الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْحَدِيث الثاني [إنما الأعمال بالنيات]
أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الإْمَامُ نَاصِرُ الْحَدِيثِ رُكْنُ الدِّينِ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحُسَيْنُ بْنُ مُسْعُودٍ الْبَغَوِيُّ نَوَّرَ اللَّهُ حُفْرَتَهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بُوَيْهٌ الزَّرَّادُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجُرْجَانِيُّ وَأَبُوأحمد مُحَمَّدِ بْنُ أَحْمَدَ الْمُعَلِّمُ الْهَرَوِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَالِينِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ (النَّسَوِيُّ) ، حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ
مُوسَى وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَسْمَاءَ بن أَخِي جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ، قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيِّ:
عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ "
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ كَبِيرٌ، عَالٍ، مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ وَعِظَمِ مَوْقِعِهِ، مُسْتَفِيضٌ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، رَوَاهُ عَنْهُ أَكْثَرُ مِنْ مِائَتَيْ نَفْسٍ عَامَّتُهُمْ أَئِمَّةٌ مُعَرَّفُونَ
روي عَنْ الشَّافِعِيّ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: يدخل فِي هَذَا الْحَدِيث ثلث العلم
وَقَالَ أَبُو داود السِّجِسْتَانِيّ رحمه الله: الفقه يدور عَلَى أربعة
أحاديث: " الحلال بين والحرام بين " و " الأعمال بالنيات " و " مَا نهيتكم عَنْهُ فاجتنبوه وما أمرتكم بِهِ فأتوا منه مَا استطعتم "، " ولا ضرر ولا ضرار "
رواه عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم التالي لأبي بكر رضي الله عنه فِي الخلافة، وتلوه فِي الفضل، والمصلي لَهُ فِي القدر والمنزلة، أمير المؤمنين، أَبُو حفص عُمَر بْن الْخَطَّابِ بْن نفيل بْن عَبْد العزى بْن رباح بْن عَبْد اللَّهِ بْن قرط بْن رزاح بْن عدي بْن كعب بْن لؤي بْن غالب العدوي وَهُوَ الفاروق الَّذِي: يفرق بين الحق والباطل
وأمه: حنتمة بنت هشام بْن المغيرة المخزومية، وَأَبُو جهل بْن
هشام خاله. قَالَ عُمَر بْن الْخَطَّابِ رضي الله عنه: اسرع إلي الشيب من قبل أخوالي بني المغيرة.
بشرة رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بالجنة، وشهد أن اللَّه تَعَالَى جعل الحق عَلَى لسانه وقلبه، وأن رضاه عز، وغضبه عدل، وأن الشيطان يفر منه، وأن اللَّه عز وجل أعز الدين بِهِ، واستبشر أهل السماء بإسلامه، وسماه عبقريا ومحدثا وسراج أهل الجنة ودعاه صاحب رحى دارة العرب يعيش حميدا، ويموت شهيدا، وأنه رجل لا يحب الباطل ولو كَانَ بعده نبي لكان عمر.
استخلف سنة ثلاث عشرة، فِي جمادى الآخرة لثمان بقين منه، وطعنه أَبُو لؤلؤة غلام المغيرة بْن شعبة يوم الأربعاء لسبع بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين، ومات يوم السبت غرة محرم سنة أربع وعشرين صلى عَلَيْهِ صهيب، ودفن مَعَ صاحبيه فِي حجرة عائشة رضي الله عنها بأمرها وكانت خلافته عشر سنين وسبعة أشهر وخمس ليال، وقيل غير ذَلِكَ.
قَالَ علي رضي الله عنه: واعمراه قّوم الأود، وأبرأ العمد، ومات نقي الثوب، قليل العيب.
وَكَانَ ابن مسعود رضي الله عنه يَقُول: إن عمر كَانَ حصنا حصينا للإسلام، وما زلنا أعزة منذ أسلم.
وَهُوَ أول من سمي أمير المؤمنين.
واختلف فِي سنه فقيل: ثلاث وستون سنة، وقيل: ست وستون، وَقَالَ بعضهم: خمس وخمسون سنة، وقيل: غير ذَلِكَ.
وفي الْحَدِيث: دلالة عَلَى أن صحة جميع الأعمال الشرعية، قولها وفعلها، وفرضها ونفلها، بالنية، لأن كلمة إنما ملفقة من نفي وإثبات، فإن للإثبات، وما للنفي، فهي تعمل بركنيها إثباتا ونفيا، تثبت الشيء وتنفي مَا عداه، ولهذا قيل:" الأعمال البهيمية مَا عملت بغير نية "
وقوله: " فمن كانت هجرته إِلَى اللَّه ورسوله فهجرته إِلَى اللَّه
ورسوله " يريد بِذَلِكَ أن من قصد بالهجرة رضا اللَّه تَعَالَى ولم يخلطها بشيء من الدنيا فهجرته مقبولة عند اللَّه عز وجل، وأجره واقع عَلَى اللَّه تَعَالَى.
" ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أَوِ امرأة يتزوجها " يريد أن حظه من هجرته مَا قصد ونواه، وليس لَهُ عند اللَّه تَعَالَى أجرة، ولا من الثواب حظ.
ويقال: إن هَذَا إنما جاء فِي رجل لأجل امرأة أبت أن تتزوجه حَتَّى يهاجر إليها فهاجر وتزوجها، فكنا نسميه (مهاجر أم قيس) .
وقد قَالَ عليه السلام: " نية المؤمن خير من عمله " قيل: أراد بِهِ من عمل الكافر "، وقيل: لأن العمل يدخله الرياء، والنية لا يدخلها الرياء، ولأن النية تصلح العمل فكانت خيرا من العمل.
(والنية) فِي اللغة عبارة عَنِ القصد، ويقال: نويت الشيء، إذا قصدته وعزمت عَلَيْهِ بقلبك، وَقَالَ بعضهم: أصل النية الطلب، يقال: لفلان عندي نية ونواة، أي طلبة وحاجة ويجوز فِيهِ التخفيف والتشديد.
وأما (الدنيا) فهي اسم لهذه الدار الأولى، وهي (فعلى) من دنا يدنو، وسميت بِهِ لدنوها، قَالَ اللَّه تَعَالَى:{إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا} ، ويجوز أن تكون دنيا (فعلى) من الدني، وَهُوَ الخسيس.
أَخْبَرَنَا تاج الإْسِلام أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُور بْن عَبْد الجبار السَّمْعَانِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُور أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن علي العمروي، حَدَّثَنَا أَبُو سَعْد عَبْد الرَّحْمَنِ بْن حمدان النصروي، حَدَّثَنَا بشر بْن أَحْمَدَ المهرجاني، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن الْحُسَيْن الحذاء،
أَخْبَرَنَا بعض أصحابنا عَنْ عَبْد الأعلى بْن حماد النرسي، قَالَ: دخلت عَلَى المتوكل فَقَالَ: يَا أبا يَحْيَى، قد هممنا أن نصلك بخير فتدافعت الأمور، فقلت: يَا أمير المؤمنين، سمعت مسلم بْن خالد المكي يَقُول: سمعت جَعْفَر بْن مُحَمَّد الصادق، يَقُول: من لم يشكر الهمة لم يشكر النعمة ثُمَّ قلت: أفلا أنشدك بيتين قالهما بعض الشعراء؟ قَالَ: مَا هما؟ فأنشدته:
لأشكرنك معروفا هممت بِهِ
…
إن اهتمامك بالمعروف معروف
ولا ألومك إن لم يمضه قدر
…
فالشيء بالقدر المحتوم مصروف
قَالَ: فاستحسنهما فكتبهما بيده من إعجابه بهما، وأمر لِي بجائزة.