الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحَدِيث وابتدأ بعد مَا ذكر أَخْبَار خوارزم وَهِي الَّتِي وسمها فِي كِتَابه منصورة بالمحمدين وَذكر فِي خطبَته أَن الْحَاكِم أَبَا عبد الله سَمَّاهَا بِهَذَا الِاسْم بِحَدِيث مَوْضُوع ورد فِيهَا سَاقه بِإِسْنَاد فِي المجلد الأول جمع المحمدين وَأكْثر فِيهِ الحَدِيث عَن زَاهِر بن طَاهِر بِالْإِجَازَةِ وَإِذا ذكر أَبَا سعد بن السَّمْعَانِيّ أَو شهردار بن شيرويه قَالَ أخبرنَا وَكَثِيرًا مَا يروي عَن أبي سعد بِالْإِجَازَةِ
توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة
وَله بخوارزم عقب عُلَمَاء محدثون
وَمن الْفَوَائِد وغرائب الْمسَائِل عَن صَاحب الْكَافِي
ذكر فِي مُقَدّمَة تَارِيخ خوارزم أَن خوارزم كَانَت مَدِينَة تسمى المنصورة لحَدِيث ورد كَمَا ذَكرْنَاهُ وَأَن الْوَادي حطمها وَأَخذهَا
قَالَ وَسمعت عدَّة من الْمَشَايِخ يَقُولُونَ كَانَ بمنصورة اثْنَا عشر ألف مَسْجِد فَإِن فِيهَا اثنى عشر ألف سكَّة فِي كل سكَّة مَسْجِد وفيهَا ألف وَمِائَتَا حمام ثمَّ حولت إِلَى الْمَدِينَة الَّتِي هِيَ الْيَوْم كائنة وَذكر من تعظيمها وتعظيم أَهلهَا الشَّيْء الْكثير وَحكى من سعادتهم الْأَمر العجيب وَذكر مِنْهُم أَبَا نصر مَنْصُور بن عَليّ بن عراق الْجَعْدِي وَأَنه كَانَ مُقيما بقرية على بَاب الْبَلَد وَله بهَا قصر مشيد وَأَن جمَاعَة جَاءُوا من الْبَلَد فَمروا يضيعته فأبصروه فنزلوا عِنْد دوابهم وَجَاءُوا يسلمُونَ عَلَيْهِ فَأمر وَكيله أَن ينزلهم فِي مَوضِع يَلِيق بهم وَأمره بضيافتهم وتعهد دوابهم وَكَانُوا عصارين دهانين من منصورة أَي زياتين خَرجُوا
يطْلبُونَ شِرَاء سمسم وَكَانُوا تِسْعمائَة نفس سوى من يتبعهُم من أشياعهم فَلَمَّا أَصْبحُوا ركب جمَاعَة مِنْهُم لينتشروا فِي الْقرى فَأخْبر أَبُو نصر بذلك فَقَالَ إِن لم يكن عندنَا مَا يكفيهم فليطلبوا حِينَئِذٍ من غَيرنَا فَجَلَسَ الْمُسْتَوْفى والوزان والنقاد يُوزن عَنْهُم مَا كَانَ من النَّقْد عِنْدهم والمستوفى يثبت فِي الجريدة مَا يُؤَدِّي كل وَاحِد مِنْهُم باسمه فَلَمَّا فرغوا من أَخذ مَا كَانَ مَعَهم من النَّقْد وَالْمَتَاع أَمر أَبُو نصر بِفَتْح بَاب الْآبَار والكيل لَهُم حَتَّى وفاهم بالتمام وَقد فضل عِنْده سمسم كثير وَأمر أَن يكتال عَلَيْهِم مَا اشتروه وأَمر لَهُم بعجلان لتحمل مَعَهم فوصل الطّرف الأول مِنْهَا إِلَى وسط الْبَلدة والطرف الآخر إِلَى دَار الْوَقْف لَا يخرج من الْقرْيَة
قَالَ صَاحب الْكَافِي وَكَانَ ذَلِك فِي آخر أَيَّام المنصورة حَتَّى لم يبْق مِنْهَا بِالْإِضَافَة إِلَى مَا كَانَت إِلَّا شَيْء يسير يخرج مِنْهَا تِسْعمائَة عصار سوى من تَأَخّر فِي الْبَلَد
قَالَ وَأَبُو نصر هَذَا هُوَ الَّذِي نزل عِنْده السُّلْطَان أَبُو الْقَاسِم مَحْمُود حِين دخل خوارزم فِي ضيعته هَذِه فأضافه وأضاف جنده وَلم يحْتَج فِي ضيافتهم إِلَى إِحْضَار شَيْء من مَوضِع آخر
قَالَ وَسمعت الثِّقَات أَنه أخرج لكل فرس كَانَ مَعَهم وَقت الْعشَاء مخلاة بِالشَّعِيرِ وغراران جديدان
قَالَ غير أَن السُّلْطَان اتهمه بِسوء الِاعْتِقَاد فَإِنَّهُ لم ير فِي ضيعته مَسْجِدا فَلَمَّا دخل الجرجانية أَمر بصلبه فصلب مَعَ من صلب من المتهمين بِسوء الِاعْتِقَاد فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعمِائَة
وَأطَال صَاحب الْكَافِي فِي ذكر مَنَاقِب خوارزم وَهِي جرجانية الْمَدِينَة الْمَوْجُودَة الْيَوْم وهما بلدان عظيمان من بِلَاد الْمُسلمين حولا عَن مكانهما خوارزم كَانَت تسمى المنصورة فحولت لما حطمها الْوَادي إِلَى قريب مِنْهَا يُسمى الجرجانية ونيسابور لما هدمتها الزلازل وَكَانَت من إِحْدَى قَوَاعِد بِلَاد خُرَاسَان حولت إِلَى قريب مِنْهَا هُوَ الْآن يُسمى بنيسابور أَيْضا