الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْحَدِيث العاشر [عقوبة قاتل من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر]
أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ الْمَشَايِخِ أَبُو بَكْرٍ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْفَرَجِ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ أُخْتِ الطَّوِيلِ، أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْجَلِيلُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ فَنْجَوَيْهِ الثَّقَفِيُّ، أَخْبَرَنَا وَالِدِي الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَنْبَةَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْجَارُودِ الأرمندقي -، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَنَانَ الْحِمْصِيُّ -، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْرٍ -، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مَوْلَى بَنِي أَسَدٍ - عَنْ مَكْحُولٍ -، عَنْ أَبِي قَبِيصَةَ بْنِ ذَئْبٍ الْخُزَاعِيِّ -،
عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: " رَجُلٌ قَتَلَ نَبِيًّا أَوْ رَجُلًا أَمَرَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَى عَنِ الْمُنْكَرِ " ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ
مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} إِلَى أَنِ اْنَتَهى إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ} ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" يَا أَبَا عُبَيْدَةَ، قَتَلَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ ثَلَاثَةً وَأَرْبَعِينَ نَبِيًّا مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ، فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ، فَقَامَ مِائَةٌ وَاثْنَا عَشَرَ رَجُلا مِنْ عُبَّادِ بِنَي إِسْرَائِيلَ فَأَمَرُوا مَنْ قَتَلَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ، فَقُتِلُوا جَمِيعًا مِنْ آخِرِ النَّهَارِ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ [فَهُمُ الَّذِينَ ذَكَرَ اللَّهُ عز وجل] "
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، عَالٍ، مَذْكُورٌ فِي كُتُبِ الأَئِمَّةِ، مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَنَانٍ، بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، مُخَفَّفَةٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حِمْيَرَ.
رواه عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، أمين الأمة، عاشر العشرة الَّذِينَ شهد لهم رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بالجنة، وتوفي وَهُوَ عنهم راض: أَبُو عبيدة عامر بْن عَبْد اللَّهِ بْن الجراح بْن هلال بْن أهيب بْن ضبة بْن الحارث بْن فهر القرشي رضي الله عنه.
وأمه من بني الحارث بْن فهر، وقد أسلمت، وزوجها أَبُو عبيدة فِي الإْسِلام وَكَانَ أَبُو عبيدة رضي الله عنه من عظماء أصحاب رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، شهد بدار وَهُوَ ابن إحدى وأربعين سنة، ومات فِي طاعون عمواس بالشام سنة ثماني عشرة، وَهُوَ ابن ثمان وخمسين سنة، ولا عقب لَهُ.
كَانَ للأجانب من المسلمين وديدا، وعلى الأقارب من المشركين شديدا، نزل فِيهِ قوله تَعَالَى:{لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} .
أتى رَسُول اللَّهِ بطعام فَقَالَ: " يستحب أن يبدأ رجل صالح، خذ يَا أبا عبيدة ".
وَقَالَ الصِّدِّيق رضي الله عنه يوم سقيفة بني ساعدة، قد رضيت لكم أحد صاحبي: أبا عبيدة، أو عمر رضي الله عنهما، أما أَبُو عبيدة، فإني سمعت رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُول:" لكل أمة أمين، وأمين هَذِهِ الأمة أبو عبيدة "، وأما عمر فسمعته يَقُول:" اللَّهُمَّ أيد الدين بعمر أَوْ بأبي جهل "
وَكَانَ رضي الله عنه أثرم الثنيتين، وسبب ذَلِكَ أَنَّهُ انتزع نصلا من جبهة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم أحد بثنيته وسقطتا فما رئي أهتم كَانَ أحسن من أَبِي عبيدة.
وَكَانَ رضي الله عنه يسير فِي العسكر فيقول: ألا رب مبيض لثيابه مدنس لدينه، ألا رب مكرم لنفسه وَهُوَ لها مهين، بادروا السيئات
القديمات بالحسنات الحديثات، ولو أن أحدكم عمل من السيئات مَا بينه وبين السماء ثُمَّ عمل حسنة لعلت فوق سيئاته حَتَّى تقهرهن.
وفي الْحَدِيث: دلالة عَلَى أن الأمر بالمعروف والنهي عَنِ المنكر من شعائر الإْسِلام.
وأن القتل بغير الحق من أعظم الكبائر والآثام، إذا صادف مخصوصا بالنبوة والفضل أَوْ متكلما بالحق والعدل، أَوْ آمرا بالخير أَوْ ناهيا عَنِ الشر كَانَ أغلظ.
ثُمَّ القاتل إن كَانَ مستحلا لَهُ كَانَ كافرا، وإن كَانَ يعتقد تحريمه ويباشره، كَانَ فاجرا، قَالَ اللَّه سبحانه:{وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ} وَكَانَ عليه السلام يَقُول: " لا يحل دم امرئ مسلم إِلا بإحدى ثلاث: كفر بعد إيمان، وزني بعد إحصان، وقتل نفس بغير حق "
وفيه حث بالأمر المعروف والنهي عَنِ المنكر، وأنه من أفضل الأعمال قَالَ عليه السلام:" مَا من قوم يكون فيهم رجل يعمل بالمعاصي ويقدرون عَلَى تغييره ولا يغيرون إِلا عمهم اللَّه عز وجل بعذاب قبل أن يتوبوا " وقد ذم اللَّه تَعَالَى قوما تركوا ذلك فَقَالَ: " {كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ} ، يعني: لا ينهي بعضهم بعضا وَقَالَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: " إذا رأي أحدكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع
فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان " وقيل: التغيير باليد للأمراء، وباللسان للعلماء، وبالقلب للعامة.
وينبغي للآمر بالمعروف أن يقصد بِذَلِكَ وجه اللَّه تَعَالَى وإعزاز الدين لينصره اللَّه تَعَالَى.
أَخْبَرَنَا الإْمَام أَبُو مَنْصُور أَحْمَد بْن مُحَمَّد الحارثي، أَخْبَرَنَا الإْمَام أَبُو الْحُسَيْنِ اللَّيْث بْن الحسن الليثي، أَخْبَرَنَا أَبُو علي زاهر بْن أَحْمَدَ الفقيه، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن المسيب، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن حبيق، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر البغدادي قَالَ:
ست خصال لا تحسن بستة رجال
1-
لا يحسن الطمع فِي العلماء.
2-
ولا العجلة فِي الأمراء.
3-
ولا الشح فِي الأغنياء.
4-
ولا الكبر فِي الفقراء.
5-
ولا السفه فِي المشايخ.
6-
ولا اللؤم فِي ذوي الأحساب.
أنشدنا شرف الأئمة أَبو حفص عمر بْن مُحَمَّد الشِّيرَزِيّ، قَالَ: أنشدنا الْقَاضِي أَبُو علي الْحَسَن بْن علي الْوَخْشِيّ، قَالَ: أنشدني أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الإيلافي، قَالَ: أنشدنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْد الواحد بْن برهان الأديب ببغداد:
ويل لمن عدله الْقَاضِي
…
والله عَنْهُ ليس بالراضي
تمضي القضايا بشهادته
…
وَهُوَ إِلَى النار غدا ماضي
يَا مؤثر الدنيا عَلَى دينه
…
لست من الدين بمعتاض
خفت من الْقَاضِي فارضيته
…
ولم تخف من خالق الْقَاضِي؟