الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خلال كلامه رحمه الله أنه لم يردْ به تسمية الكتاب بذلك، وإنما أراد بيان موضوع الكتاب، وأنه متضمن لأصول أهل السنة في الاعتقاد.
وعليه فإن الرَّاجحَ عندي إثباتُ الاسم الأول، وهو: الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد، دون الثاني، والله أعلم.
المطلب الثاني: نسبة الكتاب إلى مؤلفه
لا شكَّ عندي في صحة نسبة هذا الكتاب: (الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد): إلى مؤلفه ابن العطار رحمه الله، ويدلُّ على ما ذكرت أدلة وشواهد، تؤكد صحة هذه النسبة، وهي كما يلي:
1 -
وجودُ اسم المؤلف على صفحة غلاف الكتاب، حيث جاء في الصفحة الأولى من نسخة (ص):(كتاب الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد، تأليف الشيخ الإمام العالم العامل الصدر، الحافظ المحقق، بقية السلف، قدوة الخلف، علاء الدين أبي الحسن علي بن إبراهيم بن داود ابن العطار).
وجاء أيضاً في الصفحة الثانية من النسخة (ظ): (كتاب الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد، تأليف الإمام علاء الدين أبي الحسن علي بن إبراهيم بن داود ابن العطار رحمه الله).
2 -
أن هذا الكتاب لم يُعْزَ إلى غير ابن العطار، إذ من خلال بحثي لم أَرَ من نسبه إلى غير مؤلفه، أو نازع فيه، أو من نفى هذا الكتاب عنه، ولم أجدْ من شكك في صحة هذه النسبة إليه، وعليه فيبقى إثبات هذا الكتاب: الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد، لمؤلفه ابن العطار رحمه الله أمراً لا شك، ولا مطعنَ فيه.
3 -
أنَّ كاتبَ نسخة (ظ) وهو محمد بن إبراهيم كتب هذه النسخة، ونقلها من نسخة الشيخ الإمام العلامة شمس الدين محمد ابن الفقير إلى الله تعالى الشيخ علم الدين سليمان بن داود الجوهري، والذي كتبها وقرأها على مؤلفها رحمه الله تعالى، وسليمان بن داود هذا هو سليمان بن داود بن إبراهيم بن داود ابن العطار، وأبوه هو جمال الدين أَبو سليمان داود بن إبراهيم ابن العطار، العالم الفقيه، أخو مؤلف هذا الكتاب علاء الدين علي بن إبراهيم ابن العطار، ويعتبر داود من شيوخ الذهبي، حيث ذكر عنه أنه: له أجزاء عالية، وفيه تعبد وخير. وقال: إنه سمع الكثير، ونسخ كتباً كباراً، وله أثبات وأصول (1).
4 -
أن العلامة ابن العطار رحمه الله شافعي المذهب، وهناك عبارات وردت في الكتاب يستأنس بها على ما ذكرنا، كما تدل على أن مؤلفها شافعي، ومن ذلك قوله:(وإمامنا أَبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي)(2)، وقوله:(قال علماؤنا)(3)، وغيرها.
5 -
وردت عبارات وألفاظ في هذا الكتاب، توافق وتماثل ما ورد في كتب ابن العطار الأخرى، والتي دَرَجَ المؤلفُ رحمه الله على تكرارها، وذكر هذا الدليل محمد السُّليماني في تحقيقه لكتاب أدب الخطيب (4) لابن العطار الشافعي رحمه الله مؤلف هذا الكتاب.
ومن هذه العبارات قوله: (والله يعلم المفسد من المصلح) وغالباً ما يذكرها المؤلف - في نهاية كل فصل (5) من هذا الكتاب، ونجد أنه
(1) انظر: المعجم المختص بالمحدثين (ص 94)، ومعجم شيوخ الذهبي (ص 190)
(2)
انظر: (ص 222).
(3)
انظر: (ص 255).
(4)
أدب الخطيب (ص 61 - 62).
(5)
انظر: (ص 146).
ذكرها في كتابه: أدب الخطيب (1)، ورسالته في السماع (2).
ومن هذه العبارات قوله عن العلماء أنهم: (وصلة بين الخلق وخالقهم)(3) حيث ذكرها في كتابه أدب الخطيب (4)، وتحفة الطالبين (5).
6 -
أن عدداً ممن ترجم لابن العطار رحمه الله أشار إلى نسبة هذا الكتاب إليه كخير الدين الزركلي في الأعلام (6)، وعمر رضا كحالة في معجم المؤلفين (7) وسماه: أصول أهل السنة في الاعتقاد، وبروكلمان في تاريخ الأدب العربي (8).
(1) أدب الخطيب (ص 155).
(2)
لوحة رقم (13).
(3)
انظر: (ص 345).
(4)
أدب الخطيب (ص 152).
(5)
تحفة الطالبين (ص 59).
(6)
الأعلام (4/ 251).
(7)
معجم المؤلفين (2/ 387).
(8)
تاريخ الأدب العربي (2/ 100).