الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْحَدِيث السابع [الذكر عقب الصلاة، وقبيل النوم]
أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الرَّئِيسُ الْقَاسِمُ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَيَانٍ الرَّزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَخْلَدٍ الْبَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَرَفَةَ بْنِ يَزِيدَ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُبَارِكُ بْنُ سَعِيدٍ أَخُو سُفْيَانَ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ،
عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " أَيَمْنَعُ أَحَدُكُمْ أَنْ يُكَبِّرَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ عَشْرًا، وَيُسَبِّحُ عَشْرًا، وَيُحَمِّدُ عَشْرًا، فَذَلِكَ فِي خَمْسِ صَلَوَاتٍ خَمْسُونَ وَمِائَةُ بِاللِّسَانِ، وَأَلْفٌ وَخَمْسِ مِائَةٍ فِي الْمِيزَانِ، وَإِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كَبَّرَ أَرْبَعًا وَثَلاثِينَ، وَحَمَّدَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَسَبَّحَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، فَتِلَّك مِائَةٌ بِاللِّسَانِ، وَأَلْفُ
فِي الْمِيزَانِ، ثُمَّ قَالَ: وَأَيُّكُمْ يَعْمَلُ فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ أَلْفَيْنِ وَخَمْسِ مِائَةِ سَيِّئَةٍ؟ ".
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، عَالٍ، صَحِيحٌ، مِنْ حَدِيث مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِيِّ، رَوَاهُ عَنِه الْكِبَارِ، مِثْلُ شُعْبَةَ وَابْنِ عُيَيْنَةَ وَالْمُبَارَكِ بْنِ سَعِيدٍ.
وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَعَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ، وَأَوْرَدَهُ أَيْضًا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، كُلِّهِمْ عَنْ مُوسَى..
رواه عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: قديم السبق، أَبُو إِسْحَاقَ سَعْد بْن أَبِي وقاص مَالِك بْن أهيب بْن عبد مناف بْن زهرة بْن كلاب بْن مرة بْن كعب الزُّهْرِيّ القرشي رضي الله عنه، يلتقي نسبه ونسب رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي كلاب بْن مرة.
وَهُوَ من رهط أم رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فإن أم رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: آمنة بنت وهب بْن عبد مناف بْن زهرة، وأم سَعْد حمنة بنت سُفْيَان بْن أمية بْن عبد شمس.
وَكَانَ سَعْد أحد العشرة الَّذِينَ شهد لهم رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بالجنة وتوفي وَهُوَ عنهم راض، وأحد الستة المسمين فِي الشورى، وَكَانَ من المهاجرين الأولين.
أسلم وَهُوَ سابع سبعة من المسلمين وله يومئذ تسع عشرة سنة، وقيل سبع عشرة سنة جمع لَهُ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أبويه يوم أحد، فَقَالَ:" ارم فداك أَبِي وأمي، اللَّه سدد رميته، وأجب دعوته "، ثُمَّ قَالَ:" هَذَا خالي، فليأت كل رجل بخاله " توفي سَعْد بالعقيق فِي قصره عَلَى سبعة أميال من المدينة، وحمل عَلَى رقاب الناس إِلَى المدينة، سنة خمس وخمسين، ويقال سنة ثمان وخمسين وبلغ من السن بضعا وثمانين، سنة، أَوْ بضعا وسبعين سنة صلى عَلَيْهِ مروان بْن الحكم وَهُوَ والي المدينة، فِي المسجد رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وصلت عَلَيْهِ نساء النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فِي حجرهن، ودفن بالبقيع وَهُوَ آخر العشرةوآخر المهاجرين وفاة
وَكَانَ سَعْد أول من رمي سهم فِي سبيل اللَّه عز وجل من العرب بكى ابنه مصعب عند موته، فَقَالَ: مَا يبكيك يَا بني؟ إني أقسم عَلَى ربي أن لا يعذبني
فِي الْحَدِيث دلالة عَلَى فضل التسبيح والتكبير والتحميد، وقد جاء فِي تفسير التسبيح أَنَّهُ تنزيه اللَّه عز وجل عَنْ كل سوء.
وفيه دليل عَلَى استحباب هَذَا الأذكار عقيب الصلوات والحكمة فِي ذَلِكَ أن وقت الفرائض وقت تفتح فِيهِ أبواب السماء، وترفع فِيهِ الأعمال، فكان الذكر حينئذ أرجى ثوابا وأعظم أجرا
وقد سمى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم هَذَا الأذكار خلف الصلوات معقبات لا يخيب قائلهن، أَوْ فاعلهن، ومعني المعقبات: أنها أذكار يأتي بعضها عقيب بعض، وَقَالَ أَبُو عبيد: لأنها عادت مرة بعد مرة.
وفيه دليل على استحباب هذه الأذكار عند الأوي إلى الفراش، ليكون نومه على ذكر، ويختم يقظته بعبادة وخير.
وفي الْحَدِيث دلالة عَلَى جواز العد والإحصاء للذكر والتسبيح، خلاف قول من كره ذَلِكَ وَكَانَ عليه السلام يعقد التسبيح، وأمر النساء أن يعقدن التسبيح بأناملهن
وفيه دليل عَلَى كون الميزان حقا، توزن بِهِ أعمال العباد يوم القيامة، بخلاف زعم المعتزلة، قَالَ اللَّه تَعَالَى:{وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ}
أَخْبَرَنَا شَيْخ القضاء أَبُو علي إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَدَ بْن الْحُسَيْن البيهقي، أَخْبَرَنَا الإْمَام حقا وشيخ الإْسِلام صدقا أَبُو عُثْمَان إِسْمَاعِيل بْن
عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصابوني، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْد الصمد بْن عَبْد اللَّهِ المعمري، أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيد حاتم بْن محبوب الشامي، حَدَّثَنَا سلمة بْن شبيب، قَالَ: قَالَ مَنْصُور بْن عمار حدثني أَبُو زكريا بْن إِبْرَاهِيمَ، قَالَ:
بينا مسلمة بْن عَبْد الملك فِي المسجد الحرام إذ أتي بحجر أسود مكتوب فِيهِ بالحميرية فَقَالَ: هل هنا من يقرؤه لنا؟ فأتي بوهب بْن منبه فقيل لَهُ: يَا أبا عَبْد اللَّهِ اقرأ مَا عَلَى الحجر، فإذا عَلَيْهِ مكتوب:
يَا ابن آدم، لو رأيت يسير مَا بقي من أجلك، لزهدت فِي طول مَا ترجو من أملك، وقصرت من حرصك وحيلك، وابتغيت الزيادة فِي عملك، وإنما تلقى الندم، لو قد زلت بك القدم، وأسلمك الأهل والحشم، وانصرف عنك الحَبِيب، وأسلمك القريب، فلا أنت إلى أهلك عائد، ولا في عملك زائد، فأعمل ليوم القيامة، يوم الحسرة والندامة!
أنشدنا الإْمَام ناصح الأئمة أَبُو الفتح عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ السعيدي، أنشدنا الفقيه الصائن أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بْن عَبْد الملك المظفري الملقب برافوكه السَّرَخْسِيّ، أنشدنا أَبُو سهل عَبْد الصمد بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنشدنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْن بْن الحسن البصري، أنشدنا أَبُو بَكْر بْن أَبِي الدنيا، أنشدنا أَبُو بَكْر السعيدي الزُّهْرِيّ:
أيا فرقة الأحباب لا بد لِي منك
…
ويا دار دنيا إنني راحل عنك
ويا قصر الأيام مَا لِي وللمني
…
ويا سكرات الموت ما لي وللضحك
وما لِي لا أبكي لنفسي بعبرة
…
إذا كنت لا أبكي لنفسي فمن يبكي؟
ألا أي حيّ ليس بالموت موقنا؟ وأي يقين منه أشبه بالشك؟