الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْحَدِيث الثامن عشر [رؤية اللَّه تَعَالَى فِي الجنة، وتفضيل صلاتي الصبح والعصر]
: أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْجَلِيلُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْحُلْوَانِيُّ، أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْفَقِيهُ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ، حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ:
عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ عز وجل لا تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ، كَمَا تَنْظُرُونَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ لا يُغْلَبَ عَلَى صَلاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَلا غُرُوبِهَا فَلْيَفْعَلْ ".
هَذَا حَدِيثٌ كَبِيرٌ، عَالٍ، مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ.
أَوْرَدَهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ، عَنِ الْحُمَيْدِيِّ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَعَنْ مُسَدَّدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، كِلاهُمَا عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَبِطُرُقٍ أُخَرَ.
وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي كِتَابِهِ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَعَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ أَبِي أُسُامَةَ، وَوَكِيعٍ، كُلِّهِمْ عَنْ إِسْمَاعِيلَ. وَهُوَ حَدِيثٌ مَشْهُورٌ فِي إِثْبَاتِ الرُّؤْيَةِ اجْتَمَعَتْ الأُمَّةُ قَاطِبَةً عَلَى قَبُولِهِ، وَضَلَّلُوا مَنْ أَنْكَرَهُ وَرَدَّهُ، حَتَّى قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: مَنْ كَذَّبَ بِهَذَا الْحَدِيثِ فَقَد بَرِئَ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى، وَاللَّهُ عز وجل مِنْهُ بَرِيءٌ.
رواه عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم سيد بجيلة: أَبُو عَمْرو، ويقال: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، جرير بْن عَبْد اللَّهِ بْن [جابر] الشليل بْن مَالِك الْبَجَلِيّ الأحمسي من كرام أصحاب رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فاق الناس جمالا، قَالَ فِيهِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم:" عَلَى وجهه مسحة ملك "، وَكَانَ عمر رضي الله عنه يسميه: يُوسُف هَذِهِ الأمة.
قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سنة عشر فِي رمضان وأسلم سكن الكوفة إِلَى خلافة علي رضي الله عنه، ثُمَّ تحول إِلَى قرقيسيا، ومات بها سنة إحدى وخمسين، وقيل: سنة أربع [وخمسين]، وقيل: سنة ست [وخمسين] .
وَكَانَ طويلا، يتفل فِي ذروة البعير من طوله، وَكَانَ نعله ذراعا.
كَانَ يخضب لحيته بالزعفران بالليل ويغسلها إذا أصبح فتخرج مثل لون التبر.
وفي الْحَدِيث: دلالة واضحة عَلَى أن المؤمنين يرون ربهم عز وجل فِي الجنة بأبصارهم، وأنه يراهم جميعهم لا يضامون، بالتشديد، والتخفيف، يدل عَلَى دفع المضامة، ورفع الضيم إنما يكون فِي استواء الكل فِي الرؤية.
وفيه دليل عَلَى أن الرؤية بالعين، خلاف قول المعتزلة فإنهم قالوا: معناه المعرفة بالقلب، لأن خوف المضامة لا يتصور فِي معرفة القلب، وقد روي فِي بعض الروايات، عيانا فهذا يقطع كل تأويل.
ومعنى قوله: " كما ترون القمر " أي: لا يقع لكم شك ولا يخالجكم ريبة فِي رؤيته، كما لا يقع لكم فِي الدنيا رؤية القمر ليلة البدر وقيل: أراد بِهِ استواءهم فِي النظر إِلَيْهِ، فالتشبيه فِي الْحَدِيث للرؤية بالرؤية، لا للمرئي بالمرئي.
وفي الْحَدِيث: دليل عَلَى تفضيل صلاة الصبح والعصر، لتخصيصهما بالذكر وقوله:" لا تضامون " روي بثلاث روايات:
1-
بضم التاء وتشديد الميم " تضامون ".
2-
وبفتح التاء وتشديد الميم " تضامون ".
3-
وبضم التاء وتخفيف الميم " تضامون "
فالأول معناه: لا تزاحمون.
والثاني: لا تتزاحمون أي: لا ينضم بعضكم إِلَى بعض فِي وقت النظر.
والثالث: لا يلحقكم ضيم فِي رؤيته، أي مشقة وبخس.
ويروى: " لا تضارون فِي رؤيته " بروايتين: تشديد الراء، وتخفيفها.
فإذا شددت الراء فمعناه: لا تخافون، أي: لا يخالف بعضكم بعضا فيقول واحد: هُوَ ذاك، ويقول الآخر: ليس بذاك، كما فِي رؤية الأهلة، ويقال: " ضاررته مضارة: إذا خالفته، ومنه سميت الضرة قَالَ بعضهم: معناه لا تضايقون، والمضارة: المضايقة، والضرار، الضيق، فأضر بي، أي: لزق بي.
وأما بتخفيف الراء فهو من الضير والضير: الضر، يقال ضاره يضيره ويضوره: إذا ضره.
أَخْبَرَنَا تاج الإْسِلام أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُور السَّمْعَانِيّ، أَخْبَرَنَا الْحَافِظ أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَد بْن مُوسَى بْن مردويه، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر عَبْد الواحد بْن أَحْمَدَ بْن الْعَبَّاس الباطرقاني، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد بْن حيان، إملاء، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن زيدك، يَقُول:
سمعت ابن خزيمة يَقُول: سمعت سَعْد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الحكم يَقُول: سمعت الشَّافِعِيّ يَقُول: كلما رأيت رجلا من أصحاب الْحَدِيث كأنما رأيت رجلا من أصحاب رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
وَقَالَ أيوب السختياني، إن الرجل من أهل السنة ليموت فكأنما مات بعض أعضائي، أبشروا يَا أهل السنة برحمة اللَّه ورضوانه اليوم عَلَى السنة، وغداً في الجنة.
وأنشدنا تاج الإْسِلام، أنشدنا أَبُو مُحَمَّد عَبْد الملك بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّهِ اليماني النحوي، بمكة، حماها اللَّه، أنشدنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ اللخمي، لابن الأنباري رحمه الله:
أهلا وسهلا بالذين أودهم
…
وأحبهم فِي اللَّه ذي الآلاء
أهلا بقوم صالحين ذوي تقى
…
خير الرجال وزين كل ملاء
يسعون فِي طلب الْحَدِيث بعفة
…
وتوقر وسكينة وحياء
لهم المهابة والجلالة والتقى
…
وفضائل جلت عَنِ الإحصاء
ومداد مَا تجري بِهِ أقلامهم
…
أزكى وأفضل من دم الشهداء
يَا طالبي علم النَّبِيّ مُحَمَّد
…
مَا أنتم وسواكم بسواء