الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْحَدِيث السابع والعشرون [إكرام الجار بإهداء الطعام]
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الإْمَامُ شَيْخُ الإْسِلامِ أَبُو مَنْصُورٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَارِثِيُّ، أَخْبَرَنَا الإْمَامُ أَبُو الْحَسَنِ اللَّيْثُ بْنُ الْحَسَنِ اللَّيْثِيُّ، أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو عَلِيٍّ زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ الْفَقِيهُ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُصَعْبٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ:
عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ:" يَا أَبَا ذَرٍّ إِذَا طَبَخْتَ فَأَكْثِرِ الْمَرَقَةَ، وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ ".
هَذَا حَدِيثٌ حَسَن، عَالٍ.
أَوْرَدَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ أَبِي كَامِلٍ الْفُضَيْلِ، وَإِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ، عَنْ
عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبِي كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ شُعْبَةَ، كِلاهُمَا عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامَتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، بِهَذَا.
رواه عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم جليسه وأنيسه، المتخلي عَنِ الدنيا للعقبي، الَّذِي عانق البلوى إن لحق بالمولى، رابع الإْسِلام، أَبُو ذر جندب بْن جنادة، ويقال: جندب بْن السكن ولقبه برير الغفاري، وغفار: قبيلة من كنانة. أسلم أَبُو ذر بمكة، ولم يشهد بدرا ولا أحدا ولا الخندق، لأنه حين أسلم رجع إِلَى بلاده قومه وأقام حَتَّى مضت هَذِهِ المشاهد ثُمَّ قدم المدينة عَلَى رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
سيرة عُثْمَان إِلَى الربذة فمات سنة اثنتين وثلاثين، وليس لَهُ عقب.
وحكينا أَنَّهُ قيل لَهُ بعد قتل عُثْمَان رضي الله عنه: ألا ترجع إِلَى المدينة؟ فَقَالَ: أطعته حيا ولا أطيعه ميتا!
فِي الْحَدِيث: دليل عَلَى استحباب الإحسان إِلَى الإخوان، لا سيما إِلَى الجيران، فقد قَالَ صلى الله عليه وسلم:" مَا زال جبريل عليه السلام يوصيني بالجار حَتَّى ظننت أَنَّهُ سيورثه ".
وفيه دلالة عَلَى أن إطعام الطعام من سنن الإْسِلام، وَهُوَ فِي القرآن مندوب إِلَيْهِ، وفي الأخبار محثوث عَلَيْهِ، قَالَ اللَّه تَعَالَى:{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ} ، وقَالَ:{وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} ، وَقَالَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم:" ليس المؤمن الَّذِي يشبع وجاره إِلَى جنبه جائع ".
ولهذا يستحب الضيافة، ويعد إكرام الضياف والجيران من جملة شعب الإيمان. وَقَالَ بعض العلماء: أحسن سير المسلمين ثلاث: إكرام الضيف، والصوم فِي الصيف، والضرب فِي سبيل اللَّه عز وجل بالسيف.
أَخْبَرَنَا الإْمَام أَبُو نصر عَبْد الرَّحِيمِ بْن عَبْد الْكَرِيمِ بْن هَوَازِنَ الْقُشَيْرِيّ، أَخْبَرَنَا وَالِدِي الإْمَام أَبُو الْقَاسِمِ عَبْد الْكَرِيمِ بْن هوازن الْقُشَيْرِيّ، قَالَ:
خرج عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر إِلَى ضيعة لَهُ، فنزل عَلَى نخيل قوم فِيهِ غلام أسود يعمل فِيهَا، إذ أتي الغلام بقوته، فدخل الحائط كلب ودنا من الغلام، فرمى إِلَيْهِ الغلام بقرص، فأكله، ثُمَّ رمى إِلَيْهِ بالثاني والثالث فأكله، وعَبْد اللَّه بْن جَعْفَر ينظر. فَقَالَ: يَا غلام كم قوتك كل يوم؟ قَالَ: مَا رأيت. قَالَ: فلم آثرت هَذَا الكلب عَلَى نفسك؟ قَالَ: مَا هي بأرض كلاب وإنه جاء من أرض بعيدة جائعا فكرهت رده.
فَقَالَ: فما أنت صانع اليوم؟ قَالَ: أجوع يومي هَذَا لله تَعَالَى. قَالَ عَبْد اللَّهِ: ألام عَلَى السخاء! إن هَذَا لأسخى مني! فاشترى الحائط والغلام وما فِيهِ من الأشجار والنخيل، فأعتق الغلام ووهبها منه.
وَقَالَ بعض المشايخ: مَا أحسن تعطف الأغنياء عَلَى الفقراء، رغبة فِي ثواب اللَّه تَعَالَى! وأحسن من ذَلِكَ: تيه الفقراء عَلَى الأغنياء، ثقة بالله تَعَالَى!
وَكَانَ بشر بْن الحارث يَقُول: النظر إِلَى النخيل يقسي القلب.
أنشدنا الشَّيْخ الإْمَام شرف الأئمة عمر بْن مُحَمَّد الشِّيرَزِيّ رحمه الله، لبعضهم، وَهُوَ أَبُو الطيب مُحَمَّد بْن حاتم المصعبي:
اختلس حظك فِي دهرك
…
من أيدي الدهور
واغتنم يوما ترجيه
…
بلهو وسرور
واصنع العرف إِلَى كل
…
كفور وشكور
لك مَا تصنع والكفران
…
يزري بالكفور