الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الزهد
3106 -
عن ابنِ عباسٍ قالَ: قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «لو تَعلمونَ ما أعلمُ لضحكتُم قليلاً ولبكيتُم كثيراً» .
مشيخة ابن طهمان (10) عن سماك بن حرب، عن عكرمة قال: حدثني ابن عباس .. (1).
3107 -
عن ابنِ عباسٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، أنَّ اللهَ عز وجل نَاجى موسى عليه السلام بمئةِ ألفِ كلمةٍ في ثلاثةِ أيامٍ وَصايا كلُّها، فلمَّا سمعَ موسى عليه السلام كلامَ الآدميينَ مَقَتَهم مما وقعَ في مسامِعِهِ مِن كلامِ الربِّ عز وجل، فكانَ فيما ناجاهُ قالَ: يا موسى، إنَّه لم يَتصنَّعْ لي المُتصنِّعونَ بمثلِ الزهدِ في الدُّنيا، ولم يتقرَّبْ المُتقربونَ بمثلِ الورعِ عمَّا حرَّمتُ عليهم، ولم يَتعبَّد العابدونَ بمثلِ البكاءِ مِن خِيفتي،
قالَ موسى: يا إلهَ البريةِ كلِّها، ويا مالكَ يومِ الدينِ، ويا ذا الجلالِ والإكرامِ، ماذا أَعددتَ لهم؟ وماذا جَزيتَهم؟ قالَ: يا موسى، أمَّا الزاهدونَ في الدُّنيا فإنِّي انتخبتُهم للجنةِ يتبوؤونَ مِنها حيثُ يشاؤونَ، وأمَّا الورعونَ عمَّا حرَّمتُ عليهم فإنَّه ليسَ مِن عبدٍ يَلقاني يومَ القيامةِ إلا ناقشتُهُ الحسابَ كنقشِه مما في يديهِ، إلا ما كانَ مِن الورعينَ فإنِّي أَستَحييهم وأُجلُّهم وأُكرمُهم وأُدخلُهم الجنةَ بغيرِ حسابٍ، وأمَّا البكَّاؤونَ مِن خِيفتي فلهم الرَّفيقُ الأَعلى لا يُشارَكونَ فيها».
(1) رواية سماك عن عكرمة مضطربة.
حديث ابن شاهين رواية الأُرْمَوي (17) حدثنا زيد بن محمد بن خلف القرشي بمصر: حدنا أحمد بن عبدالرحمن بن وهب، و (18) حدثنا علي بن محمد بن علي بن الحربي الخرقي: حدثنا بحر بن نصر الخولاني: حدثنا أسد بن موسى،
كلاهما (أحمد بن عبدالرحمن وأسد بن موسى) عن عبدالله بن وهب: حدثني الماضي بن محمد، عن جويبر، عن الضحاك، عن ابن عباس .. (1).
3108 -
عن ابنِ عباسٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اليومَ الرِّهانُ وغداً السِّباقُ، والغايةُ الجنةُ، والهالكُ مَن دخلَ النارَ» .
أمالي ابن سمعون (21) حدثنا أبوعبدالله محمد بن مخلد بن حفص العطار الشيخ الصالح رحمه الله قال: حدثنا عنبس بن إسماعيل - قال الشيخ ابن سمعون: وهو جد أبي - قال: حدثنا أصرم يعني ابن حوشب قال: حدثنا قرة بن خالد وغيره، عن الضحاك، عن ابن عباس .. (2).
3109 -
عن ابنِ عباسٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قالَ:«النادمُ يَنتظرُ الرحمةَ، والمُعجبُ (3) يَنتظرُ المَقتَ، وكلُّ عاملٍ سيقدمُ على ما أسلفَ عندَ موتِه، فإنَّ مِلاكَ الأعمالِ بخواتيمِها، والليلُ والنهارُ مَطيتانِ فاركَبوهما بلاغاً إلى الآخرةِ، وإيَّاكم والتَّسويفَ بالتوبةِ والغِرَّة بِحلْم اللهِ، واعلَموا أنَّ الجنةَ والنارَ أقربُ إلى أحدِكم مِن شِراكِ نعلِهِ {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}» [الزلزلة: 7،8].
(1) المجمع (8/ 203، 10/ 296): رواه الطبراني وفيه جويبر وهو ضعيف جداً.
وقال الألباني في الضعيفة (5258): ضعيف جداً.
(2)
المجمع (10/ 227 - 228، 234) بزيادة وقال: رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه، وفيه أصرم بن حوشب وهو متروك.
وقال الألباني في الضعيفة (4872): موضوع بهذا التمام.
(3)
في رواية ابن بشران: والمصر ينتظر المقت.
وروايةُ تمامٍ مختصرةٌ: «الليلُ والنهارُ مَطيتانِ» .
1 -
فوائد تمام (1634) أخبرنا أبوجعفر أحمد بن إسحاق بن محمد بن يزيد الحلبي القاضي: حدثنا أبوحفص عمر بن الحسن بن نصر القاضي: حدثنا مؤمل بن إهاب المكي: حدثنا عبدالله بن المغيرة المصري،
2 -
أمالي ابن بشران (996)(1586) أخبرنا أبوالحسين عبدالباقي بن قانع: حدثنا عبدالله بن أحمد بن الحسين البزاز المروزي، وأمالي الشجري (1/ 197) أخبرنا أبوطاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبدالرحيم بقراءتي عليه قال: أخبرنا أبومحمد عبدالله بن محمد بن جعفر بن حيان قال: حدثنا الحسن بن علوية القطان قال: حدثنا إسماعيل بن عيسى العطار،
قالا (عبدالله بن أحمد وإسماعيل بن عيسى): حدثنا إسحاق بن بشر،
3 -
الأربعين للثقفي (ص 191) حدثنا أبوبكر أحمد بن الحسن الحيري قراءة عليه بنيسابور سنة تسع: حدثنا أبوأحمد عبدالله بن عدي الحافظ: أخبرنا زكريا بن جعفر بن حماد اللؤلؤي: أخبرنا هاشم بن محمد بن يعلى: أخبرنا عمرو بن بكر، عن ميسرة بن عبد ربه،
ثلاثتهم (عبدالله بن المغيرة وإسحاق بن بشر وميسرة بن عبد ربه) عن سفيان الثوري، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس .. (1).
قال الثقفي: حديث غريب فرد عن سفيان عن أبيه، ما كتبنا إلا من هذا الوجه.
3110 -
عن ابنِ عباسٍ قالَ: خطبَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في مسجدِ الخِيفِ، فحمدَ اللهَ وذكَرَه بما هو أهلُهُ، ثم قالَ: «مَن كانت الآخرةُ همَّهُ جمعَ اللهُ شملَهُ،
(1) إسحاق بن بشر متهم، وكذا ميسرة بن عبدربه، وعبدالله بن المغيرة قال أبوحاتم: ليس بقوي.
وأورده الألباني في الضعيفة (722)(5257). والفقرة الأولى في المجمع (10/ 199).
وجعلَ غِناهُ بينَ عَينيهِ، وأَتتهُ الدُّنيا وهي راغمةٌ، ومَن كانت الدُّنيا همَّهُ فرَّقَ اللهُ شملَهُ، وجعلَ فقرَهُ بينَ عَينيهِ، ولم يُؤتِه مِن الدُّنيا إلا ما كَتبَ له».
أمالي الشجري (2/ 171) أخبرنا أبوبكر بن ريذة قال: أخبرنا الطبراني قال: حدثنا علي بن سعيد الرازي قال: حدثنا علي بن محمد الطنافسي قال: حدثنا منصور بن وردان العطار قال: حدثنا أبوحمزة الثمالي، عن عكرمة، عن ابن عباس .. (1).
3111 -
عن عليِّ بنِ عبدِاللهِ بنِ عباسٍ، عن أبيه قالَ: أُهديتْ لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بغلتُهُ الشَّهباءُ، أَهداها له المُقوقسُ، وجاريةٌ يقالُ لها ماريةُ أُم إبراهيمَ، فاتخذَها نبيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم لنفسِهِ، وجاريةٌ أُخرى فوهَبَها لدِحيةَ الكلبيِّ، وفتلَ للبغلةِ رَسناً مِن صوفٍ ومِن ليفِ فقلَّدَها إياهُ، وأخذَ كساءً قَطوانياً فطواهُ بأربعِ طياتٍ ثم وضعَهُ على البغلةِ، ثم ركبَها نبيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثم أخذَ بِيدي فأردَفَني فقالَ:«يا غلامُ، ألا أُعلمكَ كلماتٍ يَنفعُك اللهُ بِهنَّ؟» قلتُ: بلى، افعلْ يا نبيَّ اللهِ، فقالَ:
«احفَظ اللهَ يحفظْكَ، احفَظ اللهَ تجدْهُ أمامَكَ، تعرَّفْ إليهِ في الرَّخاء يعرفْكَ في الشدةِ، إذا سألتَ فاسألِ اللهَ، وإذا استعنتَ فاستعِنْ باللهِ، قد جفَّ القلمُ بما هو كائنٌ، فلو أنَّ الخلقَ كلَّهم جميعاً أَرادوا أنْ يَنفعوكَ بما لم يقْضِهِ اللهُ لكَ لم يَقدروا على ذلكَ، أو يَضرُّوكَ بما لم يكتبْهُ اللهُ عليكَ لم يَقدروا على ذلكَ، اعملْ للهِ بالشكرِ في اليَقينِ، واعلمْ أنَّ في الصبرِ على ما تكرهُ خيراً كثيراً، فإنَّ النصرَ مع الصبرِ، وإنَّ الفرجَ مع الكربِ، وإنَّ مع العُسرِ يسراً» ، قالَ: كيفَ أصنعُ باليقينِ يا نبيَّ اللهِ؟ قالَ: «أَن تعلمَ أَن ما أَخطأكَ لم يكنْ ليُصيبَكَ، وأنَّ ما أصابَكَ لم يكنْ ليُخطئَكَ، فإذا أنتَ قد فتحتَ بابَ اليقينِ» .
(1) المجمع (10/ 248): رواه الطبراني وفيه أبوحمزة الثمالي وهو ضعيف.
وضعف الألباني إسناده في الصحيحة (2/ 634).
أمالي الشجري (2/ 194) أخبرنا أبوطاهر بن عبدالرحيم بقراءتي عليه قال: أخبرنا أبومحمد عبدالله بن جعفر بن محمد بن حيان قال: حدثني محمد بن يحيى قال: حدثنا أبوكريب قال: حدثنا عمرو بن يربع قال: حدثنا الحارث بن الحجاج، عن أبي معمر قال: حدثني علي بن عبدالله بن عباس، عن أبيه .. (1).
3112 -
عن عبدِالملكِ بنِ عُميرٍ، عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنه قالَ: أُهديَ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بغلةٌ، أَهداها له كِسرى أو قيصرُ، قالَ: فركبَها النبيُّ صلى الله عليه وسلم بحبلٍ مِن شعرٍ، قالَ: ثم أردَفَني خلفَه، قالَ: ثم سارَ مليّاً ثم التفتَ فقالَ: «يا غلامُ» ، فقلتُ: لبيكَ يا رسولَ اللهِ، قالَ لي:«احفَظ [اللهَ] يحفظْكَ، احفَظ اللهَ تجدْهُ أمامَكَ، تعرَّفْ إلى اللهِ في الرخاءِ يعرفْكَ في الشِّدةِ، وإذا سألتَ فاسأَل اللهَ، وإذا استعنتَ فاستعنْ باللهِ، مَضى القلمُ بما هو كائنٌ، فلو جهدَ الناسُ أَن يَنفعوكَ في أمرٍ لم يَقضِهِ اللهُ لكَ لم يَقدروا عليه، ولو جهدَ الناسُ أَن يَضروكَ في أمرٍ لم يكتبْهُ اللهُ عليكَ لم يَقدروا عليه، فإِن استطعتَ أَن تعملَ بالصبرِ مع اليقينِ فافعلْ، وإنْ لم تَستطعْ فإنَّ في الصبرِ على ما تكرهُ خيراً كثيراً، واعلمْ أنَّ النصرَ مع الصبرِ، وأنَّ الفرجَ مع الكربِ، وأنَّ مع العسرِ يُسراً» .
وروايةُ ابنِ شاهينَ مُختصرةٌ: أُهديَ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم بغلةٌ، أَهداها له كِسرى أو قيصرُ، فركبَها بحبلٍ مِن شعرٍ، ثم أردَفَني خلفَه، ثم التفتَ إليَّ فقالَ:«إِن استطعتَ أَن تعملَ بالصبرِ مع اليقينِ فافعلْ، وإنْ لم تستطعْ فإنَّ في الصبرِ على ما تكرهُ خيراً كثيراً، واعلمْ أنَّ مع الصبرِ النصرَ» .
الأفراد لابن شاهين (85) حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، وأمالي الشجري
(1) الحارث بن الحجاج عن أبي معمر سالم بن عبدالله قال الدارقطني: مجهولان.
ومِن قوله يا غلام ألا أعلمك .. ، عند الترمذي وأحمد - كما في المسند الجامع (7073) - من وجه آخر عن ابن عباس دون قوله: اعمل لله بالشكر في اليقين. وانظر ما بعده.
(2/ 189) أخبرنا أبوالقاسم علي بن المحسن بن علي بن محمد التنوخي قال: حدثنا القاضي عبدالله بن محمد الأسدي قال: حدثنا أبوبحر عثمان بن محمد بن أحمد السمرقندي،
قالا (ابن صاعد وعثمان السمرقندي): حدثنا أحمد بن شيبان قال: حدثنا عبدالله بن ميمون القداح، عن شهاب بن خراش، عن عبدالملك بن عمير .. (1).
قال ابن شاهين: وهذا حديث فرد غريب من حديث عبدالملك بن عمير، لا أعلم رواه عنه غير شهاب بن خراش.
3113 -
عن ابنِ عباسٍ قالَ: قالَ جبريلُ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: «يا محمدُ، عِشْ ما شئتَ فإنَّك ميتٌ، وأَحببْ مَن شئتَ فإنَّك مُفارقُهُ، واعملْ ما شئتَ فإنَّك مُلاقيهِ، واعلمْ يا محمدُ أنَّ شرفَ المؤمنِ قيامُهُ بالليلِ، وعزُّه استغناؤُهُ عن الناسِ» .
معجم ابن عساكر (619) أخبرنا عبدالجامع بن لامع بن أحمد بن محمد أبوالمظفر بن أبي بكر الفارسي الواعظ بقراءتي عليه بهراة: أخبرنا أبوسهل نجيب بن ميمون بن سهل: أخبرنا منصور بن عبدالله بن خالد الخالدي الهروي: أخبرنا أبوالعباس القاسم بن القاسم السياري: حدثنا محمد بن عمير بن هشام الرازي: حدثنا حصين بن وهب يعني ابن وزير الكناني الأرسوفي: حدثنا زفر بن الغطريف: حدثنا عبدالرزاق: حدثني إبراهيم بن الحكم بن أبان العدني: حدثني أبي، عن عكرمة، عن ابن عباس .. .
غريب المتن والإسناد (2).
3114 -
عن عبدِاللهِ بنِ عباسٍ قالَ: كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا صلَّى الغداةَ قعدَ في مُصلاهُ حتى تطلعَ الشمسُ، فقالَ يوماً: «يطلعُ عَليكم مِن هذا الفجِّ مِن
(1)[ضعيف]. وانظر ما قبله.
(2)
وإبراهيم بن الحكم بن أبان ضعيف.
خير ذي يمن عليه مسحةُ مَلكٍ»، فطلعَ جريرُ بنُ عبدِاللهِ البجليِّ في أحدَ عشرَ راكباً مِن قومِهِ، فعلَّقوا رِكابَهم، ثم دَنوا فقالَ جريرٌ: السلامُ عَليكم يا معشرَ قريشٍ، أينَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فقالَ نبيُّ اللهِ عليه السلام:«يا جريرُ، أَسلِمْ تَسلَمْ، إِن غلظَ القلوبِ والجفاءَ والحوبَ في أهلِ الوبرِ والصوفِ، يا جريرُ، إِنك لا تستحقُ حقيقةَ الإسلامِ ولا تستكملُ بُعدَ الإيمانِ حتى تدعَ عبادةَ الأوثانِ، يا جريرُ إِنِّي أُحذركَ الدُّنيا وحلاوةَ رِضاعِها ومرارةَ فِطامِها» .
قالَ جريرٌ: يا رسولَ اللهِ، ادعُ اللهَ أَن يَشرحَ صَدري للإسلامِ، فقالَ:«اللهمَّ اشرحْ صدْرَه للإسلامِ ولا تجعَلْه مِن أهلِ الردةِ، ولا تُكثِرْ له فيَطغى، ولا تُملي له فيَنسى» ، قالَ جريرٌ: فَما الذي أَتيتُ وإِني أُريد أَن أسألَكَ عنه؟ قالَ: «أَتيتَ وأَنتَ تُريدُ أَن تسأَلَني عن حقِّ الوالدِ على ولدِهِ، إنَّ مِن حقِّ الوالدِ على ولدِهِ أَن يخضَعَ له في الغضب وأَن يُؤثِرَه في الرِّضا، ومِن حقِّ الولدِ على والدِهِ أَن يُحسِنَ أَدَبه ولا يَجحدَ نسبَه، إنَّ المُكافِئَ ليسَ بالواصِلِ، إنِّما الواصلُ مَن إذا قطعتْ رحمُه وصَلَها» ، فقالَ: وَالذي بعثَكَ بالحقِّ هَذا أردتُّ أَن أسألَكَ عَنه، ما أَردتُ أَن أسألَكَ عن شيءٍ غيرِه، أشهدُ أَن لا إله إلا اللهُ وأنَّك عبدُهُ ورسولُهُ.
قالَ: «أينَ تَنزلونَ يا جريرُ؟» قالَ: في أَكنافِ ببيشة بينَ سلمٍ وأراكٍ، وسهلٍ ودكداكٍ، وحموضٍ وغلاكٍ، ونخلةٍ وضالةٍ، وسدرةٍ وآءةٍ، ونجمةٍ وأمثلةٍ، شتاؤُنا ربيعٌ، وربيعُنا لسريعٌ، وماؤُنا منبعٌ، لا يقامُ ما تحتَها، ولا يحسرُ صاحبُها، ولا يعزبُ سارحُها، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم:«أَما إنَّ خيرَ الماءِ الشبمُ، وخيرَ المالِ الغنمُ، وخيرَ المَرعى الأراكُ والسلمُ، إذا أَخلفَ كانَ لجيناً، وإذا أُكلَ كانَ لبيناً يسيراً، وإِذا سقطَ كانَ دريناً» .
فقالَ جريرٌ: يا رسولَ اللهِ، أَخبرني عن السماءِ الدُّنيا والأرضِ السُّفلى، قالَ: «خلقَ اللهُ السماءَ الدُّنيا مِن الموجِ الملفوفِ، وحفَفَها بالنجومِ، وجعَلَها رُجوماً
للشياطينِ، وحفظاً مِن كلِّ شيطانٍ رجيمٍ، وخلقَ الأرضَ السُّفلى مِن الزبدِ الحما، والماءِ الكبارِ، وجعَلَها فوقَ صخرةٍ على ظهرِ حوتٍ، يخرجُ مِنها الماءُ، فلو انخرَقَ مِنها خرقٌ لادرت الأرضَ ومَن عَليها، سبحانَ خالقِ النورِ».
قالَ جريرٌ: يا رسولَ اللهِ، ابسُطْ يدَكَ أُبايِعْكَ، فبسطَ يدَه، فقالَ: يا رسولَ اللهِ ما أَعتقدُ؟ قالَ: «تعتقدُ أَن لا إلهَ إلا اللهُ وأنِّي عبدُ اللهِ ورسولُهُ» ، قالَ: نَعم، قالَ:«وأَن تُقيمَ الصلاةَ وتُؤدي الزكاةَ» ، قالَ: نَعم، قالَ:«وأَن تصومَ رمضانَ وتحجَّ البيتَ» ، قالَ: نَعم، قالَ:«وأَن تغتسلَ مِن الجنابةِ» ، قالَ: نَعم، قالَ:«وأَن تسمعَ وتُطيعَ وإِن كانَ عبداً حبشياً» ، قالَ: نَعم.
وروايةُ أبي نعيمٍ مختصرةٌ: عن ابنِ عباسٍ قالَ: كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا صلَّى الغَداةَ قعدَ في مُصلاهُ حتى تطلعَ الشمسُ، فأقبلَ جريرُ بنُ عبدِاللهِ فقالَ: السلامُ عليكم يا معشرَ قريشٍ، أينَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«أَسلمْ تَسلمْ يا جريرُ، إنِّي أُحذركَ الدّنيا وحلاوةَ رضاعِها ومرارةَ فطامِها» .
الأحاديث الطوال (3) - ومن طريقه أبونعيم في الأربعين الصوفية (18) -: حدثنا أحمد بن داود المكي قال: حدثنا إسماعيل بن مهران بن سليمان الواسطي قال: حدثنا زياد - وعند أبي نعيم: زيان - بن عباد المذحجي، عن عمر بن موسى بن وجيه، عن الزهري، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة، عن عبدالله بن عباس .. (1).
3115 -
عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما قالَ: وقفَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يوماً على أصحابِ الصُّفةِ فرأَى فقرَهم وجهدَهم وطيبَ قلوبِهم، فقالَ:«أبشِروا يا أصحابَ الصُّفةِ، مَن بقيَ مِن أُمتي على النعتِ الذي أَنتم عليهِ راضياً بما فيه فإنَّه مِن رُفقائِي يومَ القيامةِ» .
(1)[إسناده ضعيف جداً].
الأربعين الصوفية للسلمي (1) أخبرنا محمد بن محمد بن سعيد الأنماطي: حدثنا الحسن بن علي بن يحيى بن سلام: حدثنا محمد بن علي الترمذي: حدثنا سعيد بن حاتم البلخي: حدثنا سهل بن أسلم، عن خلاد بن محمد، عن أبي حمزة السكري، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس .. (1).
3116 -
عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خرجَ ذاتَ يومٍ عندَ الظهرِ، فرأَى أبا بكرٍ جالساً في المسجدِ، فقالَ:«ما أخرجَكَ هذه الساعةَ يا أبا بكرٍ؟» قالَ: الجوعُ، قالَ:«وأَنا أخرَجَني الذي أخرجَكَ .. .. » ، وذكرَ الحديثَ، كذا في الأصلِ.
المنتقى من فوائد أبي حامد الحضرمي (50) وبه: حدثنا هلال بن بشر: حدثنا عبدالله بن عيسى: حدثنا يونس بن عبيد، عن عكرمة، عن ابن عباس .. (2).
3117 -
عن ابنِ عباسٍ قالَ: قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ المؤمنَ يُضربُ وجهُهُ بالبلاءِ كما يُضربُ وجهُ البعيرِ» .
معجم الإسماعيلي (360) حدثنا علي بن إسماعيل من حفظه أبوالقاسم الصفار الحافظ الأطروش بغداد: حدثنا عنبس بن إسماعيل القزاز: حدثنا مجاشع بن عمرو: حدثنا حماد بن سلمة، عن مطر الوراق، عن عكرمة، عن ابن عباس .. (3).
3118 -
عن ابنِ عباسٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «أربعٌ مَن أُعطيَهنَّ فقد
(1) قال الألباني في الضعيفة (1589): ضعيف جداً.
(2)
المجمع (10/ 316 - 317): رواه البزار وأبويعلى باختصار قصة الغلام والطبراني كذلك، وفي أسانيدهم كلها عبدالله بن عيسى أبوخلف وهو ضعيف.
وهو في المطالب (3153)، والإتحاف (8256/ 7356) من حديث ابن عباس عن عمر.
(3)
قال الألباني في الضعيفة (3141): موضوع.
أُوتيَ خيرَ الدُّنيا والآخرةِ: قلباً شاكراً، ولِساناً ذاكراً، وبَدناً على البلاءِ صابراً، وزوجةً لا تَبغيهِ في نفسِها ومالِه خَوْناً».
وفي روايةِ السلميِّ: «أربعٌ مَن أُعطيَهنَّ فقد أُعطيَ خيرَ الدُّنيا والآخرةِ: قلباً شاكراً، ولِساناً ذاكراً، ونفساً على البلاءِ صابراً، وثقةً بما تكفَّلَ اللهُ» .
الأربعين الصوفية للسلمي (12) أخبرنا أبوعمرو محمد بن جعفر بن مطر: حدثنا آدم بن موسى الولاهنجي، والأربعين الصوفية لأبي نعيم (42) حدثنا أبوعمرو بن حمدان: حدثنا الحسن بن سفيان، وأمالي الشجري (1/ 256) أخبرنا ابن ريذة قال: أخبرنا الطبراني قال: حدثنا محمد بن جابان الجنديسابوري،
قالوا (آدم بن موسى والحسن بن سفيان ومحمد بن جابان): حدثنا محمود بن غيلان: حدثنا مؤمل بن إسماعيل: حدثنا حماد بن سلمة: حدثنا حميد الطويل، عن طلق بن حبيب، عن ابن عباس .. (1).
وليس في إسناد السلمي: حميد الطويل.
3119 -
عن ابنِ عباسٍ رضي اللهُ تعالى عنهما قالَ: قيلَ يا رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أيُّ جُلسائِنا خيرٌ؟ قالَ: «مَن ذكَّرَكم باللهِ منظرُهُ، وزادَ في عِلمِكم منطقُهُ، وذكَّرَكم بالآخرةِ علمُهُ» .
أمالي ابن سمعون (111) حدثنا أبوبكر محمد بن جعفر بن يزيد: حدثنا إسماعيل بن عبدالله بن ميمون الفقيه، والأمالي المطلقة (ص 150) وبالسند الماضي إلى أبي محمد الكشي،
قالا (إسماعيل بن عبدالله وأبومحمد الكشي): حدثنا عبيدالله بن موسى قال: حدثنا مبارك بن حسان، عن عطاء، عن ابن عباس .. (2).
(1) نسبه في المجمع (4/ 273) للطبراني في الكبير والأوسط.
وضعفه الألباني في الضعيفة (1066).
(2)
رواه أبويعلى وعبد بن حميد كما في المطالب (2817)(3246)، والإتحاف (6814/ 6095)، والمجمع (10/ 226). وضعفه الألباني في الضعيفة (2830).
قال ابن حجر: هذا حديث غريب أخرجه أبويعلى .. .. وأورده ابن عدي في الكامل في ترجمة مبارك، وقال: له أشياء غير محفوظة. قلت: حكى ابن أبي خيثمة عن ابن معين أنه ثقة، وأخرج له البخاري في الأدب المفرد، وذكره في تاريخه فلم يذكر فيه جرحاً، نعم قال النسائي: ليس بالقوي، وقال أبوداود: منكر الحديث.
3120 -
عن عبدِاللهِ بنِ عباسٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن آتاهُ اللهُ عز وجل وجهاً حسناً واسماً حسناً وخلقاً حسناً وجعلَه في موضعٍ غيرِ شائنٍ له، فهو مِن صَفوةِ اللهِ في خلقِهِ» .
وقالَ ابنُ عباسٍ: قالَ الشاعرُ:
أنتَ وصفُ النبيِّ إذ قالَ
…
يوماً اطلُبوا الخيرَ في حسانِ الوجوهِ
أمالي ابن بشران (375) وأخبرنا الكندي بمكة: حدثنا محمد بن جعفر الخرائطي: حدثنا عبدالله بن أبي سعد: حدثنا كثير بن محمد بن عبدالله التميمي: حدثنا خلف بن خالد الجمال: حدثنا سليم الخشاب، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن عبدالله بن عباس .. (1).
3121 -
عن ابنِ عباسٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:«عليكُم بالحُزنِ فإنَّه مفتاحُ القلبِ» ، قالوا: يا رسولَ اللهِ، وكيفَ الحُزنُ؟ قالَ:«أَجيعوا أنفسَكم بالجوعِ وظَمِّئوها» .
أمالي ابن بشران (1207) أخبرنا .. .. (2) بالكوفة: حدثنا الحسين بن محمد الفزاري: حدثنا جبرون بن عيسى: حدثنا يحيى بن سليمان الحفري: حدثنا فضيل،
(1) المجمع (8/ 194): رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه خلف بن خالد البصري وهو ضعيف. قلت: وفيه أيضاً سليم الخشاب وهو متروك.
(2)
[في الأصل طمس قدر أربع كلمات].
عن منصور، عن عكرمة، عن ابن عباس .. (1).
3122 -
عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أفضلُ العبادةُ انتظارُ الفرجِ» .
معجم ابن المقرئ (829) حدثنا الحسين بن سليمان بن حمزة بن سلم: حدثنا عبدالله بن محمد بن عطية السعدي: حدثنا محمد بن عمر الرومي: حدثنا قيس بن الربيع، عن حكيم بن جبير، عن سعيد بن جبير .. (2).
3123 -
عن مجاهدٍ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «انتظارُ الفرجِ عبادةٌ» .
أمالي الشجري (1/ 228) أخبرنا أبوطاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبدالرحيم بقراءتي عليه بأصفهان والقاضي أبوالقاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه ببغداد قالا: أخبرنا أبوالمفضل محمد بن عبدالله بن محمد بن المطلب الشيباني - قال أبوطاهر: بالكوفة، وقال التنوخي: إجازة، ولفظهما سواء - قال: حدثنا علي بن أحمد بن كاس النخعي بالرملة قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا الآذني الصوفي قال: حدثنا حسن بن حسين يعني العرني قال: أخبرنا سفيان، عن حنظلة المكي، عن مجاهد .. (3).
سفيان هذا هو ابن إبراهيم الحريري.
3124 -
عن ابنِ عباسٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «العافيةُ عشرةُ أجزاءَ، تسعةٌ مِنها في الصمتِ، والعاشرةُ اعتزالُكَ عن الناسِ» .
(1) نسبه في المجمع (10/ 310) للطبراني. وضعفه الألباني في الضعيفة (1468).
(2)
في إسناده غير واحد تكلم فيه. والحديث ذكره الألباني في الضعيفة (1572) وقال: وبالجملة فالحديث موضوع من جميع هذه الطرق. وانظر ما بعده.
(3)
قال الألباني في الضعيفة (4/ 73): هذا إسناد موضوع. وانظر ما قبله.
الطيوريات (984) حدثنا محمد: أخبرنا محمد بن أبي بكر الأثرم: أخبرنا عبدالله يعني ابن محمد بن إسحاق المروزي المعروف بالحامض: حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم: حدثنا موسى بن أيوب النصيببي: حدثنا يوسف بن سفر، عن عبدالرحمن بن عبدالله، عن عطاء، عن ابن عباس .. (1).
3125 -
عن عبدِالرحمنِ بنِ أبي الزنادِ قالَ: قلتُ لأشعبَ: أنتَ كبيرُ السِّنِّ فما سمعتَ شيئاً مِن الحديثِ؟ قالَ: بلى، حدَّثني عكرمةُ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «خَصلتانِ مَن حفظَهما دخلَ الجنةَ» ، أُنسيَ عكرمةُ واحدةً، وأُنسيتُ أَنا الأُخرى.
مشيخة قاضي المارستان (377) أخبرنا أبومنصور ابن عبدالعزيز قال: أخبرنا ابن أبي مسلم الفرضي قال: أخبرنا جعفر الخلدي قال: حدثنا أبوالعباس ابن مسروق قال: حدثنا محمد ابن الأصبهاني قال: حدثنا عبدالله بن أبي عمرو البكري قال: حدثنا حسين بن حميد، عن الأصمعي، عن عبدالرحمن بن أبي الزناد .. (2).
3126 -
عن أبي عاصمٍ النبيلِ، عن أبيه قالَ: قلتُ لأشعبَ الطامعِ: أدركتَ التابعينَ فلم تسمعْ مِنهم! قالَ: بلى، قد سمعتُ حديثَ عكرمةَ، عن ابنِ عباسٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«للهِ على عبدِهِ نعمتانِ لا يُؤدِّيهما» .
ثم سكتَ فقلتُ: ما هما؟ قالَ: الواحدةُ نسيَها عكرمةُ، والأُخرى نسيتُها أَنا.
الطيوريات (182) أخبرنا أحمد: حدثنا عثمان بن أحمد بن جعفر المستملي: حدثنا رضوان بن أحمد بن غزوان: حدثنا محمد بن عبدالله القرقساني، عن أبي عاصم النبيل .. (3).
(1) قال الألباني في الضعيفة (3927): ضعيف جداً.
(2)
[إسناده ضعيف]. وانظر الحديثين التاليين.
(3)
[في إسناده عثمان بن أحمد المستملي ورضوان بن أحمد ومحمد بن عبدالله القرقساني لم أقف على تراجمهم].
3127 -
عن محمدِ بنِ عبدِالرحمنِ بنِ راشدٍ الرَّحبي قالَ: قيلَ لأشعبَ: قد أدركتَ الناسَ فما عندَكَ مِن العلمِ؟ قالَ: حدَّثنا عكرمةُ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «للهِ على عبدِهِ نعمتانِ» .
ثم سكتَ أشعبُ، فقيلَ له: وما النِّعمتانِ؟ فقالَ: نسيَ عكرمةُ واحدةً، ونسيتُ أَنا الأُخرى.
أمالي أبي علي القالي (2/ 311) قال: وحدثنا أبوبكر قال: حدثني أبي محمد بن يعقوب الدينوري قال: حدثنا روح بن محمد السكوني قال: حدثنا محمد بن عبدالرحمن بن راشد الرحبي .. .
3128 -
عن ابنِ عباسٍ، أنَّ عائشةَ رحمةُ اللهِ عليها أتتْها امرأةٌ مُشتملةٌ على يمينِها قد شُلتْ لا تَنتفعُ بها، فقالتْ لها عائشةُ: مالَكِ؟ قالتْ: أُخبرُكِ بالعَجَبِ، كانَ أبي معطاءً كثيرَ المعروفِ، وكانتْ أُمي ممسكةً لا يكادُ يخرجُ مِن يدِها خيرٌ، فماتَ أبي قبلَها بزمانٍ، ثم ماتتْ هي بعدُ، فأُعرجَ برُوحي فخرجتُ، فإذا أَنا بأَبي قائمٌ على حوضٍ يَسقي مَن أقبلَ وأدبرَ، فقلتُ له: يا أَبه، هل جاءتْكم أُمي؟ قالَ: وقد قُبضتْ؟ قلتُ: نَعم، قالَ: ما جاءتْنا، ولكن التمِسيها في ذاتِ الشمالِ.
قالتْ: فخرجتُ فإذا أَنا بِها قائمةً عُريانةً ليسَ عليها إلا خُريقةٌ وارَتْ بِها عورتَها، في يدِها شُحيمةٌ تدلُكُ بِها راحتَها، كلَّما نَدِيتْ لحسَتْها، وبينَ يديها نَهرٌ تَجري وهي تُنادي: واعطَشَاهُ، واعطَشَاهُ، فقلتُ لها: يا أُمه، مالَكِ؟ قالتْ: أي بُنيةُ دَعيني، فإنِّي لم أُقدمْ لِنفسي خيراً قطُّ غيرَ هذه الخرقةِ وهذه الشُّحيمةِ، فقلتُ لها: ما يمنعُكِ مِن هذا الماءِ أَن تَشربي مِنه؟ قالتْ: لا أُتركَ وإيَّاه، فقلتُ لها: أفلا أَسقيكِ؟ فقالتْ: بَلى، فغرفتُ غرفةً بِيدي فسقيتُها، فَنادى مُنادٍ مِن السماءِ: شُلتْ يمينُ مَن سَقاها، فاستيقظتُ وأَنا كما تَرينَ.
فلمَّا جاءَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِن المسجدِ قصَّتْ عليه القصةَ، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
«مَن يعملْ مِثقالَ ذرةٍ خيراً يَرَه، ومَن يعملْ مِثقالَ ذرةٍ شرّاً يَرَه» .
فوائد تمام (1440) حدثنا أبوالحسن خيثمة بن سليمان من لفظه إملاء: حدثنا أبويحيى عبدالله بن أبي مسرة بمكة: حدثنا خلاد بن يحيى: أخبرنا محمد بن زياد: حدثنا ميمون بن مهران، عن ابن عباس .. (1).
قال المنذري: محمد بن زياد هذا هو الجندي الطحان، كذبه أحمد ويحيى وجماعة.
3129 -
عن ابنِ عباسٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مرَّ عيسى بنُ مريمَ عليه السلام على مدينةٍ خَربةٍ، فأعجبَهُ البُنيانُ فقالَ: يا ربِّ، مُرْ هذه القريةَ أَن تُجيبَني، قالَ: فأَوحى اللهُ تعالى إليها: أيَّتها المدينةُ الخَربةُ جاوِبي عيسى، فنادَت المدينةُ عيسى: حَبيبي ما تريدُ مِني؟ قالَ: ما فعلَ أشجارُكِ؟ وما فعلَ أنهارُكِ؟ وما فعلَ قصورُكِ؟ وأينَ سكانُكِ؟ قالتْ: حَبيبي، جاءَ وعدُ ربِّكَ الحقُّ فيبستْ أشجارِي، ويبستْ أَنهاري، وخربتْ قُصوري، وماتَ سُكاني، قالَ: فأينَ أموالُهم؟ قالتْ: جَمَعوها مِن الحلالِ والحرامِ فهي موضوعةٌ فيَّ، للهِ ميراثُ السمواتِ والأرضِ،
قالَ: فنَادى عيسى بنُ مريمَ عليه السلام: تَعجبتُ مِن ثلاثٍ: طالبِ الدُّنيا والموتُ يطلبُه، وباني القصورِ والقبرُ منزلِهُ، ومَن يضحكُ ملءَ فيهِ والنارُ أمامَه، ابنَ آدمَ لا بالكثيرِ تشبعُ، ولا بالقليلِ تَقنعُ، تجمعُ مالَكَ لِمن لا يحمدُكَ، وتَقدمُ على ربٍّ لا يعذِرُكَ، إنَّما أنتَ عبدُ بطنِكَ وشهوتِكَ، وإنَّما تملأُ بطنَكَ إذا دخلتَ قبرَكَ، وحيثُ تَرى مالَكَ في ميراثِ غيرِكَ (2)».
أمالي الشجري (2/ 309 - 310) أخبرنا أبوطاهر عبدالكريم بن عبدالواحد
(1) الروض البسام (1372): هذا حديث موضوع.
(2)
عند ابن عساكر (50/ 318)، وفي البداية والنهاية (2/ 84): وأنت يا ابن آدم ترى حشد مالك في ميزان غيرك.
بن محمد الحسناباذي بقراءتي عليه قال: حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر بن حيان إملاء قال: قرأت على أحمد بن جعفر الجمال قال: حدثنا سهل بن إبراهيم الحنظلي قال: حدثنا عبدالوهاب بن عبدالعزيز، عن معتمر بن سليمان، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس .. (1).
3130 -
عن ابنِ عباسٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «أنَّ امرأةً مِن بني إسرائيلَ كانَ لها زوجٌ وكانَ غائباً، وكانتْ له أمٌّ، فَوَغَلَتْ بامرأةِ ابنِها وكرهَتْها، فكتبتْ كتاباً على لسانِ ابنِها إلى امرأتِهِ بفراقِها، ولها ابنانِ مِن زوجِها، فلمَّا انتَهى إليها ذلكَ لحقتْ بأهلِها هي ووَلداها، وكانَ لهم ملكٌ، فحرَّمَ إطعامَ المساكينِ، فمرَّ بِها مسكينٌ ذاتَ يومٍ وهي على خبزةٍ لها فقالَ: أطعِميني مِن خبزِكِ، قالتْ له: أوَما علمتَ أنَّ الملكَ حرَّمَ إطعامَ المساكينِ؟ قالَ: بلى، ولكنِّى هالكٌ، وإنْ لم تُطعميني متُّ، قالَ: فرحمتْهُ فأَطعمتْهُ قرصينِ، وقالتْ له: لا تُعلِمن أحداً أنِّي أطعمتُكَ،
فانصرفَ بِهما، فمرَّ بِهما الحرسُ فوَجدوا ريحَ الخبزِ مَعه، فكَشَفوه فإذا هم بقرصينِ، قَالوا: مِن أينَ لكَ هذا؟ قالَ: أَطعمَتْني فلانةٌ، فانصَرَفوا به إليها، فقالوا: أنتِ أطعمتِ هذا هذينِ القرصينِ؟ قالتْ: نَعم، قالَ: أوَ ما كنتِ علمتِ أنِّي قد حرمتُ إطعامَ المساكينِ؟ قالتْ: بلى، قالَ: فما حملَكِ على ذلكَ؟ قالتْ: رحمتُهُ وخفتُ اللهَ تعالى أَن يهلكَ، ورجوتُ أَن يَخفى ذلكَ لي، فأمرَ بِها فقُطعتْ يَداها، فأخذتْ يَديها ومرَّت هي وابْناها، حتى مرَّت بنهرٍ فقالتْ لأحدِهما: اسقِني فذهبَ يَسقيها فغرقَ، فقالتْ لأخيهِ: انزلْ، ثم أمرَت الآخرَ أنْ يُخرجَه فغرقَ، يَعني فبعثَ اللهُ تعالى إليها بملَكٍ فقالَ لها: أيُّما أحبُّ إليكِ أردُّ عليكِ يديكِ أو أُخرجَ لكِ ابنيكِ حَيينِ؟ قالتْ: تُخرجُ لي ابنيَّ حَيينِ، فأخرَجَهما حَيينِ، وردَّ عليها يَديها، وقالَ لها: إنِّي رحمةٌ مِن ربِّكِ عز وجل، بعثَني إليكِ برحمتِكِ
(1) قال ابن كثير في البداية والنهاية (2/ 84): هذا حديث غريب جداً.
المسكينَ وصبرِكِ على ما أصابَكِ، وزوجُكِ لم يُطلقكِ، وقد ماتتْ أُمُّه، فانصرفَتْ فوجدَتْ زوجَها لم يُطلِّقها وقد ماتتْ أُمُّه».
حديث أبي الفضل الزهري (566) حدثنا محمد بن أبان البلخي: حدثنا محمد بن الحسن الصنعاني: حدثني شيخ من أهل نجران، عن عبدالرحمن بن سليمان القرشي، عن ابن عباس .. (1).
3131 -
عن ابنِ عباسٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَتى سائلٌ امرأةً وفي فمِها لقمةٌ، فأَخرجَت اللقمةَ فلفظَتْها ثم ناولَتْها السائلَ، فلم تلبثْ أَن رُزقتْ غلاماً، فلمَّا تَرعرعَ جاءَ ذئبٌ فاحتملَهُ، فخرجتْ تَعدو في أثرِ الذئبِ وهي تقولُ: ابْني ابْني، فأمرَ اللهُ ملَكاً: الحَق الذئبَ فخُذ الصبيَّ مِن فيهِ، وقُل لأُمِّه: إنَّ اللهَ يُقرئكِ السلامَ، وقُل: هذه لقمةٌ بلقمةٍ» .
المجالسة (3529) حدثنا جعفر بن محمد وأفادنا علان منعما: حدثنا يزيد بن أبي حكيم العدني، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس .. (2).
3132 -
عن ابنِ عباسٍ قالَ: شهدتُ مجلساً مِن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وفيه عبدُاللهِ بنُ سلامٍ، فقالَ عبدُاللهِ بنُ سلامٍ: يا رسولَ اللهِ، ألا أُحدثُكَ بحديثٍ كانَ في بَني إسرائيلَ عجباً مِن العجبِ؟ قالَ:«هاتِ يا ابنَ سلامٍ» ، قالَ: خرجَ حميرُ بنُ عبدِاللهِ في الزمنِ الأولِ في مصيدٍ له، حتى إذا أصحرَ انسابتْ حيةٌ تحتَ قوائمِ فرسِهِ فقامتْ على ذنبِها، فقالتْ: يا حميرُ، آوِني أواكَ اللهُ في ظلِّ عرشِهِ يومَ لا ظلَّ إلا ظلُّه، قالَ لها: مِمن؟ قالتْ: مِن رجلٍ يريدُ أَن يَطعَنني بسيفِه إرباً إرباً، قالَ: فأينَ أُدخلكِ؟ قالتْ: في فيكَ إنْ أردتَ المعروفَ، قالَ: هذا فَمي، فانسابتْ الحيةُ
(1)[في إسناده من لم يسم].
(2)
[إسناده ضعيف، ورفعه منكر]. وضعفه الألباني في الضعيفة (1684).
فدخلتْ في فيهِ، فمادَتْ في جوفِهِ، فجاءَ الرجلُ مُغضباً بيدِهِ سيفٌ يطلُبُها، فقالَ: يا شيخُ، الحيةُ التي أَناختْ بكنفِكَ وانسابتْ تحتَ قوائمِ دابتِكَ أرأيتَها؟ فقالَ حميرُ: لا، فقالَ: عظُمتْ كلمةً خرجتْ مِن فيكَ، فقالَ حميرُ: اللهمَّ غُفراً، أُخبرَك أنِّي لم أرَها فتُكذِّبني وتردُّ عليَّ لَفظي، ما جاءَ منكَ أعظمُ.
قالَ: فمَضى الرجلُ لسبيلِهِ، فقالَت الحيةُ مِن جوفِهِ: ما فعلَ الرجلُ، أيأخذُهُ بصرُكَ؟ قالَ: لا، قالتْ: أرأيتَ إذا رعيتَ حقِّي وحفظتَ ذِمامي فاخترْ مِني واحدةً مِن اثنتينِ: إمَّا أنْ أنكتَ قلبَكَ نكتةً أدعُكَ مِنها رميماً، وإمَّا أنْ أنقرَ كبدَكَ فأُخرجَها مِن أسفلِكَ قطعاً، قالَ: ما كافَأْتني، أَنقذتُكِ مِن عدوِّكِ وجعلتُ جَوفي لكِ وعاءً، فأعقَبْتِني أنْ تَنقُري كَبدي أو تَنكُتي قَلبي، فقالتْ: يا جاهلُ، اتخاذُكَ عِندي المعروفَ لأيِّ شيءٍ، واللهِ ما لي دارٌ أسكنُها ولا مالٌ أملكُهُ ولا دابةٌ أحملُكَ على ظهرِها، ولقد علمتَ عَداوتي لأبيكَ آدمَ حتى أخرجتُهُ مِن الجنةِ وأهبطتُهُ إلى الأرضِ، قالَ: أردتُ بذلكَ وجهَ الأعزِّ الأكرمِ، قالتْ: ما بُد مِن أنْ أُنزلَ بكَ النازلةَ وأُوقَع بكَ الواقعةَ، قالَ: فليكنْ ما أردتِ بي في هذا الجبلِ.
وعن يمينِهِ جبلٌ قد امتدَّ ظلُّه، وتناثرتْ ثمارُهُ، واطَّردت أنهارُه، فنزلَ عن دابتِهِ كئيباً حزيناً يَمشي في سفحِ الجبلِ قد انتَهى إلى عينٍ مِن الجبلِ، وإذا على العينِ شابٌّ كأنَّ وجهَهُ القمرُ في ليلةِ البدرِ، فقالَ: يا شيخُ، ما لي أراكَ ضعيفَ الحيلةِ قلبُكَ العزاء! قالَ: مِن عدوٍّ في جَوفي أمَّنتُه مِن عدوِّه، فأعقَبَني على أنَّه ينكتُ قَلبي أو ينقرُ كبدي، فقالَ: أتاكَ الغوثُ مِن ربِّك تبارك وتعالى الذي في مُلكِه يَقضي ويختارُ، قالَ: فأومأَ الفتى بيدِهِ إلى رُدنِه فاستخرجَ مِنه قطعةً فأطعَمَها الشيخَ، فاختلجتْ وَجنتاهُ، ثم أطعمَه الثانيةَ فوجدَ تمخضاً في بطنِهِ، ثم أطعمَه