الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْحَدِيث السابع عشر [فضل صيام رمضان]
أَخْبَرَنَا الكيا الإْمَامُ الْحَافِظُ أَبُو شُجَاعٍ شِيرَوَيْهِ بْنُ شَهْرَدَارَ بْن شِيرَوَيْهِ بْنِ فناخسره بْنِ خسركان بْنِ استنب الدَّيْلَمِيُّ رحمه الله، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَفَّالُ، بِأَصْبَهَانَ فِي دَارِهِ -، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُورْشِيدَ -، قَوْلَهُ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زيادِ بْنِ بِشْرٍ الأَعْرَابِيُّ -، بِمَكَّةَ، حَمَاهَا اللَّهُ - تَعَالَى، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْمُنْذِرِ الْحَجَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي يَحْيَى بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعُطُوفِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَه: ُ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ "
هَذَا حَدِيثٌ حَسَن عَالٍ مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ، مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَلَمَةَ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن عَوْفٍ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
أَوْرَدَهُ الْبُخَارِيُّ عَنِ ابْنِ سَلامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ.
وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ زُهَيْرٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ.
رواه عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أحفظ أصحابه للحديث وأحرصهم عَلَيْهِ: أَبُو هريرة عَبْد الرَّحْمَنِ بْن صخر الدوسي، وقيل: عامر بْن عبدشمس، وقيل: أسعد بْن الحارث، وقيل: سكين بْن مل، وقيل: عَبْد اللَّهِ بْن عائذ.
كَانَ من أصحاب الصفة، ملازما للنبي صلى الله عليه وسلم آناء الليل والنهار، لا يشغله عَنْه أهل ولا مال، بر عَلَى الفقر الشديد، حَتَّى أفضي بِهِ إِلَى الظل المديد.
قَالَ لَهُ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يوما: " ألا تسألني من هَذِهِ الغنائم الَّتِي سألني أصحابك " فَقَالَ: أسألك أن تعلمني مما علمك اللَّه قَالَ: " فنزع نمرة كانت عَلَى ظهري فبسطها بنى وبينه، حَتَّى كأني أنظر إِلَى القمل يدب عَلَيْهَا، فحدثني حَتَّى استوعبت حديثه، قَالَ: أجمعها "، فجمعتها إِلَى صدري، فما نسيت من مقالة رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شيئا.
و"النمرة": شملة مخططة وهي من ميازر الأعراب، والنمرة: خطوط فِي السحاب يستدل بها عَلَى المطر.
أثنى عَلَيْهِ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حين سأله عَنِ الشفاعة.
وَكَانَ مَعَ كثرة روايته للحديث ربما لا يحدث ببعض مَا لا يبلغه فهم الناس مخافة الفتنة عليهم.
وحكى عَنْ أَحْمَد بْن حنبل رضي الله عنه قَالَ: رأيت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فِي المنام، فقلت لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا روى عنك أَبُو هريرة حق؟ قَالَ: نعم.
كَانَ فِي الابتداء رقيق الحال ثُمَّ صلح شأنه، فكان يذكر مَا أصابه فِي البداية من البلوى، ويشكر اللَّه تَعَالَى عَلَى مَا ناله من النعم فِي الدين والدنيا قَالَ أَبُو يَزِيد المديني: قام أَبُو هريرة عَلَى منبر رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بالمدينة فَقَالَ: الحمد لله الَّذِي هدى أبا هريرة للإسلام، وعلمه القرآن، ومن عَلَيْهِ بمحمد عليه السلام الحمد لله الَّذِي أطعمني الخمير وألبسني الحبير، الحمد لله الَّذِي زوجني بنت غزوان بعدما كنت أجيرا لها بطعام بطني.
توفي أَبِي هريرة رضي الله عنه بالعقيق، وقيل: بالمدينة، سنة سبع، وقيل: سنة ثمان، وقيل: سنة تسع وخمسين.
وفي الْحَدِيث: دلالة عَلَى فضل رمضان وصيامه، وأنه ينال بِهِ مغفرة مَا تقدم من الذنوب وقد ورد فِي الْحَدِيث أن اللَّه تَعَالَى يغفر لعباده فِي آخر ليلة من رمضان وروى أَنَّهُ يأمر الملائكة بالاستغفار لأمة مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم.
وقد قَالَ صلى الله عليه وسلم حاكيا عَنْ ربه عز وجل: " الصوم لِي وأنا أجزي بِهِ " وفي هَذَا دليل عَلَى أن ثوابه موكول إِلَى علم اللَّه تَعَالَى، وأنه لا يدخل تحت إحاطة البشر.
وفيه دليل عَلَى أن الإيمان هُوَ التصديق والاحتساب، وَهُوَ الطواعية، وشرط لنيل الثواب فِي صوم رمضان فينبغي أن يأتي بِهِ عَلَى نية خالصة وطوية صافية امتثالا لأمر اللَّه عز وجل، واتكالا عَلَى وعده، من غير
كراهية وملالة لما يصيبه من أذى الجوع والعطش وكلفة الكف عَنْ قضاء الوطر، بل يحتسب النصب والتعب فِي طول أيام، ولا يتمنى سرعة انصرافه، ويستلذ مضاضته، فإذا لم يفعل ذَلِكَ فقد جاء فِي الْحَدِيث:" رب صائم ليس له من صيامه إِلا الجوع والعطش، ورب قائم ليس لَهُ من قيامه إِلا السهر ".
أَخْبَرَنَا شَيْخ الْقُضَاةِ أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَدَ البيهقي، أَخْبَرَنَا شَيْخ الإْسِلامِ أَبُو عُثْمَان إِسْمَاعِيل بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصابوني، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْن مَنْصُور، حَدَّثَنَا زكريا بْن داود الخفاف، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن سَعِيد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الفضيل، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ معاذة العدوية أنها كانت إذا جاء الليل، قالت: هَذِهِ ليلتي الَّتِي أموت فيها، فما تنام حَتَّى تصبح، فإذا جاء النهار، قالت: هَذَا يومي الَّذِي أموت فِيهِ فما تنام حَتَّى تمسي فإذا جاء الشتاء لبست الرقاق حَتَّى يمنعها البرد من النوم
وَقَالَ ابن شبرمة عجبت لمن يحتمي من الطعام مخافة الداء، كيف لا يحتمي من الذنوب مخافة النار؟
أنشدنا الْقَاضِي عَبْد الملك بْن أَحْمَدَ بْن معافي القزويني، لبعض الأدباء:
سررت بهجرك لما علمت
…
أن لقلبك فِيهِ سرورا
ولولا سرورك مَا سرني
…
ولا كَانَ قلبي عَلَيْهِ صبورا
ولكن أرى كل مَا ساءني
…
إذا كَانَ يرضيك سهلا يسيرا