الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْحَدِيث الحادي والعشرون [الدعاء لمن يؤتي زكاتهِ]
أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الإْمَامُ شَيْخُ الإْسِلامِ أَبُو الْمَحَاسِنِ عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَارَمَذِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الصُّوفِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالعيالِ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شَبُّوَيْهِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ مَطَرٍ الْفَرَبْرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ (الْبُخَارِيُّ) ، أَخْبَرَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُرَّةَ، قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنه، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَتَاهُ قَوْمٌ بِصَدَقَةٍ، قَالَ:" اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِمْ " فَأَتَاهُ أَبِي بِصَدَقَتِهِ فَقَالَ: " اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى " هَذَا حَدِيثٌ مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ.
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي (الزَّكَاةِ) ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ، وَفِي (الْمَغَازِي) عَنْ آدَمَ، وَفِي (الدَّعَوَاتِ) عَنْ مُسْلِمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ.
وَأَوْرَدَهُ مُسْلِمٌ فِي الزَّكَاةِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَعَمْرٍو النَّاقِدِ وَابْنِ رَاهَوَيْهِ، عَنْ وَكِيعٍ. كُلِّهِمْ عَنْ شُعْبَةَ بِهَذَا.
رواه عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: أَبُو معاوية، ويقال: أَبُو إِبْرَاهِيم، عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي أوفى، واسم أَبِي أوفي علقمة بْن خالد بْن الحارث بْن أَبِي أسيد بْن رفاعة بْن ثعلبة بْن هوازن بْن أسلم الأسلمي. صاحب رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، عداده فِي أهل الكوفة.
كَانَ غزا مَعَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ست غزوات وأصابته ضربة يوم حنين فِي ذراعه.
سكن عَبْد اللَّهِ الكوفة، وكف بصره فِي آخر عمره، وتوفي بها سنة ست وثمانين، وقيل سنة سبع [وثمانين] ، وَهُوَ آخر من مات من الصحابة بالكوفة.
وفي الْحَدِيث دلالة عَلَى أن المستحب للإمام إذا أتاه الرجل بالصدقة أن يدعو لَهُ ويبارك عَلَيْهِ وقد أمر اللَّه تَعَالَى نبيه صلى الله عليه وسلم بِذَلِكَ فِي القرآن، فَقَالَ:{وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ} ، ولأن ذَلِكَ يتضمن
ترغيبا لهم فِي الصدقة.
والصلاة فِي هَذَا الْحَدِيث معناها: الدعاء والاستغفار والتبريك فأما الصلاة الَّتِي هي تحية لذكر رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فإنها بمعني التعظيم والتكريم، وهي خاصة للنبي صلى الله عليه وسلم لا يشاركه فِيهَا غيره إِلا أله، تبعا لَهُ.
وقد كره قوم أن يقال: اللَّهُمَّ صل عَلَى فلان إِلا عَلَى الأنبياء أَوْ عَلَى آل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم كَانَ مخصوصا بأن يصلي عَلَى الغير لأن الصلاة حقه فله أن يضعها حيث أراد.
وقوله عليه السلام: " أل أَبِي أوفي " يحتمل أنه أراد نفس أَبِي أوفى كقوله تَعَالَى: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا} ، ويجوز أن يكون المراد بِهِ أهل بيته وذريته.
أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَد الهروي الزاهري، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا زاهر بْن أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرو السماك، أَخْبَرَنَا أَبُو الحسن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن البراء:
عَنِ المزني، قَالَ: دخلت عَلَى الشَّافِعِيّ رضي الله عنه فِي مرضه الَّذِي مات فِيهِ فقلت: كيف أصبحت؟ قَالَ: أصبحت من الدنيا راحلا، ولإخواني مفارقا، ولسوء أفعالي ملاقيا، ولكأس المنية شاربا، وعلى اللَّه عز وجل واردا، فوالله مَا أدري أروحي إِلَى الجنة تصير فأهنيها، أَوْ والي النار فأعزيها؟ ثُمَّ بكى وأنشد:
فلما قسا قلبي وضاقت مذاهبي
…
جعلت رجائي نحو عفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته
…
بعفوك ربي كَانَ عفوك أعظما
فما زلت ذا عفو عَنِ الذنب لم تزل
…
تجود وتعفو منة وتكرما
فلولاك لا يغوي بإبليس عالم
…
فكيف وقد أغوى صفيك آدما