الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْحَدِيث الخامس والعشرون [استحباب تعجيل الفطر]
أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الإْمَامُ زَيْنُ الإْسِلامِ أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ هَوَازِنَ الْقُشَيْرِيُّ، أَخْبَرَنَا وَالِدِي الإْمَامُ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ هَوَازنَ الْقُشَيْرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحَسَنِ الأَسْفَرَايِينِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْمَغْرِبِيُّ -، حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ:
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ "
هَذَا حَدِيث صَحِيحٌ، حَسَنٌ، عَالٍ، مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ، أَوْرَدَهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ عَنْ مَالِكٍ.
وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي (الصَّوْمِ) ، عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنْ يَعْقُوبَ، وَعَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، وَعَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ،
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، كُلِّهِمْ عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلٍ بِهَذَا.
رواه عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: أَبُو الْعَبَّاسِ سهل بْن سَعْد بْن مَالِك بْن خالد بْن ثعلبة بْن حارثة بْن عَمْرو بْن الخزرج بْن ساعدة بْن كعب الأنصاري الخزرجي الساعدي توفي رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وله من العمر خمس عشرة سنة.
كَانَ اسمه " حزنا " فسماه رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " سهلا ".
وَكَانَ عليه السلام يغير الأسماء القبيحة بالأسماء الحسنة تفاؤلا، فلم يرد أن يكون اسمه حزنا، لأنه كره الحزونة والشدة. وأراد مثل ذَلِكَ من حزن جد سَعِيد بْن المسيب فلم يقبله وَقَالَ: لا أغير اسما سماني بِهِ أبي قَالَ سَعِيد: فبقيت الحزونة فينا حَتَّى الساعة.
توفي سهل سنة ثمان وثمانين وقيل سنة إحدى وتسعين، وَهُوَ ابن مائة سنة وأكثر، وَكَانَ آخر من مات بالمدينة من الصحابة.
وفي الْحَدِيث: دلالة عَلَى استحباب تعجيل الفطر، والإشارة بإزالة مَا لحق الصائم من كلفة العبادة، ليكون وقوفه عَلَى بساط النجوى فِي صلاة المغرب الَّتِي تؤدي فِي وقت الإفطار عَلَى فراغ من مطالبات النفس، فيجد القلب فِي المنجاة كمال الروح والأنس، وعلى هَذَا يحمل قوله صلى الله عليه وسلم:" إذا حضر العشاء والعشاء فابدءوا بالعشاء ".
أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو علي الْحَسَن بْن أَحْمَدَ بْن الحسن الحداد، إجازة، أَخْبَرَنَا الْحَافِظ أَبُو نعيم أَحْمَد بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ بْن إِسْحَاق، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الثقفي، حَدَّثَنَا أَبُو يونس مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ المديني، حَدَّثَنَا أَبُو الحارث عُثْمَان بْن إِبْرَاهِيمَ بْن غسان، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن يَحْيَى بْن أَبِي كثير، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
دخل سليمان بْن عَبْد الملك المدينة حاجا، فَقَالَ: هل بها رجل أدرك عدة من الصحابة؟ قالوا: نعم، أَبُو حازم. فأرسل إِلَيْهِ، فلما أتاه، قَالَ: يَا أبا حازم، مَا هَذَا الجفاء؟ قَالَ: وأي جفاء رأيت مني؟ قَالَ: وجوه الناس أتوني ولم تأتني. قَالَ: والله مَا عرفتني قبل هَذَا ولا أنا رأيتك، فأي جفاء رأيت مني؟ فالتفت سليمان إِلَى الزُّهْرِيّ فَقَالَ: أصاب الشَّيْخ وأخطأت أنا. فَقَالَ: يَا أبا حازم، مَا لنا نكره الموت؟ فَقَالَ: عمرتم الدنيا وخربتم الآخرة، فتكرهون الخروج من العمران إِلَى الخراب، قَالَ صدقت. قَالَ: ليت شعري مَا لنا عند اللَّه؟ قَالَ: اعرض عملك عَلَى كتاب اللَّه تَعَالَى. قَالَ: فأين أجده؟
قَالَ: فِي قوله تَعَالَى: {إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ} . قَالَ سليمان: فأين رحمة اللَّه؟ قَالَ: قريب من المحسنين. قَالَ سليمان: كيف العرض عَلَى اللَّه تَعَالَى؟ قَالَ: أما المحسن: كالغائب يقدم عَلَى أهله. وأما المسيء كالآبق يقدم بِهِ عَلَى مولاه. فبكى سليمان حَتَّى علا نحيبه. فَقَالَ: يَا أبا حازم كيف لنا أن نصلح؟ قَالَ: تدعون عنكم الصلف، وتمسكون بالمروءة، وتقسمون بالسوية، وتعدلون فِي القضية. قَالَ: يَا أبا حازم من أفضل الخلائق؟ قَالَ: أولو المروءة والنهى. قَالَ: فما أعدل العدل؟ قلا: كلمة صدق عند من تخافه أَوْ ترجوه. قَالَ: فما أسرع الدعاء إجابة؟ قَالَ: دعاء المحسن للمحسن. قَالَ: فما أفضل الصدقة؟ قَالَ: جهد المقل إِلَى البائس الفقير لا يتبعها من ولا أذى. قَالَ: من أكيس الناس؟ قَالَ: رجل ظفر بطاعة اللَّه عز وجل فعمل بها ثُمَّ دل الناس عَلَيْهَا. قَالَ: من أحمق الناس؟
قَالَ: رجل اغتاظ فِي هوى أخيه وَهُوَ ظالم فباع أخرته بدنيا غيره. فَقَالَ: يَا أبا حازم ارفع لِي حاجتك. قَالَ: نعم، تدخلني الجنة وتنجيني من النار. قَالَ: ليس ذَلِكَ إلي. قَالَ: فما لِي حاجة سواها.
أنشدنا تاج الإْسِلام أَبُو بَكْر بْن مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُور السَّمْعَانِيّ، أنشدنا أَبُو الْعَبَّاسِ الفضل بْن عَبْد الواحد، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّد السراج، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرو بْن مطر، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن المنذر الْهَرَوِيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِدْرِيس الحنظلي، حَدَّثَنَا عمر بْن أسلم، يَقُول: سمعت سلم بْن ميمون العابد يَقُول:
أرى الدنيا لمن هي فِي يديه
…
عذابا كلما كثرت لديه
تهين المكرمين لها بصعر
…
وتكرم كل من هانت عَلَيْهِ
فدع عنك الفضول تعش حميدا
…
وخذ مَا أنت محتاج إِلَيْهِ