الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الترغيب في الأكل من جوانب القصعة دون وسطها]
3219 -
عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال كان للنبي صلى الله عليه وسلم قصعة يقال لها الغراء يحملها أربعة رجال فلما أضحوا وسجدوا الضحى أتي بتلك القصعة يعني وقد أثرد فيها فالتفوا عليها فلما كثروا جثا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أعرابي ما هذه الجلسة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله جعلني عبدا كريما ولم يجعلني جبارا عنيدا ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلوا من جوانبها ودعوا ذروتها يبارك لكم فيها رواه أبو داود وابن ماجه ذروتها بكسر الذال المعجمة هي أعلاها
(1)
.
قوله: عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه تقدم.
قوله صلى الله عليه وسلم: "كان للنبي صلى الله عليه وسلم قصعة يقال لها الغراء يحملها أربعة رجال فلما أضحوا وسجدوا الضحى أتي بتلك القصعة يعني وقد أثرد فيها فالتفوا عليها" الحديث، القصعة بفتح القاف مفرد القصاع هي تسع ما يشبع عشرة كذا قاله الكسائي فيما حكاه الجوهري وغيره عنه
(2)
، وقيل: الصحفة كالقصعة وجمعها صحاف فالجفنة بفتح الجيم أعظم القصاع، كانت العرب تدعوا
(1)
أخرجه أحمد 4/ 188 (17954)، وأبو داود (3773)، وابن ماجه (3263 و 3275) والنسائي في الكبرى (6730)، وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات (942)، والبيهقي في الكبرى (7/ 462 رقم 14653) ودلائل النبوة (6/ 334) والشعب (8/ 36 رقم 5461). وصححه الألباني في الإرواء (1981)، والصحيحة (393)، وصحيح الترغيب (2122).
(2)
الصحاح (4/ 1384).
السيد المطعام جفنة لأنه يضعها ويطعم الناس فيها فسمي باسمها ثم بعدها القصعة تشبع العشرة ثم الصحفة تشبع الخمسة ثم المئكلة تشبع الرجلين ثم الصحيفة تشبع الرجل.
قوله: "أتي بتلك القصعة يعني وقد أثرد فيها" وإنما ذكر الثريد على عادة العرب فإن أفضل الطعام عندهم الثريد وفي الحديث عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام"
(1)
رواه الجماعة إلا أبا داود [ووجه التفضيل أنه قال في] حديث آخر "سيد إدام أهل الدنيا والآخرة اللحم"
(2)
.
(1)
أخرجه أحمد 4/ 394 (19832) و 4/ 409 (19981)، والبخاري (3411) و (3433) و (3769) و (5418)، ومسلم (70 - 2431)، والترمذي (1834)، وابن ماجه (3280)، والنسائي في المجتبى 6/ 446 (3982).
(2)
أخرجه ابن ماجه (3305)، وابن أبي الدنيا في إصلاح المال (185) وابن حبان في المجروحين (1/ 332) وابن الجوزي في الموضوعات (2/ 301 - 302) من طريق سليمان بن عطاء، عن مسلمة بن عبد الله الجهني، عن أبي مشجعة، عن أبي الدرداء. قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، قال ابن حبان: سليمان بن عطاء يروي عن مسلمة أشياء موضوعة فلا أدري التخليط منه أو من مسلمة.
وقال العراقي والسخاوي: إسناده ضعيف تخريج أحاديث الإحياء للحداد 3/ 1428 - المقاصد ص 244. وقال الحافظ: لم يتبين لي الحكم على هذا المتن بالوضع فإنّ مسلمة غير مجروح، وسليمان بن عطاء ضعيف المقاصد ص 245 - اللآلئ 2/ 224. وأخرجه الطبراني في الأوسط (7/ 271 - 272 رقم 7477)، وأبو نعيم في الطب (847)، =
..........................................................
= والبيهقي في الشعب (8/ 68 - 69 رقم 5510) و (8/ 186 رقم 5675) من طريق أبي هلال عن عبد الله بن بريدة عن أبيه.
قال الهيثمي في المجمع 5/ 35 - 36: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه سعيد بن عنبسة القطَّان ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات وفي بعضهم كلام لا يضر. وضعفه الألباني جدا في الضعيفة (3579).
وأخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 258) -ومن طريقه ابن الجوزي (2/ 302) - وأبو نعيم في الحلية (5/ 362) من طريق إبراهيم بن عمرو بن بكر السكسكي عن أبيه عن أبي سنان الشيباني عن عمر بن عبد العزيز عن أبي سلمة عن ربيعة بن كعب.
قال العقيلي: عمرو بن بكر حديثه غير محفوظ، ولا يعرف إلا به، ولا يثبت في هذا المتن عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء. وقال أبو نعيم: غريب من حديث ربيعة وعمر، تفرد به محمد بن داود الرملي.
وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، قال ابن حبان: عمرو بن بكر يروي عن الثقات الطامات لا يحل الإحتجاج به. وأخرجه ابن عدي في الكامل (8/ 408 - 409) والبيهقي في الشعب (5/ 92) من طريق هشام بن سلمان المجاشعي عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك مرفوعا: خير الإدام: اللحم، وهو سيد الإدام.
وهو واه قال ابن عدى: وهشام بن سلمان له من الحديث عن يزيد الرقاشي، عن أنس، ولا أعلم يروى عن غير يزيد الرقاشي وله غير ما ذكرت وأحاديثه عن يزيد غير محفوظة. وأخرجه أبو نعيم في الطب -كما في اللآلئ المصنوعة (2/ 225) - من طريق عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي: ثنا أبي: ثنا علي بن موسى عن آبائه عن علي بن أبي طالب مرفوعًا: سيد طعام الدنيا والآخرة: اللحم.
قال الذهبي في الميزان (2/ 390): عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي عن أبيه عن علي الرضا عن آبائه بتلك المسخة الموضوعة الباطلة، ما تنفك عن وضعه أو وضع أبيه. قال الحسن بن علي الزهري: كان أميا، لم يكن بالمرضي.
وأما حديث صهيب فأخرجه الديلمي في مسند الفردوس كما في المقاصد (ص 244) من =
أنشد سيبويه:
[إذا ما الخبز تأدمه بلحم]
…
فذاك [أمانة الله الثريد]
قال العلماء: معناه أن الثريد من كل طعام أفضل من المرق فثريد اللحم أفضل من مرقه وثريد ما لا لحم فيه أفضل من مرقه والمراد بالفضيلة نفعه والشبع منه وسهولة مساغه والالتذاذ وتيسر تناوله وتمكن الإنسان من أخذ كفايته منه بسرعه وغيره ذلك فهو أفضل من المرق كله ومن سائر الأطعمة وفضل عائشة على النساء زائد كزيادة الثريد على غيره من الأطعمة، وليس في هذا تصريح بتفضيلها على مريم وآسية لاحتمال أن المراد تفضيلها على نساء هذه الأمة
(1)
، أ. هـ.
وإنما كان الثريد أفضل الأطعمة ليسار مؤنته وسهولة إساغته وعظم بركته ولأنه جل أطعمتهم وأكثرها بالنسبة لهم ولعوائدهم وأما غيرهم فقد يكون غير الثريد عنده أطيب وأفضل وذلك بحسب العوائد في الأطعمة، [قاله] أبو العباس القرطبي
(2)
.
وقال ابن بطال
(3)
: الثريد أزكى الطعام وأكثره بركة وهو طعام العرب وقد شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالفضل على سائر الطعام وكفى بذلك تفضيلا له وشرفا انتهى.
= طريق هُشيم عن عبد الحميد بن صيفي بن صهيب عن أبيه عن جده مرفوعًا سيد الطعام في الدنيا والآخرة اللحم ثم الأرز، وسيد الشراب في الدنيا والآخرة الماء.
(1)
شرح النووى على مسلم (15/ 199).
(2)
المفهم (20/ 73).
(3)
شرح الصحيح (9/ 484) لابن بطال.
فالثريد أبلغ أنواع الأطعمة في الإشباع فكان أبلغ لهذا المعنى [وهو] أزكى الأطعمة لأنه إذا فت القرص أكل منه جماعة وإذا كان وحده ربما أكله واحد ولا يشبع منه.
قوله: "فلما كثروا جثا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أعرابي: ما هذه الجلسة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله جعلني عبدا كريما ولم يجعلني جبارا عنيدا" العنيد: [الجائر عن] القصد [الباغي] الذي يرد الحق [مع العلم به، وفى] خطبة أبي بكر وسترون بعدي ملكا عضوضا وملكا عنودا، العنود والعنيد بمعنى واحد، وهما فعول وفعيل بمعنى فاعل أو مفاعل، قاله في النهاية
(1)
، وفي الحديث أيضا عن عبد الله بن بسر قال: أهديت للنبي صلى الله عليه وسلم شاة فجثى على ركبتيه فأكل فقال أعرابي: ما هذه الجلسة؟ فقال: "إن الله جعلني عبدا كريما ولم يجعلني عبدا جبارا عنيدا" انفرد به ابن ماجه، وعن أبي جحيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا آكل متكئا" رواه الجماعة سوى مسلم
(2)
قال علماء الدين: يكره الأكل متكئا وهو الأكل قاعدا على قاعدته مطمئنا فعل أهل الكبر بأن يكون مستوفزا وتفسير هذا مأخوذ من حديث ابن عباس إن الله عز وجل أرسل إلى نبيه صلى الله عليه وسلم ملكا ومعه جبريل فقال الملك: عن الله عز وجل يخيرك بين أن تكون عبدا نبيا أو ملكا فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبريل كالمستشير له فأشار جبريل بيده أن تواضع فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "بل أكون عبدا نبيا" وما أكل
(1)
النهاية (3/ 308).
(2)
أخرجه البخاري (5398) و (5399)، وأبو داود (3769)، والترمذي (1830)، وابن ماجه (3262).
بعد هذه الكلمة طعاما متكئا، وقال ابن بطال بعد قوله صلى الله عليه وسلم:"لا آكل متكئا" إنما فعل ذلك صلى الله عليه وسلم تواضعا لله تعالى وتذللا، وقد بين هذا أيوب في حديثه عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه ملك قبل تلك الساعة ولا بعدها فقال: إن ربك يخيرك بين أن تكون عبدا نبيا وملكا نبيا فنظر إلى جبريل عليه السلام كالمستشير له [فأومأ إليه أن تواضع، فقال: "بل عبدا نبيا" فما أكل متكئا]، وقال مجاهد: لم يأكل النبي صلى الله عليه وسلم متكئا قط إلا مرة ففزع فجلس، وقال:"اللهم أنا عبدك ورسولك" ثم قال: ومن أكل متكئا لم يأت حراما وإنما يكره ذلك لأنه خلاف التواضع الذي اختاره الله لأنبيائه [وصفوته] من خلقه وقد أجاز ابن سيرين والزهري الأكل متكئا
(1)
.
وقد فسر الخطابي
(2)
الاتكاء بالتمكن في الجلوس من التربع وشبهه المتكئ المعتمد [على] الوطاء تحته قال: كل من استوى قاعدا على وطاء فهو متكئ قال ومعناه لا آكل أكل من يريد الاستكثار من الطعام ويقعد متكئا بل أقعد مستوفزا [وأقوم عنه مستعجلًا]، وروى البيهقي من حديث يحيى بن بكير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد"
(3)
قال: وقد عد أبو العباس القرطبي ترك الأكل متكئا من خصائصه صلى الله عليه وسلم، ويحتمل أن يكون المختار لغيره أيضا أن يتركه لأنه من فعل المتعظمين وأصله مأخوذ من الأعاجم قال: فإن كانت برجل علة في شيء من يديه وكان
(1)
شرح الصحيح (9/ 474 - 475) لابن بطال، والتوضيح (26/ 148) لابن الملقن.
(2)
أعلام الحديث (3/ 2048) ومعالم السنن (4/ 242 - 243).
(3)
شعب الإيمان (8/ 71 رقم 5572) وما بعده كلامه في نفس الموضع.
لا يتمكن من الأكل إلا متكئأ لم يكن في ذلك كراهة، ثم روي بإسناده عن ابن عباس أنه كان يأكل متكئا أ. هـ قاله في الديباجة.
قوله صلى الله عليه وسلم: "كلوا من جوانبها ودعوا ذروتها يبارك لكم فيها" قال المنذري: ذروتها بكسر الذال المعجمة هي أعلاها، قال العلماء: والذروة أعلا سنام البعير وذروة كل شيء أعلاه ومنه قوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل: "ألا أدلك على رأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ "[وفي] حديث أبي موسى أتى النبي صلى الله عليه وسلم بإبل غر الذرى أي بيض الأسنمة سمانها
(1)
.
قال الخطابي رحمه الله
(2)
: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الأكل من أعلى الصحفة ومن ذروة الثريد سببه ما علله به من أن البركة تنزل في أعلاه، قال: وقد يحتمل ذلك وجها آخر وهو أن يكون النهي وقع فيما إذا أكل مع غيره وذلك [أن] وجه الطعام هو أفضله وأطيبه وإذا قصده بالأكل كل كان مستأثرا [به على أصحابه]، وفيه: من ترك الأدب وسوء العشرة ما لا خفاء به فأما إذا أكل وحده فلا تأثيره له أ. هـ.
وما قاله فيه نظر فإن الظاهر العموم. ففي الإحياء في القسم الثاني من آداب الأكل: أن لا يأكل من ذروة القصعة ولا من وسط الطعام بل يأكل من استدارة الرغيف إلا إذا قل [الخبز] فيكسر الخبز
(3)
، أ. هـ، قاله في الديباجة.
(1)
النهاية (2/ 159).
(2)
معالم السنن (4/ 243).
(3)
إحياء علوم الدين 2/ 5 - 7 بتصرف.
3220 -
وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال البركة تنزل وسط الطعام فكلوا من حافتيه ولا تأكلوا من وسطه رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه كلهم عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عنه وقال الترمذي واللفظ له حديث حسن صحيح ولفظ أبي داود وغيره قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أكل أحدكم طعاما فلا يأكل من أعلى الصحفة ولكن ليأكل من أسفلها فإن البركة تنزل من أعلاها
(1)
.
قوله: عن ابن عباس رضي الله عنهما، تقدم.
قوله صلى الله عليه وسلم: "البركة تنزل وسط الطعام فكلوا من جانبيه" وفي بعض النسخ [حافتيه]"ولا تأكلوا من وسطه" وفي رواية أبي داود "إذا أكل أحدكم طعاما فلا يأكل من أعلى الصحفة ولكن ليأكل من أسفلها فإن البركة تنزل من أعلاها" وفي بعض النسخ "أعلاه" تقدم الكلام على ذلك في الحديث
(1)
أخرجه الحميدي (539)، وأحمد 1/ 270 (2478) و 1/ 300 (2774) و 1/ 343 (3251) و 1/ 345 (3275) و 1/ 364 (3506)، والدارمي (2210)، وابن ماجه (3277)، وأبو داود (3772)، والترمذي (1805)، والبزار (5063 و 5064)، والنسائي في الكبرى (6729)، والطحاوى في مشكل الآثار (161)، وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات (946 - 949)، وابن حبان (5245)، والطبراني في الكبير (11/ 455 رقم 12290)، والحاكم (4/ 116)، والبيهقي في الآداب (402)، والكبرى (7/ 453 رقم 14613) والشعب (8/ 78 - 79 رقم 5521).
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح إنما يعرف من حديث عطاء بن السائب، وقد رواه شعبة والثوري عن عطاء بن السائب. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وصححه الألباني في صحيح الترغيب (2123)، والمشكاة (4211)، والصحيحة (2030).
قبله، قال النووي
(1)
: سنن الأكل ثلاثة التسمية والأكل باليمين وتقدم الكلام على ذلك، والثالثة: الأكل مما يليه أي مما يقربه لا من كل جانب لأن أكله من موضع يد صاحبه سوء عشرة وترك مروءة فقد يتقذره صاحبه لا سيما في الإمراق وشبهها وهذا في الثريد، والإمراق وشبهها فإن كان تمرا أو أجناسا فقد نقلوا إباحة اختلاف الأيدي في الطبق ونحوه، والذي ينبغي تعميم النهي على عمومه حتى يثبت دليل مخصص والله تعالى أعلم.
قوله: رووه كلهم عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير، أ. هـ، أما عطاء بن السائب فهو
(2)
[عطاء بن السائب بن مالك، ويقال: ابن زيد، ويقال: يزيد الثقفي أبو زيد، وقيل: أبو يزيد، ويقال: أبو محمد الكوفي، روى عن: أبيه، وعبد الله بن أبي أوفى، وذر الهمداني، وأبي وائل، وسعيد بن جبير، وأبي عبد الرحمن السلمي، وطائفة سواهم، وعنه: سفيان، وشعبة، وحماد بن سلمة، وهؤلاء حديثهم عنه صحيح على ما ذكر بعض الحفاظ، وحماد بن زيد، وزائدة، وأبو إسحاق الفزاري، وابن عيينة، وابن علية، وزياد البكائي، وعلي بن عاصم، ويحيى القطان، وهو أقدم شيخ للقطان، وروى عنه خلق سواهم، قال أحمد بن حنبل: عطاء بن السائب ثقة ثقة، رجل صالح، من سمع منه قديما كان صحيحا، وكان يختم كل ليلة، وقال أبو حاتم: محله الصدق قبل أن يختلط، وقال النسائي: ثقة في حديثه القديم، لكنه تغير،
(1)
شرح النووي على مسلم (13/ 193).
(2)
ترجمته: تهذيب الكمال 20/ الترجمة 3934، تذهيب التهذيب: 6/ الترجمة 4625، وتهذيب التهذيب 7/ 203 - 208، والتقريب: 2/ 22.
ورواية شعبة، والثوري، وحماد بن زيد عنه جيدة، وقال أبو بكر بن عياش: كنت إذا رأيت عطاء بن السائب وضرار بن مرة، رأيت أثر البكاء على خدودهما، وقال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: كان عطاء بن السائب من خيار عباد الله، كان يختم القرآن كل ليلة، قرأ القرآن عطاء بن السائب على أبي عبد الرحمن السلمي، وكان من المهرة به، وصح أنه رأى عليا رضي الله عنه قال أبو خيثمة زهير، عن أبي بكر بن أبي عياش عنه قال: مسح على رأسي ودعا لي بالبركة، قال ابن المديني: قلت ليحيى القطان: ما حدث سفيان وشعبة عن عطاء بن السائب صحيح هو؟ قال: نعم إلا حديثين كان شعبة يقول: سمعتهما بأخرة عن زاذان، قال القطان: وما سمعت أحدا يقول في عطاء شيئا قط في حديثه القديم وقد شهد الجماجم، وقال ابن معين: كل حديثه ضعيف إلا ما كان من حديث شعبة، وسفيان، وحماد بن سلمة، وروى ابن عيينة عن رجل قال: كان أبو إسحاق سألنا عن عطاء بن السائب ويقول: إنه من البقايا، قال ابن عيينة: وكان عطاء بن السائب أكبر من عمرو بن مرة، وقال عبد الله بن الأجلح: رأيت عطاء بن السائب أبيض الرأس واللحية، وروى قيس بن الربيع، عن عطاء بن السائب قال: شهدت الجماجم، فرأيت رجلا في السلاح ما يظهر منه إلا عينه، فجاء سهم فأصاب عينه فقتله، ورأيت رجلا حاسرا في وسطه منطقة، فرمى فأصابه سهم في منطقته ثم نبا عنها قال أبو بكر بن الأسود، وغيره: توفي عطاء سنة ست وثلاثين ومائة].