الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْحَدِيث الثامن والعشرون [قبض العلم بقبض العلماء]
أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الإْمَامُ الْحَافِظُ قِوَامُ السُّنَّةِ أَبُو مُحَمَّدٍ مَكِّيُّ بْنُ بُجَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَعْرُوفُ بِالشَّعَّارِ، أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْفَقِيهُ الْمُفْتِي الْمَعْرُوفُ بِالصَّفَّارِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْمَالِكِيُّ، حَدَّثَنَا الْقَاضِي الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرَضِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْخَشَّابُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَيْبَةَ -، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ اللَّهَ عز وجل لا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعُلَمَاءِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعَالِمَ بِعِلْمِهِ، فَإِذَا لَمْ يَبْقَ فِي الأَرْضِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا ".
هَذَا حَدِيثٌ حَسَن عَالٍ مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ، مِنْ حَدِيثِ أَبِي الْمُنْذِرِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ الْقُرَشِيِّ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أُوَيْسٍ. وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ نَصْرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ عَنْ شُعْبَةَ، كِلاهُمَا عَنْهُ.
رواه عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم صاحب الصيام والقيام، ومفشي السلام، ومطعم الطعام، التقي الخاشع، والنقي المتواضع، أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن العاص القرشي رضي الله عنه.
أسلم قبل إسلام أَبِيهِ وشهد مَعَ أَبِيهِ صفين، وَكَانَ يضرب بسيفين.
سكن مكة حماها اللَّه تَعَالَى، ثُمَّ رحل إِلَى الشام فأقام بها حَتَّى توفي يَزِيد بْن معاوية ثُمَّ عاد إِلَى مكة ومات بها سنة خمس وستين وَهُوَ ابن اثنتين وسبعين سنة، وقيل: توفي بمصر ودفن فِي داره الصغيرة.
وَكَانَ بين عَبْد اللَّهِ وبين أَبِيهِ في السن اثنتنا عشرة سنة، وقيل: عشرون سنة.
قَالَ عَبْد اللَّهِ: رأيت فيما يرى النائم كأن فِي إحدى إصبعي سمنا والآخر عسلا وأنا ألعقهما، فلما أصبحت ذكرت ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" تقرأ الكتابين: التوراة والقرآن "، فكان يقرؤها.
وفي الْحَدِيث حث عَلَى طلب العلم وتحريض على الاشتغال بِهِ.
قَالَ عُمَر بْن الْخَطَّابِ رضي الله عنه من سوده قومه عَلَى الفقه كَانَ حياة لَهُ ولهم، ومن سوده قومه عَلَى غير فقه كَانَ هلاكا لَهُ ولهم.
وَقَالَ لزياد بْن جبير: هل تدري مَا يهدم الإْسِلام؟ قَالَ: لا، قَالَ: زلة العالم، وجدل المنافق بالكتاب، وحكم الأئمة المضلين. وَقَالَ أَبُو قلابة: مثل العلماء، مثل النجوم الَّتِي يهتدى بها، والأعلام الَّتِي يقتدي بها، فإذا تغيبت تحيروا، وإذا تركوها ضلوا.
أَخْبَرَنَا تاج الإْسِلام أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُور السَّمْعَانِيّ، أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو نصر مُحَمَّد بْن هبة اللَّه بْن يَحْيَى الفارسي، بمكة، حرسها اللَّه، وأخبرنا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّهِ الخطيب، أَخْبَرَنَا أَبُو حفص عمر بْن إِبْرَاهِيمَ المقري، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن الفضل، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن أيوب المقري، حَدَّثَنَا سَعِيد بْن يَحْيَى الأموي، حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مَالِك، قَالَ:
جاء رجل إِلَى أَبِي حنيفة رحمه الله فَقَالَ: يَا أبا عَبْد اللَّهِ شربت البارحة نبيذا ولا أدري أطلقت امرأتي أم لا؟ فَقَالَ لَهُ: المرأة امرأتك حَتَّى تستيقن أنك قد طلقتها.
قَالَ: فتركه ثُمَّ جاء إِلَى سُفْيَان الثوري رحمه الله فَقَالَ: يَا أبا عَبْد اللَّهِ شربت البارحة نبيذا فلا أدري أطلقت امرأتي أم لا؟ قَالَ: اذهب فراجعها، فإن كنت طلقتها فقد راجعتها وإن لم تكن طلقتها فلا يضرك من المراجعة شيء.
فتركه وجاء إِلَى شريك بْن عَبْد اللَّهِ فَقَالَ لَهُ مثل ذَلِكَ، قَالَ: اذهب فطلقها ثُمَّ راجعها.
قَالَ: فتركه ثُمَّ جاء إِلَى زفر بْن الهذيل فسأله، فَقَالَ: سألت أحد قبلي؟ قَالَ: نعم، وقص عَلَيْهِ القصة فَقَالَ فِي جواب أَبِي حنيفة: الصواب قَالَ لك وَقَالَ فِي جواب سُفْيَان: مَا أحسن مَا قَالَ لك فلما بلغ إِلَى قول شريك ضحك زفر بْن الهذيل مليا، ثُمَّ قَالَ: لأضربن لهم مثلا: رجل مر بمثعب يسيل، فشك فِي ثوبه، هل أصابته نجاسة أم لا؟ قَالَ لك أَبُو حنيفة: ثوبك طاهر وصلاتك تامة حَتَّى تستيقن النجاسة، وَقَالَ لك سُفْيَان: اغسله: فإن يك نجسا فقد طهرته، وإن يك طاهرا فقد زدته طهارة، وَقَالَ لك شريك: بل عَلَيْهِ ثُمَّ اغسله!!
أنشدنا الْقَاضِي بندار بْن أَبِي ليلى البصري بآمل طبرستان، لبعضهم:
إذا شئت أن تلقى عدوك رغما
…
وتقتله حزنا وتحرقه غما
فسام العلى وازدد من الفضل، إنه
…
من ازداد علما زاد حاسده هما