المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[الترغيب في ترك الترفع في اللباس تواضعا واقتداء بأشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه والترهيب من لباس الشهرة والفخر والمباهاة] - فتح القريب المجيب على الترغيب والترهيب - جـ ٩

[حسن بن علي الفيومي]

فهرس الكتاب

- ‌[الترغيب في تأديب الأولاد]

- ‌[الترهيب أن ينتسب الإنسان إلى غير أبيه أو يتولى غير مواليه]

- ‌[الترهيب من إفساد المرأة على زوجها والعبد علي سيده]

- ‌[ترهيب المرأة أن تسأل زوجها الطلاق من غير بأس]

- ‌[ترهيب المرأة أن تخرج من بيتها متعطرة متزينة]

- ‌[الترهيب من إفشاء السر سيما ما كان بين الزوجين]

- ‌كتاب اللباس والزينة

- ‌[الترغيب في لبس الأبيض من الثياب]

- ‌[الترغيب في القميص والترهيب من طوله وطول غيره مما يلبس وجره خيلاء وإسباله في الصلاة وغيرها]

- ‌[الترغيب في كلمات يقولهن من لبس ثوبا جديدا]

- ‌[الترهيب من لبس النساء الرقيق من الثياب التي تصف البشرة]

- ‌[ترهيب الرجال من لبسهم الحرير وجلوسهم عليه والتحلي بالذهب وترغيب النساء في تركهما]

- ‌[الترهيب من تشبه الرجل بالمرأة والمرأة بالرجل في لباس أو كلام أو حركة أو نحو ذلك]

- ‌[الترغيب في ترك الترفع في اللباس تواضعا واقتداء بأشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه والترهيب من لباس الشهرة والفخر والمباهاة]

- ‌[الترغيب في الصدقة على الفقير بما يلبسه كالثوب ونحوه]

- ‌[الترغيب في إبقاء الشيب وكراهة تتفه]

- ‌[الترهيب من خضب اللحية بالسواد]

- ‌[ترهيب الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة والنامصة والمتنمصة والمتفلجة]

- ‌[الترغيب في الكحل بالإثمد للرجال والنساء]

- ‌[كتاب الطعام وغيره]

- ‌[الترغيب في التسمية على الطعام والترهيب من تركها]

- ‌[الترهيب من استعمال أواني الذهب أو الفضة وتحريمه على الرجال والنساء]

- ‌[الترهيب من الأكل والشرب بالشمال وما جاء في النهي عن النفخ في الإناء والشرب من في السقاء ومن ثلمة القدح]

- ‌[الترغيب في الأكل من جوانب القصعة دون وسطها]

- ‌[الترغيب في أكل الخل والزيت ونهس اللحم دون تقطيعه بالسكين إن صح الخبر]

- ‌[الترغيب في الاجتماع على الطعام]

- ‌[الترهيب من الإمعان في الشبع والتوسع في المآكل والمشارب شرها وبطرا]

- ‌[الترهيب من أن يدعى الإنسان إلى الطعام فيمتنع من غير عذر والأمر بإجابة الداعي وما جاء في طعام المتباريين]

- ‌[الترغيب في لعق الأصابع قبل مسحها لإحراز البركة]

- ‌[الترغيب في حمد الله تعالى بعد الأكل]

- ‌[الترغيب في غسل اليد قبل الطعام إن صح الخبر وبعده والترهيب أن ينام وفي يده ريح الطعام لا يغسلها]

- ‌[كتاب القضاء وغيره]

- ‌[الترهيب من تولي السلطنة والقضاء والإمارة لا سيما لمن لا يثق بنفسه وترهيب من وثق بنفسه أن يسأل شيئا من ذلك]

- ‌[ترغيب من ولي شيئا من أمور المسلمين في العدل إماما كان أو غيره وترهيبه أن يشق على رعيته أو يجور أو يغشهم أو يحتجب عنهم أو يغلق بابه دون حوائجهم]

- ‌[ترهيب من ولي شيئا من أمور المسلمين أن يولي عليهم رجلا وفي رعيته خير فيه]

- ‌[ترهيب الراشي والمرتشي والساعي بينهما]

- ‌[الترهيب من الظلم ودعاء المظلوم وخذله والترغيب في نصرته]

- ‌[الترغيب في كلمات يقولهن من خاف ظالما]

- ‌[الترغيب في الامتناع عن الدخول على الظلمة والترهيب من الدخول عليهم وتصديقهم وإعانتهم]

- ‌[الترهيب من إعانة المبطل ومساعدته والشفاعة المانعة من حد من حدود الله وغير ذلك]

- ‌[ترهيب الحاكم وغيره من إرضاء الناس بما يسخط الله عز وجل]

- ‌[الترغيب في الشفقة على خلق الله تعالى من الرعية والأولاد والعبيد وغيرهم ورحمتهم والرفق بهم والترهيب من ضد ذلك ومن تعذيب العبد والدابة وغيرهما بغير سبب شرعي وما جاء في النهي عن وسم الدواب في وجوهها]

- ‌فصل

الفصل: ‌[الترغيب في ترك الترفع في اللباس تواضعا واقتداء بأشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه والترهيب من لباس الشهرة والفخر والمباهاة]

[الترغيب في ترك الترفع في اللباس تواضعا واقتداء بأشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه والترهيب من لباس الشهرة والفخر والمباهاة]

3147 -

عَن معَاذ بن أنس رضي الله عنه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ من ترك اللبَاس تواضعا لله وَهُوَ يقدر عَلَيْهِ دَعَاهُ الله يَوْم الْقِيَامَة على رُؤُوس الْخَلائق حَتَّى يخيره من أَي حلل الْإِيمَان شَاءَ يلبسهَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث حسن وَالْحَاكِم فِي موضِعين من الْمُسْتَدْرك وَقَالَ فِي أَحدهمَا صَحِيح الْإِسْنَاد قَالَ الْحَافِظ روياه من طَرِيق أبي مَرْحُوم وَهُوَ عبد الرَّحِيم بن مَيْمُون عَن سهل بن معَاذ وَيَأْتِي الْكَلام عَلَيْهِمَا

(1)

.

قوله: عن معاذ بن أنس رضي الله عنه تقدم الكلام عليه.

قوله صلى الله عليه وسلم: "من ترك اللباس تواضعا لله وهو يقدر عليه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي حلل الإيمان شاء يلبسها [ومعنى

(1)

أخرجه أحمد 3/ 439 (15871) والزهد (209)، والترمذي (2481)، والحارث (567) ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (8/ 47 - 48)، وأبو يعلى (1484) و (1499)، والطبراني في الكبير (20/ 180 رقم 386 و 387 و 388)، والحاكم في المستدرك (1/ 61) و (4/ 183 - 184)، والبيهقي في الآداب (490) والكبرى (3/ 386 رقم 6101) والشعب (8/ 230 رقم 5740) و (8/ 230 - 231 رقم 5741). وقال الترمذي: هذا حديث حسن. وصححه الحاكم في الموضعين ووافقه الذهبي في الموضع الثاني. وحسنه الألباني في الصحيحة (718) وصحيح الترغيب (2072).

ص: 230

قوله حلل الإيمان: يعني ما يُعطى أهل الإيمان من حلل الجنة].

قوله: [قال الحافظ: روياه من طريق أبي مرحوم وهو عبد الرحيم بن ميمون عن سهل].

3148 -

وَعَن رجل من أَبنَاء رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن أَبِيه رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من ترك لبس ثوب جمال وَهُوَ يقدر عَلَيْهِ قَالَ بشر أَحْسبهُ قَالَ تواضعا كَسَاه الله حلل الْكَرَامَة رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي حَدِيث وَلم يسم ابْن الصَّحَابِيّ وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ من طَرِيق زبان بن فائد عَن سهل بن معَاذ عَن أَبِيه بِزِيَادَة

(1)

.

قوله: وعن رجل من أبناء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من ترك لبس ثوب جمال وهو يقدر عليه" قال بشر: أحسبه قال: تواضعا: "كساه الله حلل الكرامة" الحديث، يعني يوم القيامة، روي أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لبس قميصا اشتراه بثلاثة دراهم ثم قطع كمه من رؤوس أصابعه

(2)

وحكي عن الجريري

(3)

قال: كان في جامع بغداد

(1)

أخرجه أبو داود (4778)، والقضاعي في مسند الشهاب (437)، والبيهقي في الشعب (10/ 537 رقم 7951). وأخرجه الخرائطي في المساوئ (326) من طريق داود بن قيس، عن عبد الجليل الفلسطيني، عن عمه. وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (2073).

(2)

أخرجه الدينورى في المجالسة (268) عن ابن عباس.

(3)

أحمد بن محمد الحسين الجريري -يضم الجيم- نسبة إلى جرير بن عباد، أخي الحارث بن عباد، من بنى بكر بن وائل؛ يكنى أبا محمد. من كبار أصحاب الجنيد، وخلفه في مكانه؛ وصحب سهل بن عبد الله التستري.

ص: 231

رجل لا يكاد تجده إلا في ثوب واحد في الشتاء والصيق فسئل عن ذلك فقال: قد كنت ولعت بكثرة لبس الثياب فرأيت ليلة فيما يرى النائم كأني دخلت الجنة فرأيت جماعة من أصحابنا من الفقراء على مائدة فأردت أن أجلس معهم فإذا جماعة من الملائكة أخذوا بيدي وأقاموني وقالوا لي هؤلاء ثوب واحد وأنت لك قميصان فلا تجلس فانتبهت ونذرت أن لا ألبس إلا ثوبا واحدا إلى أن ألقى الله تعالى

(1)

.

قوله: ورواه البيهقي من طريق زبان بن فائد.

3149 -

وَعَن أبي أُمَامَة بن ثَعْلَبَة الْأنْصَارِيّ واسْمه إِيَاس رضي الله عنه قَالَ ذكر أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَوْمًا عِنْده الدُّنْيَا فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَلا تَسْمَعُونَ أَلا تَسْمَعُونَ إِن البذاذة من الْإِيمَان إِن البذاذة من الْإِيمَان يَعْني التقحل رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَابْن مَاجَه كِلَاهُمَا من رِوَايَة مُحَمَّد بن إِسْحَاق وَقد تكلم أَبُو عمر النمري فِي هَذَا الحَدِيث البذاذة بِفَتْح الْبَاء الْمُوَحدَة وذالين معجمتين هِيَ التَّوَاضُع فِي اللبَاس برثاثة الْهَيْئَة وَترك الزِّينَة وَالرِّضَا بالدون من الثِّيَاب

(2)

.

(1)

طبقات الأولياء (ص 73 - 74) لابن الملقن.

(2)

أخرجه أحمد 5/ 463 (24412) والزهد (29)، وابن ماجه (4118)، وأبو داود (4161)، وابن أبى الدنيا في التواضع (128)، وابن أبى عاصم في الآحاد والمثانى (2002)، والمروزي في تعظيم قدر الصلاة (484) و (486) و (487) و (488)، والروياني (1273)، والطحاوي في مشكل الآثار (1531) و (3036)، والطبراني (1/ 271 رقم 788) و (1/ 272 رقم 789 و 790 و 791) والحاكم في المستدرك (1/ 9)، والبيهقي في الآداب (200) والشعب (8/ 244 رقم 5762) و (8/ 431 - 432 =

ص: 232

قوله: وعن أبي أمامة بن ثعلبة الأنصاري واسمه إياس رضي الله عنه وقيل: عبد الله بن ثعلبة ويقال ثعلبة بن عبد الله البلوي الأنصاري له صحبة وهو ابن أخت أبي بردة روى له الجماعة سوى البخاري له في الكتب الستة عند أبي داود والله أعلم.

قوله صلى الله عليه وسلم: "ألا تسمعون ألا تسمعون إن البذاذة من الإيمان" يعني التقحل، أ. هـ.

قوله: "إن البذاذة من الإيمان" قال الحافظ: البذاذة وفسرها فقال: هو التواضع في اللباس برثاثة الهيئة وترك الزينة والرضة بالدون من الثياب، أ. هـ.

فقوله: "البذاذة من الإيمان" أي: خلوقة الثوب يعني ترك الزينة واختيار الفقر بلبس الخلق من الثياب من كمال الإيمان والإيمان هو الباعث عليه

(1)

، أ. هـ أراد التواضع في اللباس وترك التبجح به من الإيمان، قال أهل اللغة المتقحل هو الرجل اللابس الجلد من خشونة العيش وترك الترفه فالمراد بالتفحل الفحولة وهي ضد الأنوثة وهو ترك التزين لأن التزين والتصنع في الزي من شأن الإناث

(2)

، وقال ابن الأثير

(3)

: البذاذة هي رثاثة الهيئة وترك فاخر الثياب أراد صلى الله عليه وسلم: التواضع في اللباس وترك التبجح والتفحل.

= رقم 6051) و (10/ 451 - 452 رقم 7784) و (10/ 452 رقم 7785). وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وحسنه الألباني في الصحيحة (341) وصحيح الترغيب (2074)، وتخريج الإيمان لابن سلام (25).

(1)

المفاتيح في شرح المصابيح (5/ 18).

(2)

تاج العروس (30/ 153).

(3)

النهاية (1/ 110).

ص: 233

وذكر أبو داود في حديث عبد الله بن بريدة عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينهي عن كثير من الإرفاه

(1)

.

قال الخطابي

(2)

: معنى الإرفاة الاستكثار من الزينة وأن لا يزال يهييء نفسه وأصله من الرفة وهو أن ترد الإبل الماء كل يوم فإذا وردت يوما ولم ترد يوما فذلك الغب وقد أغبت فهي مغبة، كره رسول الله صلى الله عليه وسلم الإفراط في التنعم والتدلك والدهن والترجيل في نحو ذلك من أمر الرأس وأمر بالقصد في ذلك وليس معناه ترك الطهارة والتنظف فإن الطهارة والنظافة من الدين أ. هـ.

ففيه مدح البذاذة والتعريض بأن الترفه مجانبة للإيمان وهو كذلك فطوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعد يوم لم يره

(3)

.

فائدة: فأما البذاذة في اللباس ولبس الدون فهو سيما الزاهدين، فإن قال قائل: هذا لباس الزاهدين ولسنا منهم فنقول له إن لم تكن زاهدا فكن متبعا إن كنت مؤمنا قال تعالى إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله الآية وقال صلى الله عليه وسلم لا يؤمن أحدكم حتى يكن هواه تبعا لما جئت به

(4)

.

(1)

أخرجه أبو داود (4160) والنسائي في المجتبى 8/ 22 (5102) و 8/ 174 (5283) والكبرى (9267) و (9268)، والبيهقي في الشعب (8/ 430 - 431، 6049) و (8/ 431 رقم 6050). وصححه الألباني في الصحيحة (502).

(2)

معالم السنن (4/ 208).

(3)

لطائف المعارف (ص 37).

(4)

أخرجه ابن أبي عاصم في السنة برقم (15)، والنسوى في الأربعون (8) ومن طريقه البغوي في شرح السنة (104)، وأبو الطاهر السلفى في معجم السفر (1265) والأربعون البلدانية (40/ ص 177)، والحكيم الترمذي في نوادر الأصول (1530)، والبيهقي في المدخل =

ص: 234

فإن كنت متبعا للنبي صلى الله عليه وسلم الذي أوجب الله علينا اتباعه فالبس ما وجدت كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يلبس ما وجد فقد كان صلى الله عليه وسلم يلبس الغالي مرة والدون مرة والواسع مرة والضيق مرة والصوت مرة والشعر مرة ولا يتوقف في شيء.

3150 -

وَرُوِيَ عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ إِن الله عز وجل يحب المتبذل الَّذِي لَا يُبَالِي مَا لبس رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ

(1)

.

وروي البيهقي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الله يحب المبتذل الذي لا يبالي ما لبس" فهكذا فكن وإن كان علمك لم يهدك إلى هذا القدر فنعوذ بالله من علم لا ينفع.

= (209)، والديلمي كما في الغرائب الملتقطة (2989) من طرق عن نعيم بن حماد، عن عبد الوهاب، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن عقبة بن أوس، عن عبد الله بن عمرو بن العاص. وأخرجه ابن أبى عاصم في السنة (15)، وابن بطة في الإبانة (279) من طريق محمد بن مسلم بن وارة، عن نعيم بن حماد، عن عبد الوهاب الثقفي، قال: ثنا بعض مشيختنا، هشام أو غيره، عن محمد بن سيرين. وقد صحح الحديث النووي في الأربعون النووية (ص 107) وعلق عليه ابن رجب في جامع العلوم والحكم (3/ 1145) قال: تصحيحُ هذا الحديث بعيدٌ جدًا من وجوه، ذكرها فأجاد رحمه الله. وضعفه الألباني في المشكاة (167).

(1)

أخرجه البيهقي في الشعب (8/ 245 - 246 رقم 5764 و 5765). وقال الدارقطني في العلل (1607): حدث به ابن أخي ابن وهب، عن عمه، عن ابن لهيعة، عن عقيل، عن الزهري، عن يعقوب بن عتبة، ولا يصح فيه الزهري. وغيره يرويه من حديث عقيل، عن يعقوب، ولا يذكر فيه الزهري. والصحيح أنه موقوف. وضعفه الألباني في الضعيفة (2324)، وضعيف الترغيب (1261).

ص: 235

لطيفة: قد حكى عن شيخ الإسلام قاضي القضاة عز الدين بن عبد السلام رحمه الله أنه كان يلبس ما وجد حتى ربما خرج وعلى رأسه كلوثة الجند وحضر الدرس وهي عليه وربما لبس قباء ونحوه مع أن هيبته في قلوب الأمراء والسلاطين مشهورة وسطوته عليهم بالحق مشهودة وخضوعهم لكلمته وانقيادهم لأمره لا ينكر ولقد سأله سائل وهو في الطريق فقطع نصف عمامته ودفعها له ثم مر فسأله آخر فأعطاه النصف الآخر، فقال له بعض من معه خذ عمامتي فأبى عليه فقال له يا سيدى تمشي هكذا بين الناس مكشوف الرأس فلم يرد عليه جوابا ومشى لسبيله وشق الطريق من باب زويلة إلى بين القصرين والناس يتزاحمون عليه ويتبركون به ويستفتونه والله أعلم

(1)

.

3151 -

وَعَن أبي بردة رضي الله عنه قَالَ دخلت على عَاثِشَة رضي الله عنها فأخرجت إِلَيْنَا كسَاء ملبدا من الَّتِي تسمونها الملبدة إزارا عَظِيما مِمَّا يصنع بِالْيمن وَأَقْسَمت بِاللّه لقد قبض رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي هذَيْن الثَّوْبَيْنِ رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ أخصر مِنْهُ الملبد المرقع وَقيل غير ذَلِك

(2)

.

قوله: وعن أبي بردة رضي الله عنه تقدم الكلام عليه.

(1)

تنبيه الغافلين (ص 507).

(2)

أخرجه أحمد 6/ 32 (24671) و 6/ 131 (25637)، والبخاري (3108)، ومسلم (34 و 35 - 2080)، وأبو داود (4036)، والترمذي (1733) والشمائل (112)، وابن ماجه (3551)، وابن حبان (6623) و (6624).

ص: 236

قوله: "قال دخلت على عائشة رضي الله عنها فأخرجت إلينا كساء ملبدا من التي تسمونها الملبدة إزارا عظيما مما يصنع باليمن" الحديث الملبد المرقع وقيل غير ذلك قاله المنذري وقال بعض العلماء: الملبد بفتح الباء هو المرقع ومنه قيل للرقعة التي يرقع بها قب القميص اللبدة وقيل خطب عمر وهو خليفة وعليه إزار وعليه اثنا عشر رقعة وقيل لما مات أبو الدرداء وجدوا في ثوبه أربعين رقعة يقال لبدت القميص ألبده بالتخفيف ولبدته ألبده بالتشديد وقيل هو الذي (ثخن) وسطه حتى صار كاللبد والله أعلم

(1)

.

قولها رضي الله عنها: "وأقسمت بالله لقد قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذين الثوبين" القسم هو الحلف بالله تعالى.

3152 -

وَرُوِيَ عَن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قَالَ توفّي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَإِن نمرة من صوف تنسج لَهُ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ

(2)

.

قوله: وروي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما تقدم.

قوله: "توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن نمرة من صوف تنسج له" الحديث، قال العلماء النمرة شملة من صوف تلبسها الأعراب

(3)

.

(1)

النهاية (4/ 324)، وشرح النووي على مسلم (14/ 57)، وشرح المشكاة (9/ 2890 - 2891) للطيبي.

(2)

أخرجه البيهقي في الشعب (8/ 239 رقم 5754). وصححه الألباني في الصحيحة (2687) وصحيح الترغيب (2076).

(3)

الكواكب الدرارى (7/ 124) و (15/ 129).

ص: 237

3153 -

وَعَن أنس رضي الله عنه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أكل خشنا وَلبس خشنا لبس الصُّوف واحتذى المخصوف قيل لِلْحسنِ مَا الخشن قَالَ غليظ الشّعير مَا كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يسيغه إِلَّا بجرعة من مَاء رَوَاهُ ابْن مَاجَه وَالْحَاكِم وَاللَّفْظ لَهُ كِلَاهُمَا من رِوَايَة يُوسُف بن أبي كثير عَن نوح بن ذكْوَان وَقَالَ الْحَاكِم صَحِيح الْإِسْنَاد قَالَ الْحَافِظ يُوسُف لَا يعرف ونوح بن ذكْوَان قَالَ أَبُو حَاتِم لَيْسَ بِشَيْء

(1)

.

قوله: وعن أنس رضي الله عنه تقدم الكلام عليه.

قوله: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل خشنا ولبس خشنا" قيل للحسن ما الخشن قال: غليظ الشعير إلى أخره.

(1)

أخرجه ابن ماجه (3348) و (3556)، وابن حبان في المجروحين (3/ 47)، وابن عدى في الكامل (8/ 299)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي (324)، والدارقطني في الأفراد (36)، والحاكم في المستدرك (4/ 326). قال ابن عدى: ونوح بن ذكوان يروي عنه يوسف بن أبي كثير، وعن يوسف يرويه بقية، وهذه الأحاديث عن الحسن عن أَنَس ليست بمحفوظة.

وقال الدارقطني: هذا حديث غريب من حديث الحسن البصري، عن أنس بن مالك، تفرد به نوح بن ذكوان، ولم يروه عنه غير يوسف بن أبي كثير، تفرد به بقية بن الوليد عنه. وصححه الحاكم وتعقبه الذهبي فقال: لم يصح، فيه نوح بن ذكوان، واه، ويوسف بن أبي كثير مجهول.

وقال البوصيري في الزجاجة 4/ 29 - 30: هذا إسناد ضعيف نوح بن ذكوان متفق على ضعفه الحاكم أبو عبد الله يروي عن الحسن كل معضلة رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد. وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب (1262) و (1914).

ص: 238

قوله: "لبس الصوف" وقال ابن الجوزي

(1)

: من الصوفية من يلبس الصوف ويحتج بأن النبي صلى الله عليه وسلم لبس الصوف (وبما روى) في فضيلة لبس الصوف فأما (لبس) رسول الله صلى الله عليه وسلم الصوف فقد كان يلبسه في بعض الأوقات ولم يكن لبسه شهوة عند العرب ولا يخلو لابس الصوف من أحد أمرين إما أن يكون متعودا لبس الصوف وما يجانسه من غليظ الثياب فلا يكره ذلك لأنه لا يشتهر به وإما أن يكون مترفا لم يتعوده فلا ينبغي له لبسه لوجهين أحدهما: أنه يحمل بذلك نفسه على ما لا تطيق ولا يجوز له ذلك والثاني أنه يجمع لبسه بين الشهرة وإظهار الزهد وقد جاء في حديث عن عباد بن كثير عن أنس قال: قال رسول الله "من لبس الصوف لتعرفه الناس كان حقا على الله تعالى أن يكسوه ثوبا من جرب حتى تتساقط عروقه"

(2)

وفي الحديث أيضا عن عكرمة عن ابن عباس قال قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الأرض لتعج إلى ربها من الذين يلبسون الصوف (رياء) "

(3)

وأخبرنا عن عبد الوهاب بن المبارك الحافظ فذكره إلى أن قال: حدثنا أحمد بن سعيد قال: سمعت

(1)

تلبيس إبليس (ص 174 - 175).

(2)

أخرجه ابن الجوزي في تلبيس إبليس (ص 174) من طريق عباد بن العوام عن عباد بن كثير عن أنس. وقال الألباني في الضعيفة (6921): موضوع.

(3)

أخرجه ابن حبان في المجروحين (3/ 156)، والشجري في الأمالى (2/ 309)، والديلمي كما في الغرائب الملتقطة (818)، وابن الجوزي في تلبيس إبليس (ص 174 - 175).

وقال ابن حبان: أبو حكيم الأزدي شيخ يروي المناكير عن أقوام ضعاف ويأتي عن الثقات بما لا يتابع عليه وعباد قد تبرأنا من عهدته. وقال الألباني في الضعيفة (2259): باطل.

ص: 239

النضر بن شميل يقول قلت لبعض الصوفية تبيع جبتك الصوف فقال إذا باع الصياد شبكته بأي شيء يصطاد

(1)

.

قال (أبو) جعفر بن جرير الطبري

(2)

: ولقد أخطأ من آثر لباس الشعر والصوف على لباس القطن والطتان مع وجود السبيل إليه من جله ومن أكل البقول والعدس واختاره على خبز البر ومن ترك أكل اللحم خوفا من عارض شهوة النساء.

قال أبو الفرج بن الجوزي

(3)

: وكان السلف يلبسون الثياب المتوسطة لا المرتفعة ولا الدون ويتخيرون أجودها للجمعة والعيد ولقاء الإخوان ولم يكن يتخير الأجود عندهم قبيحا ا. هـ قاله في تلبيس إبليس.

قوله: "واحتذى المخصوف" الحديث أما احتذاء المخصوف وهو النعل الذي يجعل بعض جلوده فوق بعض ويخصف فإنه لباس أهل التواضع روى الزمخشري في الفائق وغيره

(4)

عن زياد بن علاقة قال: كان بين رجل منا ورجل من الأنصار شيء فشجه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:

(1)

المجالسة (1856) للدينوري وعنه الضراب في ذم الرياء (65).

(2)

ذكره ابن بطال في شرح الصحيح (7/ 169) ولم ينسبه لابن جرير ونسبه ابن الجوزى في تلبيس إبليس (ص 178) له.

(3)

تلبيس إبليس (ص 178).

(4)

الفائق (3/ 103 - 104)، والمجموع المغيث (3/ 319) وغريب الحديث لابن الجوزي (2/ 183)، والنهاية (3/ 426 و 5/ 83 و 5/ 135) لابن الأثير.

ص: 240

يا خير من يمشي بنعل فرد

أوهبه لنهدة ونهد

لا يسبين سلبي وجلدي

فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا"

(1)

أراد الفرد السمط وهي التي لم تخصف والعرب تتمدح برقة النعال وإنما ينتعل السبتية الرقاق (الأسماط) ملوكهم وسادتهم فكأنه قال: يا خير الأكابر وإنما لم يقل فردة لأنه أراد بالنعل السبت كما تقول فلان يلبس الحضرمي الملسن فتذكر.

وقوله: أوهبه إما أن يكون بدلا من المنادى أو منادي ثانيا وحذف حرفه.

والنهد في نعت الخيل الجسيم المشرف والنهدة الأنثى وهو نهد إذا نهض

(2)

ا. هـ.

وقال بعضهم أيضا: المخصوف بالخاء والصاد المهملة والمخصوف المنسوج من الخوص والخصف ضم الشيء إلى الشيء ويخصف نعله أي يطبق طاقة على طاقة وأصل الخصف الضم والجمع كما تقدم ومنه قوله تعالى: {وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ}

(3)

أي يطبقان ورقة ورقة على بدنهما وقيل يخصفان أي يلزفان بعضه على بعض لستر عورتهما قاله الكرماني

(4)

.

(1)

أخرجه الخطابي في غريب الحديث (1/ 669) حدثناه جعفر بن نصير الخلدي نا الحضرمي نا ابن نمير نا ابن إدريس سمعت مسعرا يذكره عن زياد بن علاقة. قلت هو مرسل حسن.

(2)

الفائق في غريب اللغة (3/ 103 - 104).

(3)

سورة الأعراف، الآية:22.

(4)

الكواكب الدرارى (13/ 224) و (17/ 113).

ص: 241

قوله: في الحديث الأخر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخصف نعله أي يحرزهما طاقة على أخرى من الخصف وهو الضم والجمع.

قوله: ما كان (النبي صلى الله عليه وسلم يسيغه إلا بجرعة من ماء)(يسيغه أى يجيزه ويبتلعه).

3154 -

وَعَن ابْن مَسْعُود رضي الله عنه عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ كَانَ على مُوسَى يَوْم كلمه ربه كسَاء صوف وجبة صوف وكمة صوف وَسَرَاويل صوف وَكانَت نعلاه من جلد حمَار ميت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث حسن غَرِيب وَالْحَاكِم كِلَاهُمَا عَن حميد الْأَعْرَج عَن عبد الله بن الْحَارِث عَن ابْن مَسْعُود وَقَالَ الْحَاكِم صَحِيح على شَرط البُخَارِيّ قَالَ الْحَافِظ توهم الْحَاكِم أَن حميدا الْأَعْرَج هَذَا هُوَ حميد بن قيس الْمَكِّيّ وَإِنَّمَا هُوَ حميد بن عَليّ وَقيل ابْن عمار أحد المتروكين وَالله أعلم الكمة بِضَم الْكَاف وَتَشْديد الْمِيم القلنسوة الصَّغِيرَة

(1)

.

(1)

أخرجه سعيد بن منصور في التفسير (960)، والترمذي (1734)، وابن عرفة في جزئه (39)، والبزار (2031)، وأبو يعلى (4983)، والآجرى (688)، والعقيلي في الضعفاء (1/ 268)، وابن حبان في المجروحين (1/ 262) وابن عدى في الكامل (3/ 74)، والحاكم (1/ 28) و (2/ 379).

قال الترمذي بعد أن أخرجه: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حميد الأعرج، وحميد هو ابن علي الكوفي، قال: سمعت محمدًا -يعني البخاري- يقول: حميد بن علي الأعرج منكر الحديث، وحميد بن قيس الأعرج المكي صاحب مجاهد ثقة".

وقال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ مَسْعُودٍ إلا بهذا الإسناد، ولا =

ص: 242

3155 -

وعن أبي الأَحْوَصِ عن عبدِ الله بنِ مسعودٍ رضي الله عنه قال: كانتِ الأنبياءُ يسْتَحِبُّونَ أنْ يلبَسوا الصوفَ، ويَحْتَلِبوا الغَنَم، ويَرْكبوا الحُمُرَرواه الحاكم موقوفًا، وقال: صحيح على شرطهما

(1)

.

وعن ابن مسعود رضي الله عنه تقدم الكلام عليه.

قوله: وعن أبي الأحوص عن عبد الله أبو الأحوص بالحاء وبالصاد المهملتين واسمه عوف بن مالك

(2)

. قوله كانت الأنبياء يستحبون أن يلبسوا الصوف ويحتلبوا الغنم ويركبون الحمر وكان للنبي صلى الله عليه وسلم حمارًا اسمه عفير يعني بضم العين المهملة وضبطه القاضي عياض بالمعجمة

(3)

واتفقوا على

= نعلم رواه إلا خلف بن خليفة". وقال الحاكم في الموضع الأول: قد اتفقا جميعا على الاحتجاج بحديث سعيد بن منصور، وحميد هذا ليس بابن قيس الأعرج، قال البخاري في التاريخ: حميد بن علي الأعرج الكوفي منكر الحديث، وعبد الله بن الحارث النجراني محتج به، واحتج مسلم وحده بخلف بن خليفة، وهذا حديث كبير في التصوف والتكلم، ولم يخرجاه، وله شاهد من حديث إسماعيل بن عياش. وصححه في الموضع الثاني وتعقبه الذهبي فقال: بل ليس على شرط البخاري. وقال الألباني في الضعيفة (4082) وضعيف الترغيب (1263): ضعيف جدا.

(1)

أخرجه وكيع في الزهد (129)، والحاكم (4/ 187)، والبيهقي في الشعب (8/ 234 - 235 رقم 5746). وصححه الحاكم على شرطهما ووافقه الذهبي. وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب (1264).

(2)

هو: عوف بن مالك بن نضلة الأشجعي، أبو الأحوص الكوفي، من بنى جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن وثقه يحيى والنسائي وابن سعد وقال: وكان ثقة، له أحاديث. تهذيب الكمال 22/ الترجمة 4548، وتهذيب التهذيب: 8/ 169، والتقريب: 2/ 90.

(3)

المشارق (2/ 111)، وتعقبه النووي كما في شرحه على مسلم فقال (1/ 232): بعين =

ص: 243

تغليطه أهداه له المقوقس وكان (فروة بن) عمرو الجذامي أهدى له حمار يقال له يعفور مأخوذ من العفرة وهو لون التراب

(1)

ا. هـ.

3156 -

وفي رواية ابن ماجه خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم يوم عليه جبة صوف (ضيقة) الكمين

(2)

وفي بعض النسخ جبة من صوف رومية ضيقة الكمين فصلى بنا فيها ليس عليه شيء غيرها وروى الحاكم من حديث أبي أمامة الباهلي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عليكم بلباس الصوف تجدون حلاوة الإيمان في قلوبكم"

(3)

.

قوله: رواه الحاكم موقوفا الحديث الموقوف ما أضيف إلى صحابي من قوله.

3157 -

وَرُوِيَ عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بَرَاءَة من الْكبر لبوس الصُّوف ومجالسة فُقَرَاء الْمُسلمين وركوب الْحمار واعتقال

= مهملة مضمومة ثم فاء مفتوحة هذا هو الصواب في الرواية وفي الأصول المعتمدة وفي كتب أهل المعرفة بذلك قال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله وقول القاضي عياض رحمه الله إنه بغين معجمة متروك قال الشيخ وهو الحمار الذي كان له صلى الله عليه وسلم قيل إنه مات في حجة الوداع.

(1)

حياة الحيوان الكبرى (1/ 355).

(2)

أخرجه ابن ماجه (3563)، والشاشي في مسنده (1294) و (1295)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي (321) عن عبادة بن الصامت. وقال الألباني: ضعيف، التعليق الرغيب (3/ 108).

(3)

أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 28)، وابن بشران في الأمالى (52)، والبيهقي في الشعب (8/ 231 - 233 رقم 5742) والخطيب في الزهد (5). وقال الذهبي: ساقه من طريق ضعيف. وقال الألباني: موضوع الضعيفة (90).

ص: 244

العنز أَو الْبَعِير رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ وَغَيره

(1)

.

قوله: وعن أبي هريرة رضي الله عنه تقدم الكلام عليه.

قوله صلى الله عليه وسلم: "براءة من الكبر لبوس الصوف" الحديث وفي بعض النسخ لبوس الصوف ولبوس بالفتح اللام وضم الباء أي ما يلبس منه.

قوله: "ومجالسة فقراء المسلمين وركوب الحمار واعتقال العنز أو البعير وأكل أحدكم مع عياله" وقال: ابن الأثير في النهاية من حديث عمر "من اعتقل الشاة وحلبها وأكل مع أهله فقد بئي من الكبر"

(2)

قال الجوهري: واعتقلت الشاة إذا وضعت رجلها بين فخذيك أو ساقيك لتحلبها

(3)

.

وروى البيهقي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من لبس الصوف وحلب الشاة وركب الأتن فليس في نفسه من الكبر شيء"

(4)

والأتن جمع أتان والأتان بالتاء المثناة الحمارة والكثرة أتن واتن وفي الحديث

(1)

أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 229)، والبيهقي في الشعب (8/ 237 - 238 رقم 5751) و (10/ 483 - 484 رقم 7840). وقال أبو نعيم: هذا حديث غريب لم نسمعه مرفوعا إلا من حديث القاسم عن زيد ورواه وكيع بن الجراح عن خارجة بن مصعب، عن زيد مرسلا. وقال البيهقي: كذا رواه القاسم بن عبد الله من هذا الوجه عنه مرفوعا عن أخيه عاصم بن زيد كذلك مرفوعا وقد قيل عن زيد عن جابر مرفوعا. قوله مرفوعا كذا هو في النسخة وصوابه موقوفا فقد أردفه بعده بسنده (5752) عن جابر موقوفا. وضعفه جدا الألباني في الضعيفة (1671) وضعيف الترغيب (1266).

(2)

النهاية (3/ 281).

(3)

الصحاح (5/ 1772).

(4)

أخرجه ابن عدى (7/ 214)، والبيهقي في الشعب (8/ 239 رقم 5753).

ص: 245

(والإبل) عز لأهلها والغنم بركة والخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة

(1)

قال عبد اللطيف البغدادي أن الغنم فيها البركة سبب ذلك أنها تنتج في السنة مرتين وربما وضعت سخلة أو سخلتين ففيها بركة لسرعة نتاجها وكثرة أولادها والبركة النماء والزيادة ولهذا قال: صلى الله عليه وسلم "ما من نبي إلا رعى الغنم"

(2)

والحكمة في رعاية الأنبياء عليهم الصلاة والسلام الغنم أن يأخذوا أنفسهم بالتواضع وتصفي قلوبهم بالخلوة ويترقوا من سياستها بالنصيحة إلى سليمة أممهم بالشفقة عليهم وهدايتهم إلى الصلاح

(3)

والله أعلم.

3158 -

وَعَن الْحسن رضي الله عنه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي فِي مروط نِسَائِهِ وَكَانَت أكسية من صوف مِمَّا يشترى بالستة والسبعة وَكن نساؤه يتزرن بهَا، رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ وَهُوَ مُرْسل وَفِي سَنَده لين

(4)

.

قوله: وعن الحسن رضي الله عنه تقدم الكلام عليه.

قوله: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي في مروط نسائه" المروط جمع مرط وسيأتي الكلام عليه.

(1)

أخرجه ابن ماجه (2305). وصححه الألباني في الصحيحة (1763).

(2)

أخرجه البخاري (2262) وابن ماجه (2149) عن أبى هريرة.

(3)

شرح النووي على مسلم (14/ 6) والكواكب الدرارى (20/ 63).

(4)

أخرجه إسحاق في المسند (571) ومن طريقه البيهقي في الشعب (8/ 234 رقم 5745)، وأحمد في الزهد (73) من رواية عبد الله و (31) من رواية صالح. وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب (1267).

ص: 246

31 -

وَعَن عَائِشَة رضي الله عنها قَالَت خرج رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَعَلِيهِ مرط مرحل من شعر أسود رَوَاهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ

(1)

المرط بِكَسْر الْمِيم وَسُكُون الرَّاء كسَاء يؤتزر بِهِ قَالَ أَبُو عبيد وَقد تكون من صوف وَمن خَز ومرحل بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وتشديدها أَي فِيهِ صور رحال الْجمال.

قوله: وعن عائشة رضي الله عنها تقدم الكلام عليه.

قوله: "قالت خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه مرط مرحل من شعر أسود" والمرط بكسر الميم سكون الراء كساء يؤتزر به قال أبو عبيد: وقد يكون من صوف ومن خز ا. هـ قاله المنذري.

وقال غيره

(2)

: والمرط كساء يكون تارة من صوف وتارة من شعر أو كتان أو خز.

وقال الخطابي

(3)

: هو كساء يؤتزر به وقال الخطابي

(4)

: لا يكون المرط إلا درعا ولا يلبسه إلا النساء ولا يكون إلا من خز أخضر ولا يسمى المرط إلا الأخضر.

(1)

أخرجه إسحاق (1271)، ومسلم (36 - 2081) و (61 - 2424)، وأبو داود (4032)، والترمذي (2813) والشمائل (68). وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح.

(2)

نسبه للخليل القاضى عياض إكمال المعلم (6/ 594).

(3)

معالم السنن (1/ 114).

(4)

كذا هو وإنما هو النضر بن شميل وقوله هذا في إكمال المعلم (6/ 594) وشرح النووي على مسلم (14/ 57) ومطالع الأنوار (4/ 30) وقال النووي: وهذا الحديث يرد عليه يعنى قوله لا يكون إلا أخضر.

ص: 247

قوله: "ومرحل بفتح الحاء المهملة" هذا هو الصواب الذي رواه الجمهور وضبطه المتقتون وحكاه القاضي عياض أن بعضهم رواه بالجيم أي عليه صور الرجال

(1)

والصواب الأولى أي فيه أو فيها صور رحال الجمال أي قد نشر فيه صور تصاوير الرحال ولا بأس بهذه الصورة وإنما المحرم تصوير الحيوان، وقال الخطابي المرحل الذي فيه خطوط

(2)

.

وأما قولها من شعر أسود فقيدته بالأسود لأن الشعر قد يكون أبيض ففي هذا جواز لبس ثوب الشعر وما كان نحو ذلك.

وفيه بيان ما كان النبي صلى الله عليه وسلم عليه من الزهادة في الدنيا والإعراض عن متاعها وملاذها وشهواتها وفاخر لباسها ونحوه واجتزائه بما يحصل به أدنى التجزية في ذلك كله

(3)

.

وفيه الندب للإقتداء به في لبس ما وجد وفي عدم التوقف على زي واحد وترك التكلف ويأكل ما وجد ويجلس حيث انتهى به المجلس صلى الله عليه وسلم.

وفيه دليل على التواضع في اللباس والاقتصار على الغليظ ومنه في اللباس والفراش وغيرهما

(4)

.

وجواز لبس ثوب الشعر وما فيه أعلام.

(1)

إكمال المعلم (6/ 593) وقال هو عند الهوزني بالجيم وقال (7/ 435): بالحاء، كذا عند الخشنى والصدفي من شيوخنا، وعند الأسدى بالجيم.

(2)

شرح النووي على مسلم (14/ 57 - 58).

(3)

شرح النووي على مسلم (6/ 70) و (14/ 56).

(4)

شرح النووي على مسلم (14/ 56).

ص: 248

3159 -

وَعَن عَائِشَة أَيْضا رضي الله عنها قَالَت كَانَ وساد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الَّذِي يتكئ عَلَيْهِ من أَدَم حشوه لِيف.

15 -

وعنها رضي الله عنها قَالَت إِنَّمَا كَانَ فرَاش رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الَّذِي ينَام عَلَيْهِ أدما حشوها لِيف. رَوَاهُمَا مُسلم وَغَيره

(1)

.

قوله: وعن عائشة رضي الله عنها أيضا تقدم الكلام عليها.

قوله: "قالت كان وساد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يتكئ عليه من أدم" أي من جلد ففيه جواز اتخاذ الفرس والوسائد والنوم عليها والإرتفاق بها وجواز المحشو وجواز إتخاذ ذلك من الجلود وهي الأدم قاله النووي في شرح مسلم

(2)

.

3160 -

وَعَن عتبَة بن عبد السّلمِيّ رضي الله عنه قَالَ استكسيت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فكساني خيشتين فَلَقَد رَأَيْتنِي وَأَنا أكسى أَصْحَابِي رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالْبَيْهَقِيّ كِلَاهُمَا من رِوَايَة إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش

(3)

الخيشة بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْيَاء الْمُثَنَّاة تَحت بعدهمَا شين مُعْجمَة هُوَ ثوب يتَّخذ من مشاقة

(1)

أخرجه البخاري (6456)، ومسلم (37 و 38 - 2082)، وأبو داود (4147)، والترمذي (1761) و (2469)، وابن ماجه (4151).

(2)

شرح النووي على مسلم (14/ 58).

(3)

أخرجه أحمد 4/ 185 (17931)، وأبو داود (4032)، وابن أبى عاصم في الآحاد والمثانى (1362)، والطبراني في الكبير 17/ 124 (307) والشاميين (1610)، وأبو نعيم في الحلية (2/ 15)، والبيهقي في الآداب (496) والشعب (8/ 251 رقم 5771).

وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (2080) وصححه فيه أيضا برقم (3316).

ص: 249

الْكَتَّان يغزل غزلا غليظا وينسج نسجا رَقِيقا وَقَوله وَأَنا أكسى أَصْحَابِي يَعْنِي أعظمهم وَأَعْلَاهُمْ كسْوَة.

قوله: وعن عتبة بن عبد السلمي

(1)

رضي الله عنه (هو عتبة بن عبد السلمي يكنى أبا الوليد كان اسمه عتلة فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عتبة، سكن حمص، حديثه عند شريح بن عبيد، ولقمان بن عامر، وكثير بن مرة الحضرمي، وخالد بن معدان، وعبد الله بن ناسح، وعقيل بن مدرك، وحبيب بن عبيد الرحبي، وراشد بن سعد، وغيرهم).

قوله: "قال استكسيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكساني خيشتين فلقد رأيتني وأنا أكسى أصحابي" الحديث الخيشة قد ضبطها الحافظ وفسرها فقال: هي ثوب يتخذ من مشاقة الكتان تغزل غزلا غليظا وينسج نسجا رقيقا انتهى.

قوله: "وأنا أكسي أصحابي" يعني أعظمهم وأعلاهم كسوة ا. هـ.

3161 -

وَعَن أبى بُردَة قَالَ قَالَ لي أبي لَو رَأَيْتنَا وَنحن مَعَ نَبينَا وَقد أصابتنا السَّمَاء حسبت أَن ريحنا ريح الضَّأْن رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَابْن مَاجَه وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث صَحِيح

(2)

.

(1)

ترجمته: الاستيعاب 3/ 1768، وأسد الغابة 3/ 3552، وتهذيب الكمال 19/ 3780، والإصابة 2/ 5407.

(2)

أخرجه الطيالسي (527)، وابن أبي شيبة 5/ 174 (24906) وعنه ابن ماجه (3562)، وأحمد 4/ 419 (20072)، وأبو داود (4033)، والترمذي (2479)، وابن نعيم في الحلية (1/ 259)، والبيهقي في الآداب (493) والكبرى (2/ 588 رقم 4185) والشعب (8/ 236 - 237 رقم 5749). =

ص: 250

وَمعنى الحَدِيث أَنه كَانَ ثِيَابهمْ الصُّوف وَكَانَ إِذا أَصَابَهُم الْمَطَر يَجِيء من ثِيَابهمْ ريح الصُّوف انْتهى وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ بِإِسْنَاد صَحِيح أَيْضا نَحوه وَزَاد فِي آخِره إِنَّمَا لباسنا الصُّوف وطعامنا الأسودان التَّمْر وَالْمَاء

(1)

.

قوله: وعن أبى بردة

(2)

(هو أبو بردة التابعي بن أبى موسى الأشعرى قال يحيى بن معين: اسمه الحارث. وفى رواية عنه: عامر، كقول الجمهور، وهو تابعى كوفى، ولى قضاء الكوفة فعزله الحجاج، وجعل أخاه أبا بكر مكانه روى عن الزبير بن العوام، وعوف بن مالك، وسمع أباه، وعلى بن أبي طالب، وابن عمر، والأغر المزنى، وعبد الله بن سلام، وعائشة، رضى الله عنهم، وسمع خلائق من التابعين روى عنه جماعات من التابعين وغيرهم، منهم الشعبى، وأبو إسحاق السبيعى، وعبد الملك بن عمير، وعمر بن عبد العزيز، وثابت البناني، ومحمد بن المنكدر، وقتادة، والقاسم بن مخيمرة،

= وقال الترمذي: هذا حديث صحيح، ومعنى هذا الحديث أنه كان ثيابهم الصوف، فإذا أصابهم المطر يجيء من ثيابهم ريح الضأن. وصححه الألباني في صحيح الترغيب (2081).

(1)

أخرجه أحمد 4/ 419 (20072)، والمحاملى في الأمالى (56)، والطبراني في الأوسط (2/ 268 رقم 1946) وابن عدى في الكامل (7/ 509)، والحاكم (4/ 187)، أبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 162).

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي في المجمع 10/ 325: رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح. وقال الألباني: منكر ضعيف الترغيب (1268) و (1929).

(2)

تهذيب الأسماء واللغات (2/ 178 - 179 ترجمة 724).

ص: 251

وأبو حصين، بفتح الحاء، عثمان بن عاصم، وسالم أبو النضر، وعاصم بن بهدلة، وأبو إسحاق الشيباني، ومحمد بن واسع، وطلحة بن مصرف، وعبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، ومكحول الدمشقى، وأخوه إسحاق بن أبى موسى، وبنوه أبو بكر، وعبد الله، وسعيد، وبلال بنو أبى بردة، وابن ابنه يزيد بن عبد الله بن أبى بردة، وخلائق آخرون. واتفقوا على توثيقه وجلالته قال أحمد بن عبد الله العجلي: وأبو بردة وأخوه أبو بكر تابعيان كوفيان ثقتان. وقال محمد بن سعد: كان ثقة، كثير الحديث، وهو جد أبى الحسن الأشعرى الإمام في علم الكلام. توفى أبو بردة بالكوفة سنة ثلاث ومائة، وقيل: سنة أربع ومائة، رحمه الله.

قوله: "قال قال لي أبي لو رأيتنا ونحن مع نبينا وقد أصابتنا السماء" يعني المطر.

قوله: "حسبت أن ريحنا ريح الضأن" الصنان والصنة رائحة معاطف الجسم إذا تغيرت وهي من أصن اللحم إذا أنتن

(1)

ومعنى الحديث أنه كان ثيابهم الصوف وكان إذا أصابهم المطر يجيء من ثيابهم ريح الصوف ا. هـ قاله المنذ ري.

3162 -

وَعَن عَليّ بن أبي طَالب رضي الله عنه قَالَ خرجت فِي غَدَاة شَاتِيَة جائعا وَقد أوبقني الْبرد فَأخذث ثوبا من صوف قد كَانَ عندنَا ثمَّ أدخلته فِي عنقِي وحزمته على صَدْرِي أستدفئ بِهِ وَالله مَا كَانَ فِي بَيْتِي شَيْء آكل مِنْهُ وَلَو كَانَ

(1)

النهاية (3/ 57).

ص: 252

فِي بَيت النَّبِي صلى الله عليه وسلم شَيْء لبلغني فَذكر الحَدِيث إِلَى أَن قَالَ ثمَّ جِئْت إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَجَلَست إِلَيْهِ فِي الْمَسْجِد وَهُوَ مَعَ عِصَابَة من أَصْحَابه فطلع علينا مُصعب بن عُمَيْر فِي بردة مَرْقُوعَة بفروة وَكَانَ أنعم غُلَام بِمَكَّة وأرفهه عَيْشًا فَلَمَّا رَآهُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم ذكر مَا كَانَ فِيهِ من النَّعيم وَرَأى حَاله الَّتِي هُوَ عَلَيْهَا فذرفت عَيناهُ فَبكى ثمَّ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَنْتُم الْيَوْم خير أم إِذا غدي على أحدكُم بِجَفْنَة من خبز وَلحم وريح عَلَيْهِ بِأُخْرَى وَغدا فِي حلَّة وَرَاح فِي أُخْرَى وسترتم بُيُوتكُمْ كَمَا تستر الْكَعْبَة قُلْنَا بل نَحن يَوْمئِذٍ خير نتفرغ لِلْعِبَادَةِ قَالَ بل أَنْتُم الْيَوْم خير رَوَاهُ أَبُو يعلى وَاللَّفْظ لَهُ وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ إِلَّا أَنه قَالَ خرجت فِي يَوْم شات من بَيت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَقد أخذت إهابا معطونا فجوبت وَسطه فأدخلته فِي عنقِي وشددت وسطي فحزمته بخوص النّخل وَإِنِّي لشديد الْجُوع فَذكر الحَدِيث وَلم يذكر فِيهِ مُصعب بن عُمَيْر وَذكر قصَّته فِي مَوَاضِع أخر مُفْردَة وَقَالَ فِي كل مِنْهُمَا حَدِيث حسن غَرِيب

(1)

قَالَ الْحَافِظ وَفِي إسناديه وَإسْنَاد أبي يعلى رجل لم يسم جوبت وَسطه بتَشْديد الْوَاو أَي خرقت فِي وَسطه خرقا كالجيب وَهُوَ الطوق الَّذِي يخرج الْإِنْسَان مِنْهُ رَأسه والإهاب بِكَسْر الْهمزَة هُوَ الْجلد وَقيل مَا لم يدبغ.

قوله: وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه تقدم.

(1)

أخرجه إسحاق كما في المطالب العالية (3157/ 1)، وهناد في الزهد (2/ 385)، والترمذي (2473) و (2476)، وأبو يعلى (502). وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب (1269).

ص: 253

قوله: "قال خرجت في غداة شاتية جائعا وقد أوبقني البرد" أي أهلكني البرد.

قوله: "ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلست إليه في المسجد وهو مع عصابة من أصحابه" العصابة تقدم الكلام عليها في الالتفات في الصلاة. قوله: "فطلع علينا مصعب بن عمير في بردة مرقوعة بفروة وكان أنعم غلام بمكة وأرفهه عيشا" البردة شملة تلبسها الأعراب.

ومصعب بن عمير

(1)

كنيته أبو عبد الله وهو مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار كان من فضلاء الصحابة هاجر إلى الحبشة في أول من هاجر إليها ثم شهد بدرا وكان النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى المدينة قبل الهجرة يقئيهم القرآن ويفقههم في الدين وكان يسمى القارئي والمقرئي ويقال أنه أول من جمع الجمعة بالمدينة قبل الهجرة وكان فتى مكة شبابا وجمالا وكان أبواه يحبانه وكانت أمه تكسوه أحسن ما يكون من الثياب وكان أعطر أهل مكة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكره فيقول "ما رأيت بمكة أحسن لمة ولا أرق حلة ولا أنعم نعمة من مصعب بن عمير" فبلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الإسلام في دار الأرقم بن الأرقم فدخل عليه وأسلم وكتم إسلامه خوفا من أمه وقومه وكان يختلف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولما أسلم أصابه من الشدة ما غير لونه وأذهب لحمه ونهكت جسمه حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إليه وعليه فروة وقد رفعها فبكى لما كان يعرف من نعمته وحلفت أمه حين أسلم وهاجر أن لا تأكل ولا تشرب ولا تستظل بظل حتى يرجع إليها فكانت تقف

(1)

تهذيب الأسماء واللغات (2/ 96 - 97 الترجمة 578).

ص: 254

في الشمس حتى تسقط مغشيا عليها وكان بنوها يحشون فاها بشجار فيصبون فيه الحساء لئلا تموت ذكره الواقدي

(1)

.

الحساء قريب من العصيدة الرخوة والسخينة دون ذلك.

قوله: "فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ما كان فيه من النعيم ورأى حاله التي هو عليها فذرفت عيناه فبكى" الحديث ذرفت بفتح الذال المعجمة والراء المهملة وبفتح الفاء أي سالت منها الدمع.

قوله: وفي رواية الترمذي "أخذت إهابا معطونا فجوبته" الإهاب بكسر الهمزة هو الجلد وقيل ما لم يدبغ وقال النضر بن شميل

(2)

: ولا يقال إهاب إلا الجليد ما يؤكل لحمه وقال: غيره قيل الإهاب الجلد قيل أن يدبغ وقيل يعم الحالين ويجمع على أهب يفتح الهمزة والهاء كأديم وأدم على غير قياس ومنهم من يجمعه على أهب بالضم وهو قياس وفي الحديث دلالة على طهارة جلد المأكول بالدباغ وبه قال أبو ثور وقال أهل الظاهر يطهر به كل جلد وقال: أبو حنيفة بطهارة الجلود كلها به إلا جلد الخنزير كلها من غير دباغ ومشهور مذهب الإمام أحمد أنه لا يطهر شيء منها لحديث عبد الله بن عكيم

(3)

والله أعلم.

(1)

الروض الأنف (4/ 53).

(2)

مشارق الأنوار (1/ 50).

(3)

حديثه عبد الله بن عكيم؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى جهينة قبل موته بشهر أن لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب. أخرجه أبو داود (4127)، والترمذي (1729)، والنسائي 7/ 38 (4287) و 7/ 39 (4288) و 7/ 40 (4289)، وابن ماجه (3613)، وابن حبان =

ص: 255

وقوله: "معطونا" المعطون المنمرق الشعر يقال عطن الجلد فهو عطن ومعطن إذا أمرق شعره وأنتن في الدباغ ومنه حديث عمر س وفي البيت أهب عطنة

(1)

انتهى.

قوله: "فوجبت وسطه فأدخلته في عنقي" الحديث أي خرقت في وسطه خرقا كالجيب وهو الطوق الذي يخرج الإنيان منه رأسه قاله الحافظ المنذري.

3163 -

وَعَن عمر رضي الله عنه قَالَ نظر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِلَى مُصعب بن عُمَيْر مُقبلا عَلَيْهِ إهَاب كَبْش قد تنطق بِهِ فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم انْظروا إِلَى هَذَا الَّذِي نور الله قلبه لقد رَأَيْته بَين أبوين يغذوانه بأطيب الطَّعَام وَالشرَاب وَلَقَد رَأَيْت عَلَيْهِ حلَّة شراها أَو شريت بِمِائَتي دِرْهَم فَدَعَاهُ حب الله وَحب رَسُوله إِلَى مَا ترَوْنَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ وَالْبَيْهَقِيّ

(2)

.

= (1277، 1278). قال الترمذي: حسن، ونقل عن أحمد أنه كان يذهب إلى هذا الحديث، ثم تركه لما اضطربوا في إسناده.

وقال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 52 رقم 127) وقد سأل أبا حاتم عنه: قال أبي: لم يسمع عبد الله بن عكيم من النبي صلى الله عليه وسلم. وأعله ابن دقيق العيد في شرح الإلمام (2/ 433 - 434) فقال: وفي ألفاظه اختلاف، ويعارضه هذا الحديثُ وغيرُه، مثل حديث شاة ميمونة في الانتفاع بجلد الميتة بعد الدباغ. وكذلك تكلم عليه في الإمام (1/ 316 - 322). وصححه الألباني في الصحيحة (2812).

(1)

النهاية (3/ 259).

(2)

أخرجه الحسن بن سفيان كما في مسند الفاروق (984) ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية"(1/ 108) والأربعون في التصوف (45) والبيهقي في "شعب الإيمان" (8/ 255 رقم =

ص: 256

قوله: وعن عمر رضي الله عنه تقدم الكلام عليه.

قوله: "قال نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مصعب بن عمير مقبلا عليه إهاب كبش قد تنطق به" الحديث تقدم الكلام على مصعب بن عمير وعلى الإهاب.

قوله: "لقد رأيت عليه حلة شراها أو شريت بمائتي درهم" الحديث تقدم الكلام على الحلة في مواضع.

3164 -

وَعَن أنس رضي الله عنه قَالَ رَأَيْت عمر رضي الله عنه وَهُوَ يَوْمئِذٍ أَمِير الْمُؤمنِينَ وَقد رقع بَين كَتفيهِ برقاع ثَلَاث لبد بَعْضهَا على بعض رَوَاهُ مَالك

(1)

.

قوله: وعن أنس رضي الله عنه أيضا قال ابن سعد بسنده إلى سنان بن ربيعة قال: سمعت أنس بن مالك يقول ذهبت بي أمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله خويدمك ادع الله له قال: "اللهم أكثر ماله وولده وأطل عمره واغفر ذنبه" قال: أنس فلقد (دفنت من صلبي) مائة غير ابنين أو قال مائة وابنين (وإن ثمرتي لتحمل في السنة مرتين، ولقد بقيت حتى سئمت الحياة، وأنا أرجو الرابعة)

(2)

والله أعلم تقدم الكلام عليه.

قوله: "قال رأيت عمر رضي الله عنه وهو يومئذ أمير المؤمنين" تقدم الكلام على

= 5779). وقال ابن كثير: فيه غرابة وانقطاع. وحسنه العراقى في تخريج الإحياء (ص 1657). وضعفه الألباني في الضعيفة (5195) وضعيف الترغيب (1270).

(1)

أخرجه مالك في الموطأ (2664). وصححه الألباني في صحيح الترغيب (2082) و (3299).

(2)

أخرجه ابن سعد في الطبقات (7/ 19)، والبخاري في الأدب المفرد (653)، وأبو يعلى في المسند (4236) من طريق سنان. وصححه الألباني في الصحيحة (2541).

ص: 257

قوله له أمير المؤمنين أول من سمي بذلك عبد الله بن جحش الصحابي أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على سرية وهو أول أمير أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على سرية أمره وغنيمة أول غنيمة في الإسلام وتقدم ذلك قريبا.

قوله: "وقد رقع بين كتفيه برقاع ثلاث لبد بعضها على بعض" الملبد المرقع تقدم.

3165 -

وَعَن أنس رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كم من أَشْعَث أغبر ذِي طمرين لَا يؤبه لَهُ لَو أقسم على الله لَأَبَره مِنْهُم الْبَراء بن مَالك رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث حسن

(1)

قَالَ الْحَافِظ وَيَأْتِي فِي بَاب الْفقر أَحَادِيث من هَذَا النَّوْع وَغَيره إِن شَاءَ الله تَعَالَى.

قوله: وعن أنس رضي الله عنه تقدم الكلام عليه.

قوله:صلى الله عليه وسلم "كم من أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره" الحديث الأشعث البعيد العهد بتسريح شعره ودهنه

(2)

والطمر الثوب الخلق

(3)

والقسم الحلف يعني لو حلف على وقوع شيء أوقعه الله إكراما له ولمنزلته عنده

(4)

وسيأتي الكلام على هذا الحديث في باب الفقر إن شاء الله تعالى.

(1)

أخرجه أحمد في الزهد (134)، والترمذي (3854). وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وقال الألباني: حسن صحيح صحيح الترغيب (2083).

(2)

قاله المنذري في التواضع في الحج والتبذل ولبس الدون من الثياب.

(3)

النهاية (3/ 138).

(4)

شرح النووي على مسلم (16/ 175).

ص: 258

3166 -

وَرُوِيَ عَن الشِّفَاء بنت عبد الله رضي الله عنها قَالَت أتيت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أسأله فَجعل يعْتَذر إِلَيّ وَأَنا ألومه فَحَضَرت الصَّلَاة فَخرجت فَدخلت على ابْنَتي وَهِي تَحت شُرَحْبِيل بن حَسَنَة فَوجدت شُرَحْبِيل فِي الْبَيْت فَقلت قد حضرت الصَّلَاة وَأَنت فِي الْبَيْت وَجعلت ألومه فَقَالَ يَا خَالَة لَا تلوميني فَإِنَّهُ كَانَ لي ثوب فاستعاره النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقلت بِأبي وَأمي كلنت ألومه مُنْذُ الْيَوْم وَهَذِه حَاله وَلَا أشعر فَقَالَ شُرَحْبِيل مَا كَانَ إِلَّا درع رقعناه رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ وَالْبَيْهَقِيّ

(1)

.

قوله: وروي عن الشفاء بنت عبد الله رضي الله عنها

(2)

(هي الشفاء بنت عبد الله بن عبد شمس ابن خلف بن صداد -ويقال ضرار- بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب القرشية العدوية من المبايعات قال أحمد بن صالح المصري: اسمها ليلى، وغلب عليها الشفاء. أمها فاطمة بنت أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمر بن مخزوم، أسلمت الشفاء قبل الهجرة فهي من المهاجرات الأول، وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم، كانت من عقلاء النساء وفضلائهن، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيها ويقيل عندها في بيتها، وكانت قد اتخذت له فراشا

(1)

أخرجه ابن أبى عاصم في الآحاد والمثانى (3176) ومن طريقه أبو نعيم في معرفة الصحابة (7707)، والطبراني في الكبير (24/ 315 رقم 795). قال الهيثمي في المجمع 10/ 324: رواه الطبراني، وفيه عبد الوهاب بن الضحاك، وهو متروك. وضعفه الألباني جدا في ضعيف الترغيب (1271).

(2)

ترجمتها: الاستيعاب 4/ الترجمة 3398، وأسد الغابة 6/ 7037، وتهذيب الكمال 35/ الترجمة 7869، والإصابة 8/ 11379.

ص: 259

وإزارا ينام فيه، فلم يزل ذلك عند ولدها حتى أخذه منهم مروان، وقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: علمي حفصة رقية النملة كما علمتها الكتاب وأقطعها رسول الله صلى الله عليه وسلم دارا عند الحكاكين فنزلتها مع ابنها سليمان، وكان عمر يقدمها في الرأي ويرضاها ويفضلها، وربما ولاها شيئا من أمر السوق. وروى عنها أبو بكر بن سليمان بن أبي حثمة، وعثمان بن سليمان بن أبي حثمة).

قوله: "قالت أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله فجعل يعتذر إلي وأنا ألومه فحضرت الصلاة فخرجت فدخلت على ابنتي وهي تحت شرحبيل بن حسنة فوجدت شرحبيل في البيت" الحديث هو شرحبيل بن حسنة

(1)

الصحابي وحسنة أمه واسم أبيه عبد الله بن المطاع بن عبد الله بن الغطريف بن عبد العزى السهمي وقيل الكندي كنيته أبو عبد الله أسلم شرحبيل قديما وأخواه لأمه جنادة وجابر هاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة ثم استعمله أبو بكر ثم عمر على جيوش الشام وفتوحه ولم يزل واليا لعمر على بعض نواحي الشام إلى أن توفي في طاعون عمواس سنة ثمان وعشرة وله سبع وستون سنة طعن هو وأبو عبيدة في يوم واحد وتقدم ذكره في الصلاة.

3167 -

وَعَن عبد الله بن شَدَّاد بن الْهَاد قَالَ رَأَيْت عُثْمَان بن عَفَّان رضي الله عنه يَوْم الْجُمُعَة على الْمِنْبَر عَلَيْهِ إِزَار عدني غليظ ثمنه أَرْبَعَة دَرَاهِم أَو خَمْسَة وريطة كوفية ممشقة ضرب اللَّحْم طَوِيل اللِّحْيَة حسن الْوَجْه رَوَاهُ الطَّبَرِانِيّ

(1)

ترجمته: الاستيعاب 2/ الترجمة 1167، وأسد الغابة 2/ 2410، وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 248، وتهذيب الكمال 12/ 7219، والإصابة 3/ 3888.

ص: 260

بِإِسْنَاد حسن وَالْبَيْهَقِيّ

(1)

.

عدني بِفَتْح الْعين وَالدَّال الْمُهْمَلَتَيْنِ مَنْسُوب إِلَى عدن والريطة بِفَتْح الرَّاء وَسُكُون الْيَاء الْمُثَنَّاة تَحت كل ملاءة تكون قِطْعَة وَاحِدَة ونسجا وَاحِدًا لَيْسَ لَهَا لفقان وَضرب اللَّحْم بِفَتْح الضَّاد الْمُعْجَمَة وَسُكُون الرَّاء خفيفه وممشقة أَي مصبوغة بالمشق بِكَسْر الْمِيم وَهُوَ الْمغرَة.

قوله: وعن عبد الله بن شداد بن الهاد

(2)

وعبد الله هذا كنيته أبو الوليد كناني تابعي مدني وقيل كوفي ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عبد الله بن شداد بن أسامة بن عمرو بن عبد الله بن جابر ويقال عبد الله بن شداد بن الهاد والهاد لقب لأسامة وقيل لعمرو ولقب به لأنه كان يوقد نارا ليهتدي إليه الأضياف وغيرهم وأمه سلمى بنت عميس الخثعية أخت أسماء بنت عميس كانت حمزة بن عبد المطلب فاستشهد عنها يوم أحد وولدت منه بنته عمارة وقيل فاطمة ثم تزوجها شداد فولدت له عبد الله وهي أخت أم الفضل زوجة العباس لأمها وكن عشر أخوات روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وسمع جماعة من الصحابة رضي الله عنهم منهم عمر بن الخطاب وعلي وابن عمر وابن

(1)

أخرجه ابن المبارك في الزهد (755)، والطبراني في الكبير (1/ 75 رقم 92)، والحاكم في المستدرك (3/ 96)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 60) ومعرفة الصحابة (223) و (224)، والبيهقي في الشعب (8/ 254 - 255 رقم 5778). وعند البيهقي وأبى نعيم وابن المبارك عن أبى عبد الله مولى شداد بن الهاد. وقال الهيثمي في المجمع 9/ 80: رواه الطبراني، وإسناده حسن. وصححه الألباني في صحيح الترغيب (2084) و (3300).

(2)

تهذيب الأسماء واللغات (1/ 272 ترجمة 309).

ص: 261

عباس ومعاذ وآخرون وروى عنه جماعات من كبار التابعين منهم طاووس والشعبي وغيرهما واتفقوا على توثيقه وكثرة حديثه قد فسر الحافظ غريب هذا الحديث.

3168 -

وَرُوِيَ عَن جَابر رضي الله عنه قَالَ حَضَرنَا عرس عَليّ وَفَاطِمَة رضي الله عنهما فَمَا رَأينَا عرسا كَانَ أحسن مِنْهُ حشونا الْفراش يَعْنِي الليف وأتينا بِتَمْر وزبيب فأكلنا وَكَانَ فراشها لَيْلَة عرسها إهَاب كَبْش رَوَاهُ الْبَزَّار

(1)

.

قوله: وروي عن جابر رضي الله عنه تقدم الكلام على جابر.

قوله: "قال حضرنا عرس علي وفاطمة رضي الله عنهما" فذكره إلى أن قال: "وكان فراشها ليلة عرسها إهاب كبش" تقدم الكلام على الإهاب.

3169 -

وَعَن مُحَمَّد بن سِيرِين قَالَ كُنَّا عِنْد أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه وَعَلِيهِ ثَوْبَان ممشقان من كتَّان فمخط فِي أَحدهمَا ثمَّ قَالَ بخ بخ يمتخط أَبُو هُرَيْرَة فِي

(1)

أخرجه البزار كما في كشف الأستار (1408)، والطبراني في الأوسط (6/ 290 رقم 6441)، وابن عدى في الكامل (5/ 311)، وابن القيسرانى في صقوة التصوف (663). قال البزار: لا نعلم رواه هكذا إلا عمر، ولم يكن بالحافظ، ولم يتابع عليه، وعنده أحاديث يتفرد بها. كذا هو في كشف الأستار ولعله يريد عبد الله بن ميمون القداح. وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن جعفر بن محمد إلا مسلم بن خالد الزنجي، وعبد الله بن ميمون القداح، تفرد به عن مسلم بن خالد ميمون بن كليب.

قال ابن عدى: هذه الأحاديث عن جعفر تعرف بابن ميمون عنه. وقال الهيثمي في المجمع 4/ 50: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه مسلم بن خالد الزنجي، وهو ضعيف، وقد وثق. وقال في 9/ 209: رواه البزار، وفيه عبد الله بن ميمون القداح، وهو ضعيف. وقال الألباني في ضعيف الترغيب (1272) و (1923): ضعيف جدا.

ص: 262

الْكَتَّان لقد رَأَيْتنِي وَإِنِّي لأجر فِيمَا بَين مِنْبَر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وحجرة عَائِشَة رضي الله عنها من الْجُوع مغشيا عَليّ فَيَجِيء الجائي فَيَضَع رجله على عنقِي يرى أَن بِي الْجُنُون وَمَا هُوَ إِلَّا الْجُوع رَوَاهُ البُخَارِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وَصَححهُ

(1)

.

قوله: "وعن محمد بن سيرين قال كنا عند أبي هريرة رضي الله عنه وعليه ثوبان ممشقان من كتان فمخط في أحدهما ثم قال بخ بخ يمتخط أبو هريرة في الكتان" تقدم الكلام على أبي هريرة ومحمد بن سيرين. وبقية الألفاظ.

3170 -

وَعَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ لقد رَأَيْت سبعين من أهل الصّفة مَا مِنْهُم رجل عَلَيْهِ رِدَاء إِمَّا إِزَار وَإِمَّا كسَاء قد ربطوا فِي أَعْنَاقهم فَمِنْهَا مَا يبلغ نصف السَّاقَيْن وَمِنْهَا مَا يبلغ الْكَعْبَيْنِ فيجمعه بيَدِهِ كَرَاهِيَة أَن نرى عَوْرَته رَوَاهُ البُخَارِيّ

(2)

.

قوله: وعن أبي هريرة رضي الله عنه تقدم الكلام عليه.

قوله: "قال لقد رأيت سبعين من أهل الصفة" تقدم الكلام على أهل الصفة وعلى أهلها في الجهاد.

3171 -

وَرُوِيَ عَن ثَوْبَان رضي الله عنه قَالَ قلت يَا رَسُول الله مَا يَكْفِينِي من الدُّنْيَا قَالَ مَا سد جوعتك ووارى عورتك وَإِن كانَ لَك بَيت يظلك فَذَاك وَإِن كانَ

(1)

أخرجه عبد الرزاق في المصنف (14941)، وابن أبى شيبة 5/ 175 (24917)، وأحمد في الزهد (171)، والبخاري (7324) والأدب المفرد (1283)، والترمذي (2367) والشمائل (349). وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. وصححه الألباني في صحيح الترغيب (2085) و (3305).

(2)

أخرجه البخاري (442)، وابن خزيمة (764)، وابن حبان (682).

ص: 263

لَك دَابَّة فبخ بخ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ

(1)

.

قوله: وعن ثوبان رضي الله عنه تقدم الكلام على ثوبان هو أحد موالي رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قوله: "قال قلت يا رسول الله ما يكفيني من الدنيا قال ما سد جوعتك ووارى عورتك" الحديث وسيأتي الكلام على هذا الحديث في الزهد.

3172 -

وَعَن أبي يَعْفُور قَالَ سَمِعت ابْن عمر رضي الله عنهما يسْأَله رجل مَا ألبس من الثِّيَاب قَالَ مَا لَا يزدريك فِيهِ السُّفَهَاء وَلَا يعيبك بِهِ الْحُكَمَاء قَالَ مَا هُوَ قَالَ مَا بَين الْخَمْسَة دَرَاهِم إِلَى الْعشْرين درهما رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ وَرِجَاله رجال الصَّحِيح

(2)

.

قوله: وعن أبي يعفور (وقدان بسكون القاف أبو يعفور بفتح التحتانية وسكون المهملة وضم الفاء العبدي الكوفي مشهور بكنيته وهو الكبير ويقال اسمه واقد ثقة).

قوله: "قال سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يسأله رجل ما ألبس من الثياب قال ما لا يزدريك فيه السفهاء ولا يعيبك به الحكماء" الحديث وقال: الشعبي ألبس

(1)

أخرجه البزار (4186)، والطبراني في الدعاء (1679) والشاميين (801) وتمام في الفوائد (1581). وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه عن ثوبان وإسناده حسن زيد بن يحيى معروف ليس به بأس، وعبد الله بن العلاء بن زبر وأبوه مشهوران، وأبو سلام مشهور قد ذكرناه. وقال الهيثمي في المجمع 10/ 88: رواه البزار، وحسن إسناده، إلا أن شيخه: العباس بن عبد العظيم الباشاني، لم أعرفه. وصححه الألباني في صحيح الترغيب (2010).

(2)

أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 262 رقم 13051) وعنه أبو نعيم في الحلية (1/ 302). وقال الهيثمي في المجمع 5/ 135: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب (1274)، وحسنه في غاية المرام (92).

ص: 264

الثياب ما لا يؤذيك به السفهاء ولا يعيبك الفقهاء وقال: محمد بن سيرين كانت الشهرة في تطويل الثياب صارت الشهرة في توخيرها واختار بعض الناس الاقتصاد في اللباس قاله أبو الليث السمرقندي

(1)

.

3173 -

وَرُوِيَ عَن أم سَلمَة رضي الله عنهما عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ مَا من أحد يلبس ثوبا ليباهي بِهِ وَينظر النَّاس إِلَيْهِ لم ينظر الله إِلَيْهِ حَتَّى يَنْزعهُ مَتى نَزعه رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ

(2)

.

قوله: وروي عن أم سلمة رضي الله عنها تقدم الكلام عليها.

قوله صلى الله عليه وسلم: "قال ما من أحد يلبس ثوبا ليباهي به وينظر الناس إليه لم ينظر الله" الحديث ونظر الله سبحانه وتعالى عبارة عن رحمته.

3174 -

وَعَن ضَمرَة بن ثَعْلَبَة رضي الله عنه أَنه أَتَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَعَلِيهِ حلتان من حلل الْيمن فَقَالَ يَا ضَمرَة أَتَرَى ثوبيك هذَيْن مدخليك الْجنَّة فَقَالَ يَا رَسُول الله لَئِن استغفرت لي لأقعد حَتَّى أنزعهما عني فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم اللَّهُمَّ اغْفِر لضمرة فَانْطَلق سَرِيعا حَتَّى نزعهما عَنهُ رَوَاهُ أَحْمد وَرُوَاته ثِقَات إِلَّا بَقِيَّة

(3)

.

(1)

بستان العارفين (1/ 332).

(2)

أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 283 رقم 618) والشاميين (1215)، وتمام في الفوائد (810)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (45/ 470)، والسلفى في معجم السفر (745).

وقال الهيثمى في المجمع 5/ 135: رواه الطبراني، وفيه عبد الخالق بن زيد بن واقد، وهو ضعيف. وضعفه جدا في الضعيفة (1704) و (5352) وضعيف الترغيب (1275).

(3)

أخرجه أحمد 4/ 338 - 339 (19283)، والبخاري في التاريخ الكبير 4/ 336، والبزار، (2470)(زوائد)، والبغوي في معجم الصحابة (1338)، وابن قانع في معجم الصحابة (2/ 31)، والطبراني في الكبير (8/ 309 رقم 8158)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة =

ص: 265

قوله: وعن ضمرة بن ثعلبة رضي الله عنه (البهزي وهو السلمي، قال أبو حاتم: له صحبة، وقال ابن السكن: يقال له صحبة، وقال البغوي: سكن الشام، وقال ابن حبان: حديثه عند أهل الشام

(1)

.

قوله: "أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وعليه حلتان من حلل اليمن فقال يا ضمرة أترى ثوبيك هذين مدخليك الجنة" الحديث تقدم الكلام على الحلة ومعنى أترى أتظن.

3175 -

وَرُوِيَ عَن فَاطِمَة بنت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَت قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم شرار أمتِي الَّذين غذوا بالنعيم الَّذين يَأْكُلُون ألوان الطَّعَام وَيلبسُونَ ألوان الثِّيَاب ويتشدقون فِي الْكَلَام رَوَاهُ ابْن أبي الدُّنْيَا فِي كتاب ذمّ الْغَيْبَة وَغَيره

(2)

.

= (3913 و 3914). وقال الهيثمي في المجمع 5/ 136: رواه أحمد، ورجاله ثقات، إلا أن بقية مدلس. وقال في 9/ 379: رواه أحمد والطبراني. وصححه الألباني في الصحيحة (3018) وضعفه في ضعيف الترغيب (1276).

(1)

الإصابة (3/ 396).

(2)

أخرجه أبن أبى الدنيا في الجوع (173) والصمت (150) وذم الغيبة (12)، وابن عدى في الكامل (7/ 4)، والآبنوسى في مشيخته (86)، والبيهقي في الشعب (7/ 459 - 460 رقم 5281)، والهروى في ذم الكلام (105). قال الدارقطني في العلل (3936): يرويه عبد الحميد بن جعفر، واختلف عنه؛ فرواه علي بن ثابت الجزري، عن عبد الحميد بن جعفر، عن عبد الله بن الحسن بن الحسن، عن أمه فاطمة بنت الحسين، عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وخالفه أبو بكر الحنفي؛ فرواه عن عبد الحميد بن جعفر، عن الحسن بن الحسن، عن أمه فاطمة بنت الحسين، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مرسلا، وهو أشبه.

وقال ابن عدى: ولا أعلم يرويه عن عبد الحميد غير علي بن ثابت ولعبد الحميد غير ما =

ص: 266

3176 -

وَرُوِيَ عَن أبي أُمَامَة رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم سَيكون رجال من أمتِي يَأْكُلُون ألوان الطَّعَام وَيَشْرَبُونَ ألوان الشَّرَاب وَيلبسُونَ ألوان الثِّيَاب ويتشدقون فِي الْكَلَام وَأُولَئِكَ شرار أمتِي رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير والأوسط

(1)

.

قوله: وروي عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تقدم الكلام على مناقبها رضي الله عنها.

قوله: صلى الله عليه وسلم "شرار أمتي الذين غذوا بالنعيم الذين يأكلون ألوان الطعام" فذكره إلى قوله.

قوله: "ويتشدقون في الكلام" سيأتي الكلام على ذلك وحديث (أبى أمامة) بعده في معناه.

3177 -

وَعَن ابْن عمر رضي الله عنهما يرفعهُ قَالَ من لبس ثوب شهرة ألبسهُ الله إِيَّاه يَوْم الْقِيَامَة ثمَّ ألهب فِيهِ النَّار وَمن تشبه بِقوم فَهُوَ مِنْهُم ذكره رزين فِي جَامعه وَلم أره فِي شَيْء من الْأُصُول الَّتِي جمعهَا إِنَّمَا رَوَاهُ ابْن مَاجَه بِإِسْنَاد حسن وَلَفظه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من لبس ثوب شهرة فِي الدُّنْيَا ألبسهُ الله ثوب

= ذكرت روايات وأرجو أنه لا بأس به، وهو ممن يكتب حديثه. وحسنه الألباني في الصحيحة (1891) وصحيح الترغيب (2087).

(1)

أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 107 رقم 7512) و (7513) والشاميين (1458) والأوسط (3/ 24 رقم 2351)، وعنه أبو نعيم في الحلية (6/ 90)، والشجرى في الأمالى (2/ 234 رقم 2257 و 2258). قال العراقى في تخريج الإحياء (1591): رواه الطبراني من حديث أبي أمامة بإسناد ضعيف. قال الهيثمي في المجمع 10/ 250: رواه الطبراني في الكبير والأوسط من طريقين في أحدهما جميع بن أيوب وهو متروك وفي الأخرى أبو بكر بن أبي مريم وهو مختلط. وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (2088) و (2148).

ص: 267

مذلة يَوْم الْقِيَامَة ثمَّ ألهب فِيهِ نَارا وَرَوَاهُ أَيْضا أخصر مِنْهُ

(1)

.

قوله: وعن ابن عمر رضي الله عنهما تقدم الكلام عليه.

قوله: "يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم".

فائدة: الحديث المرفوع ما أضيف إلى رسول الله خاصة من قولا أو فعلا أو تقريرا ويدخل فيه المتصل المنقطع والمرسل ونحوه والله أعلم ذكره صاحب التنقيح

(2)

.

قوله صلى الله عليه وسلم: "قال من لبس ثوب شهرة ألبسه الله إياه يوم القيامة ثم ألهب فيه النار" الحديث قال ابن الأثير

(3)

: والشهرة ظهور الشيء في شنعه حتى يشهره الناس ويشتهر هو وقيل هو أن يلبس ثوبا أحمر أو أصفر ليشتهر بذلك وفي رواية ابن ماجه قتال: رسول الله صلى الله عليه وسلم "من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة" أي يشمله بالذل كما يشمل الثوب البدن بأن يصغره في العيوب ويحقره في القلوب

(4)

وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "نهى عن

(1)

أخرجه أحمد 2/ 92 (5768) و 2/ 139 (6354)، وابن ماجه (3606) و (3607)، وأبو داود (4029)، والنسائي في الكبرى (9487)، وأبو يعلى (5698)، والبغوى في الجعديات (2143)، والضراب في ذم الرياء (48)، والبيهقي في الآداب (484) والشعب (8/ 274 - 275 رقم 5817). وعند أبى داود: ألبسه الله يوم القيامة ثوبا مثله زاد عن أبى عوانة "ثم تلهب فيه النار". قال أبو حاتم في العلل (1471): هذا الحديث موقوفا أصح. وحسنه الألباني في حجاب المرأة (110)، وصحيح الترغيب (2089)، المشكاة (4346).

(2)

كشف المناهج والتناقيح (1/ 56).

(3)

النهاية (2/ 515).

(4)

المصدر السابق (1/ 228).

ص: 268

الشهرتين

(1)

في اللباس"

(2)

المرتفعة جدا والمنخفضة جدًا

(3)

.

خاتمة الباب عن عائشة رضي الله عنها قالت "ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسب أحدا ولا يطوي له ثوب"

(4)

انفرد به ابن ماجه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكمل الناس خلقا وأظهرها أدبا لم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا سبابا ما سب أحدا آدميا أو غيره والسب الشتم يقال سبه يسبه سبا وسبابا وقولها ولا يطوي له ثوب أشارت بذلك إلى تقلله صلى الله عليه وسلم من الدنيا فلم يكن (له من الثياب) سوى التي يلبسها إذ لم يكن ثوب يحتاج إلى طي (قال الزركشي وينبغي طي الثياب) وورد في طي الثوب في معجم الطبراني الأوسط عن جابر مرفوعا (اطووا) ثيابكم ترجع إليها أرواحها فإن الشيطان إذا وجد الثوب (مطويا لم يلبسه، وإذا وجده منشورا لبسه)

(5)

وعن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا

(1)

في الأصل المشتهرين.

(2)

أخرجه البيهقي في الشعب (8/ 275 رقم 5818 و 5819) والكبرى (3/ 387 رقم 6102) عن عمرو بن الحارث عن سعيد عن هارون بن كنانة من كتابه بلاغا. وقال: هذا منقطع. وضعفه الألباني في الضعيفة (7056). وأخرجه البيهقي في الشعب (8/ 276 رقم 5821) عن أبي هريرة، وزيد بن ثابت. وقال البيهقي: أبو نعيم هذا لا نعرفه. وقال الدارقطنى في أطراف الغرائب والأفراد (5/ 183): غريب من حديثه عن سعيد عن أبي هريرة وزيد بن ثابت تفرد به أبو نعيم عمر بن الصبيح عنه. وقال الألباني في الضعيفة (2326): موضوع.

(3)

بستان العارفين (1/ 332).

(4)

أخرجه ابن ماجه (3554). وقال البوصيري في الزجاجة 4/ 81: هذا إسناد ضعيف لضعف عاصم بن عمر وابن لهيعة. وضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجه.

(5)

أخرجه الطبراني في الأوسط (6/ 31 رقم 5702). وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث =

ص: 269

طويتم ثيابكم فاذكروا اسم الله لا يلبسها الجن بالليل (وأنتم) بالنهار (فتبلى) سريعا"

(1)

ا. هـ.

3178 -

وَرُوِيَ أَيْضا عَن عُثْمَان بن جهم عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي ذَر رضي الله عنه عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ من لبس ثوب شهرة أعرض الله عَنهُ حَتَّى يَضَعهُ مَتى وَضعه

(2)

.

قوله: وعن عثمان بن جهم (الهجري بفتح الهاء والجيم عن زر بن حبيش وعنه وكيع وثقه ابن حبان وقال أبو زرعة وأبو حاتم: لا بأس به، وقال البخاري: عنده عجائب)

عن زر بن حبيش أما زر فيكسر الزاي وحبيش بضم الحاء وفتح الموحدة وآخره شين معجمة وهو من المعمرين زاد على مائة وعشرين سنة وهو من

= عن أبي الزبير إلا عمر بن موسى بن وجيه، ولا يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا بهذا الإسناد. وقال الهيثمي في المجمع 5/ 131: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عمر بن موسى بن وجيه، وهو وضاع. وقال الألباني في الضعيفة (2801) و (5904): موضوع.

(1)

لم أجده وقال السخاوي في المقاصد الحسنة (ص 445): وكذا مما اشتهر على بعض الألسنة: اطووا ثيابكم بالليل لا يلبسها الجن فتوسخ، لم أره. وذكر هذه الآثار زكريا الأنصارى في أسنى المطالب (1/ 279).

(2)

أخرجه ابن ماجه (3608)، والعقيلي في الضعفاء 4/ 328، وابن حبان في الثقات 9/ 230، والضراب في ذم الرياء (50 و 51)، وأبو الشيخ في التوبيخ والتنبيه (169)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 190)، والبيهقي في شعب الإيمان (5/ 275 - 276 رقم 5820).

قال البوصيري في الزجاجة 4/ 90: هذا إسناد حسن العباس بن يزيد مختلف فيه. وضعفه الألباني في الضعيفة (4650)، وضعيف الجامع (5828)، وضعيف الترغيب (1277).

ص: 270

كبار التابعين (واتفقوا على توتيقه وجلالته)"من لبس ثوب شهرة أعرض الله عنه" وروى البيهقي في شعبه من طريق شيخه الحاكم عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة وزيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم "نهى عن الشهرتين قيل يا رسول الله وما الشهرتان قال رقة الثياب وغلظها ولينها وخشونتهما وطولها وقصرها"

(1)

وقال: البيهقي يكره لبس ثوب الشهرة من الثياب في النفاسة أو في الخساسة قال: عمر بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم "نهى أن تلبس الثياب الخسيسة التي ينظر فيها والحسنة التي ينظر إليها فيها"

(2)

وقال: صلى الله عليه وسلم "خير الأمور أوساطها"

(3)

ويدخل في الثياب الشهيرة من لبس ثوبا مقلوبا أو محولا كجبة أو قباء كما يفعل بعض أهل الجفاء والسخافة

(4)

.

قال ابن عبد البر

(5)

: كان يقال كل من الطعام ما اشتهيت والبس من الثياب ما اشتهى الناس وقيل ثوب الشهرة ما خالف زي بلده وأزري به ونقص

(1)

أخرجه البيهقي في الشعب (8/ 276 رقم 5821). وقال البيهقي: أبو نعيم هذا لا نعرفه. وقال الدارقطنى في أطراف الغرائب والأفراد (5/ 183): غريب من حديثه عن سعيد عن أبي هريرة وزيد بن ثابت تفرد به أبو نعيم عمر بن الصبيح عنه. وقال الألباني في الضعيفة (2326): موضوع.

(2)

أخرجه البيهقي في الشعب (8/ 275 رقم 5818 و 5819) والكبرى (3/ 387 رقم 6102) عن عمرو بن الحارث عن سعيد عن هارون بن كنانة من كتابه بلاغا. وقال: هذا منقطع. وضعفه الألباني في الضعيفة (7056).

(3)

أخرجه أبو نعيم في الصحابة (7296) عن بعض أصحاب النبى.

(4)

الآداب الشرعية (3/ 498).

(5)

بهجة المجالس (ص 185) لابن عبد البر.

ص: 271

مروءته وفي المستوعب للحنابلة

(1)

ما يشتهر به عند الناس ويزري بصاحبه وينقص مروءته تقدم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الشيطان يحب الحمرة فإياكم والحمرة وكل ثوب ذي شهرة" ا. هـ قاله في الديباجة.

(1)

المستوعب (1/ 265) للسامرى، والآداب الشرعية (3/ 526) لابن مفلح.

ص: 272