الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَاعِلا لِلْخَيْرَاتِ بَالغا فِي الْمَعَالِي أرفع الدَّرَجَات دَائِم السَّعَادَة موقى من الْآفَات
(وَهَذَا دُعَاء لَو سكت كفيته
…
لِأَنِّي سَأَلت الله فِيك وَقد فعل) الطَّوِيل
ومولانا فتتجمل بِهِ المناصب الْعَالِيَة وتتشرف بِحسن نظره الْمَرَاتِب السامية فَإِنَّهُ قد سما بفضله وأفضاله على كل من عرف الْفضل واشتهر وتميز على أَبنَاء زَمَانه بمحاسن الْآدَاب وميامن الْأَثر
وَهَذَا هُنَا عَام لسَائِر الْأَطِبَّاء وَجُمْلَة الْأَوْلِيَاء والأحباء
(وتقاسم النَّاس المسرة بَينهم
…
قسما فَكَانَ أَجلهم حظا أَنا)
الْمَمْلُوك يجدد تَقْبِيل الْيَد المولوية للنعم ويستعرض الْحَوَائِج والخدم
ولبدر الدّين ابْن قَاضِي بعلبك من الْكتب مقَالَة فِي مزاج الرقة وَهِي بليغة فِي الْمَعْنى الَّذِي صنفت بِهِ
كتاب مفرج النَّفس استقصى فِيهِ ذكر الْأَدْوِيَة والأشياء القلبية على اختلافها وتنوعها وَهُوَ مُفِيد جدا فِي فنه وصنفه للأمير سيف الدّين المشد أبي الْحسن عَليّ بن عمر بن قزل رحمه الله
كتاب الْملح فِي الطِّبّ ذكر فِيهِ أَشْيَاء حَسَنَة وفوائد كَثِيرَة من كتب جالينوس وَغَيرهَا
شمس الدّين مُحَمَّد الْكُلِّي
هُوَ الْحَكِيم الْأَجَل الأوحد الْعَالم أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي المحاسن
كَانَ وَالِده أندلسيا من أهل الْمغرب وأتى إِلَى دمشق وَأقَام بهَا إِلَى أَن توفّي رحمه الله
وَنَشَأ الْحَكِيم شمس الدّين مُحَمَّد بِدِمَشْق وَقَرَأَ صناعَة الطِّبّ على شَيخنَا الْحَكِيم مهذب الدّين عبد الرَّحِيم بن عَليّ رحمه الله ولازمه حق الْمُلَازمَة وأتقن عَلَيْهِ حفظ مَا يَنْبَغِي أَن يحفظ من الْكتب الْأَوَائِل الَّتِي يحفظها المشتغلون فِي الطِّبّ
وَبَالغ الْحَكِيم شمس الدّين فِي ذَلِك حَتَّى حفظ أَيْضا الْكتاب الأول من القانون وَهُوَ الكليات جَمِيعهَا حفظا متقنا لَا مزِيد عَلَيْهِ واستقصى فهم مَعَانِيه
وَلذَلِك قيل لَهُ الْكُلِّي
وَقَرَأَ أَيْضا كثيرا من الْكتب العلمية وباشر أَعمال الصِّنَاعَة الطبية
وَهُوَ جيد الْفَهم غزير الْعلم لَا يخلي وقتا من الِاشْتِغَال وَلَا يخل بِالْعلمِ فِي حَال من الْأَحْوَال حسن المحاضرة مليح المحاورة
وخدم بصناعة الطِّبّ الْملك الْأَشْرَف مُوسَى ابْن الْملك الْعَادِل بِدِمَشْق وَلم يزل فِي خدمته إِلَى أَن توفّي الْملك الْأَشْرَف رحمه الله
ثمَّ خدم بعد ذَلِك فِي البيمارستان الْكَبِير الَّذِي أنشأه الْملك الْعَادِل نور الدّين بن زنكي رحمه الله وَبَقِي مُدَّة وَهُوَ يتَرَدَّد إِلَيْهِ ويعالج المرضى فِيهِ
موفق الدّين عبد السَّلَام
لقد جمع الصِّنَاعَة الطبية والعلوم الْحكمِيَّة والأخلاق الحميدة والآراء السديدة والفضائل التَّامَّة
والفواضل الْعَامَّة
أَصله من بَلْدَة حماة وَأقَام بِدِمَشْق واشتغل على شَيخنَا الْحَكِيم مهذب الدّين عبد الرَّحِيم ابْن عَليّ وعَلى غَيره
وتميز فِي صناعَة الطِّبّ
ثمَّ سَافر إِلَى حلب وتزيد فِي الْعلم وخدم الْملك النَّاصِر يُوسُف بن مُحَمَّد بن غَازِي صَاحب حلب وَأقَام عِنْده وَلم يزل فِي خدمته إِلَى أَن تملك الْملك النَّاصِر يُوسُف بن مُحَمَّد دمشق فَأتى فِي صحبته وَكَانَ مُعْتَمدًا عَلَيْهِ كثير الْإِحْسَان إِلَيْهِ
وَقلت هَذِه القصيدة أتشوق فِيهَا إِلَى دمشق وأصفها وأمدحه بهَا
(لَعَلَّ زَمَانا قد تقضى بجلق
…
يعود وتدنو الدَّار بعد التَّفَرُّق)
(وَإِن تسمح الْأَيَّام من بعد جورها
…
بِعدْل وأنى بالأحبة نَلْتَقِي)
(فكم لي إِلَى أطلالها من تشوف
…
وَكم لي إِلَى سكانها من تشوق)
(ترنحني الذكرى إِلَيْهِ تشوقا
…
كَمَا رنحت صرف المدام الْمُعْتق)
(وَمن عجب نَار اشتياق بأضعلي
…
لَهَا لَهب من دمعي المترقرق)
(لقد طَال عهدي بالديار وَأَهْلهَا
…
وَكم من صروف الْبَين قلبِي قد لَقِي)
(وَلَو كَانَ للمرء اخْتِيَار وقدرة
…
لقد كَانَ من كل الْحَوَادِث يَتَّقِي)
(وَلكنهَا الأقدار تحكم فِي الورى
…
وتقضي بِأَمْر كنهه لم يُحَقّق)
(دمشق هِيَ القصوى لمن كَانَ قَصده
…
يرى كل حسن فِي الْبِلَاد وينتقي)
(فصفها إِذا مَا كنت بِالْعقلِ حَاكما
…
فوصف سواهَا من قبيل التحمق)
(وَمَا مثلهَا فِي سَائِر الأَرْض جنَّة
…
فدع شعب بوان وَذكر الخورنق)
(بهَا الْحور والولدان تبدو طوالعا
…
شموسا وأقمارا بِأَحْسَن رونق)
(وأنهارها مَا بَين مَاء مسلسل
…
من الرّيح أَو مَاء من الدفق مُطلق)
(وأشجارها من كل جنس مقسم
…
وأثمارها من كل نوع منمق)
(وللطير من فَوق الغصون تجاوب
…
فَمَا أسجع الورقاء من فَوق مُورق)
(وَلَو لم تغن الطير من فَوق عودهَا
…
لما كَانَ للأمواه وَقع مُصَفِّق)
(وَرَاح تريح النَّفس من ألم الجوى
…
وتبعد هم المستهام المؤرق)
(إِذا مزجت فِي الكاس يَبْدُو شعاعها
…
كَمثل شُعَاع البارق المتألق)
(وَيَا حبذا بالواديين حدائق
…
لَهَا رونق من مَائِهَا المتدفق)
(فكم من مياه حسنها عِنْد رَوْضَة
…
وَكم من رياض حسنها عِنْد جوسق)