الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب السادس: الدعاء
قال اللَّه تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186].
الفصل الأول: فضل الدعاء
جاء في «تحفة الذاكرين» ما مختصره:
1 -
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: «الدعاء هو العبادة» ثم تلا قوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي ...... } [غافر: 60] رواه ابن حبان في «صحيحه» (1)[قال الشوكاني رحمه الله]: فالدعاء هو أعلى أنواع العبادة وأرفعها وأشرفها، والآية الكريمة قد دلت على أن الدعاء من العبادة، فإنه سبحانه وتعالى أمر عباده أن يدعوه، ثم قال:{إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي} فأفاد بذلك أن الدعاء عبادة وأن ترك دعاء الرب سبحانه استكبار، ولا أقبح من هذا الاستكبار، وكيف يستكبر العبد عن دعاء مَن هو خالق له ورازقه وموجده من العدم وخالق العالم كله ورازقه ومحييه ومميته ومثيبه ومعاقبه؟! فلا شك أن هذا الاستكبار طرف من الجنون وشعبة من كفران النعم.
2 -
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: «لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة» . رواه الحاكم في «المستدرك» والبزار [وحسنه الألباني].
(قوله: (لا يغني حذر من قدر) فيه دليل على أن الحذر لا يغني عن صاحبه شيئًا من القدر المكتوب، ولكنه ينفع من ذلك الدعاء، ولذلك عقبه صلى الله عليه وسلم بقوله:«والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل» وأكد ذلك بقوله: «إن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة» ، ومعنى يعتلجان: يتصارعان ويتدافعان.
والحاصل: أن الدعاء من قدر اللَّه عز وجل فقد يقضي الشيء على عبده قضاء مقيدًا بألا يدعوه فإن دعاه اندفع عنه.
3 -
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: «من لم يسأل اللَّه يغضب عليه» رواه الترمذي. [وصححه الألباني في «صحيح سنن الترمذي». وسيأتي شرحه إن شاء اللَّه تعالى].
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع اللَّه غضب عليه» مصنف ابن أبي شيبة.
(1) وصححه الألباني. وجاء في «مدارج السالكين» .
قالوا أتشكوا إليه ما ليس يخفي عليه؟
…
فقلت ربي يرضى ذل العبيد لديه
(قل).