الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَبِي غَالِبٍ البَاقدَارِي (1) ، وَمنوجهر بن تُركَانشَاه، وَأَبُو مُحَمَّدٍ المُبَارَك بن عَلِيِّ بن الطَّبَّاخِ بِمَكَّةَ.
354 - ابْنُ عَسَاكِرَ ثِقَةُ الدِّيْنِ أَبُو القَاسِمِ الدِّمَشْقِيُّ *
الإِمَامُ، العَلَاّمَةُ، الحَافِظُ الكَبِيْرُ، المُجَوِّدُ، مُحَدِّثُ الشَّامِ، ثِقَةُ الدِّيْنِ (2) ، أَبُو القَاسِمِ الدِّمَشْقِيُّ، الشَّافِعِيُّ، صَاحِبُ (تَارِيْخِ دِمَشْقَ) .
نَقَلْتُ تَرْجَمَتَهُ مِنْ خطّ وَلدِه المُحَدِّث أَبِي مُحَمَّدٍ القَاسِم بن عَلِيٍّ، فَقَالَ:
وُلِدَ فِي المُحَرَّمِ، فِي أَوِّلِ الشَّهْر، سَنَة تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَسَمَّعَهُ أَخُوْهُ صَائِنُ الدِّيْنِ (3) هِبَة اللهِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِ مائَةٍ وَبعدهَا، وَارْتَحَلَ
(1) ستأتي ترجمته في الجزء الحادي والعشرين برقم (26) .
(*) خريدة القصر (قسم الشعراء الشام) 1 / 274 - 280، المنتظم 10 / 261، معجم الأدباء 13 / 73 - 87، مرآة الزمان 8 / 212 - 214، جامع المسانيد للخوارزمي 2 / 539، الروضتين 1 / 10 و2 / 261، وفيات الأعيان 3 / 309 - 311، المختصر 3 / 59، العبر 4 / 212، 213، دول الإسلام 2 / 85، تذكرة الحفاظ 4 / 1328 - 1334، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: 186 - 189، تتمة المختصر 2 / 132، 133، الوافي بالوفيات ج 19 / ق 144 - 148، مرآة الجنان 3 / 393 - 396، طبقات السبكي 7 / 215 - 223، طبقات الاسنوي 2 / 216، 217، البداية والنهاية 12 / 294، النجوم الزاهرة 6 / 77، طبقات الحفاظ: 474، 475، الدارس للنعيمي 1 / 100، 101، مفتاح السعادة 1 / 266، 267، و2 / 352، تاريخ الخميس 2 / 366، الزيارات بدمشق: 73، كشف الظنون: 54، 57، 103، 162، 294، 340، 342، 526، 574، 974، 1736، 1737، 1836، شذرات الذهب 4 / 239، 240، أبجد العلوم 2 / 375 و3 / 790، 791، هدية العارفين 1 / 701 - 702، إيضاح المكنون 1 / 224 تهذيب تاريخ دمشق لبدران 1 / 7 - 10، منتخبات التواريخ: 478، 479، معجم المطبوعات: 181، 182، كنوز الاجداد 306 - 313، تاريخ بروكلمان 6 / 69 - 73، فهرس مخطوطات الظاهرية: المنتخب من مخطوطات الحديث: 79 - 84.
وانظر كتاب " ابن عساكر في ذكرى مرور تسع مئة سنة على ولادته " طبعه المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية في سورية، ففيه ترجمات ابن عساكر من المراجع القديمة والحديثة، مع ذكر مؤلفاته.
(2)
في " المختصر ": نور الدين، وهو خطأ.
إِلَى العِرَاقِ فِي سَنَةِ عِشْرِيْنَ، وَحَجّ سَنَة إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ.
قُلْتُ: وَارْتَحَلَ إِلَى خُرَاسَانَ عَلَى طَرِيْق أَذْرَبِيْجَانَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
وَهُوَ عَلِيُّ ابْنُ الشَّيْخِ أَبِي مُحَمَّدٍ الحَسَنِ بنِ هِبَةِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ، فَعَسَاكِرُ لَا أَدْرِي لَقَبُ مَنْ هُوَ مِنْ أَجدَادِه؟ أَوْ لَعَلَّهُ اسْمٌ لأَحدِهِم.
سَمِعَ: الشَّرِيْف أَبَا القَاسِمِ النَّسِيْبَ، وَعِنْدَهُ عَنْهُ الأَجزَاء العِشْرُوْنَ الَّتِي خَرَّجهَا لَهُ شَيْخُه الحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، سَمِعْنَاهَا بِالاتِّصَالِ، وَسَمِعَ مِنْ: قَوَامِ بنِ زَيْدٍ صَاحِبِ ابْنِ هَزَارْمَرْدَ الصَّرِيْفِيْنِيّ، وَمِنْ: أَبِي الوَحْشِ سُبَيْعِ بنِ قِيْرَاطٍ صَاحِبِ الأَهْوَازِيِّ، وَمِنْ أَبِي طَاهِرٍ الحِنَّائِيّ، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ المَوَازِيْنِيِّ، وَأَبِي الفَضَائِلِ المَاسِحِ، وَمُحَمَّد بن عَلِيِّ بنِ أَبِي العَلَاءِ المَصِّيْصِيّ، وَالأَمِيْن هِبَة اللهِ بن الأَكْفَانِيِّ، وَعَبْد الكَرِيْمِ بن حَمْزَةَ، وَطَاهِر بن سَهْلٍ الإِسْفَرَايِيْنِيّ، وَخَلْق بِدِمَشْقَ.
وَأَقَامَ بِبَغْدَادَ خَمْسَة أَعْوَام يُحصِّل العِلْم، فَسَمِعَ مِنْ: هِبَة اللهِ بنِ الحُصَيْنِ، وَعَلِيِّ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ الدِّيْنَوَرِيِّ، وَقَرَاتِكِيْن بن أَسْعَد، وَأَبِي غَالِبٍ ابْنِ البَنَّاءِ، وَهِبَة اللهِ بن أَحْمَدَ بنِ الطَّبرِ، وَأَبِي الحَسَنِ البَارِع، وَأَحْمَد بن مُلُوْك الوَرَّاق، وَالقَاضِي أَبِي بَكْرٍ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ.
وَبِمَكَّةَ مِنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ المِصْرِيّ، المُلَقَّب بِالغَزَالِ (1) .
وَبِالمَدِيْنَة مِنْ: عَبْدِ الخَلَاّقِ بن عَبْدِ الوَاسِعِ الهَرَوِيّ.
وَبِأَصْبَهَانَ مِنَ: الحُسَيْن بن عَبْدِ المَلِكِ الخَلَاّل، وَغَانِم بن خَالِدٍ،
(1) بتخفيف الزاي، انظر " المشتبه ":484.
وَإِسْمَاعِيْل بن مُحَمَّدٍ الحَافِظ، وَخَلْق.
وَبِنَيْسَابُوْرَ مِنْ: أَبِي عَبْدِ اللهِ الفُرَاوِيّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ السَّيِّدِيّ، وَزَاهِر الشَّحَّامِيّ، وَعَبْد المُنْعِمِ بن القُشَيْرِيّ، وَفَاطِمَة بِنْت زَعْبَل، وَخَلْق.
وَبِمَرْوَ مَنْ: يُوْسُف بن أَيُّوْبَ الهَمَذَانِيّ الزَّاهِد، وَخَلْق.
وَبِهَرَاةَ مِنْ: تَمِيْمِ بنِ أَبِي سَعِيْدٍ المُؤَدِّبِ، وَعِدَّة.
وَبِالكُوْفَةِ مِنْ: عُمَرَ بن إِبْرَاهِيْمَ الزَّيْدِيّ الشَّرِيْف، وَبِهَمَذَانَ وَتِبْرِيْز وَالمَوْصِل.
وَعَمِلَ (أَرْبَعِيْنَ) حَدِيْثاً بُلدَانِيَّة.
وَعددُ شُيُوْخِهِ الَّذِي فِي (مُعْجَمِهِ) : أَلفٌ وَثَلَاثُ مائَةٍ شَيْخٍ بِالسَّمَاعِ، وَسِتَّةٌ وَأَرْبَعُوْنَ (1) شَيْخاً أَنشَدُوْهُ، وَعَنْ مائَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ شَيْخاً بِالإِجَازَةِ، الكُلُّ فِي (مُعْجَمِهِ) ، وَبِضْعٌ وَثَمَانُوْنَ امْرَأَةً لَهُنَّ (مُعْجَمٌ) صَغِيْرٌ سَمِعْنَاهُ.
وَحَدَّثَ بِبَغْدَادَ، وَالحِجَازِ، وَأَصْبَهَانَ، وَنَيْسَابُوْرَ.
وَصَنَّفَ الكَثِيْرَ.
وَكَانَ فَهِماً، حَافِظاً، مُتْقِناً، ذَكِيّاً، بَصِيْراً بِهَذَا الشَّأْن، لَا يُلحَقُ شَأْؤُه، وَلَا يُشق غُبَاره، وَلَا كَانَ لَهُ نَظير فِي زَمَانِهِ.
حَدَّثَ عَنْهُ: مَعْمَر بن الفَاخِرِ، وَالحَافِظُ أَبُو العَلَاءِ العَطَّار، وَالحَافِظُ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ، وَابْنه؛ القَاسِم بن عَلِيٍّ، وَالإِمَامُ أَبُو جَعْفَرٍ القُرْطُبِيّ، وَالحَافِظُ أَبُو المَوَاهِبِ بن صَصْرَى، وَأَخُوْهُ؛ أَبُو القَاسِمِ ابْنُ صَصْرَى، وَقَاضِي دِمَشْق أَبُو القَاسِمِ بنُ الحَرَسْتَانِيِّ، وَالحَافِظ عَبْد القَادِرِ الرُّهَاوِيّ، وَالمُفْتِي
(1) في الأصل: وأربعين.
فَخْر الدِّيْنِ عَبْد الرَّحْمَنِ بن عَسَاكِرَ، وَأَخوَاهُ؛ زَيْنُ الأُمَنَاءِ حَسَنٌ، وَأَبُو نَصْرٍ عَبْد الرَّحِيْمِ، وَأَخُوْهُم؛ تَاجُ الأُمَنَاءِ أَحْمَدُ، وَوَلَدُهُ؛ العِزُّ النَسَّابَةُ، وَيُوْنُس بن مُحَمَّدٍ الفَارِقِيّ، وَعَبْد الرَّحْمَنِ بن نَسِيم، وَالفَقِيْه عَبْد القَادِرِ بن أَبِي عَبْدِ اللهِ البَغْدَادِيّ، وَالقَاضِي أَبُو نَصْرٍ ابْنُ الشِّيْرَازِيِّ، وَعَلِيّ بن حجَاج البَتَلْهِيّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ نَصْرٍ القُرَشِيّ ابْن أَخِي الشَّيْخ أَبِي البَيَانِ، وَأَبُو المَعَالِي أَسْعَد وَالسَّدِيْد مَكِّيّ ابْنَا المُسَلَّمِ بنِ عَلَاّنَ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ الكَرِيْمِ بن الهَادِي المُحْتَسِب، وَفَخْر الدِّيْنِ مُحَمَّد بن عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ الشِّيْرَجِيّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ وَعَبْد العَزِيْزِ ابْنَا أَبِي طَاهِرٍ الخُشُوْعِيّ، وَعَبْد الوَاحِدِ بن أَحْمَدَ بنِ أَبِي المَضَاءِ، وَنَصْر اللهِ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ فِتْيَانَ الأَنْصَارِيّ، وَعَبْد الجَبَّارِ بن عَبْدِ الغَنِيِّ بن الحَرَسْتَانِيّ، وَمُحَمَّد بن أَحْمَدَ المَاكِسِيْنِيّ (1) ، وَمَحَاسِن بن أَبِي القَاسِمِ الجَوْبَرَانِيّ، وَسَيْف الدَّوْلَةِ مُحَمَّد بن غَسَّانَ، وَعَبْد الرَّحْمَنِ بن شُعْلَةَ (2) البَيْتَ سَوَائِيُّ، وَخَطَّابُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ المِزِّيّ، وَعَتِيْق بن أَبِي الفَضْلِ
السَّلْمَانِيّ، وَعُمَر بن عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ البَرَاذعِيّ، وَمُحَمَّد بن رُوْمِيٍّ السَّقْبَانِيّ، وَالرَّشِيْد أَحْمَد بن المَسْلَمَةِ، وَبَهَاءُ الدِّيْنِ عَلِيُّ بنُ الجُمَّيْزِيّ، وَخَلْق.
وَقَدْ رَوَى لِشُيُوْخِي نَحْوٌ مِنْ أَرْبَعِيْنَ نَفْساً مِنْ أَصْحَابِ الحَافِظ أَفردت لَهُم جُزْءاً.
(1) بكسر الكاف والسين المهملة، نسبة إلى " ماكسين، وهي مدينة بالجزيرة على الخابور، وقد تحرفت في كتاب " ابن عساكر في ذكرى مرور تسع مئة سنة على ولادته " طبع المجلس الأعلى لرعاية الفنون في الترجمة المأخوذة من " سير النبلاء " ص 35 إلى " الماليني ".
(2)
ضبطها ابن الصابوني في " تكملة إكمال الإكمال " ص 220 بضم الشين المعجمة وسكون العين المهملة وفتح اللام - تحرفت في كتاب " ابن عساكر " ص 35 إلى " شهلة بالهاء بدل العين - وهو أبو الحسن عبد الرحمن بن راشد بن شعلة بن راشد البيت سوائي، نسبة إلى بيت سوا، وهي قرية من غوطة دمشق الشرقية.
وَكَانَ لَهُ إِجَازَات عَالِيَة، فَأَجَازَ لَهُ مُسْند بَغْدَادَ الحَاجِب أَبُو الحَسَنِ بنُ العَلَاّف، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ بَيَان، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ نَبْهَانَ الكَاتِب، وَأَبُو الفَتْحِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَدَّاد، وَغَانِم البَرْجِيّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحَدَّاد المُقْرِئ، وَعَبْد الغَفَّارِ الشِّيْرَوِيّ، وَصَاحِب القَاضِي أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ الحِيْرِيّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم أَجَازُوا لَهُ وَهُوَ طِفْل.
قَالَ ابْنُهُ القَاسِم: رُوِي عَنْهُ أَشيَاء مِنْ تَصَانِيْفه بِالإِجَازَةِ فِي حيَاته، وَاشْتُهِرَ اسْمُهُ فِي الأَرْضِ، وَتَفَقَّهَ فِي حدَاثته عَلَى جَمَال الإِسْلَامِ أَبِي الحَسَنِ السُّلَمِيّ وَغَيْرِهِ، وَانتفع بصحبَة جدّه لأُمِّهِ القَاضِي أَبِي المُفَضَّل عِيْسَى (1) بن عَلِيٍّ القُرَشِيّ فِي النَّحْوِ، وَعلَّق مَسَائِل مِنَ الخلَاف عَنْ أَبِي سَعْدٍ بنِ أَبِي صَالِحٍ الكَرْمَانِيّ بِبَغْدَادَ، وَلَازَمَ الدَّرسَ وَالتَّفَقُّهَ بِالنِّظَامِيَّةِ بِبَغْدَادَ، وَصَنَّفَ وَجَمَعَ فَأَحْسَنَ.
قَالَ: فَمَنْ ذَلِكَ (تَارِيخُهُ (2)) فِي ثَمَانِ مائَةِ جُزءٍ - قُلْتُ: الجُزْء عِشْرُوْنَ
(1) تحرف في الترجمة المطبوعة في كتاب " ابن عساكر " ص 36 إلى " يحيى ".
(2)
واسمه " تاريخ مدينة دمشق حماها الله وذكر فضلها وتسمية من حلها من الاماثل، أو اجتاز بنواحيها من وارديها وأهلها " وهو من أعظم وأوعب ما ألف في تاريخ المدن، ألفه ابن عساكر على نسق " تاريخ بغداد " للخطيب، لكنه أعظم منه حجما، إذ يقع في ثمانين مجلدا، ترجم فيه للاعيان والعلماء والمشاهير ممن سكن دمشق أو اجتاز بها منذ زمن الصحابة حتى عصره، بل إنه ترجم لبعض الأقدمين كسليمان وشعيب عليهما السلام، وقد رتب أسماء المترجمين على حروف المعجم مقدما تراجم من اسمه أحمد، مع مراعاة أسماء آبائهم.
وقد تبنى مجمع اللغة العربية بدمشق مشروع طبع هذا السفر العظيم، وهو أحق به وأهله، فطبع المجلد الأول سنة 1951 والقسم الأول من المجلد والثاني سنة 1954 بتحقيق الدكتور صلاح الدين المنجد، وصدر المجلد العاشر سنة 1963 بتحقيق الشيخ محمد أحمد دهمان، يبدأ بترجمة بسر بن أبي أرطاة وينتهي بترجمة ثابت بن أقرم.
وفي أواخر عام 1976 طبع مجلد بتحقيق الدكتور شكري فيصل فيه تراجم حرف العين المتلوة بالالف يبدأ بترجمة عاصم بن بهدلة، وينتهي بترجمة عائذ بن محمد، ثم تلاه سنة 1982 م مجلد آخر بتحقيق الدكتور شكري فيصل والاستاذين رياض مراد وروحية النحاس، يبدأ بترجمة عبادة بن أوفى، وينتهي بترجمة عبد الله بن =
وَرقَةً، فَيَكُوْنُ سِتَّةَ عَشَرَ أَلفَ وَرقَةٍ -.
قَالَ: وَجَمَعَ (المُوَافِقَات) فِي اثْنَيْنِ وَسَبْعِيْنَ جُزْءاً، وَ (عَوَالِي مَالِك) ، وَ (الذَّيْل) عَلَيْهِ خَمْسِيْنَ جُزْءاً، وَ (غَرَائِب مَالِك) عَشْرَة أَجزَاء، وَ (المُعْجَم) فِي اثْنَيْ عَشَرَ جُزْءاً - قُلْتُ: هُوَ رِوَايَة مُجرَّدَة لَمْ يُتَرْجِمْ فِيْهِ شُيُوْخَه (1) -.
قَالَ: وَلَهُ (مَنَاقِبُ الشُّبَّانِ) خَمْسَةَ عَشَرَ جُزْءاً، وَ (فَضَائِل أَصْحَاب الحَدِيْث) أَحَدَ عشرَ جزءاً، (فَضل الجُمُعَة) مُجَلَّد (2) ، وَ (تَبْيِين كذب المفترِي فِيمَا نُسب إِلَى الأَشْعَرِيّ)(3)
= ثوب، وكان صدر عام 1981 م جزء ثالث بتحقيق الاستاذين مطاع الطرابيشي وسكينة الشهابي يبدأ بترجمة عبد الله بن جابر، وينتهي بترجمة عبد الله بن زيد، وصدر أيضا المجلد الأخير المشتمل على تراجم النساء حققته الفاضلة سكينة الشهابي وذلك سنة 1982 م.
كما قام المجمع بنشر بعض أجزاء هذا التاريخ بطريقة التصوير للنسخة الخطية، فصور جزءا يضم جملة من تراجم
العبادلة تبدأ بعد الله بن عمران وتنتهي بعبد الله بن قيس، وذلك سنة 1978 م.
وأفرد بالطبع من هذا " التاريخ " ترجمة علي بن أبي طالب رضي الله عنه بتحقيق محمد باقر المحمودي، وأفردت بالطبع أيضا ترجمة الزهري، بتحقيق شكر الله بن نعمة الله قوجاني، نشر مؤسسة الرسالة سنة 1982 م.
وقد عكف على " تاريخ " ابن عساكر عدد كبير من العلماء يقتبسون منه ويختصرونه ويذيلون عليه، انظر " كشف الظنون " 294، وانظر النسخ الخطية لهذه المختصرات في " تاريخ " بروكلمان 6 / 71، 72 (النسخة العربية) .
وممن اختصره إمامنا الذهبي في عشر مجلدات، انظر " الوافي " 2 / 164 و" الإعلان بالتوبيخ ": 631 وقد رآه السخاوي بخط الذهبي، و" شذرات الذهب " 6 / 156.
واختصره الشيخ عبد القادر بدران، وطبع من مختصره سبعة أجزاء تنتهي بترجمة عبد الله بن سيار.
وممن اختصره العلامة ابن منظور صاحب لسان العرب، وتتولى الآن دار الفكر في دمشق نشر هذا المختصر.
(1)
انظر " تاريخ " بروكلمان 6 / 73، وعندنا منه نسخة مصورة.
(2)
كذا الأصل بدون هاء، وقد توهم المشرف على كتاب " ابن عساكر الفاصلة الموجودة بعدها في الأصل هاء، فأثبت في الكتاب ص 36: " مجلدة " وكذا فعل فيما سيأتي من كلمة " مجلد ".
(3)
طبع في دمشق سنة 1347 هـ، ومنه مختصر مع زيادة الطبقات بعنوان " أشرف المفاخر العلية في مناقب الأئمة الأشعرية " لعبد الله بن أسعد اليمني. انظر بروكلمان 6 / 72.
مُجَلَّد، وَ (المُسَلْسَلَات) مُجَلَّد، وَ (السُّبَاعِيَات) سَبْعَة أَجزَاء، (مَنْ وَافقت كُنْيَتُهُ كُنْيَة زوجتِهِ) أَرْبَعَة أَجزَاء، وَ (فِي إِنشَاء دَار السُّنَّةِ) ثَلَاثَة أَجزَاء، (فِي يَوْم المَزِيد) ثَلَاثَة أَجزَاء، (الزَّهَادَة فِي الشَّهَادَة) مُجَلَّد، (طُرُقُ قَبضِ العِلْمِ) ، (حَدِيْث الأَطِيط) ، (حَدِيْث الهُبُوطِ وَصحَّتُه) ، (عَوَالِي الأَوْزَاعِيِّ وَحَالُهُ) جُزآن.
وَمِنْ تَوَالِيفِ ابْنِ عَسَاكِرَ اللَّطِيفَةِ: (الخُمَاسِيَّات) جُزء، (السُّدَاسِيَات) جُزء، (أَسْمَاءُ الأَمَاكن الَّتِي سَمِعَ فِيْهَا) ، (الخِضَاب) ، (إِعزَاز الهِجْرَة عِنْد إِعواز النُّصرَة) ، (المَقَالَة الفَاضحَة) ، (فَضل كِتَابَة القُرْآن) ، (مَنْ لَا يَكُوْن مُؤتَمناً لَا يَكُوْن مُؤذِّناً) ، (فَضل الكَرَم عَلَى أَهْلِ الحَرَم) ، (فِي حَفرِ الخَنْدَق)، (قَوْلُ عُثْمَان: مَا تَغَنَّيتُ (1)) ، (أَسْمَاء صحَابَة المُسْنَدِ) ، (أَحَادِيْثُ رَأْسِ مَالِ شُعْبَةَ) ، (أَخْبَارُ سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ) ، (مُسلسل العِيْدِ) ، (الأُبْنَةُ (2)) ، (فَضَائِلُ (3) العَشْرَةِ) جُزآنِ، (مَنْ نَزَلَ المِزَّةَ) ، (فِي الرَّبوَةِ وَالنَّيربِ) ، (فِي كَفْر سُوْسِيَّةَ (4)) ، (رِوَايَةُ
(1) كذا في الأصل بالغين المعجمة، وهي كذلك في حديث ابن ماجه (311) عن عقبة بن صهبان قال: سمعت عثمان بن عفان يقول: " ما تغنيت ولا تمنيت ولا مسست ذكري بيميني منذ بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم " وكذا ورد في " اللسان " نقلا عن " النهاية " بلفظ " ما تغنيت ولا تمنيت ولا شربت خمرا في جاهلية ولا إسلام " وتصحف في المطبوع من النهاية إلى " تغيت "، وقد شرح المحب الطبري في " الرياض النضرة " قوله:" تغنيت " بأنه من الغناء، بالكسر والمد، وهو الصوت المطرب المعروف عند أهل اللهو واللعب، وهو ما شرحه السندي في " حاشيته على ابن ماجة " 1 / 131، وقوله:" ما تمنيت " أي: ما كذبت.
انظر " اللسان " و" النهاية ": مادة: مني.
(2)
مخطوط في الظاهرية مجموع 9، انظر " المنتخب من مخطوطات الحديث " للالباني:80.
(3)
غيرها في كتاب " ابن عساكر " ص 36 إلى " فضل ".
(4)
ضبطت في " معجم البلدان " 4 / 469 بالقلم بتشديد الياء، بعد السين المهملة، وقد أثبتها في كتاب " ابن عساكر " ص 36 " سوسة " بغير ياء مع أن الأصل المنقول عنه بياء.
أَهْلِ صَنْعَاءَ) ، (أَهْل الحِمرِيين (1)) ، (فَذَايَا (2)) ، (بَيْت قُوفَا (3)) ، (البَلَاط) ، (قَبْر سَعْد) ، (جِسْرِيْن) ، (كفر بَطنَا) ، (حرستَا) ، (دُومَا مَعَ مِسْرَابَا) ، (بَيْت سَوَا) ، (جَرْكَانَ (4)) ، (جَدَيَا وَطَرْمِيس (5)) ، (زَمْلَكَا) ، (جَوْبَر) ، (بَيْت لِهْيَا (6)) ، (بَرزَة) ، (مَنِيْنَ) ، (يَعقُوبَا (7)) ، (أَحَادِيْثُ بَعْلَبَكَّ) ، (فَضل عَسْقَلَان) ، (القُدْس) ، (المَدِيْنَة) ، (مَكَّة) ، كِتَاب (الجِهَاد) ، (مُسْنَدُ أَبِي حَنِيْفَةَ وَمَكْحُوْلٍ) ،
(1) كذا ورد في الأصل، وهو موافق ل " معجم الأدباء " 13 / 80، وهو نسبة إلى موضع بظاهر دمشق يسميه العامة: الحمرية، ويقال له:" الحميريون " أورده ياقوت في " معجمه " 2 / 307 وقال: محلة بظاهر دمشق على القنوات.
وقد سمي هذا الموضع باسم جماعة من قبيلة حمير نزلوا فيه.
وقد تصحف في " هدية العارفين " إلى " فضل الجمرتين ".
(2)
فذايا، بالفاء والذال المعجمة: من قرى دمشق " معجم البلدان " 4 / 241، ويقصد كتاب " حديث جماعة من أهل فذايا " كما قال ياقوت في " معجم الأدباء " 13 / 80، وكذا المقصود بالنسبة لما سيورده من أسماء القرى والمواضع.
(3)
في الأصل: قيوفا، وهو خطأ، فقد ضبطها ياقوت بضم القاف وسكون الواو وفاء مقصورة، وهي من قرى دمشق.
" معجم البلدان " 1 / 521.
(4)
كذا في الأصل، وهو خطأ، والصواب: حردان، بضم الحاء المهملة وسكون الراء والدال المهملة: من قرى دمشق.
" معجم البلدان " 2 / 40، ومنه نسخة خطية، انظر فهرس الظاهرية المنتخب من مخطوطات الحديث: ص 83.
(5)
وكلاهما من قرى دمشق، وقد تحرف اسم " طرميس " في كتاب " ابن عساكر " إلى
" طرمس " بحذف الياء، وذكر على الصواب فيه ص 359.
(6)
ضبطها ياقوت بكسر اللام وسكون الهاء وياء وألف مقصورة وقال: كذا يتلفظ به، والصحيح بيت الالاهة، وهي قرية مشهورة بغوطة دمشق، وللشعراء فيها أشعار كثيرة، منها قول أحمد بن منير الاطرابلسي:
سقاها وروى من النيربين * إلى الغيضتين وحموريه
إلى بيت لهيا إلى برزة * دلاح مكفكفة الاوعيه
والنسبة إليها بتلهي، وقد نسب إليها خلق كثير من أهل الرواية.
وهذه القرية قد دثرت وأقيم مكانها البنك المركزي.
(7)
يعقوبا بالياء التحتية المثناة: قرية من قرى غوطة دمشق ذكرها ابن طولون في كتابه " ضرب الحوطة " في حرف الياء.
(العَزلُ) وَغَيْر ذَلِكَ، وَ (الأَرْبَعُوْنَ الطّوَال) مُجيليد، وَ (الأَرْبَعُوْنَ البَلَديَة) جُزْء (1) ، وَ (الأَرْبَعُوْنَ فِي الجِهَادِ (2)) ، وَ (الأَرْبَعُوْنَ الأَبْدَال (3)) ، وَ (فضل عَاشُورَاء) ثَلَاثَة أَجزَاء، وَ (طرق قبض العِلْم (4)) جُزْء، كِتَاب (الزلَازل) مجيليد، (المصَاب بِالوَلَد) جُزْآنِ، (شُيُوْخ النَّبَل (5)) مُجيليد، (عَوَالِي شُعْبَةَ) اثْنَا عَشرَ جُزْءاً، (عَوَالِي سُفْيَانَ) أَرْبَعَةُ أَجزَاءٍ، (مُعْجَم القُرَى وَالأَمصَار) جُزء، وَسَرَدَ لَهُ عِدَّةَ تَوَالِيفَ (6) .
قَالَ: وَأَملَى أَرْبَع مائَة مَجْلِس وَثَمَانِيَة.
قَالَ: وَكَانَ موَاظباً عَلَى صَلَاة الجَمَاعَة وَتِلَاوَة القُرْآن، يَخْتِم كُلّ جُمُعَة، وَيَخْتِم فِي رَمَضَانَ كُلّ يَوْم، وَيَعتكَفُ فِي المنَارَة الشَّرْقِيَّة، وَكَانَ كَثِيْرَ النَّوَافل وَالأَذكَار، يُحيِي لَيْلَة النِّصْف وَالعيدين بِالصَّلَاة وَالتسبيح، وَيُحَاسِب نَفْسه عَلَى لحظَة تَذْهَب فِي غَيْر طَاعَة، قَالَ لِي:
لَمَّا حَمَلَت بِي أُمِّي، رَأَتْ فِي مَنَامهَا قَائِلاً يَقُوْلُ: تَلِدِينَ غُلَاماً يَكُوْن لَهُ شَأْن.
وَحَدَّثَنِي أَنَّ أَبَاهُ رَأَى رُؤْيَا مَعْنَاهُ يُولد لَكَ وَلدٌ يُحْيِي الله بِهِ السّنَة، وَلَمَّا عزم عَلَى الرّحلَة،
(1) انظر " تاريخ " بروكلمان 6 / 72.
(2)
طبع بتحقيق الشيخ عبد الله بن يوسف في دار الخلفاء للكتاب الإسلامي - الكويت.
(3)
انظر المنتخب من مخطوطات الحديث: ص 79.
(4)
ذكره المؤلف آنفا، فهو تكرار.
(5)
طبع في دار الفكر بدمشق سنة 1980 م بتحقيق الاستاذة الفاضلة سكينة الشهابي.
وقد اختصر الذهبي هذا الكتاب وزاده فوائد ومحاسن.
انظر " رونق الألفاظ " لسبط ابن حجر: ق 180، " وشذرات الذهب " 6 / 155.
(6)
وطبع من مؤلفاته كتاب " كشف المغطى في فضل الموطا " سنة 1954 م، وطبع المجلس الرابع عشر من الامالي في " ذم من لا يعمل بعلمه " والمجلس الثالث والخمسون في " ذم قرناء السوء " بدمشق سنة 1978 في دار الفكر.
وانظر كل ما ذكرته المصادر من مؤلفاته في كتاب " ابن عساكر في ذكرى مرور تسع مئة سنة على ولادته " ص 344 - 360.
قَالَ لَهُ أَبُو الحَسَنِ بنُ قُبَيْس (1) : أَرْجُو أَنْ يُحِيي الله بِك هَذَا الشَّأْن.
وَحَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: كُنْتُ يَوْماً أَقرَأُ عَلَى أَبِي الفَتْحِ المُخْتَار بن عَبْدِ الحَمِيْدِ وَهُوَ يَتحدّث مَعَ الجَمَاعَة، فَقَالَ:
قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو عَلِيٍّ بنُ الوَزِيْر، فَقُلْنَا: مَا رَأَينَا مِثْله.
ثُمَّ قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ، فَقُلْنَا: مَا رَأَينَا مِثْله.
حَتَّى قَدِمَ عَلَيْنَا هَذَا، فَلَمْ نَر مِثْله (2) .
قَالَ القَاسِم: وَحَكَى لِي أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الأَنْصَارِيّ الحَنْبَلِيّ، عَنْ أَبِي الحَسَنِ سَعْد الخَيْر، قَالَ: مَا رَأَيْتُ فِي سنِّ أَبِي القَاسِمِ الحَافِظ مِثْله (3) .
وَحَدَّثَنَا التَّاج مُحَمَّد بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَسْعُوْدِيّ، سَمِعْتُ الحَافِظَ أَبَا العَلَاءِ الهَمَذَانِيّ (4) يَقُوْلُ لبَعْض تَلَامِذته - وَقَدِ اسْتَأَذنه أَنْ يَرحل - فَقَالَ:
إِنْ عَرَفْت أُسْتَاذاً أَعْلَم مِنِّي (5) أَوْ فِي الفَضْلِ مِثْلِي، فَحِيْنَئِذٍ آذنُ إِلَيْك أَنْ تُسَافر إِلَيْهِ، اللَّهُمَّ إِلَاّ أَنْ تُسَافر إِلَى الحَافِظ ابْن عَسَاكِرَ، فَإِنَّهُ حَافِظ كَمَا يَجِبُ.
فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا الحَافِظُ؟
فَقَالَ: حَافِظ الشَّامِ أَبُو القَاسِمِ، يَسكنُ دِمَشْق
…
، وَأَثْنَى عَلَيْهِ.
وَكَانَ يَجرِي ذِكْرُهُ عِنْد ابْن شَيْخه وَهُوَ الخَطِيْب أَبُو
(1) وهو من شيوخه الذين يروي عنهم في " تاريخ "، فيقول: أخبرنا أبو الحسن، وهو أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور بن قبيس الغساني المالكي، تقدمت ترجمته في هذا الجزء برقم (9) وهو أحد الشيوخ الذين يروي " تاريخ بغداد " من طريقهم.
(2)
انظر " تذكرة الحفاظ 4 / 1331، و" معجم الأدباء " 13 / 83، 84، و" طبقات " السبكي 7 / 217.
(3)
انظر " تذكرة الحفاظ " 4 / 1331.
(4)
ستأتي ترجمته في الجزء الحادي والعشرين.
(5)
ما بين حاصرتين مستدرك من " طبقات " السبكي 7 / 218 ليصح السياق.
وفي " تذكرة الحفاظ ": إن عرفت أحدا أفضل مني.
وقد حذف في كتاب " ابن عساكر " ص 37 لفظ " أو " دونما إشارة إلى ذلك.
الفَضْل بن أَبِي نَصْرٍ الطُّوْسِيّ، فَيَقُوْلُ:
مَا نَعلم مَنْ يَسْتَحقُّ هَذَا اللَّقَب اليَوْم - أَعنِي: الحَافِظ - وَيَكُوْن حقيقاً بِهِ سِوَاهُ.
كَذَا حَدَّثَنِي أَبُو المَوَاهِبِ بن صَصْرَى.
وَقَالَ: لَمَّا دَخَلت هَمَذَان أَثْنَى عَلَيْهِ الحَافِظُ أَبُو العَلَاءِ، وَقَالَ لِي: أَنَا أَعْلَم أَنَّهُ لَا يُسَاجل الحَافِظ أَبَا القَاسِمِ فِي شَأْنه أَحَد، فَلَو خَالَقَ النَّاس وَمَازجهُم كَمَا أَصْنَع، إِذاً لاجْتَمَعَ عَلَيْهِ المُوَافِق وَالمُخَالِفُ.
وَقَالَ لِي أَبُو العَلَاءِ يَوْماً: أَيُّ شَيْءٍ فُتِحَ لَهُ، وَكَيْفَ تَرَى النَّاسَ لَهُ؟
قُلْتُ: هُوَ بعيد مِنْ هَذَا كُلّه، لَمْ يَشتغل مُنْذُ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً إِلَاّ بِالجمع وَالتصنِيف وَالتسمِيْع حَتَّى فِي نُزهه وَخلوَاته.
فَقَالَ: الحَمْدُ للهِ، هَذَا ثَمَرَة العِلْم، أَلَا إِنَّا (1) قَدْ حَصَلَ لَنَا هَذِهِ الدَّارُ وَالكُتُب وَالمَسْجَد، هَذَا يَدلّ عَلَى قلّة حُظُوظ أَهْل العِلْمِ فِي بِلَادكُم.
ثُمَّ قَالَ لِي: مَا كَانَ يُسَمَّى أَبُو القَاسِمِ بِبَغْدَادَ إِلَاّ شعلَة نَار مِنْ تَوقُّده وَذكَائِهِ وَحُسن إِدرَاكه (2) .
وَرَوَى زَين الأُمَنَاءِ، حَدَّثَنَا (3) ابْنُ القَزْوِيْنِيّ، عَنْ وَالِده مُدَرِّس النِّظَامِيَّة، قَالَ:
حَكَى لَنَا الفُرَاوِيّ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا ابْنُ عَسَاكِرَ، فَقَرَأَ عَلَيَّ فِي ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فَأَكْثَر، فَأَضجَرَنِي، وَآليتُ أَنْ أُغلِقَ بَابِي، وَأَمتنعَ، جرَى هَذَا الخَاطر لِي بِاللَّيْلِ، فَقَدم مِنَ الغَدِ شَخْص، فَقَالَ: أَنَا رَسُوْل اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْك، رَأَيْتهُ فِي النَّوْمِ، فَقَالَ: امْضِ إِلَى الفُرَاوِيّ، وَقُلْ لَهُ: إِن قَدِمَ بلدكُم رَجُل مِنْ أَهْلِ الشَّامِ أَسْمَر يَطلب حَدِيْثِي، فَلَا يَأْخُذْكَ مِنْهُ ضَجَرٌ وَلَا مَلَلٌ.
قَالَ:
(1) تحرف في كتاب " ابن عساكر " ص 38 إلى " أنه ".
(2)
انظر " تذكرة الحفاظ " 4 / 1331، 1332، و" طبقات " السبكي 7 / 218، و" معجم الأدباء " 13 / 84، 85.
(3)
سقط لفظ " حدثنا " من كتاب " ابن عساكر " ص 38، فأوهم أن زين الامناء هو ابن القزويني.
فَمَا كَانَ الفُرَاوِيّ يَقُومُ حَتَّى يَقُومَ الحَافِظ أَوَّلاً (1) .
قَالَ أَبُو المَوَاهِب: وَأَنَا كُنْتُ أُذَاكِرُه فِي خَلَوَاتِهِ عَنِ الحُفَّاظِ الَّذِيْنَ لَقِيَهُم، فَقَالَ: أَمَّا بِبَغْدَادَ، فَأَبُو عَامِرٍ العَبْدَرِيّ، وَأَمَّا بِأَصْبَهَانَ، فَأَبُو نَصْرٍ اليُوْنَارَتِيّ، لَكِن إِسْمَاعِيْل الحَافِظ كَانَ أَشهر مِنْهُ.
فَقُلْتُ لَهُ: فَعَلَى هَذَا مَا رَأَى سيدنَا مِثْل نَفْسه.
فَقَالَ: لَا تَقُلْ هَذَا، قَالَ اللهُ -تَعَالَى-:{فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُم} [النَّجْمُ: 32] .
قُلْتُ: فَقَدْ قَالَ: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضُّحَى: 11] .
فَقَالَ: نَعَمْ، لَوْ قَالَ قَائِل: إِنَّ عَيْنِي لَمْ تَرَ مِثْلِي، لَصَدَقَ (2) .
قَالَ أَبُو المَوَاهِبِ: وَأَنَا أَقُوْل: لَمْ أَرَ مِثْله وَلَا مَنِ اجْتَمَع فِيْهِ مَا اجْتَمَع فِيْهِ مِنْ لُزُوم طرِيقَة وَاحِدَة مُدَّة أَرْبَعِيْنَ سَنَةً مِنْ لُزُوم الجَمَاعَة فِي الخَمْس فِي الصَّفّ الأَوّل إِلَاّ مِنْ عذر، وَالاعتكَاف فِي رَمَضَانَ وَعشر ذِي الحِجَّةِ وَعدم التَّطَلُّع إِلَى تَحْصِيل الأَملَاك وَبنَاء الدّور، قَدْ أَسقط ذَلِكَ عَنْ نَفْسِهِ، وَأَعرض عَنْ طلب المنَاصب مِنَ الإِمَامَة وَالخطَابَة، وَأَبَاهَا بَعْدَ أَنْ عرضت عَلَيْهِ، وَقِلَّةِ التِفَاتِه إِلَى الأُمَرَاءِ، وَأَخذِ نَفْسه بِالأَمْرِ بِالمَعْرُوف وَالنَّهْي عَنِ المُنْكَر، لَا تَأْخُذُه فِي اللهِ لَوْمَة لَائِم.
قَالَ لِي: لَمَّا عزمت عَلَى التَّحْدِيْث وَاللهِ الْمطلع أَنَّهُ مَا حَمَلَنِي عَلَى ذَلِكَ حبّ الرِّئَاسَة وَالتَّقَدُّم، بَلْ قُلْتُ: مَتَى أَروِي كُلّ مَا قَدْ سمِعته، وَأَيُّ فَائِدَة فِي كَونِي أُخلِّفُهُ بَعْدِي صَحَائِف؟ فَاسْتَخرتُ الله، وَاسْتَأْذنت أَعيَان شُيُوْخِي وَرُؤَسَاء البَلَد، وَطُفت عَلَيْهِم، فُكُلٌّ قَالَ: وَمَنْ أَحقّ بِهَذَا مِنْكَ؟
فَشرعت فِي ذَلِكَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِيْنَ، فَقَالَ لِي وَالِدِي أَبُو القَاسِمِ الحَافِظُ: قَالَ لِي جَدِّي القَاضِي أَبُو المُفَضَّل لَمَّا قَدَمت مِنْ سفرِي:
(1) انظر " تذكرة الحفاظ " 4 / 1330 و" طبقات " السبكي 7 / 219.
(2)
انظر " تذكرة الحفاظ " 4 / 1332 و" طبقات " السبكي 7 / 221، 222.
اجْلِسْ إِلَى سَارِيَةٍ مِنْ هَذِهِ السَّوَارِي حَتَّى نَجلس إِلَيْك.
فَلَمَّا عزمت عَلَى الجُلُوْس اتَّفَقَ أَنَّهُ مرضَ، وَلَمْ يُقدَّرْ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ الخُرُوجُ إِلَى المَسْجَد (1)
…
، إِلَى أَنْ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ القَاسِم:
وَكَانَ أَبِي رحمه الله قَدْ سَمِعَ أَشيَاء لَمْ يُحصِّلْ مِنْهَا نُسَخاً اعتمَاداً عَلَى نسخ رفِيقه الحَافِظ أَبِي عَلِيٍّ بنِ الوَزِيْر (2) ، وَكَانَ مَا حَصلَه ابْن الوَزِيْر لَا يُحصله أَبِي، وَمَا حَصلَه أَبِي لَا يُحصله ابْن الوَزِيْر، فَسَمِعْتُ أَبِي لَيْلَة يَتحدّث مَعَ صَاحِب لَهُ فِي الجَامِع، فَقَالَ:
رحلتُ وَمَا كَأَنِّيْ رحلتُ، كُنْت أَحسب أَنَّ ابْنَ الوَزِيْر يَقدَمُ بِالكُتُب مِثْل (الصَّحِيْحَيْنِ) وَكُتُبِ البَيْهَقِيّ وَالأَجزَاء، فَاتَّفَقَ سُكنَاهُ بِمَرْوَ، وَكُنْت أُؤمل وُصُوْل رفِيق آخر لَهُ يُقَالَ لَهُ: يُوْسُف بن فَارّوا الجَيَّانِيّ، وَوُصُوْل رَفِيقنَا أَبِي الحَسَنِ المُرَادِيّ (3) ، وَمَا أَرَى أَحَداً مِنْهُم جَاءَ، فَلَا بُدَّ مِنَ الرّحلَة ثَالِثَةً وَتَحصيل الكُتُب وَالمهمَات.
قَالَ: فَلَمْ يَمض إِلَاّ أَيَّام يَسِيْرَة حَتَّى قَدِمَ أَبُو الحَسَنِ المُرَادِيّ، فَأَنْزَلَهُ أَبِي فِي مَنْزِلنَا، وَقَدِمَ بِأَرْبَعَة أَسفَاط كتب مَسْمُوْعَة، فَفَرح أَبِي بِذَلِكَ شدِيداً، وَكفَاهُ الله مُؤنَة السَّفَر، وَأَقْبَلَ عَلَى تِلْكَ الكُتُب، فَنسخ وَاستنسخَ وَقَابَلَ، وَبَقِيَ مِنْ مَسْمُوْعَاته أَجزَاء نَحْو الثَّلَاث مائَة، فَأَعَانه عَلَيْهَا أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ، فَنقل إِلَيْهِ مِنْهَا جُمْلَةً حَتَّى لَمْ يَبْقَ عَلَيْهِ أَكْثَر مِنْ عِشْرِيْنَ جُزْءاً، وَكَانَ كُلَّمَا حصل لَهُ جُزْء مِنْهَا كَأَنَّهُ قَدْ حصل عَلَى ملك الدُّنْيَا (4) .
قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: قَرَأْت بِخَطِّ مَعْمَر بن الفَاخِرِ فِي (مُعْجَمِهِ) : أَخْبَرَنِي
(1) انظر " تذكرة الحفاظ " 4 / 1332.
(2)
الذي تقدمت ترجمته برقم (113) .
(3)
تقدمت ترجمته برقم (122) .
(4)
انظر " طبقات " السبكي 7 / 219، 220.
أَبُو القَاسِمِ الحَافِظُ إِمْلَاءً بِمِنَى وَكَانَ مِنْ أَحْفَظ مَنْ رَأَيْتُ وَكَانَ شَيْخنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الإِمَام يُفضله عَلَى جَمِيْع مَنْ لقينَاهُم، قَدِمَ أَصْبَهَان وَنَزَلَ فِي دَارِي، وَمَا رَأَيْتُ شَابّاً أَحْفَظَ وَلَا أَورعَ وَلَا أَتقنَ مِنْهُ، وَكَانَ فَقِيْهاً أَدِيباً سَنِيّاً، سَأَلتُه عَنْ تَأَخُّره عَنِ الرّحلَة إِلَى أَصْبَهَانَ، قَالَ: اسْتَأَذنتُ أُمِّي فِي الرّحلَة إِلَيْهَا، فَمَا أَذِنَتْ (1) .
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: أَبُو القَاسِمِ كَثِيْرُ العِلْمِ، غزِيْر الفَضْل، حَافِظ مُتْقِن، ديِّن خَيِّر، حسن السَّمْت، جَمع بَيْنَ مَعْرِفَة المُتُوْنِ وَالأَسَانِيْد، صَحِيْح القِرَاءة، متثبِّت مُحتَاط
…
، إِلَى أَنْ قَالَ:
جَمع مَا لَمْ يَجْمَعْهُ غَيْرُهُ، وَأَرْبَى عَلَى أَقرَانِهِ، دَخَلَ نَيْسَابُوْرَ قَبْلِي بِشَهْرٍ، سَمِعْتُ مِنْهُ، وَسَمِعَ مِنِّي، وَسَمِعْتُ مِنْهُ (مُعْجَمَه) ، وَحصَّل لِي بِدِمَشْقَ نُسْخَةً مِنْهُ، وَكَانَ قَدْ شَرَعَ فِي (التَّارِيْخِ الكَبِيْرِ لِدِمَشْقَ) ، ثُمَّ كَانَتْ كُتُبُه تَصِلُ إِلَيَّ، وَأُنفذُ جَوَابَهَا (2) .
سَمِعْتُ الحَافِظُ عَلِيّ بن مُحَمَّد يَقُوْلُ: سَمِعْتُ الحَافِظُ (3) أَبَا مُحَمَّدٍ المُنْذِرِيّ يَقُوْلُ:
سَأَلت شَيْخنَا أَبَا الحَسَنِ عَلِيّ بن المُفَضَّلِ الحَافِظ عَنْ أَرْبَعَة تَعَاصرُوا، فَقَالَ: مَنْ هُم؟
قُلْتُ: الحَافِظ ابْن عَسَاكِرَ، وَالحَافِظ ابْن نَاصِر.
فَقَالَ: ابْنُ عَسَاكِرَ أَحْفَظ.
قُلْتُ: ابْنُ عَسَاكِرَ وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ؟
قَالَ: ابْنُ عَسَاكِرَ.
قُلْتُ: ابْنُ عَسَاكِرَ وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ؟
فَقَالَ: السِّلَفِيّ شَيْخنَا، السِّلَفِيُّ شَيْخنَا (4) .
قُلْتُ: لَوَّحَ بِأَنَّ ابنَ عَسَاكِرَ أَحْفَظ، وَلَكِن تَأَدَّبَ مَعَ شَيْخِهِ، وَقَالَ لفظاً
(1) انظر " تذكرة الحفاظ " 4 / 1333.
(2)
انظر " تذكرة الحفاظ " 4 / 1330.
(3)
لفظ " الحافظ " سقط من ترجمة " سير النبلاء " الموجودة في كتاب " ابن عساكر ".
(4)
انظر " تذكرة الحفاظ " 4 / 1333، وطبقات " السبكي 7 / 220.
مُحْتَمَلاً أَيْضاً لِتفْضِيْلِ أَبِي طَاهِرٍ - فَاللهُ أَعْلَمُ -.
وَبَلَغَنَا أَنَّ الحَافِظ عَبْد الغَنِيِّ المَقْدِسِيَّ بَعْد مَوْتِ ابْن عَسَاكِرَ نَفَّذ (1) مَنِ اسْتَعَار لَهُ شَيْئاً مِنْ (تَارِيْخِ دِمَشْقَ) ، فَلَمَّا طَالعه، انْبَهَرَ لِسعَة حِفْظ ابْن عَسَاكِرَ، وَيُقَالُ: نَدِمَ عَلَى تَفويت السَّمَاع مِنْهُ، فَقَدْ كَانَ بَيْنَ ابْن عَسَاكِرَ وَبَيْنَ المَقَادِسَةِ وَاقِعٌ - رَحِمَ اللهُ الجَمِيْع -.
وَلأَبِي عَلِيٍّ الحُسَيْن بن عَبْدِ اللهِ بنِ رَوَاحَة يَرْثِي الحَافِظ ابْن عَسَاكِرَ (2) :
ذَرَا السَّعْيَ فِي نَيلِ العَلَى وَالفَضَائِل
…
مَضَى مَنْ إِلَيْهِ كَانَ شدُّ الرَّوَاحِلِ
وَقُولَا لِسَارِي البَرْقِ: إِنِّيْ نَعَيتُه (3)
…
بِنَارِ أَسَىً أَوْ دَمْعِ سُحْبٍ هَوَاطلِ
وَمَا كَانَ إِلَاّ البَحْرَ غَارَ وَمَنْ يُرِدْ
…
سَوَاحِلَهُ لَمْ يَلْقَ غَيْرَ جَدَاوِلِ
وَهَبْكُمْ رَوَيتُم عِلْمَه عَنْ رُوَاته
…
وَلَيْسَ (4) عَوَالِي صَحبِه بِنَوازِلِ
فَقَدْ فَاتَكُم نورُ الهُدَى بِوَفَاتِهِ
…
وَعزُّ التُّقَى (5) مِنْهُ وَنُجْحُ الوَسَائِلِ
(1) غيرها في كتاب " ابن عساكر " ص 40 إلى " أنفذ ".
(2)
الابيات ضمن قصيدة طويلة في رثاء ابن عساكر في ترجمة الحسين بن عبد الله بن رواحة الأنصاري في " معجم الأدباء " 10 / 48 - 55.
(3)
في " معجم الأدباء ": فقولا..معينة.
(4)
في " معجم الأدباء ": فليس.
(5)
في " معجم الأدباء ": ونور التقى.
خَلتْ سُنَّةُ المُخْتَارِ مِنْ ذَبِّ نَاصِرٍ
…
فَأَقْرَبُ مَا نَخشَاهُ بِدعَة خَاذِلِ (1)
نَحَا (2) لِلإِمَامِ الشَّافِعِيِّ مَقَالَةً
…
فَأَصْبَح شَافِي عَيِّ كُلِّ مُجَادِلِ (3)
وَسدَّ مِنَ التَّجسيمِ بَابَ ضَلَالَةٍ
…
وَردَّ مِنَ التَّشبيه شُبهَةَ بَاطِلِ
قُتل نَاظمُهَا عَلَى عكَا، سَنَة خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ.
وَمِنْ نَظْمِ الحَافِظِ أَبِي القَاسِمِ:
أَلَا إِنَّ الحَدِيْث أَجَلُّ علمٍ
…
وَأَشرفُه الأَحَادِيْث العَوَالِي
وَأَنفعُ كُلُّ نوعٍ مِنْهُ عِنْدِي
…
وَأَحْسَنُه الفَوَائِدُ وَالأَمَالِي (4)
فَإِنَّكَ لَنْ تَرَى لِلْعِلْمِ شَيْئاً
…
تُحَقِّقُه كَأَفْوَاهِ الرِّجَالِ
فَكُنْ - يَا صَاحِ - ذَا حِرْصٍ عَلَيْهِ
…
وَخُذهُ عَنِ الشُّيُوْخِ بِلَا مَلَالِ
وَلَا تَأْخُذْه مِنْ صُحُفٍ فَتُرمَى
…
مِنَ التَّصحيفِ بِالدَّاءِ العُضَالِ (5)
وَلَهُ:
أَيَا نَفُْس - وَيْحَكِ - جَاءَ المَشِيْب
…
فَمَاذَا التَّصَابِي وَمَاذَا الغَزَلْ
(1) في " معجم الأدباء ": فأيسر ما لاقته بدعة جاهل.
(2)
كذا الأصل، وفي " معجم الأدباء ": نما، بالميم بعد النون.
(3)
في " معجم الأدباء ": فأصبح يثني عنه كل مجادل.
(4)
في " وفيات الأعيان ": الفرائد في الامالي.
وفي " مرآة الجنان ": الفوائد في الامالي.
(5)
الابيات في " وفيات الأعيان " 3 / 310، و" مرآة الجنان " 3 / 294، و" شذرات الذهب " 4 / 399، 340.
تَولَّى شَبَابِي كَأَنْ لَمْ يَكُنْ
…
وَجَاءَ مَشِيبِي كَأَنْ لَمْ يَزَلْ
كَأَنِّيْ بِنَفْسِي عَلَى غِرَّةٍ
…
وَخَطْبُ المَنُوْنِ بِهَا قَدْ نَزلْ
فَيَا لَيْتَ شِعْرِي مِمَّنْ (1) أَكُوْن
…
وَمَا قدَّر اللهُ لِي فِي الأَزَلْ (2)
وَلابْنِ عَسَاكِر شِعْرٌ حسن يُملِيه عَقِيب كَثِيْرٍ مِنْ مَجَالِسه، وَكَانَ فِيْهِ انجمَاع عَنِ النَّاس، وَخَير، وَتَركٌ لِلشهَادَاتِ عَلَى الحُكَّام وَهَذِهِ الرعونَات.
تُوُفِّيَ: فِي رَجَبٍ، سَنَة إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، لَيْلَة الاثْنَيْن، حَادِي عشر الشَّهْر، وَصَلَّى عَلَيْهِ القُطْب النَّيْسَابُوْرِيّ (3) ، وَحضره السُّلْطَان صَلَاح الدِّيْنِ، وَدُفن عِنْد أَبِيْهِ بِمَقْبَرَة بَاب الصَّغِيْر.
أَخْبَرَنَا الإِمَامُ أَبُو الحُسَيْنِ (4) عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ اليُوْنِيْنِيّ بِبَعْلَبَكَّ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِيْنَ، أَخْبَرَنَا القَاضِي عَبْد الوَاحِدِ بن أَحْمَدَ بنِ أَبِي المَضَاءِ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ بقِرَاءة الحَافِظ أَبِي مُوْسَى المَقْدِسِيّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ الشَّافِعِيّ إِمْلَاءً بِبَعْلَبَكَّ سَنَة إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بِأَصْبَهَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بنُ مَحْمُوْدٍ الثَّقَفِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ قُتَيْبَةَ، وَمُحَمَّد بن الفَيْضِ، وَالحُسَيْن بن عَبْدِ اللهِ الرَّقِّيّ، قَالُوا:
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ هِشَامِ بنِ يَحْيَى الغَسَّانِيّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عُرْوَةَ بنِ رُوَيْم
(1) في معجم الأدباء: فيمن.
(2)
الابيات في " وفيات الأعيان " 3 / 310، و" مرآة الجنان " 3 / 394، و" البداية والنهاية " 12 / 294، وهي ما عدا البيت الثالث في " الخريدة " 1 / 274، و" معجم الأدباء " 13 / 86، و" مرآة الزمان " 8 / 214، و" النجوم الزاهرة " 6 / 77، والاول والرابع في " طبقات " الاسنوي 2 / 217.
(3)
المتوفى سنة 578 هـ، ستأتي ترجمته في الجزء الحادي والعشرين.
(4)
تحرف في كتاب " ابن عساكر " إلى " أبو الحسن "، وهو مترجم في " مشيخة " الذهبي ورقة 99.
اللَّخْمِيّ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ كَانَ ذَا وُصلَةٍ لأَخِيْهِ المُسْلِمِ إِلَى ذِي سُلْطَانٍ فِي تَبْلِيْغِ بِرٍّ أَوْ تَيْسِيْرِ عَسِيْرٍ، أَعَانَهُ اللهُ عَلَى إِجَازَةِ الصِّرَاطِ يَوْمَ دَحْضِ الأَقْدَامِ (1)) .
أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بِقِرَاءتِي، أَخْبَرَنَا زَين الأُمَنَاءِ الحَسَن بن مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَمِّي الحَافِظُ أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ النَّسِيْب، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّمِيْمِيّ، أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ القَاسِمِ المَيَانَجِيّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ التَّمِيْمِيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ حَاتِمٍ الطَّوِيْل، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ:
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اشْتَكَى، قَرَأَ عَلَى نَفْسِهِ بِالمُعَوِّذَاتِ، وَنفث، أَوْ نُفث (2) عَلَيْهِ.
مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ (3) .
أَمَا أَحْمَد بن حَاتِمِ بنِ مَخْشِي (4) ، عَنْ مَالِكٍ، فَشيخ بَصْرِيّ، وَأَمَّا الطَّوِيْل فَبَغْدَادِيّ.
(1) إسناده تالف، إبراهيم بن هشام كذبه أبو حاتم وأبو زرعة، وقال المؤلف في " ميزان الاعتدال " 4 / 378: هو أحد المتروكين الذين مشاهم ابن حبان فلم يصب، وأبوه لا يعرف،
وأخرجه ابن حبان في صحيحه (520) من طريق إبراهيم بن هشام بهذا الإسناد، وأورده السيوطي في " الجامع الكبير " ص 824، وزاد نسبة للخرائطي في " مكارم الاخلاق " وابن عساكر.
(2)
في الأصل: تفث، بالتاء أوله، وهو خطأ.
(3)
أخرجه البخاري (4439)(5016) و (5735) و (5751) ومسلم (2192) ، وهو في " الموطأ " 2 / 942 - 943.
(4)
بالميم أوله، وتحرف في كتاب " ابن عساكر " ص 42 إلى " يخشى ".
انظر " الجرح والتعديل " 2 / 48.