الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إِن كَانَ القَاضِي لم يُوَافق الْجَمَاعَة لكَونه يرى إِنِّي على غير مِلَّته فَأَنا أسلم بَين يَدي مَوْلَانَا وَلَا أتركه ينتقصني بِهَذَا
وَأسلم
وحَدثني الشَّيْخ سعد الدّين أَبُو سعيد بن أبي السهل الْبَغْدَادِيّ العواد وَكَانَ فِي أول أمره يَهُودِيّا أَنه كَانَ يسكن بِبَغْدَاد فِي محلّة الْيَهُود قَرِيبا من دَار أوحد الزَّمَان وَأَنه لم يحقه كثيرا بل كَانَ وَهُوَ صَغِير يدْخل إِلَى دَاره
وَقَالَ وَكَانَ لأوحد الزَّمَان بَنَات ثَلَاث وَلم يخلف ولدا ذكرا وعاش نَحْو ثَمَانِينَ سنة
وحَدثني القَاضِي نجم الدّين عمر بن مُحَمَّد الْمَعْرُوف بِابْن الكريدي قَالَ كَانَ أوحد الزَّمَان وَأمين الدولة بن التلميذ بَينهمَا معاداة وَكَانَ أوحد الزَّمَان لما أسلم يتنصل كثيرا من الْيَهُود ويلعنهم ويسبهم فَلَمَّا كَانَ فِي بعض الْأَيَّام فِي مجْلِس بعض الْأَعْيَان الأكابر وَعِنْده جمَاعَة وَفِيهِمْ أَمِين الدولة بن التلميذ وَجرى ذكر الْيَهُود فَقَالَ أوحد الزَّمَان لعن الله الْيَهُود
فَقَالَ أَمِين الدولة نعم وَأَبْنَاء الْيَهُود
فَوَجَمَ لَهَا أوحد الزَّمَان وَعرف أَنه عناه بِالْإِشَارَةِ وَلم يتَكَلَّم
وَمن كَلَام أوحد الزَّمَان حَدثنِي بدر الدّين أَبُو الْعِزّ يُوسُف بن مكي قَالَ حَدثنِي مهذب الدّين ابْن هُبل قَالَ سَمِعت أوحد الزَّمَان يَقُول الشَّهَوَات أجر تستخدم بهَا النُّفُوس فِي عمَارَة عَالم الطبيعة لتذهل عَمَّا يلْزمهَا من التَّعَب ويلحقها من الكلال فأعملها فِي ذَلِك أخسها وأزهدها أحسها
ولأوحد الزَّمَان من الْكتب كتاب الْمُعْتَبر وَهُوَ من أجل كتبه وأشهرها فِي الْحِكْمَة
مقَالَة فِي سَبَب ظُهُور الْكَوَاكِب لَيْلًا واختفائها نَهَارا ألفها للسُّلْطَان الْمُعظم غياث الدّين أبي شُجَاع مُحَمَّد بن ملك شاه
اخْتِصَار التشريح اخْتَصَرَهُ من كَلَام جالينوس ولخصه بأوجز عبارَة
كتاب الأقراباذين ثَلَاث مقالات
مقَالَة فِي الدَّوَاء الَّذِي أَلفه الْمُسَمّى برشعثا استقصى فِيهِ صفته وَشرح أدويته مقَالَة فِي معجون آخر أَلفه وَسَماهُ أَمِين الْأَرْوَاح
رِسَالَة فِي الْعقل وماهيته
البديع الأصطرلابي
هُوَ بديع الزَّمَان أَبُو الْقَاسِم هبة الله بن الْحُسَيْن بن أَحْمد الْبَغْدَادِيّ
من الْحُكَمَاء الْفُضَلَاء والأدباء النبلاء طَبِيب عَالم وفيلسوف مُتَكَلم وغلبت عَلَيْهِ الْحِكْمَة وَعلم الْكَلَام والرياضي وَكَانَ متقنا لعلم النُّجُوم والرصد
وَكَانَ البديع الاصطرلابي صديقا لأمين الدولة بن التلميذ
وَحكي أَنه اجْتمع على أَمِين الدولة بأصبهان فِي سنة عشرَة وَخَمْسمِائة
وحَدثني مهذب الدّين أَبُو نصر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْخضر الْحلَبِي قَالَ كَانَ البديع الاصطرلابي أوحد زَمَانه فِي علم الاصطرلاب وَعَمله وإتقان صَنعته فَعرف بذلك
أَقُول وَكَانَ وَالِد مهذب الدّين أبي نصر من طبرستان وَهُوَ الْمَعْرُوف بالبرهان المنجم
وَكَانَ عَلامَة وقته فِي أَحْكَام النُّجُوم وَله حكايات عَجِيبَة فِي ذَلِك
وَقد ذكرت أَشْيَاء مِنْهَا فِي كتاب إصابات المنجمين
وَكَانَ قد اجْتمع بالبديع الإصطرلابي وَصَاحبه مُدَّة
وللبديع الإصطرلابي نظم جيد حسن الْمعَانِي
وَمن شعر البديع الإصطرلابي وَهُوَ مِمَّا أَنْشدني مهذب الدّين أَبُو نصر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْحلَبِي قَالَ أَنْشدني وَالِدي قَالَ أَنْشدني البديع الإصطرلابي لنَفسِهِ
(يَا ابْن الَّذين مضوا على دين الْهدى
…
والطاعنين مقاعد الإعدام)
(فوجوههم قبل العلى وأكفهم
…
سحب الندى ومنابر الأقلام) الْكَامِل
وأنشدني أَيْضا قَالَ أَنْشدني قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ
(أهْدى لمجلسك الشريف وَإِنَّمَا
…
أهدي لَهُ مَا حزت من نعمائه)
(كالبحر يمطره السَّحَاب وَمَاله
…
من عَلَيْهِ لِأَنَّهُ من مَائه) الْكَامِل
وأنشدني أَيْضا قَالَ أَنْشدني وَالِدي قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ
(قَامَ إِلَى الشَّمْس بآلاته
…
لينْظر السعد من النحس)
(فَقلت أَيْن الشَّمْس قَالَ الْفَتى
…
فِي الثور قلت الثور فِي الشَّمْس) السَّرِيع
وأنشدني أَيْضا قَالَ أَنْشدني وَالِدي قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ
(قيل لي قد عشقته أَمْرَد الخد
…
وَقد قيل إِنَّه نكريش)
(قلت فرخ الطاووس أحسن مَا كَانَ
…
إِذا مَا علا عَلَيْهِ الريش) الْخَفِيف
وأنشدني أَيْضا قَالَ أَنْشدني وَالِدي قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ
(هَل عثرت أَقْلَام خطّ العذار
…
فِي مشقها فالخال نقط العثار)
(أم اسْتَدَارَ الْخط لما غَدَتْ
…
نقطته مَرْكَز ذَاك الْمدَار)
(وريقة الْخمر فَهَل ثغره
…
در حباب نظمته الْعقار) السَّرِيع
وَقَالَ أَيْضا
(وَذُو هَيْئَة يزهو بخال مهندس
…
أَمُوت بِهِ فِي كل وَقت وأبعث)
(مُحِيط بأوصاف الملاحة وَجهه
…
كَانَ بِهِ أقليدس يتحدث)
(فعارضه خطّ اسْتِوَاء وخاله
…
بِهِ نقطة والخد شكل مثلث) الطَّوِيل
وأنشدني أَيْضا قَالَ أَنْشدني وَالِدي قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ جَوَابا عَن قصيدة كتبهَا إِلَيْهِ القيسراني أَولهَا
(أعرب الْفضل من بديع الزَّمَان
…
عَن معَان عزت على يونان)
(مَا تَلَاهَا لما تَلَاهَا وَلَكِن
…
فاتها حائزا خِصَال الرِّهَان) الْخَفِيف
قَالَ مهذب الدّين أَبُو نصر مُحَمَّد فَرد جوابها قصيدة لم يبْق على ذكري مِنْهَا شَيْء سوى هَذِه الأبيات
(أَيهَا السَّيِّد الَّذِي أطراني
…
بمديح كَالدَّارِ قد أطغاني)
(وَالَّذِي زَاد فِي محلي وقدري
…
وأذل الشاني بتعظيم شاني)
(فتعنفقت أَي بِأَنِّي كَمَا
…
قَالَ مُجيب الطباع سهل الْجنان)
(وترشحت للجواب فأعياني
…
وانسل هَارِبا شيطاني)
(مجبلا مجبلا يَقُول اتَّقِ الله
…
فَمَالِي بِمَا تروم اليدان)
(أتظن الوهاد مثل الروابي
…
أم تخال الهجين مل الهجان)
(أم تجاري طرفا يفوت مدى الطّرف
…
إِذا مَا تجاريا فِي مَكَان)
(بِحِمَار يفوتهُ الزَّمن المقعد
…
إِن أرسلا غَدَاة الرِّهَان)
(فاكتنفني سترا فشعري بخطى
…
حِين يَبْدُو لناظر عورتان)
وَمن شعر البديع الإسطرلابي أَيْضا قَالَ فِي غُلَام معذر
(كن كَيفَ شِئْت فإنني
…
قد صغت قلبا من حَدِيد)
(وَقَعَدت انْتظر الْكُسُوف
…
وَلَيْسَ ذَلِك من بعيد) الْكَامِل المرفل
وَقَالَ أَيْضا
(تقسم قلبِي فِي محبَّة معشر
…
بِكُل فَتى مِنْهُم هواي مَنُوط)
(كَانَ فُؤَادِي مَرْكَز وهم لَهُ
…
مُحِيط وأهوائي إِلَيْهِ خطوط) الطَّوِيل
وَقَالَ أَيْضا
(وشادن فِي حبه سنة
…
قد جعلت حبي لَهُ فرضا)
(أرْضى بِأَن أجعَل خدي لَهُ
…
إِذا مَشى منتعلا أَرضًا) السَّرِيع
وَقَالَ أَيْضا
(أذاقني خمرة المنايا
…
لما اكتسى خضرَة العذار)
(وَقد تبدى السوَاد فِيهِ
…
وكارتي بعد فِي الْعيار) الْبَسِيط
وَقَالَ أَيْضا
(هجرت النكاريش ثمَّ انثنيت
…
اعنف من بَات يهواهم)
(وَمَا زلت فِي المرد ألحاهم
…
إِلَى أَن بليت بألحاهم) المتقارب
وَقَالَ أَيْضا
(تاه على النَّاس يإغرائه
…
أَي فاحذروني إِنَّنِي ملسن)
(إِن كَانَ فِي أَقْوَاله معربا
…
فَإِنَّهُ فِي فعله يلحن) السَّرِيع
وَقَالَ أَيْضا يهجو
(مستيقظ فَإِذا استضيف
…
بِهِ يصير من النيام)
(وتراه فِي عدد الطغام
…
إِذا رأى مضغ الطَّعَام)
(تبدو مصائبه الْعِظَام
…
أَو أَن تَجْرِيد الْعِظَام) الْكَامِل المرفل
وَقَالَ يهجو فاصدا
(وفاصد مبضعه مشرع
…
كَأَنَّهُ جَاءَ إِلَى حَرْب)
(فصد بِلَا نفع فَمَا حَاصِل
…
غير دم يخرج من ثقب)
(لَو مر فِي الشَّارِع من خَارج
…
لمات من فِي دَاخل الدَّرْب)
(خُذْهُ إِذا جَاشَتْ عَلَيْك العدا
…
فوحده يُغْنِيك عَن حَرْب) السَّرِيع