الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والحديث الخامس عشر [طاعة أولي الأمر، ولزوم السنة]
أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الإْمَامُ جَمَالُ الأَئِمَّةِ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّمْعَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْخُ الإْسِلامِ وَالِدِي أَبُو الْمُظَفَّرِ مَنْصُورُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السَّمْعَانِيُّ، بَرَّدَ اللَّهُ مَضْجَعَهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سِرَاجٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْبُوبٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عِيسَى مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى التِّرْمِذِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ:
عَنِ الْعَرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رضي الله عنه قَالَ: وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا بَعْدَ صَلاةِ الْغَدَاةِ مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ،
فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: " أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلافًا كَثِيرًا، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتُ الأُمُورِ، فَإِنَّهَا ضَلالَةٌ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، عُضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ "
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، عَالٍ، مِنْ حَدِيث خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ، رُوَاتُهُ شَامِيُّونَ، أَخْرَجَهُ أَبُو عِيسَى فِي جَامِعِهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُجْرٍ، وَأَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ رحمه الله.
رواه عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، العرباض بْن سارية السلمي من بني سليم بْن مَنْصُور بْن عكرمة بْن خصفة بْن قيس بْن غيلان يكنى أبا نجيح مات فِي فتنة ابن الزبير سنة خمس وسبعين.
وَكَانَ من المعدودين فِي أصحاب الصفة، وَهُوَ من البكائين الَّذِينَ نزل فيهم قوله تَعَالَى:{وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ} .
وَكَانَ من المشتاقين إِلَى اللَّه تَعَالَى يحب أن يقبض إِلَيْهِ، يقول فِي دعائه: إلهي كبرت سني، ووهن عظمي، فاقبضني إليك.
وفي الْحَدِيث علوم كثيرة لا يسع الناس جهلها
مِنْهَا: أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم أمرهم بتقوى اللَّه عز وجل، ولا يعلمون تقواه إِلا بالعلم.
ومِنْهَا: أَنَّهُ أمرهم بالسمع والطاعة لكل من ولي عليهم من عبد أسود وغيره، ولا تكون الطاعة إِلا فِي معروف.
ومِنْهَا: أَنَّهُ أعلمهم أَنَّهُ سيكون اختلاف كثير بين الناس، فأمرهم بلزوم سننه وسنة أصحابه، وحثهم عَلَى أن يتمسكوا بها التمسك الشديد مثلما يعض الإنسان بأضراسه عَلَى الشيء يريد أن لا يفلت منه.
و" النواجذ ": آخر الأضراس، واحدها: ناجذ وقد يكون معناه أيضا الأمر بالصبر عَلَى مَا يصيبه من المضض فِي ذات اللَّه عز وجل كما يفعله المتألم بالوجع يصيبه.
ومِنْهَا: أَنَّهُ حذرهم البدع، وصرح بأنها ضلالة، وكل من عمل عملا أَوْ تكلم بكلام لا يوافق كتاب اللَّه عز وجل وسنه رَسُول صلى الله عليه وسلم وسنن الخلفاء الراشدين فهو بدعة مردودة عَلَى قائله أَوْ فاعله.
ومِنْهَا: أن عرباضا قَالَ: وعظنا رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة ذرفت مِنْهَا العيون ووجلت مِنْهَا القلوب، ولم يقل: صرخنا من موعظته ولا زعقنا ولا طرقنا عَلَى رءوسنا، ولا ضربنا عَلَى صدورنا، ولا زفنا ولا رقصنا، كما يفعل فِي زماننا كثير من الجهلة، فإن ذَلِكَ من الشيطان، بدليل أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أصدق الناس كلاما وأنصح لأمته، وأصحابه أرق
الخلق قلوبا، فلو كَانَ هَذَا جائزا صحيحا مشروعا لكانوا أحق بِذَلِكَ أن يفعلوا بين يدي رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ولكنه منكر وباطل.
وفي الْحَدِيث: دلالة عَلَى معجزة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وهي معرفته بما يكون بعده من الاختلاف فِي أمته.
وفيه: دليل عَلَى فضيلة كاملة للخلفاء الأربعة، رضوان اللَّه عليهم، حيث شهد النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أنهم مهديون راشدون.
أَخْبَرَنَا شَيْخ الْقُضَاةِ أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَدَ البيهقي، أَخْبَرَنَا شَيْخ الإْسِلامِ أَبُو عُثْمَان إِسْمَاعِيل بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصابوني، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد أسد بْن رستم الْهَرَوِيّ، حَدَّثَنَا أَبُو نصر مَنْصُور بْن مُحَمَّد المطرقي، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن مُوسَى السمسار، حَدَّثَنَا جَعْفَر الصائغ، حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إِسْمَاعِيلَ، حدثني جرير، قَالَ:
أوصى اللَّه عز وجل إِلَى مُوسَى عليه السلام: إني أعلمك خمس كلمات، هن عماد الدين:
1-
مَا لم تعلم أن قد زال ملكي فلا تترك طاعتي.
2-
وما لم تعلم أن خزائني نفدت فلا تهتم لرزقك.
3-
وما لم تعلم أن عدوك قد مات يعني إبليس فلا تأمن ناحيته، ولا تدع محاربته.
4-
وما لم تعلم أن قد غفرت لك فلا تعب المذنبين.
5-
وما لم تدخل جنتي فلا تأمن من مكري.
وَقَالَ أَبُو بَكْر بْن عياش: السنة فِي الإْسِلام كالإسلام فِي الشرك.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَد الزاهري، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بْن عَبْد اللَّهِ السبيعي، أنشدنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّد بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدغولي، أنشدنا أَبُو زرعة الرَّازِيّ رحمه الله، قوله:
دين النبي مُحَمَّد آثار
…
نعم المطية للورى الأخبار
لا تغفلن عَنِ الْحَدِيث وأهله
…
فالرأي ليل، والحديث نهار
ولربما غلط الفتى سبل الهدى
…
والشمس واضحة لها أنوار