الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْحَدِيث الرابع والعشرون [ذكر المؤمنين فِي غيبتهم بالخير، والدعاء لهم]
أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الإْمَامُ شَيْخُ الإْسِلامِ أَبُو الْحَسَنِ فَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شَاذِيٍّ الشَّعْرَانِيُّ، أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْفَقِيهُ أَبُو الْفَضْلِ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْحَنَفِيُّ الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ بُشْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بِشْرٍ الإِسْفَرَايِنِيُّ، بِهَا، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ الدُّورِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، وَحَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِي شُبْرُمَةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ كُرَيْزٍ -، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ:
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا دَعَا الرَّجُلُ لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، قَالَتِ: الْمَلَائِكَةُ: آمِينَ، وَلَكَ بِمِثْلِهِ "
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ: عَالٍ صَحِيحٌ، أَوْرَدَهُ مُسْلِمٌ فِي الدَّعَوَاتِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْوَكِيعِيُّ، عَنْ حَمْدِ بْنِ فَضْلٍ، عَنْ أَبِيهِ
رواه عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم العالم المتذكر، والعارف المتفكر، صاحب الحكم والعلوم، أَبُو الدرداء عويمر، وقيل: عامر اختلف فِي نسبه، فقيل: عويمر بْن مَالِك، وقيل: عويمر بْن عامر بْن زيد بْن قيس، من الأنصار، وَهُوَ ابن أخت عَبْد اللَّهِ بْن رواحة.
لم يشهد بدرا.
سكن الشام، وتوفي بها سنة اثنتين وثلاثين، فِي خلافة عُثْمَان رضي الله عنه. وَكَانَ قبل إسلامه تاجرا.
وَكَانَ يَقُول: " تفكر ساعة خير من قيام ليلة. وَكَانَ أكثر عمله التفكر.
وَكَانَ يَقُول: " لا تزالون بخير مَا أحببتم خياركم، وما قيل فيكم بالحق فعرفتموه، فإن عارف الحق كعامله، كم من نعمة للَّه تَعَالَى فِي عرق ساكن.
فِي الْحَدِيث: دلالة عَلَى أن المستحب للمرء المسلم أن يذكر أخاه بالخير فِي الغيبة ويتضمن ذَلِكَ النهي عَنِ الغيبة، لأن الأمر بالشيء نهي عَنْ ضده، فالحديث وإن ورد على صيغه الخبر إِلا أن المراد بِهِ الأمر، أي: عودوا ألسنتكم الكلام الطيب الحسن، وادعوا للمؤمنين والمؤمنات، تنالون بِذَلِكَ مَا تسألون لهم وتريدونه بهم، فإن الْخَيْر عادة والشر لجاجة.
وقد قيل: لا يكون الرجل مؤمنا كاملا حَتَّى يأمنه عدوه، فكيف حال من لا يأمنه صديقه؟ ! ومن علم أن كلامه من عمله قل كلامه إِلا فيما يعنيه.
أَخْبَرَنَا تاج الإْسِلام أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُور السَّمْعَانِيّ، أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي الْقَاسِم بْن الْحُسَيْن المقري، أَخْبَرَنَا جدي أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الْحَافِظ، أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن عَبْد
اللَّهِ الهمذاني بمكة، حماها اللَّه، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن المقري يَقُول: سمعت يُوسُف بْن الْحُسَيْن يَقُول:
سمعت ذا النون يَقُول: أربع خلال لها ثمرة: العجلة، والعجب، واللجاجة، والشره.
فثمرة العجلة: الندامة. وثمرة العجب: البغضة. وثمرة اللجاجة: الحيرة. وثمرة الشره: الفاقة.
أنشدنا الشَّيْخ الإْمَام معتمد الإْسِلام أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الفرج بْن الفرج الكناني الْمَغْرِبِيّ، لبعضهم:
عود لسانك قول الْخَيْر تحظ بِهِ
…
إن اللسان كما عودت معتاد
موكل بتقاضي مَا سننت لَهُ
…
فِي الْخَيْر والشر، فانظر كيف ترتاد