الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْحَدِيث الثلاثون [فضل التصدق ولو بالقليل]
أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الإْمَامُ الأَجَلُّ أَفْضَلُ الدَّوْلَةِ فَخْرُ الرُّؤَسَاءِ أَدِيبُ الشَّرْقِ وَالْغَرْبِ، أَبُو الْمُظَفَّرِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ إِسْحَاقَ الأَبِيوَرْدِيُّ الْمُعَاوِيُّ -، رحمه الله، أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الصَّالِحُ أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مكْرَانَ - الشِّيرَازِيُّ شَيْخُ الصُّوفِيَّةِ فِي الرَّبَاطِ الْمَنْسُوبُ إِلَيْهِ بِالرِّيِّ مِنْ لَفْظِهِ، أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الإْمَامُ أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ الْبَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكَرَابِيسِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَعْبٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ:
عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رضي الله عنه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ ".
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ عَالٍ مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الأَدَبِ، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ وَفِي صِفَةِ النَّارِ،
عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ عَدِيٍّ بِهَذَا وَفِي التَّوْحِيدِ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ وَزَادَ فِيهِ:" فَمَنْ لَمْ يَجَدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ ".
وَأَوْرَدَهُ مُسْلِمٌ فِي الزَّكَاةِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُجْرٍ وَابْنِ رَاهَوَيْهِ وَعَلِيِّ بْنِ خَشْرَمٍ، عَنْ عِيسَى، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، وَذَكَرَ الزِّيَادَةَ، وَعَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبِي كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ عَدِيٍّ وَعَنْ أَبِي مُوسَى وَبُنْدَارٍ، عَنْ غُنْدَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ خَيْثَمَةَ.
رواه عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم التقي الوفي: أَبُو ظريف عدي بْن حاتم الطائي رضي الله عنه، أكرمه رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حين قدم عَلَيْهِ، وفرح بإسلامه، وأجلسه عَلَى الوسادة.
وسبيت أخته مع نفر كثير، فلما خرج رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من المسجد قامت فقالت: يَا رَسُولَ اللَّهِ ذهب الوالد وغاب الفاقد، فلا تشمت بنا أحياء العرب، فإني ابنة من كَانَ يقري الضيف، ويفك العاني، ويطلق الأسير، ويعطي السائل، فَقَالَ عليه السلام:" من كَانَ أبوك؟ "، قالت: حاتم الطائي، فَقَالَ: خلوا عَنْهَا، فإن أباها كَانَ يحب مكارم الأخلاق " فقالت: ومن معي فَقَالَ: " ومن معها "، وكانوا سبعمائة.
نزل عدي الكوفة فِي طيء، ومات بها زمن المختار، وله مائة
وعشرون سنة، وأوصى أن لا يصلى عَلَيْهِ المختار، ويقال: توفي بقرقيسيا سنة سبع وستين، ولم يبق لَهُ عقب إلا من قبل ابنتيه أسدة وعمرة.
دخل يوما عَلَى عُمَر بْن الْخَطَّابِ رضي الله عنه فكأنه رأى منه جفاء، فَقَالَ: أما تعرفني؟ فَقَالَ: بلى والله أعرفك، أكرمك اللَّه تَعَالَى بأحسن المعرفة، أسلمت إذ كفروا، وعرفت إذ أنكروا، ووفيت إذ غدروا، وأقبلت إذ أدبروا، فَقَالَ: حسبي يَا أمير المؤمنين، حسبي.
وشهد مَعَ عَلِيّ بْن أَبِي طالب يوم الجمل وفقئت عينه، وقتل ابنه مُحَمَّد يومئذ.
وفي الْحَدِيث: دلالة عَلَى استحباب الصدقة، وإن قلت، وبشارة بأن اللَّه تَعَالَى يقبل القليل، ويعطي الجزيل، ويربي النزر اليسير من القربات، ويجازي عَلَيْهِ الكثير من المثوبات، فكل يعمل عَلَى شاكلته، ولولا أن العفو من صفته مَا عصاه أهل معرفته، ولكن ألقاهم فِي الذنب يعرفهم بِذَلِكَ فاقتهم إِلَيْهِ، ثُمَّ غفر لهم ليعلمهم بالغفران كرامتهم عَلَيْهِ.
كَانَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى بْن أَبِي طالب رضي الله عنه يَقُول حبذا نوم الأكياس وفطرهم يغبنون سهر الحمقي والجهال، ولمثقال ذرة من اليقين خير من مِلء الأرض من المغرورين.
وينبغي أن تكون الصدقة من المال الحلال، فإن اللَّه تَعَالَى طيب
لا يقبل إِلا الطيب، ولولا عناية الجبار جل جلاله لم يدفع شق التمرة جمرة النار.
أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو سَعِيد مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ بْن نصر الرَّازِيّ، قدم علينا، حَدَّثَنَا أَبُو مَنْصُور بكر بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْن مُحَمَّدِ بْنِ جند النيسابوري، حَدَّثَنَا السيد الأجل أَبُو الحسن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن داود الحسني، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الشعبي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن جَعْفَر، قَالَ: حدثني أَبِي، قَالَ: حدثني إِبْرَاهِيم بْن طهمان، عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد، عَنْ عمر بْن عَبْد العزيز رضي الله عنه، أَنَّهُ خطب الناس يوم عرفة فَقَالَ: يَا أيها الناس قد جئتم من البعيد والقريب، وأنصبتم الظهر، وأخلقتم الثياب، وأنتم وفد عين واحد، وليس السابق من سبقت راحلته ولكن السابق اليوم من غفر اللَّه لَهُ ذنوبه
أنشدنا فخر الرؤساء أَبُو المظفر مُحَمَّد بْن أَبِي الْعَبَّاس الأَبِيوَرْدِيّ الْمُعَاوِيّ رحمه الله، لنفسه:
شفافة من غنى فِي الأمن مجزية
…
والحرص ليس عَلَى نفس بمأمون
وقد قنعت فجأشي لا يقلقه
…
صفراء كسرى ولا بيضاء قارون