الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
966 - الْقَاسِم بن عبد الله بن الْقَاسِم بن المظفر بن عَليّ بن الشهرزوري أَبُو أَحْمد بن أبي مُحَمَّد بن أبي أَحْمد
من أهل الْموصل من بَيت مَشْهُور بِالْفَضْلِ والتقدم
توفّي فِي رَابِع شَوَّال سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة بالموصل
967 - الْقَاسِم بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الحريري
صَاحب المقامات
من أهل الْبَصْرَة ولد سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة
وَسمع الحَدِيث من أبي تَمام مُحَمَّد بن الْحسن بن مُوسَى المقرى وَأبي الْقَاسِم الْفضل القصباني الأديب وَأبي الْقَاسِم الْحُسَيْن بن أَحْمد بن الْحُسَيْن الباقلاني وَغَيرهم
وَحدث بِبَغْدَاد بِجُزْء من حَدِيثه وبمقاماته الَّتِي أَنْشَأَهَا
روى عَنهُ أَبُو الْفضل بن نَاصِر وَأَبُو بكر عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن النقور والوزير عَليّ بن طراد وَأَبُو المعمر الْمُبَارك بن أَحْمد الْأَزجيّ وَأَبُو الْعَبَّاس المندائي وَخلق وَآخر من روى عَنهُ بِالْإِجَازَةِ بَرَكَات بن إِبْرَاهِيم الخشوعي
وتفقه على أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وَأبي نصر بن الصّباغ
وَقَرَأَ الْفَرَائِض والحساب على أبي الْفضل الهمذاني وَأبي حَكِيم الخبري
وَأخذ الْأَدَب عَن أبي الْحسن عَليّ بن فضال الْمُجَاشِعِي وَأبي الْقَاسِم القصباني
وَكَانَ من البلاغة والفصاحة بِالْمحل الرفيع الَّذِي تشهد بِهِ مقاماته الَّتِي لانظير لَهَا رَشِيق النّظم والنثر حُلْو الْأَلْفَاظ عذب الْعبارَة إِمَام مقدم فِي الْأَدَب وفنونه
قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ لَو قلت إِن مفتتح الْإِحْسَان فِي شعره كَمَا أَن مختتم الإبداع بنثره وَأَن مسير الْحسن تَحت لِوَاء كَلَامه كَمَا أَن مخيم السحر عِنْد أقلامه لما زلقت من شَاهِق الْإِنْصَاف إِلَى حضيض الاعتساف
وَقَالَ أَيْضا فِيهِ أحد الْأَئِمَّة فِي الْأَدَب واللغة وَمن لم يكن لَهُ فِي فنه نَظِير فِي عصره فاق أهل زَمَانه بالذكاء والفصاحة وتنميق الْعبارَة وتجنيسها وَكَانَ فِيمَا يذكر غَنِيا كثير المَال
وَكَانَ من سَبَب إنشائه المقامات مَا حَكَاهُ عَن نَفسه من أَن أَبَا زيد السرُوجِي واسْمه فِيمَا ذكر بَعضهم المطهر بن سلار من أهل الْبَصْرَة كَانَ شَيخا شحاذا أديبا بليغا فصيحا قَالَ الحريري ورد علينا الْبَصْرَة فَوقف فِي مَسْجِد بني حرَام فَسلم ثمَّ سَأَلَ وَكَانَ بعض الْوُلَاة حَاضرا وَالْمَسْجِد غاص بالفضلاء فأعجبتهم فَصَاحَته وَحسن كَلَامه
وَذكر اسر الرّوم وَلَده كَمَا ذكرنَا فِي المقامة الحرامية فَاجْتمع عِنْدِي عَشِيَّة جمَاعَة فحكيت مَا شاهدت من ذَلِك السَّائِل وَمَا سَمِعت من ظرافته فحكي كل وَاحِد عَنهُ نَحْو مَا حكيت فأنشات المقامة الحرامية ثمَّ بنيت عَلَيْهَا سَائِر المقامات
قيل وَأما تسميه الرَّاوِي عَنهُ بِالْحَارِثِ بن همام فَإِنَّمَا عني بِهِ نَفسه لقَوْله صلى الله عليه وسلم (كلكُمْ حَارِث وكلكم همام) فالحارث الكاسب والهمام الْكثير الاهتمام وكل أحد كاسب ومهتم بأموره
ثمَّ انتشرت هَذِه المقامات فِي زَمَانه وَكَثُرت النّسخ بهَا وَزَاد إقبال الْخلق عَلَيْهَا بِحَيْثُ قَالَ القَاضِي جَابر بن هبة الله قَرَأت المقامات على الحريري فِي سنة أَربع عشرَة وَكنت أَظن أَن قَوْله
(يَا أهل ذَا المغنى وقيتم شرا
…
وَلَا لَقِيتُم مَا بَقِيتُمْ ضرا)
(قد دفع اللَّيْل الَّذِي اكفهرا
…
إِلَى ذراكم شعثا مغبرا)
فَقَرَأت سغبا معترا
ففكر ثمَّ قَالَ وَالله لقد أَجدت فِي التَّصْحِيف وَإنَّهُ لأجود فلرب شعث مغبر غير مُحْتَاج والسغب المعتر مَوضِع الْحَاجة وَلَوْلَا أَنِّي قد كتبت خطي إِلَى هَذَا الْيَوْم على سَبْعمِائة نُسْخَة قُرِئت على لغيرته كَمَا قلت