المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[الترغيب في حمد الله تعالى بعد الأكل] - فتح القريب المجيب على الترغيب والترهيب - جـ ٩

[حسن بن علي الفيومي]

فهرس الكتاب

- ‌[الترغيب في تأديب الأولاد]

- ‌[الترهيب أن ينتسب الإنسان إلى غير أبيه أو يتولى غير مواليه]

- ‌[الترهيب من إفساد المرأة على زوجها والعبد علي سيده]

- ‌[ترهيب المرأة أن تسأل زوجها الطلاق من غير بأس]

- ‌[ترهيب المرأة أن تخرج من بيتها متعطرة متزينة]

- ‌[الترهيب من إفشاء السر سيما ما كان بين الزوجين]

- ‌كتاب اللباس والزينة

- ‌[الترغيب في لبس الأبيض من الثياب]

- ‌[الترغيب في القميص والترهيب من طوله وطول غيره مما يلبس وجره خيلاء وإسباله في الصلاة وغيرها]

- ‌[الترغيب في كلمات يقولهن من لبس ثوبا جديدا]

- ‌[الترهيب من لبس النساء الرقيق من الثياب التي تصف البشرة]

- ‌[ترهيب الرجال من لبسهم الحرير وجلوسهم عليه والتحلي بالذهب وترغيب النساء في تركهما]

- ‌[الترهيب من تشبه الرجل بالمرأة والمرأة بالرجل في لباس أو كلام أو حركة أو نحو ذلك]

- ‌[الترغيب في ترك الترفع في اللباس تواضعا واقتداء بأشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه والترهيب من لباس الشهرة والفخر والمباهاة]

- ‌[الترغيب في الصدقة على الفقير بما يلبسه كالثوب ونحوه]

- ‌[الترغيب في إبقاء الشيب وكراهة تتفه]

- ‌[الترهيب من خضب اللحية بالسواد]

- ‌[ترهيب الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة والنامصة والمتنمصة والمتفلجة]

- ‌[الترغيب في الكحل بالإثمد للرجال والنساء]

- ‌[كتاب الطعام وغيره]

- ‌[الترغيب في التسمية على الطعام والترهيب من تركها]

- ‌[الترهيب من استعمال أواني الذهب أو الفضة وتحريمه على الرجال والنساء]

- ‌[الترهيب من الأكل والشرب بالشمال وما جاء في النهي عن النفخ في الإناء والشرب من في السقاء ومن ثلمة القدح]

- ‌[الترغيب في الأكل من جوانب القصعة دون وسطها]

- ‌[الترغيب في أكل الخل والزيت ونهس اللحم دون تقطيعه بالسكين إن صح الخبر]

- ‌[الترغيب في الاجتماع على الطعام]

- ‌[الترهيب من الإمعان في الشبع والتوسع في المآكل والمشارب شرها وبطرا]

- ‌[الترهيب من أن يدعى الإنسان إلى الطعام فيمتنع من غير عذر والأمر بإجابة الداعي وما جاء في طعام المتباريين]

- ‌[الترغيب في لعق الأصابع قبل مسحها لإحراز البركة]

- ‌[الترغيب في حمد الله تعالى بعد الأكل]

- ‌[الترغيب في غسل اليد قبل الطعام إن صح الخبر وبعده والترهيب أن ينام وفي يده ريح الطعام لا يغسلها]

- ‌[كتاب القضاء وغيره]

- ‌[الترهيب من تولي السلطنة والقضاء والإمارة لا سيما لمن لا يثق بنفسه وترهيب من وثق بنفسه أن يسأل شيئا من ذلك]

- ‌[ترغيب من ولي شيئا من أمور المسلمين في العدل إماما كان أو غيره وترهيبه أن يشق على رعيته أو يجور أو يغشهم أو يحتجب عنهم أو يغلق بابه دون حوائجهم]

- ‌[ترهيب من ولي شيئا من أمور المسلمين أن يولي عليهم رجلا وفي رعيته خير فيه]

- ‌[ترهيب الراشي والمرتشي والساعي بينهما]

- ‌[الترهيب من الظلم ودعاء المظلوم وخذله والترغيب في نصرته]

- ‌[الترغيب في كلمات يقولهن من خاف ظالما]

- ‌[الترغيب في الامتناع عن الدخول على الظلمة والترهيب من الدخول عليهم وتصديقهم وإعانتهم]

- ‌[الترهيب من إعانة المبطل ومساعدته والشفاعة المانعة من حد من حدود الله وغير ذلك]

- ‌[ترهيب الحاكم وغيره من إرضاء الناس بما يسخط الله عز وجل]

- ‌[الترغيب في الشفقة على خلق الله تعالى من الرعية والأولاد والعبيد وغيرهم ورحمتهم والرفق بهم والترهيب من ضد ذلك ومن تعذيب العبد والدابة وغيرهما بغير سبب شرعي وما جاء في النهي عن وسم الدواب في وجوهها]

- ‌فصل

الفصل: ‌[الترغيب في حمد الله تعالى بعد الأكل]

[الترغيب في حمد الله تعالى بعد الأكل]

3270 -

عَن معَاذ بن أنس رضي الله عنه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ من أكل طَعَاما ثمَّ قَالَ الْحَمد لله الَّذِي أَطْعمنِي هَذَا الطَّعَام ورزقنيه من غير حول مني وَلَا قُوَّة غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَابْن مَاجَه وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث حسن غَرِيب قَالَ الْحَافِظ رَوَوْهُ كلهم من طَرِيق عبد الرَّحِيم أبي مَرْحُوم عَن سهل بن معَاذ وَيَأْتِي الْكَلَام عَلَيْهِمَا

(1)

.

قوله: عن معاذ بن أنس رضي الله عنه تقدم.

قوله صلى الله عليه وسلم: "من أكل طعاما ثم قال الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه" المراد بذلك دون الكبائر، فإن الكبائر لا تغفر إلا بالتوبة أو بعفو الله سبحانه وتعالي، وتقدم له نظائر في الصلاة، وفي الوضوء والله أعلم.

وتقدم في باب من لبس ثوبا جديدا فقال الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه

(1)

أخرجه أحمد 3/ 439 (15872)، ابن عبد الحكم في فتوح مصر ص 297، والبخاري في التاريخ الكبير 7/ 360 - 361، وابن ماجه (3285)، وأبو داود (4023)، والترمذي (3458)، وأبو يعلى (1488) و (1498)، والطبراني في الكبير 20/ 181 (389)، وابن السنى في اليوم والليلة (467)، والحاكم في المستدرك (1/ 507) و (4/ 192 - 193). وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب وأبو مرحوم اسمه: عبد الرحيم بن ميمون. وصححه الحاكم وقال الذهبي: أبو مرحوم ضعيف. وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (2042) و (2146).

ص: 449

من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وهو كذلك في كتاب سلاح المؤمن

(1)

أيضًا أتى في لفظ: "وما تأخر" في اللبس، ولم يأت في الأكل، وكأنه والله أعلم لدوام نفع اللبس بخلاف الطعام فإنه سريع الاستخلاف لكن ظاهر هذا الحديث أنه كلما لبس ثوبا قاله سواء كان الثوب جديدا أو معتاد اللبس، وهذا فيه بشرى عظيمة لقائل ذلك، أ. هـ قاله في الديباجة.

3271 -

وَعَن أنس بن مَالك رضي الله عنه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ إِن الله ليرضى عَن العَبْد أَن يَأْكُل الْأكلَة فيحمده عَلَيْهَا وَيشْرب الشربة فيحمده عَلَيْهَا رَوَاهُ مُسلم وَالنَّسَائِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وَحسنه الْأكلَة بِفَتْح الْهمزَة الْمرة الْوَاحِدَة من الْأكل وَقيل بِضَم الْهمزَة وَهِي اللُّقْمَة

(2)

.

قوله: وعن أنس بن مالك رضي الله عنه تقدم.

قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها" قال الحافظ: الأكلة بفتح الهمزة المرة الواحدة من الأكل، وقيل: بضم الهمزة وهي اللقمة، أ. هـ، وقال غيره هي الغدوة أو العشي، ويحتمل هنا الوجهان الفتح الضم ورجح بعضهم هنا الفتح وقال

(1)

سلاح المؤمن (ص 397 رقم 729).

(2)

أخرجه مسلم (89 - 2734)، والترمذي (1816) والنسائي في الكبرى (6872). وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وقد رواه غير واحد عن زكريا بن أبي زائدة نحوه، ولا نعرفه إلا من حديث زكريا بن أبي زائدة. وصححه الألباني في صحيح الترغيب (2165)، الصحيحة (1651).

ص: 450

عياض

(1)

: بعد حكاية الوجهين الضم اللقمة وبالفتح الأكل [والأوجه] هنا الضم، قال أبو عبيد: والأكلة بال [ضم] وبالكسر [الغيبة] والأكلة بالهمز وبالكسر الهيئة، أ. هـ، يقال: إنه [أكل] أكلة وإكلة، قال العلماء: من السنة أن يحمد الله تعالى إذا فرغ من الطعام ولا يرفع صوته بالجهر إلا أن يكون جلساؤه قد فرغوا من الأكل لأن في رفع الصوت منعا لهم من الأكل فيشرع ذكر الله تعالى على الأكل والشرب في الطعام فإن المشروع في الأكمل والشرب أن يسمي الله تعالى في أوله ويحمده في آخره لهذا الحديث المذكور وهو حديث أنس، وقد روى أن من سمى الله على أول طعامه وحمد الله على آخره فقد أدى ثمنه ولم يسأل بعد عن شكره ذكره ابن رجب

(2)

.

تنبيه: فإن نوى بأكله وشربه تقوية بدنه على القيام والصيام كان مثابا على ذلك، كما إذا نوى بنومه في الليل والنهار التقوي على العمل كان نومه عبادة، قال أبو العالية: الصائم في عبادة ما لم يغتب أحدا وإن كان نائما على فراشه، قال: فكانت حفصة تقول: يا حبذا عبادة وأنا نائمة على فراشي ذكره ابن رجب أيضًا

(3)

.

3272 -

وَعَن ابْن عَبَّاس رضي الله عنهما قَالَ خرج أَبُو بكر بالهاجرة إِلَى الْمَسْجِد فَسمع عمر فَقَالَ يَا أَبَا بكر مَا أخرجك هَذِه السَّاعَة قَالَ مَا أخرجني إِلَّا مَا أجد من

(1)

مشارق الأنوار (1/ 30).

(2)

لطائف المعارف (ص 289 - 290).

(3)

لطائف المعارف (ص 157).

ص: 451

حاق الْجُوع قَالَ وَأَنا وَالله مَا أخرجني غَيره فَبَيْنَمَا هما كَذَلِك إِذْ خرج عَلَيْهِمَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ مَا أخرجكما هَذِهِ السَّاعَة قَالَا وَالله مَا أخرجنَا إِلَّا مَا نجده فِي بطوننا من حاق الْجُوع قَالَ وَأَنا وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ مَا أخرجني غَيره فقوما فَانْطَلقُوا حَتَّى أَتَوا بَاب أبي أَيُّوب الْأَنصَارِيّ وَكَانَ أَبُو أَيُّوب يدّخر لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم طَعَاما كَانَ أَو لَبَنًا فَأَبْطأَ عَلَيْهِ يَوْمئِذٍ فَلم يَأتِ لحينه فأطعمه لأَهله وَانْطَلق إِلَى نخله يعْمل فِيهِ فَلَمَّا انْتَهوا إِلَى الْبَاب خرجت امْرَأَته فَقَالَت مرْحَبًا بِنَبِي الله صلى الله عليه وسلم وبمن مَعَه قَالَ لهَا نَبِي الله صلى الله عليه وسلم أَيْن أَبُو أَيُّوب فَسَمعهُ وَهُوَ يعْمل فِي نخل لَهُ فجَاء يشْتَد فَقَالَ مرْحَبًا بِنَبِي الله صلى الله عليه وسلم وبمن مَعَه يَا نَبِي الله لَيْسَ بالحين الَّذِي كنت تَجِيء فِيهِ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم صدقت قَالَ فَانْطَلق فَقطع عذقا من النّخل فِيهِ من كل من التَّمْر وَالرّطب والبسر فَقَالَ صلى الله عليه وسلم مَا أردْت إِلَى هَذَا أَلا جنيت لنا من تمره قَالَ يَا رَسُول الله أَحْبَبْت أَن تَأْكُل من تمره ورطبه وبسره ولأذبحن لَك مَعَ هَذَا قَالَ إِن ذبحت فَلَا تذبحن ذَات در فَأخذ عنَاقًا أَو جديا فذبحه وَقَالَ لامْرَأَته اخبزي واعجني لنا وَأَنت أعلم بالخبز فَأخذ نصف الجدي فطبخه وشوى نصفه فَلَمَّا أدْرك الطَّعَام وَوضع بَين يَدي النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابه أَخذ من الجدي فَجعله فِي رغيف وَقَالَ يَا أَبَا أَيُّوب أبلغ بِهَذَا فَاطِمَة فَإِنَّهَا لم تصب مثل هَذَا مُنْذُ أَيَّام فَذهب أَبُو أَيُّوب إِلَى فَاطِمَة فَلَمَّا أكلُوا وشبعوا قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم خبز وَلحم وتمر وَبسر وَرطب ودمعت عَيناهُ وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ إِن هَذَا هُوَ النَّعيم الَّذِي تسْأَلُون عَنهُ يَوْم الْقِيَامَة فَكبر ذَلِك على أَصْحَابه فَقَالَ بل إِذا أصبْتُم مثل هَذَا فضربتم بِأَيْدِيكُمْ فَقولُوا بِسم الله فَإِذا شبعتم فَقولُوا الْحَمد لله الَّذِي أشبعنا وأنعم علينا فأفضل فَإِن هَذَا كفاف بِهَذَا فَلَمَّا نَهَضَ قَالَ لأبي أَيُّوب ائتنا غَدا وَكَانَ لَا يَأْتِي أحد إِلَيْهِ مَعْرُوفا إِلَّا أحب أَن

ص: 452

يجازيه قَالَ وَإِن أَبَا أَيُّوب لم يسمع ذَلِك فَقَالَ عمر رضي الله عنه إِن النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَأْمُرك أَن تَأتيه غَدا فَأَتَاهُ من الْغَد فَأعْطَاهُ وليدته فَقَالَ يَا أَبَا أَيُّوب اسْتَوْصِ بهَا خيرا فَإنَّا لم نر إِلَّا خيرا مَا دَامَت عندنَا فَلَمَّا جَاءَ بهَا أَبُو أَيُّوب من عِنْد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لَا أجد لوَصِيَّة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم خيرا لَهُ من أَن أعْتقهَا فَأعْتقهَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ وَابْن حبَان فِي صَحِيحه كِلَاهُمَا من رِوَايَة عبد الله بن كيسَان عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس

(1)

.

حاق الْجُوع بحاء مُهْملَة وقاف مُشَدّدَة هُوَ شدته وكلبه.

قوله: وعن ابن عباس رضي الله عنهما، تقدم.

قوله: خرج أبو بكر بالهاجرة إلى المسجد، الحديث، الهاجرة هي شدة الحر نصف النهار عقب الزوال، قيل: سميت هاجرة من الهجر وهو الترك لأن الناس يتركون التصرف حينئذ لشدة الحر ويقيلون فيه وهو استحباب المبادرة بالصلاة أول الوقت قاله النووي في شرح مسلم

(2)

.

قوله: فسمع بذلك عمر رضي الله عنه، فقال: يا أبا بكر ما أخرجك هذه الساعة؟ قال: ما أخرجني إلا ما أجد من حاق الجوع، قال: وأنا والله ما أخرجني

(1)

أخرجه ابن حبان (5216)، والطبراني في الصغير (1/ 124 - 125 رقم 185) والأوسط (2/ 365 - 366 رقم 2247) ومن طريقه الضياء في المختارة 12/ 121 - 124 (147 و 148 و 149)، والحاكم مختصرا (4/ 107). وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي في المجمع 10/ 318: رواه الطبراني في الصغير والأوسط، وفيه عبد الله بن كيسان المروزي، وقد وثقه ابن حبان، وضعفه غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح. وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب (1303).

(2)

شرح النووي على مسلم (5/ 145).

ص: 453

غيره، حاق الجوع: هو شدته وكلبه، قاله الحافظ، وقال في النهاية

(1)

: حاق الجوع أي صادقه وشدته ويروي بالتخفيف من حاق يحيق حيقا وحاقا إذا أحدق يريد من اشتمال الجوع عليه فهو مصدر أقامه مقام الاسم وهو مع التشديد اسم فاعل من حق يحق، أ. هـ.

قوله: فبينما هما كذلك إذ خرج عليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ما أخرجكما هذه الساعة؟ " قالا: والله ما أخرجنا إلا ما نجده في بطوننا من حاق الجوع، معناه: أنهما رضي الله عنهما لما كانا عليه من مراقبة الله ولزوم طاعته والاشتغال به فعرض لهما هذا الجوع الذي يزعجهما ويقلقهما ويمنعهما من كمال النشاط للعبادة وتمام التلذذ بها سعيا في إزالته بالخروج في طلب سبب مباح يدفعانه به وهذا من أكمل الطاعالت وأكمل أنواع المراقبات، وقد نهي عن الصلاة مع مدافعة الأخبثين وبحضرة الطعام تشوق النفس إليه وغير ذلك مما يشغل القلب، ونهي القاضي عن القضاء في حال غضبه وجوعه وهمه وغير ذلك مما يشغل قلبه ويمنعه كمال الفكر، وهذا يدلّ على شدة حالهم في أول أمرهم وسبب ذلك أن أهل المدينة كانوا في [شظف] من العيش عندما قدم عليهم النبي صلى الله عليه وسلم مع المهاجرين وكان المهاجرون فروا بأنفسهم وتركوا أموالهم وديارهم وقدموا فقراء على أهل شدة وحاجة مع أن الأنصار واسوهم ومنحوهم غير أن ذلك ما كان يسد خلاتهم ولم يزل ذلك دأبهم إلى أن فتح الله عليهم، ومع ذلك فلم يزل

(1)

النهاية (1/ 415).

ص: 454

عيشهم شديدا وجهدهم جهيدا حتى لقوا الله تعالى مؤثرين بما عندهم صابرين على شدة عيشهم معرضين عن الدنيا وزهرتها ولذاتها مقبلين على الآخرة ونعيمها، أ. هـ قاله أبو العباس القرطبي

(1)

.

قوله صلى الله عليه وسلم: "وأنا والذي نفسي بيده ما أخرجني غيره" الحديث فيه جواز ذكر الإنسان ما يناله من ألم ونحوه لا على سبيل التشكي وعدم الرضى بل التسلية والتصبر كفعله صلى الله عليه وسلم ولالتماس دعاء أو مساعدة على التسبب في إزالة ذلك العارض فهذا كله ليس بمذموم إنما يذم ما كان تشكيا وتسخطا وجزعا.

قوله: "قوموا" فقاموا، هكذا هو في الأصول بضمير الجمع وهو جائز بلا خلاف لكن الجمهور يقولون إطلاق على الاثنين مجاز، وآخرون يقولون حقيقة، أمر بالقيام لطلب العيش عند الحاجة.

قوله: حتى أتوا باب أبي أيوب الأنصاري، فذكره إلى أن قال: فلما انتهوا إلى الباب خرجت امرأته فقالت مرحبا بنبي الله صلى الله عليه وسلم معه، مرحبا: كلمة منونة تقال عند المسرة للقادم والوافد ولمن يجتمع به بعد مغيب، ومعناها: صادفت رحبا أي سعة ومنصوب بفعل لا يظهر وقيل هو منصوب بفعل على المصدر، وقال الفراء معناه

(2)

: رحب الله بك مرحبا كأنه وضع موضع الترحيب، وقال الجوهري

(3)

: وقولهم مرحبا وأهلا أي أتيت سعة وأتيت

(1)

المفهم (17/ 30).

(2)

الزاهر في معانى كلمات الناس (1/ 234).

(3)

الصحاح (1/ 134).

ص: 455

أهلا فاستأنس ولا تستوحش، قرئ على الحافظ المنذري من الحواشي.

قوله: فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أين أبو أيوب؟ " فسمعه وهو يعمل في نخل له فجاء يشتد، أي: يسعي ويعدو عدوا شديدا والشدة العدو.

قوله: فانطلق فقطع عذقا من النخل فيه من كل من التمر والرطب والبسر، الحديث، العذق: هنا بكسر العين وهو الكباسة وهو الغصن من النخل يعني العرجون بما فيه من الشماريخ، وإنما أتى بهذا العذق الملون ليكون أظرف وليجمعوا بين أكل هذه الأنواع، فقد يطيب لبعضهم هذا ولبعضهم هذا، وفيه استحباب المبادرة إلى الضيف بما تيسر وإكرامه بعده بطعام يصنعه له لا سيما إن غلب ظنه حاجته في الحال إلى الطعام وقد يكون شديدا لحاجة إلى التعجيل، وقد يشق عليه انتظار ما ينعه له لاستعجال الانصراف وقد كره جماعة من السلف التكلف للضيف وهذا محمول على ما يشق على صاحب البيت مشقة ظاهرة لأن ذلك يمنعه من الإخلاص وكمال السرور بالضيف، وربما ظهر عليه شيء من ذلك فيتأذى به الضيف، وقد يحضر شيئا يعرف الضيف من حاله أنه يشق عليه وأنه تكلفه فيتأذي الضيف لشفقته عليه، وكل هذا مخالف لقوله صلى الله عليه وسلم:"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه"

(1)

لأن آكد الكرامة إراحة خاطره وإظهار السرور، وفي هذا الحديث دليل على استحباب تقديم الفاكهة على الخبز واللحم وغيرهما، والله أعلم.

(1)

أخرجه البخاري (6018) و (6136) و (6138) و (6475)، ومسلم (74 و 75 و 76 - 47) عن أبي هريرة.

ص: 456

تتمة: قال في الإحياء في آداب الضيافة

(1)

، من آدابها: ترتيب الأطعمة، فتقدم الفاكهة أولا إن كانت، فذلك أوفق في الطب فإنها أسرع استحالة، فينبغي أن تقع في أسفل المعدة، وفي القرآن تنبيه على تقديم الفاكهة في قوله تعالى:{وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20)}

(2)

ثم قال: {وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (21)}

(3)

، ثم أفضل ما يقدم بعد الفاكهة اللحم والثريد فقد قال صلى الله عليه وسلم "فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام"

(4)

، فإن جمع إليه شيء من الحلواء بعده فقد جُمعت إليه سائر الطيبات، قال أبو سليمان الداراني رضي الله عنه: أكل الطيبات يورث الرضا عن الله، وتتم هذه الطيبات بشرب الماء البارد وصب الماء الفاتر على اليد عند الغسل، قال المأمون: شرب الماء بالثلج يخلص الشكر لله تعالي، قاله في الديباجة.

قوله: ولأذبحن لك مع هذا قال: "إن ذبحت فلا تذبحن ذات در" أي: ذات لبن وهي الحلوب، والحلوب: الشاة ذات اللبن التي تحلب لبنا كثيرًا، وإنما نهاه عن ذبحها لأن في ذبحها تضييعا للبنها مع أن غير ذات الذر تنزل منزلتها عند الضيف، ويحصل بها المقصود والله أعلم، يقال: ناقة وشاة حلوب فإذا

(1)

إحياء علوم الدين (2/ 16).

(2)

سورة الواقعة، الآية:20.

(3)

سورة الواقعة، الآية:21.

(4)

أخرجه البخاري (3411) و (3433) و (3769) و (5418)، ومسلم (70 - 2431) عن أبي موسى. والبخاري (3770) و (5419) و (5428)، ومسلم (89 - 2446) عن أنس.

ص: 457

أفردته عن الموصوف قلت حلوبة، وقد أضمر الموصوف في الحديث وهو قوله "إياك والحلوب"

(1)

في الحديث الآخر فلهذا حذف الهاء، وقيل: الحلوب الاسم والحلوبة الصفة، وقيل: إن الحلوب الواحدة والحلوبة الجماعة يقال جاءوا بحلوبتهم وركوبتهم، أ. هـ قاله صاحب المغيث

(2)

.

قوله: فأخذ عناقا أو جذعا فذبحه، العناق: بفتح العين وهي الأنثى من أولاد المعز إذا قويت ما لم تستكمل سنة وجمعها أعنق وعنوق.

قوله: فلما أكلوا وشبعوا، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"خبز ولحم وتمر وبسر ورطب ودمعت عيناه" الحديث، ففي هذا الحديث دليل على جواز الشبع من الحلال، وما جاء من النهي عن الشبع عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن السلف إنما ذلك في الشبع المثقل للمعدة المبطئ بصاحبه عن الصلوات والأذكار والمضر بالإنسان بالتخم وغيرها الذي يفضي بصاحبه إلى البطر والأشر والنوم والكسل فهذا هو المكروه، وقد يلحق بالمحرم إذا كثرت آفاته وعمت بلياته، والقسطاس المستقيم ما قاله عليه الصلاة والسلام "وإن كان لا بد فثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للنفس"

(3)

والله تعالى أعلم.

(1)

أخرجه مسلم (140 - 2038)، وابن ماجه (3180) و (3181)، والترمذي (2369 و 2370) عن أبي هريرة.

(2)

المجموع المغيث (1/ 483).

(3)

أخرجه الترمذي (2380)، وابن ماجه (3349)، والنسائي في الكبرى (6739)، وابن حبان (674) و (5236) عن المقدام بن معدى كرب. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال الألباني: صحيح لغيره - "الإرواء"(1983)، "الصحيحة"(2265).

ص: 458

قوله: "والذي نفسي بيده إن هذا هو النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة" أي تحاسبون يوم القيامة على ما أكلتم وشربتم فالنعيم هو المعبر بقوله: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8)}

(1)

فأخبر الله تعالى أن الناس مسئولون عن نعيمهم في الدنيا فالنعيم كل ما يتنعم به أي يستطاب ويستلذ، وقال الزمخشري

(2)

: فإن قيل ما النعيم الذي يسأل عنه الإنسان ويعاقب عليه فما من أحد إلا وله نعيم، قلت: هو نعيم من عاب نفسه على استيفاء اللذات ولم يعش إلا ليأكل الطيب ويلبس اللين ويقطع أوقاته باللهو والطرب لا يغنم بالعلم والعمل ولا يحمل نفسه مشاقها وأما من يمتع بنعيم الله تعالى وأرزاقه التي لم يخلقها إلا لعباده ويقوي بها على دراية العلم والقيام بالعمل وكان ناهضا بالشكر فهو من ذلك بمعزل وإليه أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله فيما يروي أنه أكل وأصحابه تمرا وشربوا عليه ماء فقال: "الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين" فسؤالهم عن نعيم هذا اليوم، أي: سؤال (عرض لا سؤال) مناقشة وسؤال [إظهار] الفضل والمنن لا سؤالهم سؤالا يقتضي المعاتبة والمحن وإنما قال صلى الله عليه وسلم هذا استخراجا للشكر على النعيم وتعليما لذلك

(3)

، أ. هـ.

قال القاضي عياض: المراد السؤال عن القيام بحق شكره، قال النووي:

(1)

سورة التكاثر، الآية:8.

(2)

تفسير الزمخشري (4/ 793).

(3)

المفهم (17/ 21).

ص: 459

والذي نعتقده أن السؤال هنا سؤال تعداد النعم وإعلام بالامتنان بها وإظهار الكرامة بإسباغها لا سؤال توبيخ وتقريع ومحاسبة، ذكره في شرح مسلم

(1)

.

قوله: فكبر ذلك على أصحابه، أي: عظم عندهم موقعه.

قوله: فأتاه من الغد فأعطاه وليدته، فالأنثى وليدة، والجمع ولائد، وقد تطلق الوليد على الجارية والأمة وإن كانت كبيرة، ومنه الحديث:"تصدقت على أمي بوليدة"

(2)

يعني جارية [صغيرة، والولائد: الوصائف وفيه فوائد] جمة، تقدم ذكرها، وفيه بيان ما كان عليه صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه من التقلل من الدنيا وإيثار ضيق العيش، وسيأتي الكلام على ذلك مبسوطا في الزهد في الدنيا إن شاء الله تعالى.

3273 -

وَرُوِيَ عَن حَمَّاد بن أبي سُلَيْمَان قَالَ تعشيت مَعَ أبي بردة رضي الله عنه فَقَالَ أَلا أحَدثك مَا حَدثنِي بِهِ أَبُو عبد الله بن قيس رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من أكل فشبع وَشرب فَروِيَ فَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي أَطْعمنِي وأشبعني وسقاني وأرواني خرج من ذنُوبه كَيَوْم وَلدته أمه رَوَاهُ أَبُو يعلى قَالَ الْحَافِظ وَفِي الْبَاب أَحَادِيث كَثِيرَة مَشْهُورَة من قَول النَّبِي صلى الله عليه وسلم لَيست من شَرط كتَابنَا لم نذكرها

(3)

.

(1)

شرح النووي على مسلم (13/ 214).

(2)

أخرجه مسلم (158 و 159 - 1149)، وأبو داود (1656) و (2877) و (3309) واللفظ له، وابن ماجه (1759) و (2394)، والترمذي (667) و (929) عن بريدة.

(3)

أخرجه أبو يعلى (7246)، ومن طريقه أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (473). وقال الهيثمي في المجمع 5/ 26: رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفه. وقال الألباني: موضوع الضعيفة (1141) وضعيف الترغيب (1304).

ص: 460

قوله: وروي عن حماد بن أبي سليمان [الكوفى أستاذ أبى حنيفة].

قوله: تعشيت مع أبي بردة رضي الله عنه فقال: ألا أحدثك ما حدثني به أبى عبد الله بن قيس رضي الله عنه[هو اسم أبى موسى الأشعري قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة قبل هجرته إلى المدينة فأسلم، ثم هاجر إلى الحبشة، ثم هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحاب السفينتين بعد فتح خيبر، فأسهم لهم منها، ولم يسهم منها لأحد غاب عن فتحها غيرهم].

قوله صلى الله عليه وسلم: "من أكل فشبع وشرب فروي، فقال: الحمد لله الذي أطعمني وأشبعني وسقاني وأرواني خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه" الحديث، المراد بذلك الصغائر كما تقدم في نظائره.

فرع: إذا قرب إليه الأكل قال: اللهم بارك لنا فيما رزقتنا وقنا عذاب النار باسم الله، فإن نسي فليقل باسم الله أوله وآخره، فإن أكل مع صاحب عاهة قال: باسم الله ثقة بالله وتوكلا عليه، وإذا فرغ قال الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين، رواه أبو داود من حديث أبي سعيد

(1)

الخدري: الحمد لله الذي أطعم وسقى وسوغه وجعل له مخرجا

(2)

، الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة

(3)

اللهم أطعمت وسقيت وأغنيت وأفنيت وهديت وأحييت فلك الحمد على ما

(1)

أخرجه أبو داود (3850). وضعفه الألباني في المشكاة (4204)، الكلم الطيب (188).

(2)

أخرجه أبو داود (3851)، والنسائي في الكبرى (6867 و 10044) عن أبي أيوب. وصححه الألباني في "المشكاة"(4207)، "الصحيحة"(709 و 2061).

(3)

أخرجه ابن ماجه (3285)، وأبو داود (4023)، والترمذي (3458) عن معاذ بن أنس. حسنه الألباني في المشكاة (4343).

ص: 461

أعطيت

(1)

، الحمد لله الذي منَّ علينا وهدانا والحمد لله الذي أشبعنا وأروانا وكل الإحسان قد آتانا

(2)

.

فائدة: يقال أيضًا إذا فرغ من الأكل قال النووي

(3)

: روينا في صحيح البخاري

(4)

عن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم "كان إذا رفع طعامه أو ما بين مائدته قال: الحمد لله كثيرا طيبا مباركا فيه غير مكفي ولا مودع ولا مستغني عنه ربنا" وفي رواية: "كان يقول إذا فرغ من طعامه"، وقال مرة: "إذا رفع مائدته قال: الحمد لله الذي.

الوجه اليمين ممسوح كاملا الوجه اليسار

كفانا وأوانا غير مكفي ولا مكفور"

(5)

قلت: مكفي بفتح الميم وتشديد الياء، هذه الرواية الصحيحة الفصيحة، قال الحربي: فالمكفي الإناء المقلوب للاستغناء عنه كما قال غير مستغني عنه أو لعدمه، ورواه أكثر الرواة بالهمز وهو فاسد من حيث العربية سواء كان من الكفاية أو من كفايات الإناء.

(1)

أخرجه النسائي في الكبرى (6871)، وابن السنى (467) عن عبد الرحمن بن جبير. وصححه الألباني في الكلم الطيب (190).

(2)

أخرجه ابن السنى (468).

(3)

الأذكار (ص 235).

(4)

البخاري (5458).

(5)

البخاري (5459).

ص: 462

قوله: "ولا مكفور" أي: غير مجحود نعم الله سبحانه وتعالى فيه بل مشكورة غير مستور الاعتراف بها والحمد لله، وذهب الخطابي إلى أن المراد بهذا الدعاء كله الباري سبحانه وتعالى وأن الضمير يعود إليه، وأن معنى قوله "غير مكفي" أنه يطعم ولا يطعم كأنه على هذا من الكفاية []

(1)

، وإلى هذا ذهب غيره في تفسير هذا الحديث أن الله تعالى مستغن عن معين وظهير، قال: وقوله "ولا مودع" أي غير متروك الطلب منه والرغبة إليه وهو بمعنى المستغني عنه وينتصب ربنا على هذا بالاختصاص والمدح أو النداء كأنه قال: يا ربنا اسمع حمدنا ودعاءنا ومن رفعه قطعه وجعله خبرًا

(2)

، أ. هـ.

خاتمة: قال الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله

(3)

: ومن آداب الطعام أن يتحدثوا في حال أكله بالمعروف ويتحدثوا بحكايات الصالحين في الأطعمة وغيرها والله أعلم.

(1)

وهنا في هذا الموضع زيادة من النهاية نصها: ومنه الحديث "توضأوا مما غيرت النار" أراد به غسل الأيدي والأفواه من الزهومة، وقيل: أراد به وضوء الصلاة. وذهب إليه قوم من الفقهاء، ومنه حديث الحسن "الوضوء قبل الطعام ينفي الفقر، وبعده ينفي اللمم"، ومنه حديث قتادة "من غسل يده فقد توضأ" قاله في النهاية. (5/ 195) ولا محل لها في هذا الموضع وإنما موضعها في الحديث التالى من الباب التالى.

(2)

الأذكار للنووى (ص 378 - 379)، ومطالع الأنوار (3/ 379 - 380).

(3)

الإحياء (2/ 7).

ص: 463