الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْحَدِيث الثالث والعشرون [الهدايا إِلَى الولاة تضم للمال العام]
أَخْبَرَنَا الشَّيْخِ الإْمَامُ شَرَفُ الأَئِمَّةِ أَبُو جَعْفَرٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشِّيرَزِيُّ السَّرَخْسِيُّ، حَدَّثَنَا الْقَاضِي الإْمَامُ أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْوَخْشِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْدِيٍّ الْفَارِسِيُّ، بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمُحَامِلِيُّ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، وَوَكِيعٌ وَأَبُو أُسَامَةَ، كُلُّهُمْ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ:
عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلا عَلَى الصَّدَقَةِ، فَلَمَّا قَدِمَ جَاءَ بِسَوَادٍ كَثِيرٍ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَنْ يَتَوَفَّاهُ مِنْهُ، قَالَ فَجَعَلَ الرَّجُلُ، يَقُولُ: هَذَا لِي وَهَذَا لَكُمْ، حَتَّى مَيَّزَهُ، قَالَ: فَيَقُولُونَ: مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا؟ قَالَ: أُهْدِيَ إِلَيَّ.
قَالَ: فَجَاءوا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمَا أَعْطَاهُمْ وَأَخْبَرُوهُ الْخَبَرَ، فَصَعَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمِنْبَرَ وَهُوَ مُغْضَبٌ، فَحَمِدَ اللَّهُ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " مَا بَالُ أَقْوَامٍ نَبْعَثُهُمْ عَلَى هَذِهِ الأَعْمَالِ فَيَجِيءُ أَحَدُهُمْ بِالسَّوَادِ الْكَثِيرِ ثُمَّ يَقُولُ: هَذَا لِي وَهَذَا لَكُمْ، فَإِذَا سُئِلَ: مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا؟ قَالَ: أُهْدِيَ إِلَيَّ أَفَلا إِنْ كَانَ صَادِقًا أُهْدِيَ ذَلِكَ لَهُ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ؟!
وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ: لا أَبْعَثُ رَجُلا عَلَى عَمَلٍ فَيَغُلُّ مِنْهُ شَيْئًا إِلا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى عُنُقِهِ، فَلْيَنْظُرْ رَجُلا لا يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى عُنُقِهِ بَعِيرٌ يَرْغُو، أَوْ بَقَرَةٌ تَخُورُ أَوْ شَاةٌ تَيْعَرُ "، ثُمَّ قَالَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ: " اللَّهُمَّ بَلَّغْتُ، اللَّهُمَّ بَلَّغْتُ ".
فَقُلْتُ لأَبِي حُمَيْدٍ: أَأَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أُذُنِي. وَهَذَا لَفْظُ جَرِيرٍ، عَنْ إِسْحَاقَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُسَامَةَ حَمَّادِ بْنِ أُسَامَةَ الْكُوفِيِّ.
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مُخْتَصَرًا فِي (الزَّكَاةِ) ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ وَأَبِي مُعَاوِيَةَ.
وَحَدِيثُ جَرِيرٍ تَفَرَّدَ بِهِ مُسْلِمٌ فَأَوْرَدَهُ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، وَاسْمُهُ سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَاسْمُ أَبِي سُلَيْمَانَ فَيْرُوزٌ الشَّيْبَانِيُّ مَوْلاهُمُ الْكُوفِيِّ.
رواه عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: أَبُو حميد عَبْد الرَّحْمَنِ بْن سَعْد بْن المنذر الأنصاري الساعدي المدني رضي الله عنه.
روى عَنْ جابر أن أبا حميد أتى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بقدح من لبن من البقيع ليس بمخمر، فَقَالَ عليه السلام: ألا خمرته ولو بعود، فَقَالَ أَبُو حميد: إنما كنا نؤمر بوكاء الأسقية وغلق الأبواب ليلا.
فِي الْحَدِيث دلالة عَلَى أن هدايا العمال والقضاة سحت محض، لأنه إنما يهدى إِلَى العامل ليغمض لَهُ بعض مَا يجب عَلَيْهِ أداؤه أَوْ يبخس بحق المساكين، وكذا الْقَاضِي يهدي إِلَيْهِ ليميل فِي الحكم إِلَى المهدي إِلَيْهِ، ولا يؤمن أن تحمله الهدية عَلَيْهِ.
وقوله عليه السلام: " أفلا أهدي إِلَيْهِ فِي بيت أَبِيهِ؟ " دليل عَلَى أن كل أمر يتذرع بِهِ إِلَى محظور فهو محظور، ويدخل فِيهِ القرض يجر المنفعة، والدار المرهونة يسكنها المرتهن بلا كراء أَوْ يرتفق بالرهن من غير عوض.
أَخْبَرَنَا تَاجُ الإْسِلامِ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّمْعَانِيُّ، أَخْبَرَنَا
الشَّيْخُ أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ الْقَادِرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْقَادِرِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمَّادٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَكِيلِ، قَالا: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ:
وَضَعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه ثَمَانِيَ عَشْرَةَ كَلِمَةً حِكَمًا كُلَّهَا قَالَ:
1-
مَا عَاقَبْتَ مَنْ عَصَى اللَّهَ تعالى فِيكَ بِمِثْلِ أَنْ تُطِيعَ اللَّهَ تَعَالَى فِيهِ.
2-
وَضَعْ أَمْرَ أَخِيكَ عَلَى أَحْسَنِهِ حَتَّى يَجِيئَكَ مَا يَغْلِبُكَ مِنْهُ.
3-
وَلا تَظُنَّ بِكَلِمَةٍ خَرَجَتْ مِنْ مُسْلِمٍ شَرًّا وَأَنْتَ تَجِدُ لَهَا مَحْمَلا.
4-
وَمَنْ كَتَمَ سِرَّهُ كَانَتِ الْخِيَرَةُ بِيَدِهِ.
5-
وَمَنْ عَرَضَ نَفْسَهُ لِلتُّهْمَةِ فَلا يَلُومَنَّ مَنْ أَسَاءَ بِهِ الظَّنَّ.
6-
وَعَلَيْكَ بِإِخْوَانِ الصِّدْقِ تَعِشْ فِي أَكْنَافِهِمْ، فَإِنَّهُمْ زِينَةٌ فِي الرَّجَاءِ، وَعِدَّةٌ فِي الْبَلاءِ.
7-
وَلا تَهَاوَنُوا بِالْحَلِفِ بَاللَّهِ فَيُهِيْنُكُمُ اللَّهُ عز وجل.
8-
وَلا تَسْأَلْ عَمَّا لَمْ يَكُنْ، فَإِنَّ فِيمَا كَانَ شُغْلا عَمَّا لَمْ يَكُنْ.
9-
وَلا تَعْرِضْ لِمَا لا يَعْنيكَ.
10-
وَعَلَيْكَ بِالصَّدْقِ وَإِنْ قَتَلَكَ.
11-
وَلا تَطْلُبْ حَاجَتَكَ إِلَى مِنْ لا يُحِبُّ نَجَاحَهَا لَكَ.
12-
وَاعْتَزِلْ عَدُوَّكَ.
13-
وَاحْذَرْ صَدِيقَكَ إِلا الأَمِينَ، وَلا أَمِينَ إِلا مَنْ خَافَ اللَّهَ عز وجل.
14-
وَلا تَصْحَبِ الْفُجَّارَ لِتَتَعَلَّمَ مِنْ فُجُورِهِمْ.
15-
وَتَذَلَّلْ عِنْدَ الطَّاعَةِ.
16-
وَاسْتَعِن عِنْدَ الْمَعْصِيَةِ
17-
وَتَخَشَّعْ عِنْدَ الْقُبُورِ
18-
وَاسْتَشِرْ فِي أَمْرِكَ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ اللَّهَ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ:{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} .
أَخْبَرَنَا الخطيب أَبُو زكريا، إجازة، قَالَ: أنشدنا أَبُو العلاء المعري لنفسه:
أستغفر اللَّه مَا ذرت لعادتها
…
شمس، وما لاح فِي ظلمائه قمر
أورقت يَا غصن لا تدري بما صنعت
…
لك المقادير، ثُمَّ استنشأ الزهر
ولم تزل بقضاء اللَّه منتقلا
…
حالا فحالا إِلَى أن أينع الثمر
وَكَانَ واليك يخشى أن تمس أذى
…
يوما ويسقيك إن لم يسقك المطر
مَا نام عنك ولا ألهته نائبة
…
حَتَّى قدمت وجاء الضعف والخور
ثُمَّ اغتدى لك عند القبر محتطبا
…
يلقيك فِي النار عمدا وهي تستعر
وإنما قلت مَا قدمته مثلا
…
للمرء لما أتاه الشيب والكبر