الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْحَدِيث الثالث والثلاثون [فضل سَعْد بْن معاذ رضي الله عنه]
أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الإْمَامُ الْحَافِظُ أَبُو الْعَلاءِ حَمْدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ رحمه الله، أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو مُسْلِمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَرَفَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ النُّهَاوَنْدِيُّ إِمَامُ جَامِعِهَا، قَدِمَ عَلَيْنَا، حَدَّثَنَا أَبُو الْحسن أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فِرَاسٍ الْمَكِّيُّ، بِمَكَّةَ، حَرَسَهَا اللَّهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّيْبُلِيُّ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ حَرْبٍ الْمَرْوَزِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ -، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ:
عَنِ الْبَرَاءِ رضي الله عنه، قَالَ: أَهْدَيْتُ لرَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حُلَّةً مِنْ حَرِيرٍ، فَجَعَلَ أَصْحَابُهُ يَلْمِسُونَهَا وَيَتَعَجَّبُونَ مِنْ لِينِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" مَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ أَفْضَلُ، أَوْ خَيْرٌ، مِمَّا تَرَوْنَ ".
هَذَا حَدِيثٌ، حَسَنٌ، عَالٍ، مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ. أَخْرَجَهُ مُحَمَّدٌ [الْبُخَارِيُّ] فِي (صِفَةِ الْجَنَّةِ) ، عَنْ مُسَدَّدٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، وَفِي (مَنَاقِبِ سَعْدٍ) عَنْ بُنْدَارٍ، عَنْ غُنْدَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، وَفِي (اللِّبَاسِ) عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، وَفِي (النُّذُورِ) : عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ.
وَأَوْرَدَهُ مُسْلِمٌ فِي (الْفَضَائِلِ) ، عَنْ أَبِي مُوسَى وَبُنْدَارٍ، عَنْ غُنْدَرٍ، وَعَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَةَ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ خَالَدٍ، كُلِّهِمْ عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْهُ.
رواه عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: أَبُو عمارة البراء بْن عازب بْن الحارث بْن عدي بْن جشم بْن مجدعة بْن حارثة، نزل الكوفة. توفي أيام مصعب بْن الزبير. تخلف عَنْ بدر الصغرى، وَكَانَ أول مشهد شهده الخندق قَالَ البراء: استصغرت أنا وابن عمر يوم بدر.
فِي الْحَدِيث: دلالة عَلَى فضائل سَعْد بْن معاذ رضي الله عنه، وشهادة بأنه من أهل الجنة، وأنه يكسى من حللها، وفي ذَلِكَ معجزة ظاهرة لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حيث أَخْبَرَنَا عما لم يكن بعد.
وفيه دليل عَلَى أن مَا فِي الجنة من الأشياء أفضل وأحسن مما فِي
الدنيا، وإن كَانَ بينهما مشاركة من حيث الاسم والصورة، فإن ثياب الجنة لا تبلى، ونعيمها لا ينفد.
وقد قَالَ عليه السلام حين سمع قول لبيد: وكل نعيم لا محالة زائل. قَالَ: " كذب، فإن نعيم الجنة لا يزول ".
وفيه دليل عَلَى جواز قبول الهدية للنبي صلى الله عليه وسلم، مَعَ تحريم الصدقة عَلَيْهِ. قَالَ صلى الله عليه وسلم:" لو دعيت إِلَى كراع لأجبت، ولو أهدى إِلي ذراع لقبلت ".
والهدية مندوب إليها: لقوله صلى الله عليه وسلم: " تهادوا تحابوا ".
أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو علي الْحَسَن بْن أَحْمَدَ الحداد، إجازة، أَخْبَرَنَا الْحَافِظ أَبُو نعيم أَحْمَد، أَخْبَرَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن يعقوب بْن عمر الْجُعْفِيّ، حَدَّثَنَا أَبُو حاتم مُحَمَّد بْن إِدْرِيس، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى الواسطي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بشر، حَدَّثَنَا حفص بْن عمر الْجُعْفِيّ، يَقُول:
اشتكى داود الطائي أياما، وَكَانَ سبب علته أَنَّهُ مر بآية فِيهَا ذكر النار، فكررها مرارا فِي ليلته، فأصبح مريضا، فدخل عَلَيْهِ ناس من إخوانه وجيرانه، ومعهم ابن السماك، وَهُوَ فِي بيت عَلَى التراب وتحت رأسه لبنة، فلما توفي خرج فِي جنازته خلق كثير، حَتَّى ذوات الخدور.
فَقَالَ ابن السماك: يَا داود سجنت نفسك قبل أن تسجن، وحاسبت نفسك قبل أن تحاسب، وعذبتها قبل أن تعذب، فاليوم ترى ثواب مَا كنت ترجو وله كنت تنصب وتعمل.
فَقَالَ أَبُو بَكْر بْن عياش، وَهُوَ عَلَى شفير القبر: اللَّهم لا تكل داود إِلَى عمله، فاستحسن الناس كلامه.
مَا لبس داود مدة حياته لينا، وما أكل طيبا.
وَكَانَ يَقُول: العلم آلة العمل، فإذا أفنيت عمرك فِي جمع الآلة فمتى تعمل؟ مسكين ابن آدم، قلع الأحجار أهون عَلَيْهِ من ترك الأوزار.
أنشدنا الإْمَام شرف الأئمة، لأبي الحسن الكاتب رحمه الله:
وفي مر الشهور لنا فناء
…
ونحن نحب أن تفني الشهور
ويعجبنا زوال اليوم عنا
…
وفي غده تسد بنا القبور
نسير إِلَى المنايا، والمنايا
…
إلينا غير وانية تسير
فلا المغتر تتركه المنايا
…
لغرته، ولا الحذر النفور