المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

والمعجزة وَقد تظهر مِنْهُم أَفعَال المتفلسفين أَيْضا وَذَلِكَ أَن عدم جزعهم - عيون الأنباء في طبقات الأطباء

[ابن أبي أصيبعة]

فهرس الكتاب

- ‌كَيْفيَّة وجود صناعَة الطِّبّ وَأول حدوثها

- ‌الْقسم الأول

- ‌الْقسم الثَّانِي

- ‌الْقسم الثَّالِث

- ‌الْقسم الرَّابِع

- ‌الْقسم الْخَامِس

- ‌طَبَقَات الْأَطِبَّاء الَّذين ظَهرت لَهُم أَجزَاء من صناعَة الطِّبّ وَكَانُوا المبتدئين بهَا

- ‌أسقليبيوس

- ‌رَجَعَ الْكَلَام إِلَى ذكر أسقليبيوس

- ‌وَمن الْآدَاب وَالْحكم الَّتِي لأسقليبيوس

- ‌أيلق

- ‌طَبَقَات الْأَطِبَّاء اليونانيين الَّذِي هم من نسل أسقليبيوس

- ‌غورس

- ‌برمانيدس

- ‌مينس

- ‌أفلاطن الطَّبِيب

- ‌أسقليبيوس الثَّانِي

- ‌طَبَقَات الْأَطِبَّاء اليونانيين الَّذين أذاع‌‌ أبقراطفيهم صناعَة الطِّبّ

- ‌ أبقراط

- ‌قسم أبقراط

- ‌ناموس الطِّبّ لأبقراط

- ‌وَصِيَّة أبقراط

- ‌ بندقليس

- ‌ فيثاغورس

- ‌كَلِمَات حكمِيَّة

- ‌سقراط

- ‌وَمن آدَاب سقراط

- ‌أفلاطون

- ‌مواعظ أفلاطون

- ‌كتب أفلاطون

- ‌أرسطوطاليس

- ‌وَصِيَّة أرسطوطاليس

- ‌مقَالَة أرسطوطاليس

- ‌آدَاب أرسطوطاليس

- ‌كتب أرسطوطاليس

- ‌ثاوفرسطس

- ‌الْإِسْكَنْدَر الأفروديسي الدِّمَشْقِي

- ‌طَبَقَات الْأَطِبَّاء الَّذين كَانُوا مُنْذُ زمَان‌‌ جالينوسوقريبا مِنْهُ

- ‌ جالينوس

- ‌مسكن جالينوس

- ‌صفة تجميد المَاء

- ‌مصنفات جالينوس

- ‌الْأَطِبَّاء المشهورون بعد وَفَاة جالينوس

- ‌طَبَقَات الْأَطِبَّاء الإسكندرانيين وَمن كَانَ فِي أزمنتهم من الْأَطِبَّاء النَّصَارَى وَغَيرهم

- ‌كتب يحيى النَّحْوِيّ

- ‌طَبَقَات الْأَطِبَّاء الَّذين كَانُوا فِي أول ظُهُور الْإِسْلَام من أطباء الْعَرَب وَغَيرهم

- ‌كَلَام الْحَارِث مَعَ كسْرَى

- ‌النَّضر بن الْحَرْث بن كلدة الثَّقَفِيّ

- ‌ابْن أبي رمثة التَّمِيمِي

- ‌عبد الْملك بن أبجر الْكِنَانِي

- ‌ابْن أَثَال

- ‌أَبُو الحكم

- ‌حكم الدِّمَشْقِي

- ‌عِيسَى بن حكم الدِّمَشْقِي

- ‌تياذوق

- ‌زَيْنَب طبيبة بني أود

- ‌طَبَقَات الْأَطِبَّاء السريانيين الَّذين كَانُوا فِي ابْتِدَاء ظُهُور دولة بني الْعَبَّاس

- ‌جورجيوس بن جِبْرَائِيل

- ‌بختيشوع بن جورجس

- ‌جِبْرَائِيل بن بختيشوع بن جورجس

- ‌بختيشوع بن جِبْرَائِيل بن بختيشوع

- ‌جِبْرَائِيل بن عبيد الله

- ‌عبيد الله بن جِبْرَائِيل

- ‌خصيب

- ‌عِيسَى الْمَعْرُوف بِأبي قُرَيْش

- ‌اللَّجْلَاج

- ‌عبد الله الطيفوري

- ‌زَكَرِيَّا بن الطيفوري

- ‌إِسْرَائِيل بن زَكَرِيَّا الطيفوري

- ‌يزِيد بن زيد

- ‌عَبدُوس بن زيد

- ‌سهل الكوسج

- ‌سَابُور بن سهل

- ‌إسرئيل بن سهل

- ‌مُوسَى بن إِسْرَائِيل الْكُوفِي

- ‌ماسرجويه متطبب الْبَصْرَة

- ‌سلمويه بن بنان متطبب المعتصم

- ‌إِبْرَاهِيم بن فزارون

- ‌أَيُّوب الْمَعْرُوف بالأبرش

- ‌إِبْرَاهِيم بن أَيُّوب الأبرش

- ‌جِبْرَائِيل كَحال الْمَأْمُون

- ‌ماسويه أَبُو يوحنا

- ‌يوحنا بن ماسويه

- ‌ميخائيل بن ماسويه

- ‌عِيسَى بن ماسة

- ‌حنين بن إِسْحَق

- ‌إِسْحَق بن حنين

- ‌حُبَيْش الأعسم

- ‌يوحنا بن بختيشوع

- ‌بختيشوع بن يوحنا

- ‌عِيسَى بن عَليّ

- ‌عِيسَى بن يحيى بن إِبْرَاهِيم

- ‌الحلاجي

- ‌ابْن صهار بخت

- ‌ابْن ماهان

- ‌الساهر

- ‌طَبَقَات الْأَطِبَّاء النقلَة الَّذين نقلوا كتب الطِّبّ وَغَيره من اللِّسَان اليوناني إِلَى اللِّسَان الْعَرَبِيّ وَذكر الَّذين نقلوا لَهُم

- ‌جورجس

- ‌حنين بن إِسْحَق

- ‌إِسْحَق بن حنين

- ‌حُبَيْش الأعسم

- ‌عِيسَى بن يحيى بن إِبْرَاهِيم

- ‌قسطا بن لوقا البعلبكي

- ‌أَيُّوب الْمَعْرُوف بالأبرش

- ‌ماسرجيس

- ‌عِيسَى بن ماسرجيس

- ‌شهدي الْكَرْخِي

- ‌ابْن شهدي الْكَرْخِي

- ‌الْحجَّاج بن مطر

- ‌زروبا بن مانحوه الناعمي الْحِمصِي

- ‌هِلَال بن أبي هِلَال الْحِمصِي

- ‌فثيون الترجمان

- ‌أَبُو نصر بن نَارِي بن أَيُّوب

- ‌بسيل المطران

- ‌اصطفن بن بسيل

- ‌مُوسَى بن خَالِد الترجمان

- ‌أسطاث

- ‌حيرون بن رابطة

- ‌تدرس السنقل

- ‌سرجس الرأسي

- ‌أَيُّوب الرهاوي

- ‌يُوسُف النَّاقِل

- ‌إِبْرَاهِيم بن الصَّلْت

- ‌ثَابت النَّاقِل

- ‌أَبُو يُوسُف الْكَاتِب

- ‌يوحنا بن بختيشوع

- ‌البطريق

- ‌يحيى بن البطريق

- ‌قيضا الرهاوي

- ‌مَنْصُور بن باناس

- ‌عبد يشوع بن بهريز

- ‌أَبُو عُثْمَان سعيد بن يَعْقُوب الدِّمَشْقِي

- ‌أَبُو إِسْحَق إِبْرَاهِيم بن بكس

- ‌أَبُو الْحسن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن بكس

- ‌شيرشوع بن قطرب

- ‌مُحَمَّد بن مُوسَى المنجم

- ‌عَليّ بن يحيى الْمَعْرُوف بِابْن المنجم

- ‌ثادرس الأسقف

- ‌مُحَمَّد بن مُوسَى بن عبد الْملك

- ‌عِيسَى بن يُونُس الْكَاتِب الحاسب

- ‌عَليّ الْمَعْرُوف بالفيوم

- ‌أَحْمد بن مُحَمَّد الْمَعْرُوف بِابْن الْمُدبر الْكَاتِب

- ‌إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُوسَى الْكَاتِب

- ‌عبد الله بن إِسْحَق

- ‌مُحَمَّد بن عبد الْملك الزيات

- ‌أَحْمد بن الطّيب السَّرخسِيّ

- ‌أَبُو الْحسن ثَابت بن قُرَّة الْحَرَّانِي

- ‌أَبُو سعيد سِنَان بن ثَابت بن قُرَّة

- ‌أَبُو الْحسن ثَابت بن سِنَان بن ثَابت بن قُرَّة

- ‌أَبُو إِسْحَق إِبْرَاهِيم بن سِنَان بن ثَابت بن قُرَّة

- ‌أَبُو إِسْحَق إِبْرَاهِيم بن زهرون الْحَرَّانِي

- ‌أَبُو الْحسن الْحَرَّانِي

- ‌ابْن وصيف الصَّابِئ

- ‌غَالب طَبِيب المعتضد

- ‌أَبُو عُثْمَان سعيد بن غَالب

- ‌عَبدُوس

- ‌صاعد بن بشر بن عَبدُوس

- ‌دَيْلَم

- ‌داؤد بن دَيْلَم

- ‌أَبُو عُثْمَان سعيد بن يَعْقُوب الدِّمَشْقِي

- ‌الرقي

- ‌قويري

- ‌ مَتى بن يونان

- ‌ابْن كرنيب

- ‌أَبُو يحيى الْمروزِي

- ‌يحيى بن عدي

- ‌أَبُو عَليّ بن زرْعَة

- ‌مُوسَى بن سيار

- ‌عَليّ بن الْعَبَّاس الْمَجُوسِيّ

- ‌عِيسَى طَبِيب القاهر

- ‌دانيال المتطبب

- ‌إِسْحَق بن شليطا

- ‌أَبُو الْحُسَيْن عمر بن الدحلي

- ‌فنون المتطبب

- ‌أَبُو الْحُسَيْن بن كشكرايا

- ‌أَبُو يَعْقُوب الْأَهْوَازِي

- ‌نظيف القس الرُّومِي

- ‌أَبُو سعيد اليمامي

- ‌أَبُو الْفرج بن أبي سعيد الْيَمَانِيّ

- ‌أَبُو الْفرج يحيى بن سعيد بن يحيى

- ‌أَبُو الْفرج بن الطّيب

- ‌ابْن بطلَان

- ‌الْفضل بن جرير التكريتي

- ‌أَبُو نصر يحيى بن جرير التكريتي

- ‌ابْن دِينَار

- ‌إِبْرَاهِيم بن بكس

- ‌عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن بكس

- ‌قسطا بن لوقا البعلبكي

- ‌مسكويه

- ‌أَحْمد بن أبي الْأَشْعَث

- ‌ أَحْمد بن مُحَمَّد الْبَلَدِي

- ‌ مُحَمَّد بن ثَوَاب الْموصِلِي

- ‌ابْن قوسين

- ‌عَليّ بن عِيسَى وَقيل عِيسَى بن عَليّ الكحال

- ‌ابْن الشبل الْبَغْدَادِيّ

- ‌ابْن بختويه

- ‌أَبُو الْعَلَاء صاعد بن الْحسن

- ‌زاهد الْعلمَاء

- ‌المقبلي

- ‌النيلي

- ‌إِسْحَاق بن عَليّ الرهاوي

- ‌سعيد بن هبة الله

- ‌ابْن جزلة

- ‌أَبُو الْخطاب

- ‌ابْن الوَاسِطِيّ

- ‌أَبُو طَاهِر بن البرخشي

- ‌ابْن صَفِيَّة

- ‌أَمِين الدولة بن التلميذ

- ‌أَبُو الْفرج يحيى بن التلميذ

- ‌أوحد الزَّمَان أَبُو البركات هبة الله بن عَليّ ملكا

- ‌البديع الأصطرلابي

- ‌أَبُو الْقَاسِم هبة الله بن الْفضل

- ‌العنتري

- ‌أَبُو الْغَنَائِم هبة الله بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن أثردى

- ‌عَليّ بن هبة الله بن أثردى

- ‌سعيد بن أثردى

- ‌أَبُو عَليّ الْحسن بن عَليّ بن أثردى

- ‌جمال الدّين عَليّ بن أثردى

- ‌فَخر الدّين المارديني

- ‌أَبُو نصر بن المسيحي

- ‌أَبُو الْفرج

- ‌أَبُو الْحُسَيْن صاعد بن هبة الله بن المؤمل

- ‌ابْن المارستانية

- ‌ابْن سدير

- ‌مهذب الدّين بن هُبل

- ‌شمس الدّين بن هُبل

- ‌كَمَال الدّين بن يُونُس

- ‌طَبَقَات الْأَطِبَّاء الَّذين ظَهَرُوا فِي بِلَاد الْعَجم

- ‌تيادورس

- ‌برزويه

- ‌ربن الطَّبَرِيّ

- ‌ابْن ربن الطَّبَرِيّ

- ‌أَبُو بكر مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الرَّازِيّ

- ‌أَبُو الْحسن أَحْمد بن مُحَمَّد الطَّبَرِيّ

- ‌أَبُو سُلَيْمَان السجسْتانِي

- ‌أَبُو الْخَيْر الْحسن بن سوار

- ‌ أَبُو الْفرج بن هندو

- ‌الْحسن الْفَسَوِي

- ‌أَبُو مَنْصُور الْحسن بن نوح الْقمرِي

- ‌أَبُو سهل المسيحي

- ‌الشَّيْخ الرئيس ابْن سينا

- ‌ألايلاقي

- ‌أَبُو الريحان البيروني

- ‌ابْن مندويه الْأَصْفَهَانِي

- ‌ابْن أبي صَادِق

- ‌طَاهِر بن إِبْرَاهِيم السجري

- ‌ابْن خطيب الرّيّ

- ‌القطب الْمصْرِيّ

- ‌السموأل

- ‌بدر الدّين مُحَمَّد بن بهْرَام بن مُحَمَّد القلانسي السَّمرقَنْدِي

- ‌نجيب الدّين أَبُو حَامِد مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر السَّمرقَنْدِي

- ‌الشريف شرف الدّين إِسْمَاعِيل

- ‌طَبَقَات الْأَطِبَّاء الَّذين كَانُوا من الْهِنْد

- ‌كنكه الْهِنْدِيّ

- ‌صنجهل

- ‌شاناق

- ‌جودر

- ‌منكه الْهِنْدِيّ

- ‌صَالح بن بهلة الْهِنْدِيّ

- ‌طَبَقَات الْأَطِبَّاء الَّذين ظَهَرُوا فِي بِلَاد الْمغرب وَأَقَامُوا بهَا

- ‌إِسْحَق بن عمرَان

- ‌إِسْحَق بن سُلَيْمَان

- ‌ابْن الجزار

- ‌ابْن السمينة

- ‌أَبُو الْقَاسِم مسلمة بن أَحْمد

- ‌ ابْن السَّمْح

- ‌ابْن الصفار

- ‌أَبُو الْحسن عَليّ بن سُلَيْمَان الزهراوي

- ‌الْكرْمَانِي

- ‌ابْن خلدون

- ‌أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن خَمِيس بن عَامر بن دميح

- ‌حمدين بن أبان

- ‌جواد الطَّبِيب النَّصْرَانِي

- ‌خَالِد بن يزِيد بن رُومَان النَّصْرَانِي

- ‌ابْن ملوكة النَّصْرَانِي

- ‌عمرَان بن أبي عَمْرو

- ‌مُحَمَّد بن فتح طملون

- ‌الْحَرَّانِي

- ‌أَحْمد وَعمر ابْنا يُونُس بن أَحْمد الْحَرَّانِي

- ‌إِسْحَق الطَّبِيب

- ‌يحيى بن إِسْحَق

- ‌سُلَيْمَان أَبُو بكر بن تَاج

- ‌ابْن أم الْبَنِينَ

- ‌سعيد بن عبد ربه

- ‌عمر بن حَفْص بن برتق

- ‌أصبغ بن يحيى

- ‌مُحَمَّد بن تمليح

- ‌أَبُو الْوَلِيد بن الكتاني

- ‌أَبُو عبد الله بن الكتاني

- ‌أَحْمد بن حَكِيم بن حفصون

- ‌أَبُو بكر أَحْمد بن جَابر

- ‌أَبُو عبد الله الْملك الثَّقَفِيّ

- ‌هرون بن مُوسَى الأشبوني

- ‌مُحَمَّد بن عبدون الْجبلي العذري

- ‌عبد الرَّحْمَن بن إِسْحَق بن الْهَيْثَم

- ‌ابْن جلجل

- ‌أَبُو الْعَرَب يُوسُف بن مُحَمَّد

- ‌ابْن البغونش

- ‌ابْن وَافد

- ‌الرميلي

- ‌ابْن الذَّهَبِيّ

- ‌ابْن النباش

- ‌أَبُو جَعْفَر بن خَمِيس الطليطلي

- ‌أَبُو الْحسن عبد الرَّحْمَن بن خلف بن عَسَاكِر الدَّارمِيّ

- ‌ابْن الْخياط

- ‌منجم بن الفوال

- ‌مَرْوَان بن جنَاح

- ‌إِسْحَاق بن قسطار

- ‌حسداي بن إِسْحَاق

- ‌أَبُو الْفضل حسداي بن يُوسُف بن حسداي

- ‌أَبُو جَعْفَر يُوسُف بن أَحْمد بن حسداي

- ‌ابْن سمجون

- ‌الْبكْرِيّ

- ‌الغافقي

- ‌الشريف مُحَمَّد بن مُحَمَّد الحسني

- ‌خلف بن عَبَّاس الزهراوي

- ‌ابْن بكلارش

- ‌أَبُو الصَّلْت أُميَّة بن عبد الْعَزِيز بن أبي الصَّلْت

- ‌ابْن باجة

- ‌أَبُو مَرْوَان بن زهر

- ‌أَبُو الْعَلَاء بن زهر

- ‌أَبُو مَرْوَان بن أبي الْعَلَاء بن زهر

- ‌الْحَفِيد أَبُو بكر بن زهر

- ‌أَبُو مُحَمَّد بن الْحَفِيد أبي بكر بن زهر

- ‌أَبُو جَعْفَر بن هَارُون الترجالي

- ‌أَبُو الْوَلِيد بن رشد

- ‌أَبُو مُحَمَّد بن رشد

- ‌أَبُو الْحجَّاج يُوسُف بن موراطير

- ‌أَبُو عبد الله بن يزِيد

- ‌أَبُو مَرْوَان عبد الْملك بن قبلال

- ‌أَبُو إِسْحَق إِبْرَاهِيم الداني

- ‌أَبُو يحيى بن قَاسم الإشبيلي

- ‌أَبُو الحكم بن غلندو

- ‌أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن حسان

- ‌أَبُو الْعَلَاء بن أبي جَعْفَر أَحْمد بن حسان

- ‌أَبُو مُحَمَّد الشذوني

- ‌المصدوم

- ‌عبد الْعَزِيز بن مسلمة الْبَاجِيّ

- ‌أَبُو جَعْفَر بن الغزال

- ‌أَبُو بكر بن القَاضِي أبي الْحسن الزُّهْرِيّ

- ‌أَبُو عبد الله الندرومي

- ‌أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن سَابق

- ‌ابْن الحلاء المرسي

- ‌أَبُو إِسْحَق بن طملوس

- ‌أَبُو جَعْفَر الذَّهَبِيّ

- ‌أَبُو الْعَبَّاس بن الرومية

- ‌أَبُو الْعَبَّاس الكنيناري

- ‌ابْن الْأَصَم

- ‌طَبَقَات الْأَطِبَّاء الْمَشْهُورين من أطباء ديار مصر

- ‌بليطيان

- ‌إِبْرَاهِيم بن عِيسَى

- ‌الْحسن بن زيرك

- ‌ سعيد بن توفيل

- ‌خلف الطولوني

- ‌نسطاس بن جريج

- ‌إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن نسطاس

- ‌البالسي

- ‌مُوسَى بن العازار الإسرائيلي

- ‌يُوسُف النَّصْرَانِي

- ‌سعيد بن البطريق

- ‌ عِيسَى بن البطريق

- ‌أعين بن أعين

- ‌التَّمِيمِي

- ‌سهلان

- ‌أَبُو الْفَتْح مَنْصُور بن سهلان بن مقشر

- ‌عمار بن عَليّ الْموصِلِي

- ‌الحقير النافع

- ‌أَبُو بشر طَبِيب العظيمية

- ‌ابْن مقشر الطَّبِيب

- ‌عَليّ بن سُلَيْمَان

- ‌ابْن الْهَيْثَم

- ‌المبشر بن فاتك

- ‌إِسْحَق بن يُونُس

- ‌عَليّ بن رضوَان

- ‌افرائيم بَين الزفان

- ‌سَلامَة بن رحمون

- ‌مبارك بن سَلامَة بن رحمون

- ‌ابْن الْعين زَرْبِي

- ‌بلمظفر ابْن معرف

- ‌الشَّيْخ السديد رَئِيس الطِّبّ

- ‌ابْن جَمِيع

- ‌أَبُو الْبَيَان بن المدور

- ‌أَبُو الْفَضَائِل بن النَّاقِد

- ‌الرئيس هبة الله

- ‌الْمُوفق بن شوعة

- ‌أَبُو البركات بن الْقُضَاعِي

- ‌أَبُو الْمَعَالِي بن تَمام

- ‌الرئيس مُوسَى

- ‌إِبْرَاهِيم بن الرئيس مُوسَى

- ‌أَبُو البركات بن شعيا

- ‌الأسعد الْمحلي

- ‌الشَّيْخ السديد بن أبي الْبَيَان

- ‌جمال الدّين بن أبي الحوافر

- ‌فتح الدّين بن جمال الدّين بن أبي الحوافر

- ‌شهَاب الدّين بن فتح الدّين

- ‌القَاضِي نَفِيس الدّين بن الزبير

- ‌أفضل الدّين الخونجي

- ‌أَبُو سُلَيْمَان دَاوُد بن أبي المنى بن أبي فانة

- ‌أَبُو سعيد بن أبي سُلَيْمَان

- ‌أَبُو شَاكر بن أبي سُلَيْمَان

- ‌أَبُو نصربن أبي سُلَيْمَان

- ‌أَبُو الْفضل بن أبي سُلَيْمَان

- ‌رشيد الدّين أَبُو حليقة

- ‌مهذب الدّين أَبُو سعيد مُحَمَّد أبي حليقة

- ‌رشيد الدّين أَبُو سعيد

- ‌أسعد الدّين بن أبي الْحسن

- ‌ضِيَاء الدّين بن البيطار

- ‌طَبَقَات الْأَطِبَّاء الْمَشْهُورين من أطباء الشَّام

- ‌أَبُو نصر الفارابي

- ‌عِيسَى الرقي

- ‌اليبرودي

- ‌جَابر بن مَنْصُور السكرِي

- ‌ظافر بن جَابر السكرِي

- ‌موهوب بن الظافر

- ‌جَابر بن موهوب

- ‌أَبُو الحكم

- ‌أَبُو الْفضل بن أبي الْوَقار

- ‌مهذب الدّين بن النقاش

- ‌أَبُو زَكَرِيَّا يحيى البياسي

- ‌سكرة الْحلَبِي

- ‌عفيف بن سكرة

- ‌ابْن الصّلاح

- ‌شهَاب الدّين السهروردي

- ‌شمس الدّين الخوبي

- ‌رفيع الدّين الجيلي

- ‌شمس الدّين الخسروشاهي

- ‌سيف الدّين الْآمِدِيّ

- ‌موفق الدّين بن المطران

- ‌مهذب الدّين بن الْحَاجِب

- ‌الشريف الكحال

- ‌أَبُو مَنْصُور النَّصْرَانِي

- ‌أَبُو النَّجْم النَّصْرَانِي

- ‌أَبُو الْفرج النَّصْرَانِي

- ‌فَخر الدّين بن الساعاتي

- ‌شمس الدّين بن اللبودي

- ‌زين الدّين الحافظي

- ‌أَبُو الْفضل بن عبد الْكَرِيم المهندس

- ‌موفق الدّين عبد الْعَزِيز

- ‌سعد الدّين بن عبد الْعَزِيز

- ‌رَضِي الدّين الرَّحبِي

- ‌شرف الدّين بن الرَّحبِي

- ‌جمال الدّين بن الرَّحبِي

- ‌كَمَال الدّين الْحِمصِي

- ‌موفق الدّين عبد اللَّطِيف الْبَغْدَادِيّ

- ‌أَبُو الْحجَّاج يُوسُف الإسرائيلي

- ‌عمرَان الإسرائيلي

- ‌موفق الدّين يَعْقُوب بن سقلاب

- ‌سديد الدّين أَبُو مَنْصُور

- ‌رشيد الدّين ابْن الصُّورِي

- ‌سديد الدّين بن رقيقَة

- ‌صَدَقَة السامري

- ‌مهذب الدّين يُوسُف بن أبي سعيد

- ‌الصاحب أَمِين الدولة

- ‌وَلما اسْتَقر فِي الْمجْلس قَالُوا لَهُ إِن أردْت أَن تقيم بِدِمَشْق فابق كَمَا أَنْت وَإِن أردْت أَن تتَوَجَّه إِلَى صَاحبك ببعلبك فافعل

- ‌مهذب الدّين عبد الرَّحِيم بن عَليّ

- ‌عمي رشيد الدّين عَليّ بن خَليفَة

- ‌وَصِيَّة أول اللَّيْل

- ‌بدر الدّين ابْن قَاضِي بعلبك

- ‌شمس الدّين مُحَمَّد الْكُلِّي

- ‌موفق الدّين عبد السَّلَام

- ‌موفق الدّين المنفاخ

- ‌نجم الدّين بن المنفاخ

- ‌عز الدّين بن السويدي

- ‌عماد الدّين الدنيسري

- ‌موفق الدّين يَعْقُوب السامري

- ‌أَبُو الْفرج بن القف

الفصل: والمعجزة وَقد تظهر مِنْهُم أَفعَال المتفلسفين أَيْضا وَذَلِكَ أَن عدم جزعهم

والمعجزة وَقد تظهر مِنْهُم أَفعَال المتفلسفين أَيْضا

وَذَلِكَ أَن عدم جزعهم من الْمَوْت وَمَا يلقون بعده أَمر قد نرَاهُ كل يَوْم

وَكَذَلِكَ عفافهم عَن الْجِمَاع وَأَن مِنْهُم قوما لَا رجال فَقَط لَكِن نسَاء أَيْضا قد أَقَامُوا أَيَّام حياتهم ممتنعين عَن الْجِمَاع

وَمِنْهُم قوم قد بلغ من ضبطهم لأَنْفُسِهِمْ فِي التَّدْبِير فِي الْمطعم وَالْمشْرَب وَشدَّة حرصهم على الْعدْل أَن صَارُوا غير مقصرين عَن الَّذين يتفلسفون بِالْحَقِيقَةِ

قَالَ عبد الله بن جِبْرَائِيل فَبِهَذَا القَوْل قد علم أَن النَّصَارَى لم يَكُونُوا ظَاهِرين فِي زمن الْمَسِيح بِهَذِهِ الصُّورَة أَعنِي الرهبنة الَّتِي نعتها جالينوس وإيثار الِانْقِطَاع إِلَى الله سبحانه وتعالى

وَلَكِن بعد الْمَسِيح بِمِائَة سنة انتشروا هَذَا الانتشار حَتَّى زادوا على الفلاسفة فِي فعل الْخَيْر وآثروا الْعدْل والتفضل والعفاف وفازوا بِتَصْدِيق المعجز

وَحصل لَهُم الحالان وورثوا المنزلتين واغتبطوا بالسعادتين أَعنِي السَّعَادَة الشَّرْعِيَّة والسعادة الْعَقْلِيَّة

فَمن هَذَا وَشبهه يتَبَيَّن تَارِيخ جالينوس

وَهَذَا آخر مَا ذكره عبد الله بن جِبْرَائِيل من أَمر جالينوس

ونقلت من خطّ الشَّيْخ موفق الدّين أسعد بن إلْيَاس بن المطران قَالَ

الْمَوَاضِع الَّذِي ذكر جالينوس فِيهَا مُوسَى والمسيح قد ذكر مُوسَى فِي الْمقَالة الرَّابِعَة من كِتَابه فِي التشريح على رَأْي أبقراط إِذْ يَقُول هَكَذَا يشبهون من تعين من المتطببين لمُوسَى الَّذِي سنّ سننا لشعب الْيَهُود لِأَن من شَأْنه أَن يكْتب كتبه من غير برهَان إِذْ يَقُول الله أَمر وَالله قَالَ

وَيذكر مُوسَى فِي كتاب مَنَافِع الْأَعْضَاء

وَيذكر مُوسَى والمسيح فِي كتاب النبض الْكَبِير إِذْ يَقُول لَا الْخَشَبَة المتفتلة تستوي وَلَا الشَّجَرَة العتيقة إِذا حولت تعلق فيسهل أَن يعلم الْإِنْسَان أهل مُوسَى والمسيح من أَن يعلم الْأَطِبَّاء والفلاسفة الممارين بالأحزاب

وَيذكر مُوسَى والمسيح فِي مقَالَته فِي المحرك الأول وَيَقُول لَو كنت رَأَيْت قوما يعلمُونَ تلاميذهم كَمَا كَانَ يعلمُونَ أهل مُوسَى والمسيح إِذْ كَانُوا يأمرونهم أَن يقبلُوا كل شَيْء بالأماتة لم أكن أريكم أحدا

وَفِي مَوَاضِع أخر قَالَ سُلَيْمَان بن حسان الْمَعْرُوف بِابْن جلجل وَكَانَ جالينوس من الْحُكَمَاء اليونانيين الَّذين كَانُوا فِي الدولة القيصرية بعد بُنيان روميه ومولده ومنشؤه بفرغامس وَهِي مَدِينَة صَغِيرَة من جملَة مَدَائِن آسيا شَرْقي قسطنطينية وَهِي جَزِيرَة فِي بَحر قسطنطينية وهم روم إغريقيون يونانيون

وَمن تِلْكَ النَّاحِيَة انْدفع الْجَيْش الْمَعْرُوف بالقوط من الرّوم الَّذين غنموا الأندلس واستوطنوها

وَذكر لشيذر الإشبيلي الْحَرَّانِي أَن مَدِينَة فرغامس كَانَت مَوضِع سجن الْمُلُوك وهنالك كَانُوا يحبسون من غضبوا عَلَيْهِ

‌مسكن جالينوس

وَقَالَ يُوسُف بن الداية فِي تَعْرِيف مَوضِع جالينوس ومسكنه مَا هَذِه حكايته

ص: 117

قَالَ سَأَلَ أَبُو إِسْحَق إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي جِبْرَائِيل بن بختيشوع عَن مسكن جالينوس أَيْن كَانَ من أَرض الرّوم فَذكر أَن مَسْكَنه فِي دهره كَانَ متوسطا لأرض الرّوم وَأَنه فِي هَذَا الْوَقْت فِي طرف من أطرافها

وَذكر أَن حد أَرض الرّوم كَانَ فِي أَيَّام جالينوس من نَاحيَة الشرق مِمَّا يَلِي الْفُرَات الْقرْيَة الْمَعْرُوفَة بنغيا من طوج الأنبار وَكَانَت المسلحة الَّتِي يجْتَمع فِيهَا جند فَارس وَالروم ونواطيرهما فِيهَا

وَكَانَ الْحَد من نَاحيَة دجلة دَارا إِلَّا فِي بعض الْأَوْقَات فَإِن مُلُوك فَارس كَانَت تغلبهم على مَا بَين دَارا وَرَأس الْعين فَكَانَ الْحَد فِيمَا بَين فَارس وَالروم من نَاحيَة الشمَال أرمينية وَمن نَاحيَة الْمغرب مصر إِلَّا أَن الرّوم كَانَت تغلب فِي بعض الْأَوْقَات على مصر وعَلى أرمينية

فَلَمَّا ذكر جبرائل غَلَبَة الرّوم على أرمينية فِي بعض الْأَوْقَات تلقيت قَوْله بالإنكار وجحدت أَن تكون الرّوم غلبت على أرمينية إِلَّا الْموضع الَّذِي يُسمى بِلِسَان الرّوم أرمنيانس فَإِن الرّوم يسمون أهل هَذَا الْبَلَد إِلَى هَذِه الْغَايَة الأرمن فَشهد لَهُ عَليّ أَبُو إِسْحَق بِالصّدقِ وأتى بِدَلِيل على ذَلِك لم أصل إِلَى دَفعه وَهُوَ نمط أرمني كأحسن مَا رَأَيْت من الأرمن صَنْعَة فِيهِ صور جوَار يلعبن فِي بُسْتَان بأصناف الملاهي الرومية وَهُوَ مطرز بالرومية مُسَمّى باسم ملك الرّوم فَسلمت لجبرائيل

وَرجع الحَدِيث إِلَى القَوْل فِي جالينوس قَالَ وَاسم الْبَلَد الَّذِي ولد فِيهِ وَكَانَ مَسْكَنه سمرنا وَكَانَ منزله بِالْقربِ من قَرْيَة بَينه وَبَينهَا فرسخان

قَالَ جِبْرَائِيل فَلَمَّا نزل الرشيد على قُرَّة رَأَيْته طيب النَّفس فَقلت لَهُ يَا سَيِّدي يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ منزل أستاذي الْأَكْبَر مني على فرسخين فَإِن رأى أَمِير الْمُؤمنِينَ أَن يُطلق لي الذّهاب إِلَيْهِ حَتَّى أطْعم فِيهِ وأشرب فأصول بذلك على متطببي أهل دهري وَأَقُول إِنِّي أكلت وشربت فِي منزل أستاذي فَلْيفْعَل

فاستضحك من قولي ثمَّ قَالَ لي وَيحك يَا جِبْرَائِيل أَتَخَوَّف أَن يخرج جَيش الرّوم أَو منسر فيختطفك

فَقلت لَهُ من الْمحَال أَن يقدم الرّوم على الْقرب من معسكرك هَذَا الْقرب كُله فَأمر بإحضار

ص: 118

إِبْرَاهِيم بن عُثْمَان بن نهيك وَأمره أَن يضم إِلَيّ خَمْسمِائَة رجل حَتَّى أوافي النَّاحِيَة

فَقلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي خمسين كِفَايَة

فاستضحك ثمَّ قَالَ ضم إِلَيْهِ ألف فَارس فَأَنَّهُ إِنَّمَا كره أَن يُطعمهُمْ ويسقيهم

قَالَ فَقلت مَا لي إِلَى النّظر إِلَى جالينوس حَاجَة فازداد ضحكا ثمَّ قَالَ

وَحقّ الْمهْدي لتنفذن ومعك الْألف فَارس

قَالَ جِبْرَائِيل فَخرجت وَأَنا من أَشد النَّاس غما وأكسفهم بَالا قد أَعدَدْت لنَفْسي مَا لَا يَكْفِي عشرَة أنفس من الطَّعَام وَالشرَاب

قَالَ فَمَا اسْتَقر بِي الْموضع حَتَّى وافاني الْخبز والمساليخ وَالْملح فَعم من معي وَفضل كثير

فأقمت فِي ذَلِك الْموضع فطعمت فِيهِ وَمضى فتيَان الْجند وأغاروا على مَوَاضِع خمور الرّوم ولحومهم فَأَكَلُوا اللَّحْم كبابا بالخبز وَشَرِبُوا عَلَيْهِ الْخمر وانصرفت فِي آخر النَّهَار

فَسَأَلَهُ أَبُو إِسْحَق هَل تبين فِي رسم منزل جالينوس مَا يدل على أَنه كَانَ لَهُ شرف فَقَالَ لَهُ أما الرَّسْم فكثير

وَرَأَيْت لَهُ أبياتا شرقية وأبياتا غربية وأبياتا قبلية وَلم أر لَهُ بَيْتا فراتيا

وَكَذَلِكَ كَانَت فلاسفة الرّوم تجْعَل بيوتها وَكَذَلِكَ كَانَت ترى عُظَمَاء فَارس وَكَذَلِكَ أرى أَنا إِذا أصدقت نَفسِي وعملت بِمَا يجب لِأَن كل بَيت لَا تدخله الشَّمْس يكون وبيئا

وَإِنَّمَا كَانَ جالينوس على حكمته خَادِمًا لملوك الرّوم وملوك الرّوم أهل قصد فِي جَمِيع أُمُورهم فَإِذا قست منزل جالينوس إِلَى منَازِل الرّوم رَأَيْت من كبر خطته وَكَثْرَة بيوته وَإِن كنت لم أرها إِلَّا خرابا على أَنِّي وجدت فِيهَا أبياتا مسقفة استدللت على أَنه كَانَ ذَا مُرُوءَة

فَسكت عَنهُ أَبُو إِسْحَق فَقلت يَا أَبَا عِيسَى إِن مُلُوك الرّوم على مَا وصفت فِي الْقَصْد وَلَيْسَ قصدهم فِي هباتهم وعطاياهم إِلَّا قصدهم فِي مروءات أنفسهم فالنقص يدْخل المخدوم وَالْخَادِم فَإِذا نظرت إِلَى مَوضِع قصر ملك الرّوم وَمَوْضِع جالينوس ثمَّ نظرت إِلَى قصر أَمِير الْمُؤمنِينَ ومنزلك يكون نِسْبَة منزل جالينوس إِلَى منزل ملك الرّوم مثل نِسْبَة مَنْزِلك إِلَى منزل أَمِير الْمُؤمنِينَ

وَكَانَ جِبْرَائِيل أَحْيَانًا يعجب مني لِكَثْرَة الِاسْتِقْصَاء فِي السُّؤَال ويمدحني عِنْد أبي إِسْحَق وَأَحْيَانا يغْضب مِنْهُ حَتَّى يكَاد أَن يطير غيظا

فَقَالَ لي وَمَا معنى ذكرك النِّسْبَة فَقلت لَهُ أردْت بِذكر النِّسْبَة أَنَّهَا لَفْظَة يتَكَلَّم بهَا حكماء الرّوم وَأَنت رَئِيس تلامذة أُولَئِكَ الْحُكَمَاء فَأَرَدْت التَّقَرُّب إِلَيْك بمخاطبتك بِأَلْفَاظ أستاذيك

وَإِنَّمَا معنى قولي نِسْبَة دَار جالينوس إِلَى دَار ملك الرّوم مثل نِسْبَة دَارك إِلَى دَار أَمِير الْمُؤمنِينَ إِنَّه إِن كَانَت دَار جالينوس مثل نصف أَو ثلث أَو ربع أَو خمس أَو قدر من الأقدار من دَار ملك الرّوم هَل يكون قدرهَا من ملك الرّوم مثل قدر دَارك من دَار أَمِير الْمُؤمنِينَ أَو أقل فَإِن دَار أَمِير

ص: 119

الْمُؤمنِينَ إِن كَانَت فرسخا فِي فرسح وَقدر دَارك عشر فَرسَخ فِي عشر فَرسَخ وَدَار ملك الرّوم إِن كَانَت عشر فراسخ فِي عشر فراسخ وَدَار جالينوس عشر عشر فَرسَخ فِي عشر عشر فَرسَخ كَانَ قدر دَار جالينوس من دَار ملك الرّوم مثل مِقْدَار دَارك من دَار أَمِير الْمُؤمنِينَ سَوَاء

فَقَالَ لم تكن دَار جالينوس كَذَا وَهِي أقل مِقْدَارًا من دَاري عِنْد دَار أَمِير الْمُؤمنِينَ بِكَثِير كثير فَقلت لَهُ

تُخبرنِي عَمَّا أسأَل قَالَ لست آبي عَلَيْك

فَقلت لَهُ أَنَّك قد أخْبرت عَن صَاحبك أَنه كَانَ أنقص مُرُوءَة مِنْك

فَغَضب وَقَالَ أَنْت نوماجذ

وَكنت أَحسب هَذِه اللَّفْظَة فِرْيَة فَغضِبت فَلَمَّا رأى غَضَبي قَالَ إِنِّي لم أقذفك بِشَيْء عَلَيْك فِيهِ ضَرَر

ووددت إِنِّي كنت نوماجذ

هَذَا اسْم ركب من حرفين فارسيين وهما الحدة والإتيان

فَإِنَّمَا نوماجذ نوه آمد أَي جَاءَ حِدته فَيُقَال هَذَا للْحَدَث ووددت أَنا كُنَّا أحداثا مثلك

وَإِنَّمَا أَنهَاك أَن تتقفز تقفز الديوك المحتلمة فَإِنَّهَا رُبمَا نازعتها نَفسهَا إِلَى منافرة الديوك الهرمة فينقر الديك الْهَرم الديك المحتلم النقرة فَيظْهر دماغه فَلَا تكون للمحتلم بعد ذَلِك حَيَاة

وَأَنت تعارضني كثيرا الْمجَالِس ثمَّ تحكم وتظلم فِي الحكم

وَإِن عَيْش جِبْرَائِيل وبختيشوع أَبِيه وجورجس جده لم يكن من الْخُلَفَاء وعمومتهم وقراباتهم ووجوه مواليهم وقوادهم وكل هَؤُلَاءِ فَفِي اتساع من النِّعْمَة باتساع قُلُوب الْخُلَفَاء

وَجَمِيع أَصْحَاب ملك الرّوم فَفِي ضنك من الْعَيْش وَقلة ذَات يَد فَكيف يُمكن أَن أكون مثل جالينوس وَلم يكن لَهُ مُتَقَدم نعْمَة لِأَن أَبَاهُ كَانَ زراعا وَصَاحب جنَّات وكروم

فَكيف يُمكن من كَانَ معاشه من أهل هَذَا الْمِقْدَار أَن يكون مثلي ولي أَبَوَانِ قد خدما الْخُلَفَاء وأفضلوا عَلَيْهِمَا وَغَيرهم مِمَّن هُوَ دونهم

وَقد أفضل الْخُلَفَاء عَليّ ورفعوني من حد الطِّبّ إِلَى المعاشرة والمسامرة

فَلَو قلت أَنه لَيْسَ لأمير الْمُؤمنِينَ أَخ وَلَا قرَابَة وَلَا قَائِد وَلَا عَامل إِلَّا وَهُوَ يداريني إِن لم يكن مائلا بمحبته إِلَيّ وَإِن كَانَ ماثلا أَو شاكرا لي على علاج عالجته أَو محْضر جميل حَضرته أَو وصف حسن وَصفته بِهِ عِنْد الْخُلَفَاء فنفعه فَكل وَاحِد من هَؤُلَاءِ يفضل عَليّ وَيحسن إِلَيّ

وَإِذا كَانَ قدر دَاري من دَار أَمِير الْمُؤمنِينَ على جُزْء من عشرَة أَجزَاء وَكَانَ قدر دَار جالينوس من دَار ملك الرّوم على قدر جُزْء من مائَة جُزْء فَهُوَ أعظم مني مُرُوءَة

فَقَالَ لَهُ أَبُو إِسْحَق أرى حدتك على يُوسُف إِنَّمَا كَانَت لِأَنَّهُ قدمك فِي الْمُرُوءَة على جالينوس فَقَالَ أجل وَالله لعن الله من لَا يشْكر النعم وَلَا يُكَافِئ عَلَيْهَا بِكُل مَا أمكنه

إِنِّي وَالله أغضب أَن أسوى بجالينوس فِي حَال من الْحَالَات واشكر فِي تَقْدِيمه على نَفسِي فِي كل الْأَحْوَال

فَاسْتحْسن ذَلِك مِنْهُ أَبُو إِسْحَق وَأظْهر استصوابا لَهُ وَقَالَ هَذَا لعمري الَّذِي يحسن بالأحرار

ص: 120

والأدباء

فانكب على قدم أبي إِسْحَق ليقبلها فَمَنعه من ذَلِك وضمه إِلَيْهِ

وَقَالَ سُلَيْمَان بن حسان وَكَانَ جالينوس فِي دولة نيرون قَيْصر وَهُوَ السَّادِس من القياصرة الَّذِي ملكوا رُومِية وَطَاف جالينوس الْبِلَاد وجالها وَدخل إِلَى مَدِينَة رُومِية مرَّتَيْنِ فسكنها

وغزا مَعَ ملكهَا لتدابير الجرحي

وَكَانَت لَهُ بِمَدِينَة رُومِية مجَالِس عامية خطب فِيهَا وَأظْهر من علمه بالتشريح مَا عرف بِهِ فَضله وَبَان علمه

وَذكر جالينوس فِي كِتَابه محنة الطَّبِيب الْفَاضِل مَا هَذَا حكايته قَالَ إِنِّي مُنْذُ صباي تعلمت طَرِيق الْبُرْهَان

ثمَّ إِنِّي لما ابتدأت بِعلم الطِّبّ رفضت اللَّذَّات واستخففت بِمَا فِيهِ من عرض الدُّنْيَا ورفضته حَتَّى وضعت عَن نَفسِي مؤونة البكور إِلَى أَبْوَاب النَّاس للرُّكُوب مَعَهم من مَنَازِلهمْ وانتظارهم على أَبْوَاب الْمُلُوك للانصراف مَعَهم إِلَى مَنَازِلهمْ وملازمتهم

وَلم أفن دهري واشق نَفسِي فِي هَذَا التطواف على النَّاس الَّذِي يسمونه تَسْلِيمًا

لَكِن اشغلت نَفسِي دهري كُله بأعمال الطِّبّ والروية والفكر فِيهِ

وسهرت عَامَّة ليلِي فِي تقليب الْكُنُوز الَّتِي خلفهَا القدماء لنا

فَمن قدر أَن يَقُول إِنَّه فعل مثل هَذَا الْفِعْل الَّذِي فعلت ثمَّ كَانَت مَعَه طبيعة ذكاء وَفهم سريع يُمكن مَعهَا قبُول هَذَا الْعلم الْعَظِيم فَوَاجِب أَن يوثق بِهِ قبل أَن يجرب قضاياه وَفعله فِي المرضى

وَيَقْضِي عَلَيْهِ بِأَنَّهُ أفضل مِمَّن لَيْسَ مَعَه مَا وَصفنَا وَلَا فعل مَا عددناه

وَبِهَذَا الطَّرِيق سَار رجل من رُؤَسَاء الكمريين عِنْد رجوعي إِلَى مَدِينَة من الْبلدَانِ الَّتِي كنت نزعت إِلَيْهَا على أَنه لم يكن تمّ لي ثَلَاثُونَ سنة إِلَى أَن ولاني علاج جَمِيع الْمَجْرُوحين من المبارزين فِي الْحَرْب

وَقد كَانَ يولي أَمرهم قبل ذَلِك رجلَانِ أَو ثَلَاثَة من الْمَشَايِخ

فَلَمَّا أَن سُئِلَ ذَلِك الرجل عَن طَرِيق المحنة الَّتِي امتحنني بهَا حَتَّى وثق بِي فولاني أَمرهم قَالَ إِنِّي رَأَيْت الْأَيَّام الَّتِي أفناها هَذَا الرجل فِي التَّعْلِيم أَكثر من الْأَيَّام الَّتِي أفناها غَيره من مَشَايِخ الْأَطِبَّاء فِي تعلم هَذَا الْعلم

وَذَلِكَ أَنِّي رَأَيْت أُولَئِكَ يفنون أعمارهم فِيمَا لَا ينْتَفع بِهِ وَلم أر هَذَا الرجل يفني يَوْمًا وَاحِدًا وَلَا لَيْلَة من عمره فِي الْبَاطِل

وَلَا يَخْلُو فِي يَوْم من الْأَيَّام وَلَا فِي وَقت من الارتياض فِيمَا ينْتَفع بِهِ

وَقد رَأَيْنَاهُ أَيْضا فعل أفعالا قَرِيبا هِيَ أصح فِي الدّلَالَة على حذقه بِهَذِهِ الصِّنَاعَة من سنى هَؤُلَاءِ الْمَشَايِخ

وَقد كنت حضرت مَجْلِسا عَاما من الْمجَالِس الَّتِي تَجْتَمِع فِيهَا النَّاس لاختبار علم الْأَطِبَّاء فَأريت من حضر أَشْيَاء كَثِيرَة من أَمر التشريح

وَأخذت حَيَوَانا فشققت بَطْنه حَتَّى أخرجت أمعاءه ودعوت من حضر من الْأَطِبَّاء إِلَى ردهَا وخياطة الْبَطن على مَا يَنْبَغِي فَلم يقدم أحد مِنْهُم على ذَلِك

وعالجناه نَحن فَظهر منا فِيهِ حذق ودربة وَسُرْعَة كف

وفجرنا أَيْضا عروقا كبارًا بالتعمد ليجري مِنْهَا الدَّم ودعونا مَشَايِخ من الْأَطِبَّاء إِلَى علاجها فَلم يُوجد عِنْدهم شَيْء

وعالجتها أَنا فَتبين لمن كَانَ لَهُ عقل مِمَّن حضر أَن الَّذِي يَنْبَغِي أَن يتَوَلَّى أَمر الْمَجْرُوحين من كَانَ مَعَه من الحذق مَا معي

فَلَمَّا ولاني ذَلِك الرجل أَمرهم وَهُوَ أول من ولاني هَذَا الْأَمر اغتبط بذلك

وَذَلِكَ أَنه لم يمت من

ص: 121

جَمِيع من ولاني أمره إِلَّا رجلَانِ فَقَط

وَقد كَانَ مَاتَ مِمَّن تولى علاجه طَبِيب كَانَ قبلي سِتَّة عشر نفسا

ثمَّ ولاني بعده أَمرهم رجل آخر من رُؤَسَاء الكمريين فَكَانَ بتوليته إيَّايَ أسعد

وَذَلِكَ أَنه لم يمت أحد مِمَّن ولانيه على أَنه قد كَانَت بهم جراحات كَثِيرَة جدا عَظِيمَة

وَإِنَّمَا قلت هَذَا لأدل كَيفَ يقدر الممتحن أَن يمْتَحن ويميز بَين الطَّبِيب الماهر وَبَين غَيره قبل أَن يجرب قَوْله وَعلمه فِي المرضى وَلَا يكون امتحانه لَهُ كَمَا يمْتَحن النَّاس الْيَوْم الْأَطِبَّاء ويقدمون مِنْهُم من ركب مَعَهم واشتغل بخدمتهم الشّغل الَّذِي لَا يُمكن مَعَه الْفَرَاغ لأعمال الطِّبّ

بل يكون تَقْدِيمه واختياره لمن كَانَ على خلاف ذَلِك وَكَانَ شغله فِي دهره كُله فِي أَعمال الطِّبّ لَا غَيرهَا

قَالَ وَإِنِّي لأعرف رجلا من أهل الْعقل والفهم قدمني من فعل وَاحِد رَآنِي فعلته وَهُوَ تشريح حَيَوَان بيّنت بِهِ بِأَيّ الْآلَات يكون الصَّوْت وَبِأَيِّ الْحَرَكَة مِنْهَا

وَكَانَ عرض لذَلِك الرجل قبل ذَلِك الْوَقْت بشهرين أَن سقط من مَوضِع عَال فتكسرت من بدنه أَعْضَاء كَثِيرَة وَبَطل عَامَّة صَوته حَتَّى صَار كَلَامه بِمَنْزِلَة السرَار

وعولجت أعضاؤه فصلحت وبرأت بعد أَيَّام كَثِيرَة وَبَقِي صَوته لَا يرجع

فَلَمَّا أَن رأى مني ذَلِك الرجل مَا رأى وثق بِي وقلدني أَمر نَفسه فابرأته فِي أَيَّام قَلَائِل لِأَنِّي عرفت الْموضع الَّذِي كَانَت الآفة فِيهِ فقصدت لَهُ

وَقَالَ وَإِنِّي لأعرف رجلا آخر سقط من دَابَّته فتهشم ثمَّ عولج فبرأ من جَمِيع مَا كَانَ ناله خلا أَن أصبعين من أَصَابِع كَفه وهما الْخِنْصر والبنصر بَقِيَتَا خدرتين زَمَانا طَويلا

وَكَانَ لَا يحس بهما كثير حس وَلَا يملك حركتهما على مَا يَنْبَغِي

وَكَانَ من ذَلِك أَيْضا شَيْء فِي الْوُسْطَى

فَجعل الْأَطِبَّاء يضعون على تِلْكَ الْأَصَابِع أدوية مُخْتَلفَة وَكلهَا لم تنجح

وَكلما وضعُوا دَوَاء انتقلوا مِنْهُ إِلَى غَيره

فَلَمَّا أَتَانِي سَأَلته عَن الْموضع الَّذِي قرع الأَرْض من بدنه فَلَمَّا قَالَ لي أَن الْموضع الَّذِي قرع مِنْهُ هُوَ مَا بَين كَتفيهِ وَكنت قد علمت من التشريح أَن مخرج الْعصبَة الَّتِي تَأتي هَاتين الأصبعين أول خرزة فِيمَا بَين الْكَتِفَيْنِ علمت أَن أصل البلية هُوَ الْموضع الَّذِي تنْبت فِيهِ تِلْكَ الْعصبَة من النخاع

فَوضعت على ذَلِك الْموضع الَّذِي تنْبت مِنْهُ تِلْكَ الْعصبَة بعض الْأَدْوِيَة الَّتِي كَانَت تُوضَع على الْأَصَابِع بعد أَن أمرت فَقلعت عَن الْأَصَابِع تِلْكَ الْأَدْوِيَة الَّتِي تُوضَع عَلَيْهَا بَاطِلا فَلم يلبث إِلَّا يَسِيرا حَتَّى برِئ وَبَقِي كل من رأى ذَلِك يتعجب من أَن مَا بَين الْكَتِفَيْنِ يعالج فتبرأ الْأَصَابِع

قَالَ وأتاني رجل آخر أَصَابَته آفَة فِي صَوته وشهوته للطعام مَعًا فابرأته بأدوية وَضَعتهَا على رقبته وَكَانَ الْعَارِض لذَلِك الرجل مَا أصف لَك كَانَ بِهِ خنازير عَظِيمَة فِي رقبته فِي كلا الْجَانِبَيْنِ فعالجه بعض المعالجين فَقطع تِلْكَ الْخَنَازِير وأورثه بِسوء احتياطته بردا فِي العصبتين المجاورتين للعرقين النابضين الشاخصين فِي الرَّقَبَة

وَهَاتَانِ العصبتان تنبتان فِي أَعْضَاء كَثِيرَة وَتَأْتِي مِنْهُمَا شُعْبَة عَظِيمَة

ص: 122

إِلَى فَم الْمعدة وَمن تِلْكَ الشعبة تنَال الْمعدة كلهَا الْحس إِلَّا أَن أَكثر مَا فِي الْمعدة حسا فمها لِكَثْرَة مَا ينْبت من تِلْكَ الْعصبَة الَّتِي فِيهَا

وَشعْبَة يسيرَة من كل وَاحِدَة من هَاتين العصبتين تحرّك وَاحِدَة من آلَات الصَّوْت وَلذَلِك ذهب صَوت ذَلِك الرجل وشهوته فَلَمَّا علمت ذَلِك وضعت على رقبته دَوَاء مسخنا فبرأ فِي ثَلَاثَة أَيَّام وَمَا أحد رأى هَذَا الْفِعْل مني ثمَّ صَبر لِأَن يسمع مني الرَّأْي الَّذِي أداني إِلَى علاجه الأعجب إِلَّا وَعلم أَن بالأطباء إِلَى التشريح أعظم الْحَاجة

وَقَالَ جالينوس فِي كِتَابه فِي الْأَمْرَاض الْعسرَة الْبُرْء أَنه كَانَ مارا بِمَدِينَة رُومِية إِذْ هُوَ بِرَجُل خلق حوله جمَاعَة من السُّفَهَاء وَهُوَ يَقُول أَنا رجل من أهل حلب لقِيت جالينوس وَعَلمنِي علومه اجْمَعْ وَهَذَا دَوَاء ينفع من الدُّود فِي الأضراس وَكَانَ الْخَبيث قد أعد بندقا من قار وقطران وَكَانَ يَضَعهَا على الْجَمْر ويبخر بهَا صَاحب الأضراس المدودة بِزَعْمِهِ فَلَا يجد بدا من غلق عَيْنَيْهِ فَإِذا أغلقهما دس فِي فَمه دودا قد أعدهَا فِي حق ثمَّ يُخرجهَا من فَم صَاحب الضرس

فَلَمَّا فعل ذَلِك ألْقى إِلَيْهِ السُّفَهَاء بِمَا مَعَهم ثمَّ تجَاوز ذَلِك حَتَّى قطع الْعُرُوق على غير مفاصل

قَالَ فَلَمَّا رَأَيْت ذَلِك أبرزت وَجْهي للنَّاس وَقلت أَنا جالينوس وَهَذَا سَفِيه

ثمَّ حذرت مِنْهُ واستعديت عَلَيْهِ السُّلْطَان فَلَطَمَهُ

وَلذَلِك ألف كتابا فِي أَصْحَاب الْحِيَل

وَقَالَ جالينوس فِي كتاب قاطاجانس أَنه دبر فِي الهيكل بِمَدِينَة رُومِية فِي نوبَة الشَّيْخ الْمُقدم الَّذِي كَانَ فِي الهيكل الَّذِي كَانَ يداوي الْجَرْحى وَذَلِكَ الهيكل هُوَ البيمارستان فبرأ كل من دبره من الْجَرْحى قبل غَيرهم

وَبَان بذلك فَضله وَظهر علمه وَكَانَ لَا يقنع من علم الْأَشْيَاء بالتقليد دون الْمُبَاشرَة

قَالَ المبشر بن فاتك وسافر جالينوس إِلَى أثينية ورومية والإسكندرية وَغَيرهَا من الْبِلَاد فِي طلب الْعلم وَتعلم من أرمنيس الطِّبّ وَتعلم أَولا من أَبِيه وَمن جمَاعَة مهندسين ونحاة الهندسة واللغة والنحو وَغير ذَلِك

ودرس الطِّبّ أَيْضا على امْرَأَة اسْمهَا قلاوبطر وَأخذ عَنْهَا أدوية كَثِيرَة وَلَا سِيمَا مَا تعلق بعلاجات النِّسَاء

وشخص إِلَى قبرس ليرى القلقطار فِي معدنه

وَكَذَلِكَ شخص إِلَى جَزِيرَة لمنوس ليرى عمل الطين الْمَخْتُوم فباشر كل ذَلِك بِنَفسِهِ وَصَححهُ بِرُؤْيَتِهِ

وسافر أَيْضا إِلَى مصر وَأقَام بهَا مُدَّة فَنظر عقاقيرها وَلَا سِيمَا الأفيون فِي بلد أسيوط من أَعمال صعيدها

ثمَّ خرج مُتَوَجها مِنْهَا نَحْو بِلَاد الشَّام رَاجعا إِلَى بَلَده فَمَرض فِي طَرِيقه وَمَات بالفرما وَهِي مَدِينَة على الْبَحْر

ص: 123