الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(وَبسط رياض نبتها من بنفسج
…
ونيلوفر فِي وسط مَاء مروق)
(يمر نسيم الرّيح فِي جنباتها
…
لطيفا كجس النبض من مترفق)
(فَمن كَانَ يَرْجُو للسلامة ملْجأ
…
يجده لَدَى عبد السَّلَام الْمُوفق)
(حَكِيم عليم فَاضل متفضل
…
إِلَى ذرْوَة العلياء وَالْمجد مرتقي)
(وَمَا أحد فِي كل مخطر عِلّة
…
بأدرب مِنْهُ فِي العلاج وأحذق)
(فضائله فِي كل علم وَحِكْمَة
…
وأفضاله فِي كل غرب ومشرق)
(يفرق جمع المَال فِي مُسْتَحقّه
…
وَيجمع أشتات الْعلَا المتفرق)
(وَمَا زَالَ يهدي القاصدين لفضله
…
بِنور عُلُوم بالبلاغة مشرق)
(فَفِي حَبسه للخير أكْرم منعم
…
وَفِي لطفه بالخلق أفضل مُشفق)
(وللعشق فِي الدُّنْيَا دواع كَثِيرَة
…
وَمن يقْصد العلياء بالغرم يعشق)
(لَهُ فِي قُلُوب الْعَالمين محبَّة
…
حلت وجلت عَن رُتْبَة المتملق)
(وَمن شخصه للعين أحسن منظر
…
وَمن لَفظه للسمع أعذب منطق)
(وللجود يلفى بَاعه غير قَاصِر
…
وللحلم يلفى صَدره غير ضيق)
(كثير الحيا دلّت مخايل نَفسه
…
على طيب أصل فِي المكارم معرق)
(فدام سعيد الْجد مَا هبت الصِّبَا
…
وَمَا دَامَ تغريد الْحمام المطوق) الطَّوِيل
وَلما قصد التَّرَدُّد إِلَى دمشق وَسمع بذلك أَهلهَا توجه الْحَكِيم موفق الدّين إِلَى مصر وَأقَام بهَا مُدَّة
ثمَّ خدم بعد ذَلِك الْملك الْمَنْصُور صَاحب حماة وَأقَام عِنْده بحماة وَله مِنْهُ الْإِحْسَان الْكثير وَالْفضل الغزير والآلاء الجزيلة والمنزلة الجليلة
موفق الدّين المنفاخ
هُوَ الْحَكِيم الْعَالم الأوحد أَبُو الْفضل أسعد بن حلوان أَصله من المزة واشتغل بصناعة الطِّبّ وتمهر فِيهَا وتميز فِي أَعمالهَا
وخدم الْملك الْأَشْرَف مُوسَى بن أبي بكر بن أَيُّوب فِي الشرق وَبَقِي فِي خدمته سِنِين وانفصل عَنهُ
وَكَانَت وَفَاته فِي حماة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة
نجم الدّين بن المنفاخ
هُوَ الْحَكِيم الْأَجَل الْعَالم الْفَاضِل أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن أبي الْفضل أسعد بن حلوان وَيعرف بِابْن العالمة لِأَن أمه كَانَت عَالِمَة دمشق وتعرف ببنت دَهِين اللوز
وَنجم الدّين مولده بِدِمَشْق فِي سنة ثَلَاث
وَتِسْعين وَخَمْسمِائة
وَكَانَ أسمر اللَّوْن نحيف الْبدن حاد الذِّهْن مفرط الذكاء فصيح اللِّسَان كثير البراعة لَا يجاريه أحد فِي الْبَحْث وَلَا يلْحقهُ فِي الجدل واشتغل على شَيخنَا الْحَكِيم مهذب الدّين عبد الرَّحِيم بن عَليّ بصناعة الطِّبّ حَتَّى أتقنها
وَكَانَ متميزا فِي الْعُلُوم الْحكمِيَّة قَوِيا فِي علم الْمنطق مليح التصنيف جيد التَّأْلِيف
وَكَانَ فَاضلا فِي الْعُلُوم الأدبية ويترسل ويشعر
وَله معرفَة بِالْعودِ حسن الْخط
وخدم بصناعة الطِّبّ الْملك المسعود صَاحب آمد وحظي عِنْده واستوزره
ثمَّ بعد ذَلِك نقم عَلَيْهِ وَأخذ جَمِيع موجوده وأتى إِلَى دمشق وَأقَام بهَا
واشتغل عَلَيْهِ جمَاعَة بصناعة الطِّبّ وَكَانَ متميزا فِي الدولة وَكتب إِلَيْهِ الصاحب جمال الدّين بن مطروح فِي جَوَاب كتاب مِنْهُ
(لله در أنامل شرفت
…
وسمت فَأَهْدَتْ أنجما زهرا)
(وَكِتَابَة لَو أَنَّهَا على الْملكَيْنِ
…
مَا ادّعَيَا إِذن سحرًا)
(لم أقرّ سطرا من بلاغتها
…
إِلَّا رَأَيْت الْآيَة الْكُبْرَى)
(فأعجب لنجم فِي فضائله
…
أنسى الْأَنَام الشَّمْس والبدرا) الْكَامِل
وَكَانَ نجم الدّين رحمه الله لحدة مزاجه قَلِيل الِاحْتِمَال والمداراة وَكَانَ جمَاعَة يحسدونه لفضله ويقصدونه بالأذية وأنشدني يَوْمًا متمثلا
(وَكنت سَمِعت أَن الْجِنّ عِنْد
…
استراق السّمع ترْجم بالنجوم)
(فَلَمَّا أَن عَلَوْت وصرت نجما
…
رميت بِكُل شَيْطَان رجيم) الوافر
وَفِي آخر عمره خدم الْملك الْأَشْرَف ابْن الْملك الْمَنْصُور صَاحب حمص بتل بَاشر وَأقَام عِنْده مديدة يسيرَة
وَتُوفِّي رحمه الله فِي ثَالِث عشر ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وسِتمِائَة
وَحكى لي أَخُوهُ لأمه القَاضِي شهَاب الدّين بن العالمة أَنه توفّي مسموما
ولنجم الدّين بن المنفاخ من الْكتب كتاب التدقيق فِي الْجمع والتفريق ذكر فِيهِ الْأَمْرَاض وَمَا تتشابه فِيهِ والتفرقة بَين كل وَاحِد مِنْهَا وَبَين الآخر مِمَّا تشابه فِي أَكثر الْأَمر
كتاب هتك الأستار فِي تمويه الدخوار تعاليق مَا حصل لَهُ من التجارب وَغَيرهَا
وَشرح أَحَادِيث نبوية تتَعَلَّق بالطب
كتاب المهملات فِي كتاب الكليات
كتاب الْمدْخل إِلَى الطِّبّ
كتال الْعِلَل والأعراض
كتاب الإشارات المرشدة فِي الْأَدْوِيَة المفردة