الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْحَدِيث التاسع [ثواب الصلاة أو السلام عَلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم]
أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الشِّيرُوِيُّ الْجُنَابِذِيُّ، أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ الصَّيْرَفِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ عِشْرِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ مَعْقِلِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأُمَوِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالأَصَمِّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ بْنِ أَعْيَنَ الْمِصْرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبِي وَشُعَيْبٌ، قَالا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ [أَبِي] الْحُوَيْرِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ،
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رضي الله عنه قَالَ: " دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَارِجًا مِنَ الْمَسْجِدِ فَاتَّبَعْتُهُ أَمْشِي وَرَاءَهُ وَلا يَشْعُرُ بِي، ثُمَّ دَخَلَ نَخْلا، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ فَسَجَدَ فَأَطَالَ السُّجُودَ وَأَنَا وَرَاءَهُ حَتَّى ظَنَنْتُ
أَنَّ اللَّهَ عز وجل تَوَفَّاهُ، فَأَقْبَلْتُ أَمْشِي حَتَّى جِئْتُ فَطَأْطَأْتُ رَأْسِي أَنْظُرُ فِي وَجْهِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: مَالِكَ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، فَقُلْتُ: لَمَّا أَطَلْتَ السُّجُودَ يَا رَسُولَ اللَّهِ خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ عز وجل تَوَفَّى نَفْسَكَ فَجِئْتُ أَنْظُرُ، فَقَالَ: إِنَّي لَمَّا رَأَيْتَنِي دَخَلْتُ النَّخْلَ لَقِيتُ جِبْرِيلَ عليه السلام فَقَالَ: أُبَشِّرُكَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: " مَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْكَ صَلَّيْتُ عَلَيْهِ "
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، عَالٍ، مَعْرُوفٌ، أَوْرَدَهُ الأَئِمَّةُ الْكِبَارُ فِي كُتُبِهِمْ.
رواه عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: قدوة ذوي الثروة فِي الإنفاق عَلَى فقراء المهاجرين والأنصار: أَبُو مُحَمَّد عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن عوف بْن عبد عوف بْن الحارث بْن زهرة بْن كلاب بْن مرة بْن كعب القرشي الزُّهْرِيّ رضي الله عنه
وَكَانَ اسمه فِي الجاهلية عَبْد الحارث، وقيل: عبد شمس، وقيل: عَمْرو، وقيل: عبد عَمْرو، فسماه النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عَبْد الرَّحْمَنِ
وأمه تسمى الشفاء بنت عوف بْن عَبْد الحارث، وهي زهرية أيضا.
ولد عَبْد الرَّحْمَنِ بعد عام الفيل بعشر سنين
ومات سنة اثنتين وثلاثين، وَهُوَ يومئذ ابن خمس وسبعين سنة فِي خلافة عُثْمَان رضي الله عنه، أوصى أن يصلي عَلَيْهِ عُثْمَان رضي الله عنه، ودفن بالبقيع وقسم ميراثه ستة عشرة سهما، فبلغ نصيب كل امرأة ثمانين ألف درهم
وأعتق فِي يوم واحدا وثلاثين عبدا وَهُوَ أحد العشرة المسمَّين للجنة، وأحد الستة الَّذِينَ ذكروا للشورى
روى عَنْهُ عُمَر بْن الْخَطَّابِ وعَبْد اللَّه بْن عَبَّاس رضي الله عنهما
قَالَ لَهُ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إنك يَا ابن عوف من الأغنياء، ولن تدخل الجنة إِلا زحفا وفي رواية: حبوا، فأقرض اللَّه عز وجل يطلق لك قدميك، قَالَ: وما الَّذِي أقرض اللَّه عز وجل؟ قَالَ: تبرأ مما أمسيت فِيهِ، قَالَ: من كله أجمع يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: نعم فخرج وَهُوَ يهم بِذَلِكَ، فأتاه جبريل عليه السلام فَقَالَ: مر ابن عوف فليضف الضيف، وليطعم المسكين، وليعط السائل، فإذا فعل ذَلِكَ كَانَ كفارة لما هُوَ فِيهِ "
فباع أرضا من عُثْمَان رضي الله عنه بأربعين ألف دينار، وقسم ذَلِكَ المال فِي بني زهرة وفقراء المسلمين، وأمهات المؤمنين، وَكَانَ عامة ماله من التجارة
وفي الْحَدِيث: دلالة عَلَى فضل الصلاة والسلام عَلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وأنه أفضل الأعمال وأجل الأذكار، إذ فِيهِ موافقة الجبار عَلَى مَا قَالَ جل وعز:{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} .
وقد قَالَ عليه السلام: " من صلى علي مرة صلى اللَّه عَلَيْهِ عشرا "، وَقَالَ فِي رواية أخرى:" من صلى علي بقربي سمعته، ومن صلى علي نائيا بلغته ".
وفي الخبر: أن الدعاء يكون موقوفا بين السماء والأرض لا يرفع إِلا إذا صلى عَلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
قَالَ النَّبِيّ عليه السلام: " أربع من الجفاء: أن يبول الرجل وَهُوَ قائم، وأن يمسح جبهته قبل الفراغ من الصلاة، وأن يسمع النداء فلا يشهد مثل مَا يشهد المؤذن، وأن أذكر عنده فلا يصلي علي "
ولو لم يكن للصلاة عَلَيْهِ ثواب سوى أن يرجى لَهُ بِذَلِكَ شفاعته لكان يجب عَلَى العاقل أن لا يغفل عَنْهُ، فكيف وفيه مغفرة لذنوبه، وزيادة لدرجته.
والصلاة من اللَّه عز وجل: الرحمة، ومن الملائكة الاستغفار، ومن الناس: الدعاء.
أَخْبَرَنَا تاج الإْسِلام أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُور السَّمْعَانِيّ، رحمه الله، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن ثبنة الأنصاري،
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْن بْن عَبْد الكريم الجزري، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الكرجي علان، حدثني إِبْرَاهِيم بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحراني، حَدَّثَنَا مسعدة بْن بكر بْن يُوسُفَ، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَدَ بْن يَحْيَى، يَقُول: سمعت قُتَيْبَة بْن سَعْد يَقُول:
حجنا فلما رجعنا من الحج كنت مَعَ مَالِك بْن أَنَسٍ رضي الله عنه، وبين أيدينا جماعة من العلماء، فنادى مَالِك رجلا منهم: الشجرة المباركة فِي أي موضع نبتت؟ قَالَ: لا أدري قَالَ مَالِك: نبتت بمكة، وَهُوَ مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم، وأغصانها بالمدينة، وهم الصحابة، وورقها بالعراق، وهم التابعون، وثمرها بخراسان، وهم زهاد خراسان.
أنشدنا الإْمَام جمال الأئمة أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن مَنْصُور السَّمْعَانِيّ، أنشدنا والدي شَيْخ الإْسِلامِ أَبُو المظفر مَنْصُور بْن عَبْد الجبار السَّمْعَانِيّ، لبعضهم:
يَا طالب العلم، صارم كل بطال
…
وكل غاو إِلَى الأهواء ميال
وأعمل بعلمك سرا أَوْ علانية
…
ينفعك يوما عَلَى حال من الحال
خذ مَا أتاك من الأخبار من أثر
…
شبها بشبه وأمثالا بأمثال
ولا تميلن يَا هَذَا إِلَى بدع
…
تضل أصحابها بالقيل والقال
ألا فكن أثريا خالصا فهما
…
تعش حميدا، ودع آراء ضلال