَلِيِّ بنِ البُرِّيِّ، وَحَيْدَرَةَ بنَ عَلِيٍّ، وَعَبْدَ الرَّزَّاقِ بنَ الفُضَيْلِ، وَأَبَا القَاسِمِ بنَ أَبِي العَلَاءِ.
وَارْتَحَلَ إِلَى بَغْدَادَ، فَسَمِعَ بِهَا، وَتَفَقَّهَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الشَّاشِيِّ، وَبِدِمَشْقَ
(1) انظر " مشيخة " ابن عساكر 89 / 1.
(*) الكامل لابن الأثير 11 / 77، مرآة الزمان 8 / 106، العبر 4 / 93، طبقات السبكي 7 / 334، 335، طبقات الاسنوي 2 / 141، 142، النجوم الزاهرة 5 / 266، الثغر البسام: 44، شذرات الذهب 4 / 105.
(2)
في جميع مصادر الترجمة المثبتة: أبو الفضل، بدون ميم أوله.
عَلَى القَاضِي المَرْوَزِيِّ، وَالفَقِيْهِ نَصْرٍ.
وَكَانَ عَالِماً بِالعَرَبِيَّةِ، نَابَ فِي القَضَاءِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ البَلَاسَاغُوْنِيِّ (1) ، ثُمَّ عَنْ أَبِي سَعْدٍ مُحَمَّدِ بنِ نَصْرٍ الهَرَوِيِّ، ثُمَّ قُتِلَ الهَرَوِيُّ، وَحَجَّ جَدِّي، فَكَانَ وَلَدُهُ القَاضِي أَبُو المَعَالِي (2) هُوَ الحَاكِمَ
…
إِلَى أَنْ قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً، حُلوَ المُحَاضَرَةِ، فَصِيْحاً، أَخْبَرَنَا جَدِّي، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بِقِرَاءةِ أَبِي الفَرَجِ الحَنْبَلِيِّ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ
…
، فَذَكَرَ حَدِيْثاً.
قُلْتُ: وَرَوَى عَنْهُ: نَافِلتُهُ أَبُو القَاسِمِ (3) بنُ الحَافِظُ (4) ، وَعَبْدُ الخَالِقِ بنُ أَسَدٍ، وَدُفنَ عِنْدَ مَسْجِدِ القَدَمِ (5) ، فِي الخَامِسِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
40 -
الفُضَيْلِيُّ أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ الفُضَيْلِ*
الشَّيْخُ الجَلِيْلُ، مُسْنِدُ هَرَاةَ، أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ الفُضَيْلِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الفُضَيْلِ الأَنْصَارِيُّ، الفُضَيْلِيُّ، الهَرَوِيُّ، المُزَكِّي.
(1) بالسين المهملة والغين المعجمة، نسبة إلى بلاساغون: بلدة من ثغور الترك وراء نهر سيحون قريبة من كاشغر.
انظر " الأنساب " 2 / 351 و" معجم البلدان " 1 / 476، وفيهما ترجمة أبي عبد الله البلاساغوني هذا وفي الأصل البلاشاغوني بالمعجمة.
(2)
سترد ترجمته في هذا الجزء برقم (82) .
(3)
انظر " مشيخة " ابن عساكر 179 / 1. والنافلة: ولد الولد.
(4)
كذا الأصل وهو خطأ، والصواب حذف لفظ " بن " قبل لفظ " الحافظ " أو إثبات لفظ " عساكر " بدل لفظ " الحافظ ".
(5)
والقدم قرية تقع جنوبي دمشق بعد حي الميدان. انظر " ثمار المقاصد في ذكر المساجد " ص 244، 245.
(*) التحبير 2 / 94 - 96، الأنساب 9 / 315، العبر 4 / 93، ملخص تاريخ الإسلام: الورقة 13، بغية الوعاة 1 / 55، شذرات الذهب 4 / 105.
سَمِعَ: مُحَلَّمَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ الضَّبِّيَّ، وَأَبَا عُمَرَ عَبْدَ الوَاحِدِ بنَ أَحْمَدَ المَلِيْحِيَّ، وَسَعِيْدَ بنَ أَبِي سَعِيْدٍ العَيَّارَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: السَّمْعَانِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَأَبُو رَوْحٍ عَبْدُ المُعِزِّ، وَجَمَاعَتُهُ.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ فِي (تَحْبِيْرِهِ (1)) : أَملَى مُدَّةً بِجَامِعِ هَرَاةَ، وَأَجَازَ لِي، وَوَرَدَ مَرْوَ وَأَنَا بِالعِرَاقِ.
قُلْتُ: فَمَاتَ غَرِيْباً بِمَرْوَ، فِي صَفَرٍ، سَنَةَ أَرْبَعٍ (2) وَثَلَاثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
وَمِنْ مَرْوِيَّاتِهِ (صَحِيْحُ البُخَارِيِّ)، سَمِعَهُ مِنَ: المَلِيْحِيِّ، عَنِ النُّعَيْمِيِّ، عَنِ الفَرَبْرِيِّ، عَنْهُ.
وَفِيْهَا مَاتَ: أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ المُؤَمِّلِ الغَزَّالُ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ طَاهِرٍ الخُشُوْعِيُّ (3) وَالِدُ بَرَكَاتٍ (4) ، وَشَاعِرُ الأَنْدَلُسِ جَعْفَرُ (5) بنُ مُحَمَّدِ بنِ شَرَفٍ الوَزِيْرُ، وَالقَاضِي أَبُو المُظَفَّرِ شَبِيْبُ بنُ الحُسَيْنِ البَرُوْجِرْدِيُّ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي حِكِيْمٍ الخَبْرِيِّ (6) ، وَأَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مَحْمُوْدٍ السَّرْخَسِيُّ السره مرد، وَأَبُو
(1) 2 / 95.
(2)
ذكر السيوطي وفاته سنة سبع.
(3)
نسبة إلى الخشوع في الصلاة.
قال ابن عساكر في ترجمة طاهر بن بركات بن إبراهيم الخشوعي: وسألت ابنه لم سموا الخشوعيين؟ فقال: كان جدنا الأعلى يؤم الناس، فتوفي في المحراب، فسمي الخشوعي.
انظر " تهذيب ابن عساكر " 7 / 47.
(4)
ستأتي ترجمة بركات بن إبراهيم بن طاهر الخشوعي هذا في الجزء الحادي والعشرين برقم (186) .
(5)
مترجم في الصلة 1 / 130، بغية الملتمس: 256، الوافي بالوفيات 11 / 149، بغية الوعاة 1 / 486.
(6)
بفتح الخاء المعجمة وسكون الباء الموحدة بعدها الراء المهملة، نسبة إلى خبر، وهي قرية بنواحي شيراز بن فارس.
وفاطمة هذه لها ترجمة في هذه النسبة في " الأنساب " 5 / 39، 40.
القَاسِمِ يَحْيَى بنُ بِطْرِيْقٍ (1) بِدِمَشْقَ، وَالقَاضِي يَحْيَى بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ القُرَشِيُّ (2) .
41
- يُوْسُفُ بنُ أَيُّوْبَ * بنِ يُوْسُفَ بنِ حُسَيْنِ بنِ وَهْرَةَ (3) الهَمَذَانِيُّ
الإِمَامُ، العَلَمُ، الفَقِيْهُ، القُدْوَةُ، العَارِفُ، التَّقِيُّ، شَيْخُ الإِسْلَامِ، أَبُو يَعْقُوْبَ الهَمَذَانِيُّ (4) ، الصُّوْفِيُّ، شَيْخُ مَرْوَ.
وُلِدَ: فِي حُدُوْدِ سَنَةِ أَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَقَدِمَ بَغْدَادَ شَابّاً أَمردَ، وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي جَعْفَرٍ بنِ المُسْلِمَةِ، وَعَبْدِ الصَّمَدِ بنِ المَأْمُوْنِ، وَابْنِ المُهْتَدِي بِاللهِ، وَأَبِي بَكْرٍ الخَطِيْب، وَابْنِ هَزَارْمَرْدَ، وَابْنِ النَّقُّوْرِ، وَعِدَّةٍ.
وَسَمِعَ بِأَصْبَهَانَ مِنْ: حَمْدِ بنِ وَلْكِيْزَ، وَطَائِفَةٍ.
وَبِبُخَارَى مِنْ: أَبِي الخَطَّابِ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الطَّبَرِيِّ.
وَبِسَمَرْقَنْدَ مِنْ: أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الفَضْلِ الفَارِسِيِّ.
وَكَتَبَ الكَثِيْرَ، وَعُنِيَ بِالحَدِيْثِ، وَأَكْثَرَ التِّرحَالَ، لَكِنْ تَفرَّقَتْ أَجزَاؤُه
(1) تقدمت ترجمته برقم (31) .
(2)
تقدمت ترجمته برقم (39) .
(*) الأنساب 2 / 330 (البوزنجردي) ، المنتظم 9 / 171 و10 / 94، 95، اللباب 1 / 186، الكامل 11 / 80، مرآة الزمان 8 / 109، وفيات الأعيان 7 / 78 - 81، العبر 4 / 97، دول الإسلام 52 / 55، مرآة الجنان 3 / 264، 265، طبقات الاسنوي 2 / 531، البداية والنهاية 12 / 218، ملخص تاريخ الإسلام: ق 21، النجوم الزاهرة 5 / 268، طبقات الشعراني 1 / 159، شذرات الذهب 4 / 110، هدية العارفين 2 / 552، جامع كرامات الأولياء 2 / 289 - 291.
(3)
ضبط في الأصل بفتح الواو وسكون الهاء، وضبطه ابن خلكان 7 / 80 بفتحهما وقد تحرف في " البداية " إلى زهرة بالزاي بدل الواو.
(4)
زاد السمعاني نسبة: البوزنجردي، وفيها ترجمة، وهي نسبة إلى بوزنجرد من قرى همذان، فيها ولد، وقد تحرفت في " الكامل " إلى بروجرد.
بَيْنَ الكُتُبِ، فَمَا كَانَ يَتفرَّغُ لإِخرَاجِهَا، كَانَ مَشْغُوْلاً بِالعِبَادَةِ، مِنْ أَوْلِيَاءِ اللهِ.
قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: هُوَ الإِمَامُ، الوَرِعُ، التَّقِيُّ، النَّاسكُ، العَامِلُ بِعِلْمِه، وَالقَائِمُ بِحقِّهِ، صَاحِبُ الأَحْوَالِ وَالمَقَامَاتِ، انتَهتْ إِلَيْهِ تَربِيَةُ المُرِيْدِينَ الصَّادِقِينَ، وَاجتَمَعَ فِي رِبَاطِهِ جَمَاعَةٌ مِنَ المُنْقَطِعِينَ إِلَى اللهِ مَا لَا يُتَصَوَّرُ أَنْ يَكُوْنَ فِي غَيْرِهِ مِنَ الرُّبُطِ مِثْلُهُم، وَكَانَ عُمُرَهُ عَلَى طَرِيقَةٍ مَرضِيَّةٍ، وَسَدَادٍ وَاسْتقَامَةٍ، سَارَ مِنْ قَرْيَتِه إِلَى بَغْدَادَ، وَقصَدَ الشَّيْخَ أَبَا إِسْحَاقَ، فَتفقَّه عَلَيْهِ، وَلَازَمَه مُدَّةً حَتَّى بَرَعَ، وَفَاقَ أَقرَانَه، خُصُوْصاً فِي عِلمِ النَّظَرِ، وَكَانَ أَبُو إِسْحَاقَ يُقدِّمُه عَلَى عِدَّةٍ مَعَ صِغَرِ سِنِّهِ؛ لِعِلمِهِ بِحُسنِ سِيرَتِه وَزُهْدِهِ، ثُمَّ تَركَ كُلَّ مَا كَانَ فِيْهِ مِنَ المُنَاظرَةِ، وَاشْتَغَلَ بِالعِبَادَة، وَدَعوَةِ الخَلقِ وَإِرشَادِ الأَصْحَابِ، أَخرَجَ لَنَا أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِيْنَ جُزْءاً سَمِعْنَاهَا، وَقَدْ قَدِمَ بَغْدَادَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَظَهَرَ لَهُ قَبُولٌ تَامٌّ، وَوَعَظَ، وَازْدَحَمُوا عَلَيْهِ، ثُمَّ رَجَعَ، وَسَكَنَ مَرْوَ، ثُمَّ سَارَ إِلَى هَرَاةَ، وَأَقَامَ بِهَا مُدَّةً، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَرْوَ، ثُمَّ سَارَ إِلَى هَرَاةَ ثَانِياً (1) ، فَتُوُفِّيَ فِي الطَّرِيْقِ، بِقُرْبِ بَغْشُوْرَ (2)، سَمِعْتُ صَافِيَ بنَ عَبْدِ اللهِ الصُّوْفِيَّ يَقُوْلُ:
حَضَرتُ مَجْلِسَ يُوْسُفَ فِي النِّظَامِيَّةِ، فَقَامَ ابْنُ السَّقَّاءِ، فَآذَى الشَّيْخَ، وَسَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ، فَقَالَ: اجلِسْ، إِنِّيْ أَجِدُ مِنْ كَلَامِكَ رَائِحَةَ الكُفْرِ، وَلَعَلَّكَ تَمُوتُ عَلَى غَيْرِ الإِسْلَامِ. فَاتَّفَقَ أَنَّ ابْنَ السَّقَّاءِ
(1) في الأصل ثلاث كلمات مطموسة لم نتبينها، وقد استظهرناها كما أثبتنا من مصادر الترجمة، ونص كلام السمعاني - الذي اختصره الذهبي - فيما نقله ابن خلكان: نزل مرو وسكنها، وخرج إلى هراة، وأقام بها مدة، ثم سئل الرجوع إلى مرو في آخر عمره، فأجاب ورجع إليها، وخرج إلى هراة ثانيا، وعزم على الرجوع إلى مرو في آخر عمره، وخرج منها متوجها إلى مرو، فأدركته منيته.
(2)
ضبطها ابن خلكان بفتح الباء الموحدة وسكون الغين المعجمة وبعد الواو الساكنة راء، وقال: هي بليدة بخراسان بين مرو وهراة.
وانظر الخبر في " الوفيات " 7 / 79، 80.
ذَهَبَ فِي صُحْبَةِ رَسُوْلِ طَاغِيَةِ الرُّوْمِ، وَتَنَصَّرَ بِقُسْطَنْطِيْنِيَّةَ، وَسَمِعْتُ مَنْ أَثِقُ بِهِ: أَنَّ ابْنَيْ أَبِي بَكْرٍ الشَّاشِيِّ قَامَا فِي مَجْلِسِ وَعْظِهِ، وَقَالَا لَهُ: إِنْ كُنْتَ تَنْتَحِلُ مَذْهَبَ الأَشْعَرِيِّ، وَإِلَاّ فَانْزِلْ.
فَقَالَ: اقعُدَا، لَا مُتِّعْتُمَا بِشَبَابِكُمَا.
فَسَمِعْتُ جَمَاعَةً أَنَّهُمَا مَاتَا قَبْلَ أَنْ يَتَكَهَّلَا (1) .
وَسَمِعْتُ السَّيِّدَ إِسْمَاعِيْلَ بنَ عَوَضٍ العَلَوِيَّ، سَمِعْتُ يُوْسُفَ بنَ أَيُّوْبَ يَقُوْلُ لِلْفَصِيحِ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَخَرَجَ عَلَيْهِ، وَرَمَاهُ بِأَشيَاءَ -: هَذَا الرَّجُلُ يُقتَلُ، وَسَتَرَوْنَ ذَلِكَ.
فَكَانَ كَمَا جَرَى عَلَى لِسَانِه.
وَقَالَ جَدِّي أَبُو المُظَفَّرِ السَّمْعَانِيُّ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ العِرَاقِ مِثْلُ يُوْسُفَ الهَمَذَانِيِّ، وَقَدْ تَكَلَّمَ مَعَهُ فِي مَسْأَلَةِ البَيعِ الفَاسِدِ، فَجَرَى بَيْنَهُمَا سَبْعَةَ عَشَرَ مَجْلِساً فِي المَسْأَلَةِ
…
إِلَى أَنْ قَالَ أَبُو سَعْدٍ: سَمِعْتُ يُوْسُفَ الإِمَامَ يَقُوْلُ:
خَلَوتُ نُوَباً عِدَّةً، كُلُّ نَوْبَةٍ أَكْثَرُ مِنْ خَمْسِ سِنِيْنَ وَأَقلَّ، وَمَا كَانَ يَخْرُجُ حُبُّ المُنَاظَرَةِ وَالخِلَافِ مِنْ قَلْبِي، إِلَى أَنْ وَصَلتُ إِلَى فُلَانٍ السِّمْنَانِيِّ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ، خَرَجَ جَمِيْعُ ذَلِكَ مِنْ قَلْبِي، كَانَتِ المُنَاظَرَةُ تَقطَعُ عَلَيَّ الطَّرِيْقَ.
سُئِلَ أَبُو الحُسَيْنِ المَقْدِسِيُّ: هَلْ رَأَيْتَ وَلِيّاً للهِ؟
قَالَ: رَأَيْتُ فِي سِيَاحَتِي أَعْجَمِياً بِمَرْوَ يَعِظُ، وَيَدْعُو إِلَى اللهِ، يُقَالَ لَهُ: يُوْسُفُ.
قَالَ أَبُو سَعْدٍ: وَلَمَّا عَزَمتُ عَلَى الرِّحلَةِ، دَخَلتُ عَلَى شَيْخِنَا يُوْسُفَ مُودِّعاً، فَصَوَّبَ عَزمِي، وَقَالَ: أُوصِيكَ: لَا تَدْخُلْ عَلَى السَّلَاطِينِ، وَأَبصِرْ مَا تَأْكُلُ لَا يَكُوْنُ حَرَاماً.
قُلْتُ: وَرَوَى عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ ابْنُ عَسَاكِرَ، وَأَبُو رَوْحٍ عَبْدُ المُعِزِّ، وَجَمَاعَةٌ.
(1) الخبر في " المنتظم " 9 / 171، و" وفيات الأعيان " 7 / 78، 79، و" طبقات " الاسنوي 2 / 532.