الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْحَدِيث الرابع والثلاثون [أحكام وآداب الاستنجاء]
أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْجَلِيلُ الإْمَامُ أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَاكِمِيُّ رحمه الله، أَخْبَرَنَا عَمِّي الزَّكِيُّ الْحَاكِمُ أَبُو الْفَتْحِ نَصْرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْحَاكِمِيُّ، وَأَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرُّوذَبَاريُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ التَّمَّارُ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ دَاسَةَ الْبَصْرِيِّ -، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُسَدِّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ:
عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: قِيلَ لَهُ: لَقَدْ عَلَّمَكُمْ نَبِيُّكُمْ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى الْخِرَاءَةَ قَالَ: أَجَلْ، " لَقَدْ نَهَانَا أَنْ نَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ بِغَائِطٍ وَلا بول وأن لا نستنجي باليمين وأن لا يَسْتَنْجِي أَحَدُنَا بِأَقَلِّ مِنْ ثَلاثِة أَحْجَارٍ، أَوْ نَسْتَنْجِيَ بِرَجِيعٍ أَوْ عَظْمٍ "، وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى:" بِرَوْثٍ أَوْ رِمَّةٍ ".
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، عَالٍ، صَحِيحٌ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي كِتَابِهِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ وَوَكِيعٍ، وَعَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، وَعَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ الأَعْمَشِ وَمَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، بِهَذَا.
رواه عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم الحاكم الحكيم، والعالم والعابد العظيم، سابق الفرس: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ سلمان بْن الإْسِلام، رافع الألوية والأعلام، مولى المصطفي عليه السلام، أحد النجباء، ومن تشتاق الجنة إِلَيْهِ من الأولياء.
قيل: إنه من أصفهان، وَقَالَ بعضهم: من فارس من رامهرمز. لم يشهد بدرا ولا أحدا، لأنه كَانَ فِي أوقاتهما عبدا، فأول غزوة غزاها، الخندق سنة خمس من الهجرة.
عمر عمرا طويلا، ومات فِي أول خلافة عُثْمَان رضي الله عنهما بالمدائن، وفي بعض الروايات أَنَّهُ مات فِي أول خلافة عَلَى رضي الله عنهما عاش مائتين وخمسين سنة، ويقال: أكثر، ويقال: إنه أدرك وحي عِيسَى بْن مريم عليه السلام.
دخل عَلَى عمر رضي الله عنه وهي متكئ عَلَى وسادة فألقاها لَهُ إكراما لَهُ.
فِي الْحَدِيث: نهى عَنِ استقبال القبلة واستدبارها عَلَى قضاء الحاجة.
واختلف فِيهِ أهل العلم: فذهب جماعة إِلَى تعميم النهي، والتسوية بين الصحراء والبنيان، روي ذَلِكَ عَنْ أَبِي أيوب الأنصاري، وَهُوَ قول إِبْرَاهِيم النخعي وسفيان الثوري وأبي حنيفة.
وذهب جماعة إِلَى أن النهي عَنِ الاستقبال والاستدبار يختص بالصحراء، فأما الأبنية فلا بأس فِيهَا بالاستقبال والاستدبار، وَهُوَ قول عَبْد اللَّهِ بْن عمر وبه قَالَ الشعبي ومالك والشافعي، واحتجوا بحديث متفق عَلَى صحته برواية ابْن عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: ارتقيت فوق بيت حفصة لبعض حاجتي، فرأيت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته مستدبر القبلة مستقبل الشام.
والاستنجاء معناه: إزالة النجو، وَهُوَ كناية عَنِ الحدث، مشتق من النجوة وَهُوَ مَا ارتفع من الأرض، كانوا يستترون بها إذا مضوا إِلَى قضاء الحاجة. والرجيع: النجاسة. والرمة: العظام البالية سميت رمة لأن الإبل ترمها أي تأكلها.
وفيه دليل عَلَى أن الاقتصار عَلَى أقل من ثلاثة أحجار فِي الاستنجاء لا يجوز وإن حصل الإنقاء بما دونها.
وفي النهي عَنِ الاستنجاء بالرمة: دليل عَلَى أَنَّهُ لا يختص بالحجر، بل يجوز بما يقوم مقام الحجر فِي الإنقاء إذا لم يكن مأكولا ولا محترما ولا نجسا.
والنهي عَنِ الاستنجاء باليمين نهي أدب.
أَخْبَرَنَا شَّيْخُ الْقُضَاةِ أَبُو عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا شَيْخ الإْسِلامِ أَبُو عُثْمَان الصابوني، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد مُحَمَّد بْن مُوسَى الصيرفي يَقُول: سمعت أبا الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يعقوب، يَقُول: سمعت بعض أصحاب الْحَدِيث يَقُول: قَالَ عَبْد اللَّهِ بْن حَبِيب الأنطاكي:
كتب يُوسُف بْن أسباط إِلَى حذيفة المرعشي " أما بعد، فإني أوصيك بتقوى اللَّه عز وجل، والعمل بما علمك اللَّه تَعَالَى، والمراقبة حيث يراك اللَّه عز وجل، والاستعداد لما ليس لأحد فِيهِ حيلة، ولا ينتفع بالندم عند نزوله، فاحسر عَنْ رأسك قناع الغافلين، وانتبه من رقدة الموتى، وشمر للسؤال غدا.
وأعلم أَنَّهُ لابد لِي ولك من الوقوف بين يدي اللَّه عز وجل ليسألني وإياك عَنِ الدقيق والجليل، ولست آمن أن يسألني وإياك عَنْ وساوس الصدور ولحظات العيون.
وأعلم يَا أخي، أَنَّهُ لا يجزئ من العمل القول، ولا من البذل العدة، ولا من التوقي التلاوم.
وقد صرنا فِي زمن هَذِهِ صفة أهله، فمن كَانَ كذلك فقد تعرض للمهالك، وصد عَنْ سواء السبيل، وفقنا اللَّه وإياك.
أنشدنا الأديب أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن مسعود الإسفرايني، أنشدنا الإْمَام السيد مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن طلحة، لأبي تمام:
ذو الود مني وذو القربي بمنزلة
…
وإخوتي أسوة عندي وإخواني
عصابة جاورت آدابهم أذني
…
فهم إن فرقوا فِي الأرض جيراني
أرواحنا فِي مكان واحد وغدت
…
أجسامنا بشآم أَوْ خراسان
ورب نائي المغاني روحه أبدا
…
لصيق روحي ودان ليس بالداني
وأنشدنا، لحمدان الرفاء رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى:
قل لبني اللَّيْث يستعدوا
…
جاء من الأمر مَا يهد
دولتكم فصمت عراها
…
فخانها ركنها الأسد
أعطاكم الدهر ثوب مجد
…
والدهر يعطي ويسترد