الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(فَمَا يفلح من يظل يَوْمًا صاحي
…
أَو يسمع من زخارف النصاح) الدوبيت
وَقَالَ أَيْضا
(أطفئ نكد الْعَيْش بِمَاء وشراب
…
فالدهر كَمَا ترى خيال وسراب)
(واغنم زمن اللَّذَّة بَين الأتراب
…
فالجسم مصيره كَمَا كَانَ تُرَاب) الدوبيت
وَقَالَ أَيْضا
(الراح هِيَ الرّوح فواصل يَا صَاح
…
صفراء بلطفها تنَافِي الأتراح)
(لَوْلَا شَبكَ يصيدها فِي الأقداح
…
طارت فَرحا إِلَى مَحل الْأَرْوَاح)
ولصدقة السامري من الْكتب شرح التَّوْرَاة
كتاب النَّفس
تعاليق فِي الطِّبّ ذكر فِيهَا الْأَمْرَاض وعلاماتها
شرح كتاب الْفُصُول لأبقراط لم يتم
مقَالَة فِي أسامي الْأَدْوِيَة المفردة
مقَالَة أجَاب فِيهَا عَن مسَائِل طبية سَأَلَهُ عَنْهَا الأسعد الْمحلي الْيَهُودِيّ
مقَالَة فِي التَّوْحِيد وسمها كتاب الْكَنْز فِي الْفَوْز
كتاب الِاعْتِقَاد
مهذب الدّين يُوسُف بن أبي سعيد
…
هُوَ الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الصاحب الْوَزير مهذب الدّين يُوسُف بن أبي سعيد بن خلف السامري
قد أتقن الصِّنَاعَة الطبية وتميز فِي الْعُلُوم الْحكمِيَّة واشتغل بِعلم الْأَدَب وَبلغ فِي الْفَضَائِل أَعلَى الرتب
وَكَانَ كثير الْإِحْسَان غزير الامتنان فَاضل النَّفس صائب الحدس
وَقَرَأَ صناعَة الطِّبّ على الْحَكِيم إِبْرَاهِيم السامري الْمَعْرُوف بشمس الْحُكَمَاء
وَكَانَ هَذَا شمس الْحُكَمَاء فِي خدمَة الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين يُوسُف وَقَرَأَ أَيْضا على الشَّيْخ إِسْمَاعِيل بن أبي الْوَقار الطَّبِيب
وَقَرَأَ على مهذب الدّين بن النقاش
وَقَرَأَ الْأَدَب على تَاج الدّين النكدي أبي الْيمن
وتميز فِي صناعَة الطِّبّ واشتهر بِحسن العلاج والمداواة
وَمن حسن معالجاته أَنه كَانَت سِتّ الشَّام أُخْت الْملك الْعَادِل أبي بكر بن أَيُّوب قد عرض لَهَا دوسنطاريا كبدية وَتَرْمِي كل يَوْم دَمًا كثيرا
والأطباء يعالجونها بالأدوية الْمَشْهُورَة لهَذَا الْمَرَض من الْأَشْرِبَة وَغَيرهَا
فَلَمَّا حضرها وجس نبضها قَالَ للْجَمَاعَة يَا قوم مَا دَامَت الْقُوَّة قَوِيَّة أعطوها الكافور ليصلح كَيْفيَّة هَذَا الْخَلْط الحاد الَّذِي فعل هَذَا الْفِعْل وَأمر بإحضار كافور قيصوري وسقاها مَعَ حليب بزر بقلة محمصة وشراب رمان وصندل فتقاصر عَنْهَا الدَّم وحرارة الكبد الَّتِي كَانَت وسقاها أَيْضا مِنْهُ ثَانِي يَوْم فَقل أَكثر ولاطفها بعد ذَلِك إِلَى أَن تَكَامل برؤها وصحلت
وحَدثني بعض جمَاعَة الصاحب بن شكر وَزِير الْملك الْعَادِل قَالَ كَانَ قد عرض للصاحب ألم فِي ظَهره عَن برد
فَأتى إِلَيْهِ الْأَطِبَّاء فوصف بَعضهم مَعَ إصْلَاح الأغذية بغلي يسير جندبيدستر مَعَ زَيْت ويدهن بِهِ
وَقَالَ آخر دهن بابونج ومصطكى
فَقَالَ الْمصلحَة أَن يكون عوض هَذِه الْأَشْيَاء شَيْء ينفع مَعَ طيب رَائِحَة فأعجب الصاحب قَوْله وَأمر مهذب الدّين يُوسُف بإحضار غَالِيَة ودهن بَان فَحل ذَلِك على النَّار ودهن بِهِ الْموضع فَانْتَفع بِهِ
وخدم مهذب الدّين يُوسُف بصناعة الطِّبّ لعز الدّين فرخشاه ابْن شاهان شاه بن أَيُّوب وَلما توفّي عز الدّين فرخشاه رحمه الله وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَسبعين وَخَمْسمِائة خدم بعده لوَلَده الْملك الأمجد مجد الدّين بهْرَام شاه بن عز الدّين فرخشاه بصناعة الطِّبّ وَأقَام عِنْده ببعلبك وحظي فِي أَيَّامه ونال من جِهَته من الْأَمْوَال وَالنعَم شَيْئا كثيرا
وَكَانَ يستشيره فِي أُمُوره ويعتمد عَلَيْهِ فِي أَحْوَاله
وَكَانَ الشَّيْخ مهذب الدّين حسن الرَّأْي وافر الْعلم جيد الْفطْرَة
فَكَانَ يستصوب آراءه ويشكر مقاصده
ثمَّ استوزره واشتغل بالوزارة وارتفع أمره وارتقت مَنْزِلَته عِنْده حَتَّى صَار هُوَ الْمُدبر لجَمِيع الدولة وَالْأَحْوَال بأسرها لَا تعدل عَن أمره وَنَهْيه
وَلذَلِك قَالَ فِيهِ الشَّيْخ شهَاب الدّين فتيَان
(الْملك الأمجد الَّذِي شهِدت
…
لَهُ جَمِيع الْمُلُوك بِالْفَضْلِ)
(أصبح فِي السامري مُعْتَقدًا
…
مَا اعْتقد السامري فِي الْعجل) المنسرح
أَنْشدني هذَيْن الْبَيْتَيْنِ شمس الدّين مُحَمَّد بن شهَاب الدّين فتيَان قَالَ أنْشد فيهمَا وَالِدي لنَفسِهِ
أَقُول وَلم تزل أَحْوَال الشَّيْخ مهذب الدّين على سننها وعلو مَنْزِلَته على كيانها حَتَّى كثرت الشكاوي من أَهله وأقاربه السمرَة فَإِنَّهُ كَانَ قد جَاءَهُ إِلَى بعلبك جمَاعَة مِنْهُم من دمشق واستخدمهم فِي جَمِيع الْجِهَات وَكثر مِنْهُم العسف وَأكل الْأَمْوَال وَالْفساد
وَكَانَ لَهُ الجاه العريض بالوزير مهذب الدّين السامري فَلَا يقدر أحد أَن يقاومهم بِالْجُمْلَةِ
فَإِن الْملك الأمجد لما تحقق أَن الْأَمْوَال قد أكلوها وَكثر فسادهم ولامته الْمُلُوك فِي تَسْلِيم دولته للسمرة قبض على الْمُهَذّب السامري وعَلى جَمِيع السمرَة المستخدمين واستقصى مِنْهُم أَمْوَال عَظِيمَة
وَبَقِي الْوَزير معتقلا عِنْده مُدَّة إِلَّا أَن لم يبْق لَهُ شَيْء يعْتد بِهِ
ثمَّ أطلقهُ وَجَاء إِلَى دمشق ورأيته فِي دَاره
وَلما جَاءَ من بعلبك وَكنت مَعَ أبي لنسلم عَلَيْهِ فَوَجَدته شَيخا حسنا فصيح الْكَلَام لطيف الْمعَانِي
وَمَات بعد ذَلِك وَكَانَت وَفَاته يَوْم الْخَمِيس مستهل صفر سنة أَربع وَعشْرين وسِتمِائَة بِدِمَشْق
وَمن شعر مهذب الدّين يُوسُف
(إِن سَاءَنِي الدَّهْر يَوْمًا
…
فَإِنَّهُ سر دهرا)
(وَإِن دهاني بِمَال
…
فقد تعوضت أجرا)
(الله أغْنى وأقنى
…
وَالْحَمْد لله شكرا) الْبَسِيط