الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْحَدِيث الثاني عشر [أحب الأعمال إِلَى اللَّه]
أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الإْمَامُ جَمَالُ الأَئِمَّةِ أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مَسْعُودٍ الْبَغَوِيُّ، أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الأَدِيبُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفٍ الشِّيرَازِيُّ، أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو يَعْلَى حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمُهَلَّبِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ دِلُّوَيْهِ الدَّقَّاقُ -، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجُعْفِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الْعَيْزَارِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ يَقُولُ:
أَخْبَرَنَا صَاحِبُ هَذِهِ الدَّارِ، وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ، إلى دَارَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عز وجل؟ قَالَ: " الصَّلاةُ عَلَى وَقْتِهَا "، قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: " بِرُّ الْوَالِدَيْنِ "، قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: " الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ "، قَالَ: حَدَّثَنِي بِهِنَّ وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي.
هَذَا حَدِيث عَالٍ، مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ، مِنْ حَدِيثِ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، مُخَرِّجُهُ مِنَ الْكُوفَةِ.
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِهِ مِنْ طُرُقٍ، وَأَوْرَدَهُ مُسْلِمٌ مِنْ طُرُقٍ.
رواه عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم صاحب السواد والوساد والسرار، والسواك والسباق والبدار، أقرب المهاجرين وسيلة، وأرجحهم فضيلة، لَهُ المناقب المأثورة، والفضائل المشهورة: أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ عَبْد اللَّهِ بْن مسعود بْن غافل بْن حَبِيب بْن شخص بْن قار بْن مخزوم، من هذيل، ورهطه منهم: عامر بْن الحارث بْن تميم بْن سَعْد، وَكَانَ من حلفاء بني زهرة.
وشهد مَعَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بدرا وبيعة الرضوان، وجميع المشاهد، وَهُوَ من كبار أصحاب رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أسلم وَهُوَ سادس ستة، وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقربه ويكرمه، ولا يحجبه.
وَكَانَ رجلا نحيفا، قصيرا، يكاد الجالس يوازيه من قصره، أمره
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أن يصعد الشجرة فيأتيه مِنْهَا بشيء، فنظر أصحابه إِلَى ساق عَبْد اللَّهِ بْن مسعود فضحكوا من خموشة ساقيه، فَقَالَ عليه السلام:" مَا تضحكون؟ لرجل عَبْد اللَّهِ فِي الميزان يوم القيامة أثقل من أحد ".
كَانَ عَلَى قضاء الكوفة زمن عمر رضي الله عنه وصدرا من خلافة عُثْمَان رضي الله عنه، ثُمَّ رجع إِلَى المدينة وتوفي بها سنة اثنتين وثلاثين وَهُوَ ابن بضع وستين سنة، صلى عَلَيْهِ الزبير بْن العوام ودفن بالبقيع.
وفي الْحَدِيث دلالة عَلَى فضل المحافظة عَلَى الصلوات فِي أوقاتها، والمراد منه أداؤها فِي أول أوقاتها، وقد روى عَنِ الصِّدِّيق رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: أول الوقت رضوان اللَّه، وآخره عفو اللَّه قَالَ الشَّافِعِيّ، يشبه أن يكون الرضا للموفقين، والعفو عَنِ المقصرين.
أَخْبَرَنَا تاج الإْسِلام أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُور السَّمْعَانِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّد العلاف المقرئ ببغداد، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْن عمر الحمامي، أَخْبَرَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّدِ بْنِ نصر الخلدي قَالَ: حدثني إِبْرَاهِيم بْن بشار يَقُول:
سمعت إِبْرَاهِيم بْن أدهم يَقُول: مرض بعض العباد، فدخلنا عَلَيْهِ نعوده، فجعل يتنفس ويتأسف، فقلت لَهُ: علام تتأسف رحمك اللَّه؟ فَقَالَ: مَا تأسفي عَلَى البقاء فِي دار الأحزان والغموم والخطايا والذنوب، وإنما أسفي عَلَى ليلة نمتها، ويوم أفطرته، وساعة غفلت فِيهَا عَنْ ذكر اللَّه تَعَالَى.
أنشدنا الإْمَام أَبُو سهل غانم مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أنشدنا الْحَافِظ أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَد بْن عَبْد اللَّهِ، قَالَ: أنشدنا عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر، قَالَ: أنشدنا عَبْد اللَّهِ بْن المعتز، لنفسه:
ألم تر أن الدهر يوم وليلة
…
يكران من سبت عليك إِلَى سبت
فقل لجديد العيش لا بد من بلى
…
وقل لاجتماع الشمل لا بد من شت