الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حَتَّى أشرف على الْهَلَاك فَأرْسل إِلَى إِسْحَق
وَقيل لَهُ هَل عنْدك من علاج فَقَالَ قد نهيته فَلم يقبل مني لَيْسَ عِنْدِي علاج
فَقيل لإسحق هَذِه خَمْسمِائَة مِثْقَال وعالجه فَأبى حَتَّى بلغ إِلَى ألف مِثْقَال فَأَخذهَا وَأمر بإحضار الثَّلج وَأمره بِالْأَكْلِ مِنْهُ حَتَّى تملأ ثمَّ قيأه فَخرج جَمِيع اللَّبن قد تجبن بِبرد الثَّلج
فَقَالَ إِسْحَق أَيهَا الْأَمِير لَو دخل هَذَا اللَّبن إِلَى أنابيب رئتك ولحج فِيهِ أهْلكك بضيقة النَّفس وَلَكِنِّي أجهدته وأخرجته قبل وُصُوله
فَقَالَ زِيَادَة الله بَاعَ إِسْحَق روحي فِي البدء اقْطَعُوا رزقه
فَلَمَّا قطع عَنهُ الرزق خرج إِلَى مَوضِع فسيح من رحاب القيروان وَوضع هُنَالك كرسيا ودواة وقراطيس فَكَانَ يكْتب الصِّفَات كل يَوْم بِدَنَانِير
فَقيل لزِيَادَة الله عرضت لإسحق الْغنى فَأمر بضمه إِلَى السجْن فَتَبِعَهُ النَّاس هُنَالك
ثمَّ أخرجه بِاللَّيْلِ إِلَى نَفسه وَكَانَت لَهُ مَعَه حكايات ومعاتبات احنقته عَلَيْهِ لفرط جوره وسخف رَأْيه
فَأمر بفصده فِي ذِرَاعَيْهِ جَمِيعًا وسال دَمه حَتَّى مَاتَ ثمَّ أَمر بِهِ فصلب وَمكث مصلوبا زَمَانا طَويلا حَتَّى عشش فِي جَوْفه طَائِر
وَكَانَ مِمَّا قَالَ لزِيَادَة الله فِي تِلْكَ اللَّيْلَة وَالله إِنَّك لتدعى بِسَيِّد الْعَرَب وَمَا أَنْت لَهَا بِسَيِّد وَلَقَد سقيتك مُنْذُ دهر دَوَاء ليفعلن فِي عقلك وَكَانَ زِيَادَة الله مَجْنُونا فتمخل وَمَات
ولإسحق بن عمرَان من الْكتب كتاب الْأَدْوِيَة المفردة
كتاب العنصر والتمام فِي الطِّبّ
مقَالَة فِي الاسْتِسْقَاء
مقَالَة وجيزة كتب بهَا إِلَى سعيد ابْن توفيل المتطبب فِي الْإِبَانَة عَن الْأَشْيَاء الَّتِي يُقَال أَنَّهَا تشفي الأسقام وفيهَا يكون الْبُرْء مِمَّا أَرَادَ إتحافه بِهِ من نَوَادِر الطِّبّ ولطائف الْحِكْمَة
كتاب نزهة النَّفس
كتاب فِي المالنخوليا
كتاب فِي الفصد
كتاب فِي النبض
مقَالَة فِي علل القولنج وأنواعه وَشرح أدويته وَهِي الرسَالَة الَّتِي كتب بهَا إِلَى الْعَبَّاس وَكيل إِبْرَاهِيم بن الْأَغْلَب
كتاب فِي الْبَوْل من كَلَام أبقراط وجالينوس وَغَيرهمَا
كتاب جمع فِيهِ أقاويل جالينوس فِي الشَّرَاب
مسَائِل لَهُ مَجْمُوعَة فِي الشَّرَاب على معنى مَا ذهب إِلَيْهِ أبقراط وجالينوس فِي الْمقَالة الثَّالِثَة من كتاب تَدْبِير الْأَمْرَاض الحادة وَمَا ذكر فِيهَا من الْخمر
كَلَام لَهُ فِي بَيَاض الْمعدة ورسوب الْبَوْل وَبَيَاض المنى
إِسْحَق بن سُلَيْمَان
الإسرائيلي كَانَ طَبِيبا فَاضلا بليغا عَالما مَشْهُورا بالحذق والمعرفة جيد التصنيف عالي الهمة ويكنى أيا يَعْقُوب
وَهُوَ الَّذِي شاع ذكره وانتشرت مَعْرفَته بالإسرائيلي
وَهُوَ من أهل مصر وَكَانَ يكحل من أوليته
ثمَّ سكن القيروان ولازم إِسْحَق بن عمرَان وتتلمذ لَهُ
وخدم الإِمَام أَبَا مُحَمَّد عبيد الله الْمهْدي صَاحب إفريقية بصناعة الطِّبّ
وَكَانَ إِسْحَق ابْن سُلَيْمَان مَعَ فَضله فِي صناعَة الطِّبّ بَصيرًا بالْمَنْطق متصرفا فِي ضروب المعارف
وَعمر عمرا طَويلا إِلَى أَن نَيف على مائَة سنة
وَلم يتَّخذ امْرَأَة وَلَا أعقب ولدا
وَقيل لَهُ أَيَسُرُّك أَن لَك ولدا قَالَ أما إِذا صَار لي كتاب الحميات فَلَا
يَعْنِي أَن بَقَاء ذكره بِكِتَاب الحميات أَكثر من بَقَاء ذكره بِالْوَلَدِ
ويروى أَنه قَالَ لي أَرْبَعَة كتب تحيي ذكري أَكثر من الْوَلَد وَهِي كتاب الحميات وَكتاب الأغذية والأدوية وَكتاب الْبَوْل وَكتاب الاسطقسات وَتُوفِّي قَرِيبا من سنة عشْرين وثلثمائة
وَقَالَ أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أبي خَالِد الْمَعْرُوف بِابْن الجزار فِي كتاب أَخْبَار الدولة يَعْنِي ابْتِدَاء دولة الإِمَام أبي مُحَمَّد عبيد الله الْمهْدي الَّذِي ظهر من الْمغرب حَدثنِي إِسْحَاق بن سُلَيْمَان المتطبب قَالَ لما قدمت من مصر على زِيَادَة الله بن الْأَغْلَب وجدته مُقيما بالجيوش فِي الأريس فرحلت إِلَيْهِ فَلَمَّا بلغه قدومي وَقد كَانَ بعث فِي طلبي وَأرْسل إِلَيّ بِخَمْسِمِائَة دِينَار وتقويت بهَا على السّفر فأدخلت إِلَيْهِ سَاعَة وصولي فَسلمت بالإمرة وَفعلت مَا يجب أَن يفعل للملوك من التَّعَبُّد فَرَأَيْت مَجْلِسه قَلِيل الْوَقار وَالْغَالِب عَلَيْهِ حب اللَّهْو وكل مَا حرك الضحك
فابتدأني بالْكلَام ابْن خُنَيْس الْمَعْرُوف باليوناني فَقَالَ لي تَقول إِن الملوحة تجلو قلت نعم
قَالَ وَتقول إِن الْحَلَاوَة تجلو قلت نعم
قَالَ لي فالحلاوة هِيَ الملوحة والملوحة هِيَ الْحَلَاوَة فَقلت إِن الْحَلَاوَة تجلو بلطف وملاءمة والملوحة تجلو بعنف
فتمادى على المكابرة وَأحب المغالطة
فَلَمَّا رَأَيْت ذَلِك قلت لَهُ تَقول أَنْت حَيّ قَالَ نعم
قلت وَالْكَلب حَيّ قَالَ نعم
قلت فَأَنت الْكَلْب وَالْكَلب أَنْت
فَضَحِك زِيَادَة الله ضحكا شَدِيدا فَعلمت أَن رغبته فِي الْهزْل أَكثر من رغبته فِي الْجد
قَالَ إِسْحَاق فَلَمَّا وصل أَبُو عبد الله دَاعِي الْمهْدي إِلَى رقادة أدناني وَقرب منزلتي وَكَانَت بِهِ حَصَاة فِي الكلى وَكنت أعَالجهُ بدواء فِيهِ العقارب المحرقة
فَجَلَست ذَات يَوْم مَعَ جمَاعَة من كتامة فسألوني عَن صنوف من الْعِلَل فَكلما أَجَبْتهم فَلم يفقهوا قولي
فَقلت لَهُم إِنَّمَا أَنْتُم بقر وَلَيْسَ مَعكُمْ من الإنسانية إِلَّا الِاسْم
فَبلغ الْخَبَر إِلَى أبي عبد الله فَلَمَّا دخلت إِلَيْهِ قَالَ لي تقَابل إِخْوَاننَا الْمُؤمنِينَ من كتامة بِمَا لَا يجب وَبِاللَّهِ الْكَرِيم لَوْلَا أَنَّك عذرك بأنك جَاهِل بحقهم وبقدر مَا صَار إِلَيْهِم من معرفَة الْحق وَأهل الْحق لَأَضرِبَن عُنُقك
قَالَ لي إِسْحَاق فَرَأَيْت رجلا شَأْنه الْجد فِيمَا قصد إِلَيْهِ وَلَيْسَ للهزل عِنْده سوق
ولإسحاق بن سُلَيْمَان من الْكتب كتاب الحميات خمس مقالات وَلم يُوجد فِي هَذَا الْمَعْنى كتاب أَجود مِنْهُ ونقلت من خطّ أبي الْحسن عَليّ بن رضوَان عَلَيْهِ مَا هَذَا مِثَاله أَقُول أَنا عَليّ بن رضوَان الطَّبِيب إِن هَذَا الْكتاب نَافِع وَجمع رجل فَاضل وَقد عملت بِكَثِير مِمَّا فِيهِ فَوَجَدته لَا مزِيد عَلَيْهِ وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق والمعونة
كتاب الْأَدْوِيَة المفردة والأغذية
كتاب الْبَوْل اخْتِصَار كِتَابه فِي الْبَوْل
كتاب الاسطقسات
كتاب الْحُدُود والرسوم
كتاب بُسْتَان الْحَكِيم وَفِيه مسَائِل من الْعلم الإلهي