الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السُّلْطَانِ مُسْتجيراً بِهَا لأَمرٍ خَافَهُ، وَنَاب فِي الوزَارَةِ قَاضِي القُضَاةِ الزَّيْنَبِيُّ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِيْنَ.
ثُمَّ اسْتوزَرَ المُقْتَفِي ابْنَ جَهِيرٍ (1) ، ثُمَّ قَدِمَ السُّلْطَانُ مَسْعُوْدٌ بَغْدَادَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِيْنَ، وَلَزِمَ ابْنُ طِرَادٍ بَيْتَهُ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ عَلِيُّ بنُ طِرَادٍ صدراً، مَهِيْباً، وَقُوْراً، دقيقَ النَّظَرِ، حَادَّ الفرَاسَةِ، عَارِفاً بِالأُمُوْرِ السَّنِيَّةِ العِظَامِ، شُجَاعاً، جَرِيئاً، خلعَ الرَّاشدَ، وَجَمَعَ النَّاسَ عَلَى خَلعِهِ وَمُبَايعَةِ المُقْتَفِي فِي يَوْمٍ.
ثُمَّ إِنَّ المُقْتَفِي تَغَيَّرَ رَأْيُهُ فِيْهِ، وَهَمَّ بِالقبضِ عَلَيْهِ، فَالتَجَأَ إِلَى دَارِ السُّلْطَانِ.
فَلَمَّا قَدِمَ السُّلْطَانُ، أَمرَ بِحملِهِ إِلَى دَارِهِ مُكَرَّماً، فَاشْتَغَلَ بِالعِبَادَةِ، وَكَانَ كَثِيْرَ التِّلَاوَةِ وَالصَّلَاةِ، دَائِمَ البِشْرِ، لَهُ إِدرَارٌ عَلَى القُرَّاءِ وَالزُّهَّادِ.
قَرَأْتُ عَلَيْهِ الكَثِيْرَ، وَكَانَ يُكرمنِي غَايَةَ الإِكرَامِ، وَأَوّلُ مَا دَخَلتُ عَلَيْهِ فِي وَزَارتِهِ قَالَ: مَرْحَباً بصنعَةٍ لَا تَنفُقُ إِلَاّ عِنْدَ المَوْتِ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ الجِيْلِيُّ: مَاتَ الوَزِيْرُ شرفُ الدّينِ عَلِيُّ بنُ طِرَادٍ فِي مُسْتهلِّ رَمَضَانَ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَشَيَّعَهُ وَزِيْرُ الوَقْتِ أَبُو نَصْرٍ بنُ جَهِيْرٍ وَخَلَائِقُ رحمه الله.
91 - الزَّمَخْشَرِيُّ أَبُو القَاسِمِ مَحْمُوْدُ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدٍ *
العَلَاّمَةُ، كَبِيْرُ المُعْتَزِلَةِ، أَبُو القَاسِمِ مَحْمُوْدُ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدٍ
(1) سترد ترجمته برقم (190) .
(*) الأنساب 6 / 297، 298، نزهة الالبا: 391 - 393، المنتظم 10 / 112، معجم البلدان 3 / 147، معجم الأدباء 19 / 126 - 135، اللباب 2 / 74، الكامل 11 / 97، إنباه الرواة 3 / 265 - 272، وفيات الأعيان 5 / 168 - 174، المختصر في أخبار البشر 3 / 16، إشارة التعيين: الورقة 53، 54، البدر السافر ورقة 193، تاريخ الإسلام: وفيات 538، ميزان الاعتدال 4 / 78، العبر 4 / 106، دول الإسلام 2 / 56، تذكرة الحفاظ 4 / 1283، تلخيص ابن مكتوم: 243، 244، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: 228، 229، تتمة =
الزَّمَخْشَرِيُّ، الخُوَارِزْمِيُّ، النَّحْوِيُّ (1) ، صَاحِبُ (الكَشَّافِ (2)) ، وَ (المُفَضَّلِ (3)) .
رحلَ وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنْ: نَصْرِ بنِ البَطِرِ، وَغَيْرِهِ.
= المختصر 2 / 70، 71، مرآة الجنان 3 / 269 - 271، البداية والنهاية 12 / 219، الجواهر المضية 2 / 160، 161، العقد الثمين 7 / 137 - 150، طبقات المعتزلة: 20، طبقات ابن قاضي شهبة 2 / 241 - 244، لسان الميزان 6 / 4، النجوم الزاهرة 5 / 274، تاج التراجم: 71، بغية الوعاة 2 / 279، 280، طبقات المفسرين للسيوطي: 41، طبقات المفسرين للداوودي 2 / 314 - 316، طبقات الفقهاء لطاش كبري: 94، 95، مفتاح السعادة 2 / 97 - 100، أزهار الرياض 3 / 282 - 325، كشف الظنون: 74، 117، 121، 164، 185، 616، 781، 831، 832، 833، 1009، 1056، 1082، 1217،، 1326، 1398، 1427، 1475، 1478، 1584، 1674، 1734، 1774، 1791، 1798، 1877، 1890، 1955، 1987، شذرات الذهب 4 / 118 - 121، الفوائد البهية: 209، 210، روضات الجنات: 681 - 684، إيضاح المكنون 1 / 67 و2 / 86، هدية العارفين 2 / 402، 403، معجم المطبوعات: 973، الفهرس التمهيدي 259 و303، كنوز الاجداد: 291 - 294، تاريخ بروكلمان 5 / 215 - 238، وانظر كتاب " الزمخشري " للدكتور أحمد محمد الحوفي، ففيه دراسة وافية عن حياته وآرائه ثم عن مؤلفاته وآثاره، نشر الهيئة المصرية العامة للكتاب، وكتاب " منهج الزمخشري في تفسير القرآن وبيان إعجازه " لمصطفى الصاوي.
(1)
وكان قد جاور بمكة زمانا، فصار يقال له: جار الله. " وفيات الأعيان " 5 / 169.
(2)
وقد قال فيه يمدحه:
إن التفاسير في الدنيا بلا عدد * وليس فيها لعمري مثل كشافي
إن كنت تبغي الهدى فالزم قراءته * فالجهل كالداء والكشاف كالشافي
وعلى هذا الكتاب شروح وتعليقات وردود على آرائه في الاعتزال ونقد لبعض المسائل النحوية، ومنه مختصرات، انظر ذلك في " كشف الظنون " 2 / 1475 - 1484، وانظر ما طبع منها والنسخ الخطية لما لم يطبع في " تاريخ " بروكلمان 5 / 217 - 224.
(3)
في النحو، وهو من أمهات الكتب وأنفسها في تعليم النحو، وهو مطبوع عدة مرات، وقد اعتنى العلماء بهذا الكتاب، فوضعوا له شروحا عدة، انظرها في " كشف الظنون " 2 / 1774 - 1776، وانظر ما طبع منها في " تاريخ " بروكلمان 5 / 225 - 227.
وقد اختصر الزمخشري كتابه " المفصل " هذا بكتاب " الانموذج في النحو " وجعله مقدمة نافعة للمبتدئ كالكافية، وعليه عدة شروح أيضا طبع بعضها، انظر " تاريخ " بروكلمان 5 / 227 - 229، و" كشف الظنون " 1 / 185.
وَحَجَّ، وَجَاورَ، وَتَخَرَّجَ بِهِ أَئِمَّةٌ.
ذَكَرَ التَّاجُ الكِنْدِيُّ أَنَّهُ رَآهُ عَلَى بَابِ الإِمَامِ أَبِي مَنْصُوْرٍ بنِ الجوَالِيقِيِّ (1) .
وَقَالَ الكَمَالُ الأَنْبَارِيُّ (2) : لَمَّا قَدِمَ الزَّمَخْشَرِيُّ لِلْحَجِّ، أَتَاهُ شَيْخُنَا أَبُو السَّعَادَاتِ بنُ الشَّجرِيِّ (3) مُهَنِّئاً بِقدومِهِ، وَقَالَ:
كَانَتْ مُسَاءلَةُ الرُّكبَانِ تُخْبرنِي
…
عَنْ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ (4) أَطيبَ الخَبَرِ
حَتَّى الْتَقَيْنَا فَلَا وَاللهِ مَا سَمِعَتْ
…
أُذنِي بِأَحْسَنَ مِمَّا قَدْ رَأَى بَصْرِي (5)
وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَلَمْ يَنطقِ الزَّمَخْشَرِيُّ حَتَّى فَرغَ أَبُو السَّعَادَاتِ، فَتَصَاغرَ لَهُ وَعظَّمَهُ، وَقَالَ:
إِنَّ زَيدَ الْخَيل دَخَلَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَرَفَعَ (6) صَوْتَهُ بِالشَّهَادَتَيْنِ، فَقَالَ لَهُ:(يَا زَيْد (7) ! كُلُّ رَجُلٍ وُصفَ لِي وَجَدْتُهُ دُوْنَ
(1) تقدمت ترجمته برقم (50) .
(2)
في نزهة الالبا: 392.
(3)
سترد ترجمته برقم (126) .
(4)
في " نزهة الالبا " و" معجم الأدباء ": " دواد " بدل " علي ".
(5)
وأورد الأنباري بعدهما أنه أنشده أيضا: وأستكبر الاخبار قبل لقائه * فلما التقينا صغر الخبر الخبر والابيات أيضا في " معجم الأدباء " 19 / 128، و" المستفاد من ذيل تاريخ بغداد "228.
وقد أورد ابن خلكان البيتين الأولين في ترجمة جعفر بن فلاح، ونسبهما إلى ابن هانئ الأندلسي، ورواية البيت الأول:" عن جعفر بن فلاح " بدل: " عن أحمد بن دواد " ثم قال بعد ذكر البيتين: والناس يروون هذين البيتين لأبي تمام في القاضي أحمد بن أبي دواد، وهو غلط، لان البيتين ليسا لأبي تمام، وهم يروونهما عن أحمد بن دواد، وهو ليس بابن دواد، بل ابن أبي دواد، ولو قال كذا لما استقام الوزن.
" وفيات الأعيان " 1 / 361، 362، ثم أورد ابن خلكان الابيات الثلاثة في ترجمة ابن الشجري 6 / 46.
(6)
في " نزهة الالبا ": فحين بصر بالنبي صلى الله عليه وسلم " رفع صوته.
(7)
في " نزهة الالبا ": يا زيد الخيل.
الصِّفَةِ إِلَاّ أَنْتَ، فَإِنَّك فَوْقَ مَا وُصِفْتَ (1) ، وَكَذَلِكَ الشَّرِيْفُ (2)) ، وَدَعَا لَهُ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ.
قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ: أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ الشَّعْرِيِّ.
وَرَوَى عَنْهُ أَنَاشيدَ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ الخُوَارِزْمِيُّ، وَأَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بنُ مَحْمُوْدٍ الشَّاشِيُّ، وَغَيْرُهُمَا.
وَكَانَ مَوْلِدُهُ بزَمَخْشَرَ - قَرْيَةٍ مِنْ عَمَلِ خُوَارِزْم - فِي رَجَبٍ، سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَكَانَ رَأْساً فِي البلاغَةِ وَالعَرَبِيَّةِ وَالمَعَانِي وَالبيَانِ، وَلَهُ نَظْمٌ جَيِّدٌ.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: أَنشدنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أَنشدنِي الزَّمَخْشَرِيُّ لِنَفْسِهِ يَرْثِي أُسْتَاذَهُ أَبَا مُضَرَ النَّحْوِيَّ (3) :
وَقَائِلَةٍ: مَا هَذِهِ الدُّرَرُ الَّتِي
…
تُسَاقِطُهَا عينَاك (4) سِمْطَيْنِ سِمْطَيْنِ؟
فَقُلْتُ: هُوَ الدُّرُّ الَّذِي قَدْ حشَا بِهِ (5)
…
أَبُو مُضَرَ أُذْنِي تَسَاقَطَ مِنْ عَيْنِي
(1) أورده ابن سعد في " الطبقات " 1 / 321 بلفظ: " ما ذكر لي رجل من العرب إلا رأيته دون ما ذكر لي اإلا ما كان من زيد، فإنه لم يبلغ كل ما فيه " وابن حجر في " الإصابة " 1 / 573 في ترجمة زيد الخيل بلفظ " ما وصف لي أحد في الجاهلية فرأيته في الإسلام إلا رأيته دون الصفة غيرك ".
(2)
ما بين حاصرتين مستدرك من " نزهة الالبا ".
(3)
وهو محمود بن جرير الضبي الأصبهاني، مات بمرو سنة سبع وخمس مئة، مترجم في " معجم الأدباء " 19 / 123، 124، و" بغية الوعاة " 2 / 276، وسماه ابن خلكان منصورا.
والبيتان في " وفيات الأعيان " 5 / 172، و" معجم الأدباء " 19 / 124، و" إنباه الرواة " 3 / 267، و" المستفاد من ذيل تاريخ بغداد " 229، و" بغية الوعاة " 2 / 276، و" العقد الثمين " 7 / 148، و" النجوم الزاهرة؟ ؟ 274، و" شذرات الذهب " 4 / 120.
(4)
في " الوفيات " و" العقد الثمين " و" النجوم " و" الشذرات ": تساقط من عينيك.
(5)
في " الوفيات " و" العقد الثمين " و" النجوم ": الذي كان قد حشا.
أَنْبَأَنِي عِدَّةٌ، عَنْ أَبِي المُظَفَّرِ بنِ السَّمْعَانِيِّ، أَنشدنَا أَحْمَدُ بنُ مَحْمُوْدٍ القَاضِي بِسَمَرْقَنْدَ، أَنشدنَا أُسْتَاذِي مَحْمُوْدُ بنُ عُمَرَ:
أَلَا قُلْ لِسُعْدَى: مَا لَنَا فِيكِ مِنْ وَطَرٍ
…
وَمَا تَطَّبينَا (1) النُّجْلَ مِنْ أَعْيَنِ البَقَرْ
فَإِنَّا اقتصرنَا بِالَّذِيْنَ تَضَايَقَتْ
…
عيونُهُم وَاللهُ يَجزِي مَنِ اقتصرْ
مليحٌ وَلَكِنْ عِنْدَهُ كُلُّ جَفوَةٍ
…
وَلَمْ أَرَ فِي الدُّنْيَا صفَاءً بِلَا كَدَرْ
وَلَمْ أَنْسَ إِذْ غَازَلْتُهُ قُرْبَ رَوْضَةٍ
…
إِلَى جَنْبِ حَوْضٍ فِيْهِ لِلمَاءِ مُنْحَدَرْ
فَقُلْتُ لَهُ: جِئنِي بوَرْدٍ، وَإِنَّمَا
…
أَردْتُ بِهِ وَردَ الخُدودِ وَمَا شَعَرْ
فَقَالَ: انتظرنِي رَجْعَ طَرْفٍ أَجِئْ بِهِ
…
فَقُلْتُ لَهُ: هَيْهَاتَ مَا فِيَّ (2) مُنْتَظَرْ
فَقَالَ: وَلَا وَرْدٌ سِوَى الخَدِّ حَاضِرٌ
…
فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّيْ قَنِعْتُ بِمَا حَضَرْ (3)
قُلْتُ: هَذَا شعرٌ ركيكٌ لَا رَقِيق.
قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: قَرَأْتُ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِنَيْسَابُوْرَ، عَنِ الزَّمَخْشَرِيِّ، أَخْبَرْنَا ابْنُ البَطِرَةِ
…
، فَذَكَرَ حَدِيْثاً مِنْ (المَحَامِلِيَّاتِ) .
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: بَرَعَ فِي الآدَابِ، وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ، وَرَدَ العِرَاقَ وَخُرَاسَانَ، مَا دَخَلَ بَلَداً إِلَاّ وَاجتمعُوا عَلَيْهِ، وَتَلْمَذُوا لَهُ، وَكَانَ عَلَاّمَةً نَسَّابَةً، جَاور مُدَّةً حَتَّى هَبَّتْ عَلَى كَلَامِهِ رِيَاحُ البَادِيَةِ، مَاتَ لَيْلَةَ عرفَةَ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ (4) : لَهُ (الفَائِقُ) فِي غَرِيْبِ الحَدِيْثِ، وَ (رَبِيْعُ
(1) تطبينا: تستميلنا، وفي " الوفيات " و" العقد الثمين ": تطلبين، وليس بشيء.
(2)
في " الوفيات " و" العقد الثمين ": ما لي.
(3)
الابيات في " وفيات الأعيان " 5 / 172، و" العقد الثمين " 7 / 147.
(4)
في " وفيات الأعيان " 5 / 168، 169.