المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌فصل (12) ومما يجب اعتقاده أن الإيمانَ قولٌ وعملٌ ومعرفةٌ (1)، - الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد

[ابن العطار]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌أولاً: أهمية الموضوع، وأسباب اختياره:

- ‌ثانياً: خطة البحث:

- ‌ثالثاً: منهجي في التحقيق والتعليق:

- ‌أولاً: خدمة نصِّ الكتاب:

- ‌ثانياً: منهجي في التعليق:

- ‌ الدَّراسة

- ‌الفصلُ الأول: ترجمة المؤلف

- ‌ تمهيد:

- ‌ عصره:

- ‌أولاً: أهم الملوك:

- ‌ثانياً: أهم الأحداث:

- ‌ اسمه ونسبه:

- ‌ أسرته:

- ‌ مولده:

- ‌ نشأته:

- ‌ طلبه للعلم:

- ‌ الرحلة في طلب العلم:

- ‌ شيوخه:

- ‌ تلاميذه:

- ‌ صفاته وأخلاقه:

- ‌ مكانته العلمية:

- ‌ تدريسه:

- ‌ فتاواه:

- ‌ مؤلفاته:

- ‌1 - اختصار نصيحة أهل الحديث:

- ‌2 - الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد:

- ‌3 - أدب الخطيب:

- ‌4 - تحفة الطالبين في ترجمة الإِمام محيي الدين:

- ‌5 - ترتيب الفتاوى النووية:

- ‌6 - حكم الاحتكار عند غلاء الأسعار:

- ‌7 - حكم البلوى وابتلاء العباد:

- ‌8 - رسالة في أحكام الموتى وغسلهم:

- ‌9 - رسالة في بيان الفرق الضالة:

- ‌10 - رسالة في السماع:

- ‌11 - سؤال عن قوم من أهل البدع يأكلون الحيات والنيران:

- ‌12 - شرح عمدة الحافظ وعدة اللافظ لابن مالك:

- ‌13 - العدة في شرح العمدة:

- ‌14 - فضل الجهاد:

- ‌15 - الفقه في حكم صيام جميع شعبان ورجب:

- ‌16 - مجلس في زيارة القبور:

- ‌17 - مسألة في حكم المكوس:

- ‌18 - معجم الشيوخ:

- ‌19 - الوثائق المجموعة:

- ‌ وفاته:

- ‌الفصل الثاني: دراسة الكتاب

- ‌المبحث الأول: عنوان الكتاب ونسبته لمؤلفه

- ‌المطلب الأول: عنوان الكتاب

- ‌المطلب الثاني: نسبة الكتاب إلى مؤلفه

- ‌المبحث الثاني: مصادر المؤلف فى كتابه

- ‌المبحث الثالث: عرض لأهم قضايا الكتاب

- ‌أولاً: النُّزول:

- ‌ثانياً: الرؤية:

- ‌ثالثاً: مسألة خلق القرآن، واللفظ به:

- ‌رابعاً: الفوقية والعلو:

- ‌خامساً: الإيمان:

- ‌سادساً: القضاء والقدر:

- ‌سابعاً: الحب والبغض في الله:

- ‌ثامناً: الكفر:

- ‌المبحث الرابع: منهج المؤلف فى كتابه

- ‌المبحث الخامس: وصف النُّسخ الخطيَّة

- ‌المطلب الأول: وصف النُّسخ الخطية

- ‌النُّسخة الأولى:

- ‌النُّسخة الثانية:

- ‌النُّسخة الثالثة:

- ‌المطلب الثاني: التملكات والتعليقات

- ‌المطلب الثالث: تقويم المطبوع من الرسالة

- ‌المبحث السَّادس: تقويم الكتاب

- ‌المطلب الأول: مزايا الكتاب

- ‌المطلب الثاني: المآخد على الكتاب

- ‌فصل (1)

- ‌فصل (2)

- ‌فصل (3)

- ‌فصل (4)

- ‌فصل (5)

- ‌فصل (6)

- ‌فصل (7)

- ‌فصل (8)

- ‌فصل (9)

- ‌فصل (10)

- ‌فصل (11)

- ‌فصل (12)

- ‌فصل (13)

- ‌فصل (14)

- ‌فصل (15)

- ‌فصل (16)

- ‌فصل (17)

- ‌فصل (18)

- ‌فصل (19)

- ‌فصل (20)

- ‌فصل (21)

- ‌فصل (22)

- ‌فصل (23)

- ‌فصل (24)

- ‌فصل (25)

- ‌فصل (26)

- ‌فصل (27)

- ‌فصل (28)

- ‌فصل (29)

- ‌فصل (30)

- ‌فصل (31)

- ‌فصل (32)

- ‌فصل (33)

- ‌فصل (34)

- ‌فصل (35)

- ‌فصل (36)

- ‌فصل (37)

- ‌فصل (38)

- ‌فصل (39)

- ‌فصل (40)

- ‌فصل (41)

- ‌فصل (42)

- ‌فصل (43)

- ‌فصل (44)

- ‌فصل (45)

- ‌فصل (46)

- ‌فصل (47)

- ‌فصل (48)

- ‌فصل (49)

- ‌فصل (50)

- ‌فصل (51)

- ‌الخاتمة

- ‌فهرس المصادر والمراجع

الفصل: ‌ ‌فصل (12) ومما يجب اعتقاده أن الإيمانَ قولٌ وعملٌ ومعرفةٌ (1)،

‌فصل (12)

ومما يجب اعتقاده أن الإيمانَ قولٌ وعملٌ ومعرفةٌ (1)، يزيد بالطاعةِ، وينقص بالمعصية.

قال عمير بن حبيب [بن خُماشة](2) الأنصاريُّ الصحابيُّ جدُّ أبي جعفر الخطميِّ المحدّثِ (3)، وعميرٌ من أصحاب الشجرة مدنيٌّ، وليس

(1) تعددت عبارات السلف رحمهم الله في تعريف الإيمان، وهي لا تخرج عن كونه اعتقاد بالقلب، وقول باللسان، وعمل بالجوارح.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الإيمان (ص 146): (ومن هذا الباب أقوال السلف وأئمة السنة في تفسير الإيمان، فتارة يقولون هو قول وعمل، وتارة يقولون هو قول وعمل ونية، وتارة يقولون قول وعمل ونية واتباع السنة، وتارة يقولون قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح، وكل هذا صحيح).

وعليه فقول المصنف رحمه الله: الإيمان قول وعمل ومعرفة؛ موافق لقول السلف رحمهم الله إذ المعرفة يراد بها الاعتقاد.

(2)

في (ظ) و (ن) وليست في (ص).

(3)

هو عمير بن يزيد بن عمير بن حبيب الأنصاري، أبو جعفر الخطمي بفتح المعجمة وسكون الطاء، المدني، نزيل البصرة، أمه بنت عقبة بن الفاكه بن سعد. روى عن أبيه، وأبي أمامة بن سهل بن حنيف، وسعيد بن المسيَّب. وعنه هشام الدستوائي، وشعبة. وثقه ابن معين والنسائي، والعجلي. وقال عبد الرّحمن بن مهدي: كان أبو جعفر وأبوه وجده قوماً يتوارثون الصدق بعضهم عن بعض.

انظر: الجرح والتعديل (6/ 379)، وتهذيب التهذيب (6/ 260).

ص: 227

هو عميرَ الخطميَّ الأَنصاريَّ الأعمى (1)؛ الذي كانت له أختٌ تشتمُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقتلها (2)، فقال صلى الله عليه وسلم:"أبعدها الله"(3).

قال عميرٌ: (الإيمان يزيد وينقص، فقيل: ما زيادتُه وما نقصانُه؟ فقال: إذا ذكرنا اللهَ فحمدناه وسبحناه فتلك زيادته، فإذا غفلنا (4) وضيعنا ونسينا [فذلك](5) ................................................

(1)(الأعمى) ليست في (ظ).

(2)

الصحابي الذي كانت له أخت تشتم النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقتلها هو عمير بن أمية الأنصاري، وليس هو عمير بن عدي بن خرشة الخطمي كما ذكره المؤلف، وهذا وهم، فعمير بن أمية الأنصاري كانت له أخت، فكان إذا خرج إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم آذته، وشتمت النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وكانت مشركة، واشتمل لها يوماً على السيف، ثم أتاها فوقف عليها فقتلها، فقام بنوها فصاحوا، فذهب إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فأخبره، فأهدر دمها.

ولعلّ سبب وهم المصنف رحمه الله كون عمير بن عدي الخطمي قتل عصماء بنت مروان؛ التي كانت تعيب الإسلام وأهله ولم تكن أختاً له.

انظر: الإصابة (3/ 29)، وأسد الغابة (4/ 140).

(3)

أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 145) في ترجمة محمّد بن الحجاج اللخمي، والخطيب في تاريخ بغداد (13/ 99)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (51/ 224 - 225)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 180) من طريق محمّد بن الحجاج، عن إبراهيم الواسطي، عن مجالد، عن الشّعبيّ، عن ابن عبّاس قال:(هجت امرأة من بني خطمة النّبيّ صلى الله عليه وسلم ....) فذكره مطولًا، وفيه قصة الرَّجل الذي قتلها - وهو من بني خطمة - فقال له النّبيّ صلى الله عليه وسلم:"أما أنه لا ينتطح فيه عنزان" بدل "أبعدها الله"، ولم يصرح في الرواية باسم الرَّجل الذي قتلها، لكن أورد هذه القصة ابن سعد في الطبقات (2/ 27 - 28)، وابن عبد البرّ في الاستيعاب (3/ 292) في ترجمة عمير بن عدي الخطمي.

(4)

في (ظ) و (ن): (وإذا أغفلنا).

(5)

في (ص): (فتلك)، وفي (ظ) و (ن) ما أثبته.

ص: 228

نقصانه) (1)(2)(3).

قال الشّيخ أبو الفتحِ نصرُ المقدسيُّ وغيره من الأئمة: أجمع علماءُ السنة والجماعةِ على أن الإيمانَ قولٌ وعملٌ، يزيدُ وينقصُ (4).

(1) من بداية هذا الفصل وإلى: (.... فذلك نقصانه) نقله المؤلف بتصرف من عقيدة السلف للصابوني (ص 264 - 266).

(2)

أخرجه ابن سعد في الطبقات (4/ 381)، وابن أبي شيبة في الإيمان (ص 7) رقم (14)، وعبد الله بن أحمد في السنة (1/ 315) رقم (624 - 625)، والطّبريّ في صريح السنة (ص 25) رقم (28)، والبغوي في معجم الصّحابة كما في الإصابة (7/ 161)، والآجري في الشّريعة (2/ 583 - 584) رقم (215 - 216)، وابن بطة في الإبانة (2/ 845) رقم (1131)، وأبو نعيم في معرفة الصّحابة (4/ 2088) رقم (5253)، والصابوني في عقيدة السلف (ص 266)، جميعهم من طريق حماد بن سلمة، عن أبي جعفر الخطمي عن أبيه، عن جده عمير بن حبيب أنه قال: ...... فذكره بنحوه.

وهو عند الآجري في إسناده: (عن أبي جعفر، عن جده) بإسقاط أبيه، وهو يزيد بن عمير بن حبيب، ولم أجد له ترجمة فيما بحثت فيه.

ووقع الشك في إسناده من حماد بن سلمة كما في طبقات ابن سعد، فمرة يقول:(عن أبيه، عن جده) ومرة: (عن جده مباشرة).

وقد توقف الشّيخ ناصر الدين الألباني في الحكم على إسناده، كما في تعليقه على كتاب الايمان لابن أبي شيبة (ص 7)؛ لأنه لم يجد ترجمة لوالد أبي جعفر؛ كما نصّ هو على ذلك.

والذي يترجح لي أن إسناده حسن، فقد قال عبد الرّحمن بن مهدي كما في تهذيب التهذيب (8/ 151):(كان أبو جعفر وأبوه وجده قوماً يتوارثون الصدق بعضهم عن بعضهم)، وكلامه محمول على التوثيق، لا مجرد العدالة فقط؛ لأنه ممّن عرف بالتشدد في الرجال.

(3)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الأصفهانية (ص 230) معقباً على هذا الأثر بقوله: (فذكر زيادته بالطاعات وإن كانت مستحبة، ونقصانه بما أضاعه من واجب وغيره).

(4)

قول أبي الفتح المقدسي لم أجده فيما بحثت فيه، ولعلّه موجود في كتابه المفقود: =

ص: 229

وأنكرَ الأوازعيُّ (1)، ومالكٌ، وسعيدُ بن عبد العزيز (2)، وغيرهم رحمهم الله قولَ من يقولُ: إن الإيمان [إقرارٌ](3) بلا عملٍ (4)، ويقولون (5): لا إيمان إلا بعمل (6).

= الحجة على تارك المحجة)، كما مرّ بنا سابقاً في (ص 180) حاشية (2).

(1)

هو عبد الرّحمن بن عمرو بن يَحْمَد، أبو عمرو الأوزاعي، عالم أهل الشام. روى عن عطاء، ومكحول، وقتادة، وغيرهم. وعنه الزهري، وشعبة، والثوري وغيرهم كثير. ولد سنة ثمان وثمانين يتيماً في حجر أمه. وكان إماماً في العلم، والزهد، والرواية، بل كان أعلم أهل زمانه. قال ابن كثير: وأجمع المسلمون على عدالته وإمامته. كانت وفاته سنة 157 هـ.

انظر: سير أعلام النبلاء (7/ 107)، والبداية والنهاية (10/ 18).

(2)

هو سعيد بن عبد العزيز بن أبي يحيى التَّنُوخيُّ، أبو محمّد الدمشقي، ثقة ثبت، قرين الأوزاعي. قال أحمد بن حنبل: ليس بالشام أصح حديثاً منه. وقال ابن معين: الحجة عبيد الله بن عمر، ومالك، وسعيد بن عبد العزيز. وذكر في ترجمته أنه اختلط في آخر عمره.

انظر: تذكرة الحفاظ (4/ 53)، وتهذيب التهذيب (4/ 53).

(3)

في (ص): (قول)، وفي (ظ) و (ن) ما أثبته، وهو موافق لما في عقيدة السلف.

(4)

لعلّ المقصود بذلك مرجئة الفقهاء، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الإيمان (ص 313) نقلًا عن ابن عبد البرّ:(أجمع أهل الفقه والحديث على أن الإيمان قول وعمل، ولا عمل إلا بنية، والإيمان عندهم يزيد بالطاعة ويقص بالمعصية، والطاعات كلها عندهم إيمان، إلا ما ذكر عن أبي حنيفة وأصحابه، فإنهم ذهبوا إلى أن الطاعات لا تسمى إيماناً، قالوا: إنّما الإيمان التصديق والإقرار، ومنهم من زاد المعرفة).

(5)

في (ظ) و (ن): (ويقول).

(6)

من قوله: (وأنكر الأوزاعي

) وإلى: (.... لا إيمان إلا بعمل) نقله المؤلف

بتصرت من عقيدة السلف للصابوني (ص 271).

وهذا الأثر أخرجه عبد الله ابن الإمام أحمد في السنة (1/ 332 - 333) رقم (687)، (1/ 346) رقم (737) بنحوه عن الوليد بن مسلم، وأخرجه اللالكائي في شرح =

ص: 230

وقال أبو عثمان الصابونيُّ الحافظ رحمه الله: (ومن (1) كانت [طاعاته](2) وحسناته أكثر، كان (3) أكمل إيماناً ممّن كان قليلَ الطاعةِ، كثير (4) الإضاعةِ) (5).

وقال إسحاق بن إبراهيم الحنظليُّ: (قدِمَ ابنُ المبارك الريَّ (6)، فقام إليه رجلٌ من العُبّاد، الظنُّ به أنه يذهب مذهب الخوارج (7)، فقال

= أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (4/ 930 - 931) رقم (1586) بلفظه عن الوليد بن مسلم.

(1)

في عقيدة السلف: (فمن).

(2)

في (ص): (طاعته)، وفي (ظ) و (ن) وعقيدة السلف ما أثبته.

(3)

في عقيدة السلف: (فإنّه أكمل).

(4)

في عقيدة السلف: (كثير المعصية والغفلة والإضاعة).

(5)

نقله المؤلف بالنص من عقيدة السلف للصابوني (ص 271).

(6)

الرَّيّ: هي مدينة مشهورة من أمهات البلاد، وأعلام المدن، كثيرة الفواكه والخيرات، عجيبة الحسن، مبنية بالآجر المنمق المحكم الملمع بالزرقة. وفتحت في عهد عمر - رضى الله عنه - على يد عروة سنة 20 هـ، وقد نسب إليها كثير من العلماء، منهم: أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان، وغيرهما.

وهي الآن مدينة قديمة في شمالي إيران (جنوب شرقي طهران) فتحها العرب في زمن عمر على يد عروة بن زيد الخيل، وفيها ولد هارون الرشيد.

انظر: معجم البلدان (3/ 116 - 121)، والموسوعة التاريخية الجغرافية لمسعود الخوند (4/ 202).

(7)

الخوارج: سموا بذلك لخروجهم على عليّ رضي الله عنه لأنه رضي بتحكيم الحكمين - في زعمهم - فكفروا علياً ومعاوية وعثمان وكل من رضي بالتحكيم، ويقولون بتكفير مرتكب الكبيرة، وتخليده في النار، والخروج على الأئمة بالسيف، ويقال لهم: الحرورية، والشراة. من أشهر فرقهم: النجدات، والأزارقة، والإباضية. انظر: مقالات الإسلاميين (ص 75)، والفرق بين الفرق (ص 73)، والملل والنحل (1/ 114).

ص: 231

له: يا أبا عبد الرّحمن، ما تقول فيمن يزني [ويسرق] (1) ويشرب الخمر؟ فقال (2): لا أخرجه (3) من الإيمان، فقال: يا أبا عبد الرّحمن على كبر السنِّ صرت مرجئاً، فقال: لا تقبلني المرجئةُ (4)، المرجئةُ (5) تقول: حسناتنا مقبولةٌ وسيئاتنا مغفورةٌ، ولو علمتُ أنه قُبلتْ (6) منّي حسنةٌ لشهدت أنِّي في الجنَّة) (7).

وقال عمر رضي الله عنه: (لو وزن إيمان أبي بكر رضي الله عنه بإيمان أهل الأرض لرجح)(8).

(1) في (ظ) و (ن) وهو موافق لما في عقيدة السلف وليس في (ص).

(2)

في (ظ) و (ن): (قال) وهو موافق لما في عقيدة السلف.

(3)

في (ظ) و (ن): (لا أخرجه به).

(4)

المرجئة: نسبة إلى الإرجاء، والإرجاء له معنيان:

أ - بمعنى التأخير؛ لأنهم يؤخرون العمل عن مسمى الإيمان.

ب - إعطاء الرجاء، فهم يقولون: لا يضر مع الإيمان معصية، كما لا ينفع مع الكفر طاعة.

وهم أربعة أصناف: مرجئة الخوارج، ومرجئة القدرية، ومرجئة الجبرية، والمرجئة الخالصة، وهم فرق كذلك مثل: اليونسية، والغسانية، والثوبانية، والتومنيّة، والمريسية، والصالحية.

انظر: مقالات الإسلاميين (ص 132)، والفرق بين الفرق (ص 202)، والملل والنحل (1/ 142).

(5)

في (ظ) و (ن): (والمرجئة).

(6)

في عقيدة السلف: (ولو علمت أني قبلت).

(7)

نقله المؤلف بالنص من عقيدة السلف للصابوني (ص 273 - 274)، حيث سمعه الصابوني من الحاكم، وأشار الذهبي إلى هذه القصة في سير أعلام النبلاء (8/ 405) في ترجمته لعبد الله بن المبارك.

(8)

أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (1/ 378) رقم (821 - 823)، وفي زياداته على فضائل الصّحابة (1/ 418) رقم (653)، والخلال في السنة (4/ 44) رقم (1134)، والبيهقي في الشعب (1/ 69) رقم (36)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (30/ =

ص: 232

قلت: وقولُ عمرَ رضي الله عنه من مشكاة النبوة، حيث قال صلى الله عليه وسلم (1):"وزنتُ الأمة فرجحتُها، ووزنها أبو بكرٍ فرجحها"(2)، وهو عامٌّ في كلِّ شيءٍ من أعمال القلوب والجوارح.

قال (3) أبو بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمةَ: (سمعتُ أحمدَ بنَ [سعيد] (4) الرباطيِّ يقول: قال لي (5) ...................

= 127)، من طرق، عن عبد الله بن شوذب، عن سلمة بن كهيل، عن هزيل بن شرحبيل قال: قال عمر ...... فذكره بلفظه. وقد صحح هذا الأثر موقوفاً على عمر، جماعة من الأئمة، منهم الدارقطني في العلل (2/ 223)، والسخاوي في المقاصد الحسنة رقم (908)، وابن طولون الدمشقي في الشذرة في الأحاديث المشتهرة (2/ 83) رقم (778)، والعجلوني في كشف الخفاء (2/ 165) رقم (2130)، والشوكاني في الفوائد المجموعة (ص 235) رقم (1054).

(1)

في (ظ) و (ن) وليست في (ص).

(2)

أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 325 - 326) من حديث ابن عبّاس مرفوعاً: "وزنت بالخلق كلهم فرجحت بهم، ثم وزن أبو بكر فرجح بهم ..... " الحديث. قال ابن عدي: (غير محفوظ).

وفي إسناده معروف بن أبي معروف البلخي، قال ابن عدي في الكامل (6/ 325):(يسرق الحديث).

وأخرجه أحمد في مسنده (2/ 76)، وعبد بن حميد في المنتخب (2/ 51) رقم (848)، وعبد الله في زوائده على فضائل الصّحابة (1/ 206) رقم (228)، وابن أبي عاصم في السنة (2/ 525) رقم (1138) من حديث ابن عمر مطولاً، وفيه أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"فوضعت في كفة، ووضعت أُمَّتي في كفة، فوزنت بهم فرجحت، ثم جيء بأبي بكر، فوزن بهم فوزن، ثم جيء بعمر، فوُزن، فوزَن ...... " الحديث.

قال أحمد شاكر في تعليقه على المسند (7/ 232) رقم (5469): (إسناده صحيح). وقال الألباني في ظلال الجنة (2/ 525): (حديث صحيح).

(3)

في (ظ) و (ن): (وقال).

(4)

في (ص): (سعد)، وفي (ظ) و (ن):(السعيد) وفي عقيدة السلف ما أثبته.

(5)

في (ص) وفي عقيدة السلف وليست في (ظ) و (ن).

ص: 233

عبد الله بن [طاهر](1): يا أحمد إنكم تبغضون هؤلاء القومَ جهلًا، وأنا أبغضهم عن معرفةٍ، إن أوّل أمرهم: أنهم لا يرون للسلطان طاعةً (2).

والثّاني: أنه ليس للإيمان عندهم قدرٌ، والله لا [أستجيز] (3) أن أقول: إيماني كإيمان يحيى بن يحيى (4)، ولا كإيمان أحمد بن حنبل، وهم يقولون: إيماننا كإيمان جبريلَ وميكائيل) (5).

وقال ابن خزيمة أيضاً: (سمعت الحسين بن حربٍ (6) أخا أحمد بن حرب الزاهدِ (7) يقول: أشهدُ أن دين أحمد بن حربٍ الذي

(1) في (ص): (ظاهر)، وفي (ظ) و (ن) وعقيدة السلف ما أثبته.

(2)

ذكر الأشعري في مقالات الإسلاميين (1/ 204) أن القول بالخروج على أئمة الجور وعدم طاعتهم قول كثير من المرجئة، كالجهم بن صفوان، والحارث بن شريح. كما نقل عبد الله بن أحمد في السنة (1/ 217) رقم (363) عن سفيان بن عيينة والأوزاعي أنهما قالا:(إن قول المرجئة يخرج إلى السيف).

(3)

في (ص): (أستخير)، وفي (ظ) و (ن) وعقيدة السلف ما أثبته.

(4)

هو يحيى بن يحيى بن بكر بن عبد الرّحمن، أبو زكريا التَّميميُّ المنقري النيسابوري، شيخ الإسلام، وعالم خراسان، كتب ببلده وبالحجاز والعراق والشام ومصر، لقي صغار التابعين منهم كثير بن سليم. وسمع من اللَّيث بن سعد، وسليمان بن بلال. وحدث عنه البخاريّ، ومسلم. ولد سنة 142 هـ. قال إسحاق ابن راهويه: ما رأيت مثل يحيى بن يحيى، ولا أحسب أنه رأى مثل نفسه، وبمثله قال أحمد بن حنبل عنه. وأجمعوا على أنه ثقة حافظ قدوة. توفي سنة 226 هـ.

انظر: الجرح والتعديل (9/ 197)، وسير أعلام النبلاء (10/ 512)، وتهذيب التهذيب (9/ 312).

(5)

أخرجه الصابوني في عقيدة السلف (ص 272).

(6)

هو الحسين بن حرب بن عبد الله بن سهل بن فيروز النيسابوري، الفقيه المحدث. قال الذهبي في ترجمة أخيه أحمد بن حرب قال: زكريا بن حرب: فلما راهق أحمد بن حرب، حج مع أخيه الحسين بن حرب، فأقام بالكوفة وبالبصرة وبغداد للطلب.

انظر: معرفة علوم الحديث (ص 157)، وسير أعلام النبلاء (11/ 33).

(7)

هو أحمد بن حرب بن عبد الله بن سهل بن فيروز أبو عبد الله النيسابوري، الإمام =

ص: 234

يدين الله به: أن الإيمان قولٌ وعملٌ، ويزيد (1) وينقص) (2).

= القدوة شيخ نيسابور. سمع من سفيان بن عيينة، وأبي داود الطيالسي وغيرهما. وروى عنه أحمد بن الأزهر وسهل بن عمار، والعباس بن حمزة وغيرهم. له مصنفات كثيرة منها: كتاب الأربعين، وكتاب عيال الله، وكتاب الزهد وغيرها، رغب النَّاس في سماع كتبه، قال الذهبي: كانت تنتحله الكرامية وتعظمه؛ لأنه أستاذ محمّد بن كرَّام، ولكنه سليم الاعتقاد بحمد الله. مات سنة 234 هـ.

انظر: تاريخ بغداد (4/ 118)، وسير أعلام النبلاء (11/ 32)، وشذرات الذهب (2/ 80).

(1)

في عقيدة السلف: (يزيد) بدون واو.

(2)

أخرجه الصابوني في عقيدة السلف (ص 275 - 276).

ص: 235