الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْحَدِيث الثامن [استشهاد المقتول دفاعا عَنْ ماله أَوْ نفسه أَوْ أهله]
أَخْبَرَنَا شَّيْخُ الشيوخ أَبُو مُحَمَّدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَمْدِ بْنِ الْحَسَنِ الدُّونِيُّ، أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكَسَّارُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ السُّنِّيُّ، أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ سِنَانٍ النَّسَائِيُّ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ - عَنْ أَبِيهِ -، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ قَاتَلَ دُونَ مَالِهِ فَقُتِلَ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قَاتَلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قَاتَلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ".
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، صَحِيحٌ، عَالٍ، مَشْهُورٌ.
أَوْرَدَهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ فِي كِتَابِهِ بِطُرُقٍ كَثِيرَةٍ وَرِوَايَاتٍ جَمَّةٍ، وَأَلْفَاظٍ مُخْتَلِفَةٍ.
رواه عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: أَبُو الأعور سَعِيد بْن زيد بْن عَمْرو بْن نفيل بْن عَبْد العزى العدوي القرشي رضي الله عنه.
وأمه فاطمة بنت بعجة بْن أمية بْن خويلد من خزاعة وَهُوَ أحد العشرة الَّذِينَ سموا للجنة، وَكَانَ من المهاجرين الأولين، أسلم قبل عمر رضي الله عنه، وبقي إِلَى زمان معاوية رضي الله عنه، وعقبه بالكوفة كثير، وكانت لَهُ بنت عند الْحَسَن بْن الْحَسَن [بْن](1) عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنهم
وتوفي بالعقيق، وحمل عَلَى أعناق الرجال إِلَى المدينة، ودفن بها سنة إحدى وخمسين، وَهُوَ يومئذ ابن بضع وسبعين سنة
وَقَالَ الهيثم بْن عدي: توفي سَعِيد بالكوفة، وصلى عَلَيْهِ المغيرة، وَهُوَ يومئذ واليها، ونزل فِي قبره سَعْد بْن أَبِي وقاص وابن عمر رضي الله عنهما
وفي الْحَدِيث دلالة عَلَى أن الرجل إذا أريد ماله أَوْ دمه أَوْ أهله،
(1) من طبعة المعارف.
كَانَ لَهُ دفع القاصد، ويدفعه بالأحسن فالأحسن، فإن لم يسع إِلا بالمقاتلة فله أن يقاتله، فإن أتى القتل عَلَى نفس القاصد فدمه هدر، لا شيء عَلَى الدافع
وهل يجوز لَهُ الاستسلام؟ نظر:
إن أريد ماله؟ فله ذَلِكَ وأن أريد دمه ولم يمكنه دفعه إِلا بالقتل
فقد ذهب قوم إِلَى جواز الاستسلام إِلا أن يكون القاصد كافرا أَوْ بهيمة.
وذهب قوم إلي أَنَّهُ إن استسلم يكون فِي سعة.
وَقَالَ جماعة من العلماء: يجب عَلَيْهِ الاستسلام، وكرهوا لَهُ أن يقاتل وتمسكوا بأحاديث وردت فِي ترك القتال فِي الفتن وليس هَذَا من ذَلِكَ القبيل، بل هُوَ فِي القتال اللصوص والساعين فِي الأرض بالفساد، ففي الانقياد لهم ظهور الفساد فِي الأرض واجتراء أهل الطغيان عَلَى العدوان، ولهذا قَالَ بعض أهل العلم: من عض رجلا فلم يكن لَهُ سبيل إِلَى الخلاص منه إِلا بقلع سنة فقلعها يكون هدرا، وكذلك لو قصد رجل الفجور بامرأة فدفعته عَنْ نفسها فقتلته كَانَ دمه هدرا.
وروى عَنْ يعلى بْن أمية رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: غزوت مَعَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وكانت تلك الغزوة أوثق عملي فِي نفسي، وَكَانَ لِي أجير فقاتل إنسانا فعض أحدهما يد صاحبه فانتزع المعضوض يده من العاض
فذهبت إحدى ثنيتيه، فأتى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فاهدر ثنيته، وَقَالَ:" أيدع يده فِي فيك تقضمها كأنها فِي فِي فحل "
ورفع إِلَى عمر رضي الله عنه أن جارية كانت تحتطب، فقصدها رجل فراودها عَنْ نفسها، فرمته بفهر أَوْ حجر فقتلته، فَقَالَ عمر: هَذَا قتيل اللَّه، والله لا يودي أبدا
وعلى هَذَا لو قصدت بهيمة إنسان رجالا، فقتلها بالدفع، لا ضمان عَلَى الدافع عندنا، وَهُوَ قول أكثر أهل العلم، وَقَالَ جماعة: يجب وأجمعوا عَلَى إباحة الدفع والقتل.
أَخْبَرَنَا تاج الإْسِلام أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُور بْن عَبْد الجبار السَّمْعَانِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو علي إِسْمَاعِيل بْن علي الجاجرمي، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد اللَّهِ بْن باكويه، حَدَّثَنَا عَبْد الواحد بْن بكر، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ البلخي، قَالَ سمعت حاتما الأصم، يَقُول:
سمعت شقيق بْن إِبْرَاهِيمَ، يَقُول:
أغلق باب التوفيق عَلَى الخلق من ستة أشياء:
أولاها: بأخذهم بالنعم، وتركهم الشكر.
والثاني: بتعلمهم العلم للدنيا، وتركهم العمل لراحة النفس.
والثالث: بمسارعتهم إِلَى الذنوب، وتسويفهم التوبة إِلَى الغد.
والرابع: بطول صحبتهم مَعَ الصالحين، وترك الاقتداء بأفعالهم.
والخامس: دفنوا أمواتهم فلم يعتبروا، وقسموا أموالهم فلم يتزودوا لأنفسهم.
والسادس: الدنيا مدبرة عنهم وهم يتبعونها، والآخرة مقبلة نحوهم وهم غافلون عَنْهَا.
أنشدنا شَيْخ القضاء أَبُو علي إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَدَ بْن الْحُسَيْن البيهقي، أنشدنا شَيْخ الإْسِلامِ أَبُو عُثْمَان إِسْمَاعِيل بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصابوني، أنشدني أَبُو الْقَاسِمِ بْن حَبِيب المفسر، أنشدني أَبُو مُحَمَّد أحمد بْن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيم الطوسي البلاذري، أنشدنا بكر بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، لذي النون المصري رحمة اللَّه عَلَيْهِ:
أنت فِي غفلة وقلبك ساهي
…
نفد العمر والذنوب كما هي
جمة حصلت عليك جميعا
…
فِي كتاب، وأنت عن ذاك لاهي
لم تبادر بتوبة منك حَتَّى
…
صرت شيخا فحبلك اليوم واهي
فاجتهد فِي فكاك نفسك، واحذر
…
يوم تبدو السمات فوق الجباه