الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَكتاب مجمع الغرائب فِي غَرِيب الحَدِيث وَكتاب الْمُفْهم لشرح غَرِيب مُسلم
توفّي سنة تسع وَعشْرين وَخَمْسمِائة بنيسابور
880 - عبد الغافر السروستاني
من أهل فَارس
وَيعرف بالركن
تفقه بِالْمَدْرَسَةِ النظامية بِبَغْدَاد وَكَانَ أديبا فَاضلا عفيفا مَسْتُورا
قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب إِنَّه غلب عَلَيْهِ الْعِشْق حَتَّى حمل إِلَى البيمارستان وَقيد ثمَّ إِنَّه عوفي مِمَّا ابتلى بِهِ وَلم يقم بعد ذَلِك بِبَغْدَاد خجلا وكتبت عَنهُ أبياتا من شعره مليحة
881 - عبد القاهر بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عمويه
واسْمه عبد الله بن سعد بن الْحُسَيْن بن عَلْقَمَة بن النَّضر بن معَاذ بن عبد الرَّحْمَن
الشَّيْخ أَبُو النجيب السهروردي
الصُّوفِي الزَّاهِد الْفَقِيه الإِمَام الْجَلِيل أحد أَئِمَّة الطَّرِيقَة ومشايخ الْحَقِيقَة من هداة الدّين وأئمة الْمُسلمين
ولد فِي صفر سنة تسعين وَأَرْبَعمِائَة وَسمع أَبَا عَليّ بن نَبهَان وزاهر بن طَاهِر وَالْقَاضِي أَبَا بكر الْأنْصَارِيّ وَغَيرهم
روى عَنهُ ابْن عَسَاكِر وَابْنه الْقَاسِم وَابْن السَّمْعَانِيّ وَأَبُو أَحْمد بن سكينَة وَابْن أَخِيه الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن أخي أبي النجيب السهروردي وزين الْأُمَنَاء أَبُو البركات وَخلق
كَانَ من أهل سهرورد ثمَّ قدم بَغْدَاد وتفقه بِالْمَدْرَسَةِ النظامية على أسعد الميهني وعلق عَنهُ التَّعْلِيق وبرع فِي الْمَذْهَب وتأدب على الفصيحي وَسمع الحَدِيث مِمَّن ذكرنَا ثمَّ ولي تدريس النظامية فدرس بهامدة ثمَّ انْصَرف عَنْهَا وَصَحب الشَّيْخ أَحْمد الْغَزالِيّ وهب لَهُ نسيم التَّوْفِيق ودله على سَوَاء الطَّرِيق فَانْقَطع عَن النَّاس وآثر الْعُزْلَة وَالْخلْوَة واشتملت المريدون عَلَيْهِ وعمت بركته وَبَقِي عدَّة سِنِين يَسْتَقِي بالقربة على ظَهره بِالْأُجْرَةِ ويتقوت بذلك ويقوت من عِنْده من الْأَصْحَاب وَكَانَت لَهُ خربة على
دجلة يأوي إِلَيْهَا هُوَ وَأَصْحَابه واشتهر اسْمه وَبعد صيته واستفاضت كراماته وَبنى تِلْكَ الخربة رِبَاطًا وَبنى إِلَى جَانبهَا مدرسة فَصَارَ حمى لمن التجأ إِلَيْهِ من الْخَائِفِينَ يجير من السُّلْطَان والخليفة وَغَيرهمَا وأفلح بِسَبَبِهِ خلق وأملى مجَالِس وصنف مصنفات واتفقت لَهُ فِي بدايته مجاهدات كَثِيرَة وَاجْتمعَ بسادات
وَحكى عَن نَفسه قَالَ كنت أَدخل على شَيْخي وَرُبمَا يكون اعْتَرَانِي بعض الفتور عَمَّا كنت عَلَيْهِ من المجاهدة فَيَقُول لي أَرَاك قد دخلت وَعَلَيْك ظلمَة فَأعْلم سَبَب ذَلِك وكرامة الشَّيْخ وَكنت أبقى الْيَوْمَيْنِ وَالثَّلَاثَة لَا أستطعم بزاد وَكنت أنزل إِلَى دجلة وأتقلب فِي المَاء ليسكن جوعى حَتَّى دعتني الْحَاجة إِلَى أَن اتَّخذت قربَة أستقي بهَا المَاء للقوت فَمن أَعْطَانِي شَيْئا أَخَذته وَمن لم يُعْطِنِي تركته وَلما تعذر عَليّ ذَلِك فِي الشتَاء خرجت يَوْمًا إِلَى بعض الْأَسْوَاق فَوجدت رجلا وَبَين يَدَيْهِ طبرزد وَعِنْده جمَاعَة يدقون الْأرز فَقلت هَل لَك أَن تستأجرني فَقَالَ أَرِنِي يَديك فأريته فَقَالَ هَذِه يَد لَا تصلح إِلَّا للقلم ثمَّ ناولني قرطاسا فِيهِ ذهب فَقلت مَا آخذ إِلَّا أُجْرَة عَمَلي فاستأجرني على النّسخ إِن كَانَ لَك نسخ وَإِلَّا انصرفت وَكَانَ رجلا يقظا فَقَالَ اصْعَدْ وَقَالَ لغلامه نَاوَلَهُ المدقة فناولني فدققت مَعَهم وَلَيْسَ لي عَادَة وَصَاحب الدّكان يلحظني فَلَمَّا عملت سَاعَة قَالَ تعال فَجئْت إِلَيْهِ فناولني الذَّهَب وَقَالَ هَذِه أجرتك فَأَخَذته وانصرفت ثمَّ أوقع الله فِي قلبِي الِاشْتِغَال بِالْعلمِ فاشتغلت حَتَّى أتقنت الْمَذْهَب وقرأت أصُول الدّين وأصول الْفِقْه وحفظت وسيط الواحدي فِي التَّفْسِير وَسمعت كتب الحَدِيث الْمَشْهُورَة
توفّي الشَّيْخ أَبُو النجيب فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة