الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الأول
نظرة تاريخيَّة حَول المذاهبْ الوَضْعيَّة
للنظم الاقتصادية
إذا انطلق الناس وفق دوافعهم الذاتية، دون تقيد بمنهج الله، وتركوا نفوسهم على غرائزها تتحرك في الحياة، وتتصارع بينهم الرغبات والقوى، فإن نزعاتهم الفردية وأنانياتهم تكون هي السائدة على سلوكهم، وفي دوائر حرياتهم الفردية، وما يتوافر لهم ضمن مجتمعهم من إمكانيات، ينطلقون بهدف إشباع أطماعهم في جمع المال وحيازته، من أي سبيل، وبأية وسيلة، دون اكتراث بحقوق الآخرين، أو بحقوق المجتمع الذي يعيشون فيه.
وينجم عن رغبة كلٍّ منهم في الحصول على أكبر الحظوظ وأوفرها، أن تتصارع فيما بينهم القوى المادية والمعنوية، وأخطر القوى المعنوية قوى الذكاء والحيلة، في تسخير القوى والناس وفي المخادعة والمكر.
ثم ينتج عن هذا الصراع ما يلي:
أولاً: ففي البيئات البدائية الأولى، قد يتطور الصراع، حتى يستعبد الأقوى الضعفاء عن مقاومته، سواء أكان هذا الأقوى فرداً، أو أسرة، أو قبيلة، أو شعباً، أو عصابة.
ويظهر عندئذٍ نظام الاستعباد والرق، وقد تمتد ذيول هذا النظام، فتبقى بقاياه، ولو تقدمت المجتمعات الإنسانية تقدماً حضارياً ذا شأن، ويجد فيها من المفكرين والفلاسفة من يثني عليه ويراه ضرورياً.
وهذا ما نلاحظه عند فريق من فلاسفة اليونان، وعند الرومان، وعند اليهود، وعند كثيرين من شعوب الأرض، في أطوارها ذات التقدم الحضاري.
وفي هذا النظام يكون الاستيلاء التملكي مسلطاً على الأشياء والحيوان والإنسان.
ثانياً: ثم إذا خطت المجتمعات الإنسانية خطوات حضارية راقية، وظهر فيها مصلحون، أو طامعون ذوو قوى، أو ناقمون أصحاب حوْلٍ أو حيلة، وتمكن الواقعون تحت الاستعباد من تجميع قواهم، وتحرير أنفسهم وإرادتهم، فالذي يحصل هو أن يسرع الأذكياء المستبدون إلى استخدام الحيلة والقوة معاً، والتنازل عن بعض ما هم مستأثرون به من مالٍ وسلطان.
عندئذ يسترضي هؤلاء، بالحيلة والدهاء، رؤوس القوى الثائرة على نظام الاستعباد، فيشركونهم معهم في المال، وفي المنافع التي تتحقق عن طريق الاستئثار بالسلطان، كلٌّ بحسبه، ويصطلحون معهم عملياً على اقتسام المنافع، وتسهيل المصالح، مع احتفاظ ذي السلطان الأكبر بنصيب الأسد، وبشرط أن يضمن سكونهم وسكوتهم، أو ولاءهم ونصرتهم.
وعندئذ يظهر نظام الإقطاع، فيُقْطِعُ السلطانُ رؤوساً من القوم، إقطاعات من الأراضي، والولايات، والحيوانات، وسائر الثروات، ليضمن بذلك ولاءهم ونصرتهم له، أو سكونهم وسكوتهم عنه، باعتبارهم القوى القادرة على تحريك جماهير الناس ضده.
وكانت الأرض أهم الثروات التي يمنحها السلطان إقطاعات لمن يريد إقطاعه.
وتكون الإقطاعات عادة بحسب قيمة الممنوح لدى السلطان، وبحسب حاجته إلى ولائه ومناصرته، أو خوفه من تحركه ضده، باستثناء أولياء المحبة، فحظوظ هؤلاء من الإقطاعات دافعها المحبة.
وحين يظفر رؤساء أقوامهم بإقطاعات السلطان، فإن عقلاءهم لا بد أن يحسبوا حساب نقمة أنصارهم من قومهم عليهم، وهذا يدفعهم إلى أن يجعلوا لوجوه أقوامهم شيئاً مما أصابوه هم من ذي السلطان الأعلى، ليضمنوا بذلك ولاءهم لأنفسهم وللسلطان معاً.
وبهذا النظام تكبر نسبياً دائرة المشاركين في المنافع والثروات، بخلاف النظام الاستعبادي الذي كانت الدائرة المالكة المتسلطة المستبدة فيه ضيقة جداً، ويسخر الإقطاعيون العمال في إقطاعاتهم تسخيراً مجحفاً لا يؤدّونهم فيه أجورهم المكافئة لأعمالهم.
وفي عهود الإقطاع ظهرت دعوات فكرية فلسفية محدودة، تنادي بشيوعية المال، فقد بسط "أفلاطون" الفيلسوف اليوناني المعروف (429 - 347 ق. م) في جمهوريته نظام المجتمع الشيوعي الذي تصوّره، ولكن لم يكن لدعوته أثر عملي.
وفي القرن السادس عشر الميلادي كتب "السير توماس مور" كتاباً بعنوان "Utopia" أي: مثالي، وضع فيه صورة لمجتمع مثالي فيما يرى، وكان في تصوّره مجتمعاً شيوعياً، يقوم على شيوع الثروات، وتوزيع أدوات الإنتاج، واشتراك جميع الأفراد في ثمرات هذا الإنتاج، وإلغاء كل مظاهر الملكية الفردية ومقوماتها، وتشرف عليه حكومة منتخبة.
وظهرت في التاريخ البشري ثورات إباحية تنادي بشيوعية المال والنساء، فقامت في فارس قبل ظهور الإسلام فرقة "المزدكية" الذين استباحوا المحرمات، وزعموا أن الناس شركاء في الأموال والناس، ودامت فتنتهم إلى أن قتلهم "أنوشروان" في زمانه.
وظهرت أيضاً في تاريخ المسلمين فرق خرجت على الإسلام، ودعت إلى الإباحية المزدكية، وشيوع الأموال والنساء، وقد التقى في تأسيس هذه
الفرق المكران: المكر اليهودي، والمكر المجوسي، وعرفت هذه الفرق بالفرق الباطنية، على اختلاف أسمائها "قرامطة - بابكية - خُرَّمية - وغير ذلك ".
ولكن الباطنيين الذين استطاعوا أن يستولوا على سدة الحكم، في بعض بلدان العالم الإسلامي حقبة من الدهر، لم يطبقوا فكرة شيوع الأموال التي كانوا يطلقونها في دعواتهم بين أتباعهم، بل لم يطبّقوا أية فكرة اشتراكية مخففة.
ثالثاً: ثم تَخْطو المجتمعات البشرية خطوة حضارية أخرى، ضمن الأوضاع التي يسودها الإقطاع، فتكثر فيها أعداد الجماهير التي ليس لها حظوظ متميزة، لا في الثروات، ولا في النفوذ الإداري، ولا في وسيلة العمل الذي تكتسب به معايشها.
والأمر الذي يحصل عندئذٍ، هو أن تُعلن الكثرة المحرومة عداءَها للسلطة الإدارية، ولأنصارها من الإقطاعيين، إذ تجد أنفسها مستغلة مهضومة الحقوق، محرومة من حرية اختيار من يحكمها، واختيار العمل الذي تكتسب به ما تحب من معايشها.
ويغدو نظام الإقطاع في نظرها، نظاماً فاسداً جائراً يجب التخلص منه، كما استطاع أسلافهم أن يتخلصوا من نظام الرق.
ولا شك أن للوسطاء الذين هم التجار دوراً مرضياً لهم في عهد الإقطاع، لأنهم يستطيعون عن طريق التجارة جمع ثروات تميزهم، وإن كانت لا تجعلهم في مصاف الإقطاعيين إلا نادراً.
والتطور الطبيعي الذي يحدث ضمن نظام الإقطاع، وبعد تزايد النقمة عليه من قبل الكثرة، هو أن يتجه الناس لاستخدام ذكائهم في ابتكار الصناعات المختلفة، وترك الأرض وزراعتها، إذ يجدون أنفسهم فيها بمثابة الأرقاء عند مالكي الأرض، يضاف إلى ذلك عوامل أخرى تطورية ثقافية حضارية.
عندئذٍ تظهر ثروات جديدة، عمادُها الصناعات الفردية المتطورة أولاً، ثم الصناعات الصغرى التي يستعين أصحابها بعمال وصناع يستأجرونهم فيها.
ويتدخل الوسطاء وهم التجار لجعل هذه المصنوعات في متناول راغبيها، من الذين لهم قدرة على شرائها.
ويجد هؤلاء التجار أن هذه المصنوعات قد جلبت لهم أرباحاً مناسبة، فتتحرك مطامعهم في زيادة الربح، فيمدون مهرة الصناع بالأموال لتحسين صناعاتهم، وتوسيعها، واحتكارها لأنفسهم.
عندئذٍ تظهر المصانع الصغرى، وهو عهد الرأسمالية الأولى، التي يضعف باتساعها سلطان الإقطاع، أو تشترك معه في قوتي المال والسلطان، إذ تجد سبيلها ميسوراً للتأثير على ذوي السلطان الإداري.
وفي هذا العهد يحتال أصحاب رؤوس الأموال بمختلف الوسائل لاستغلال العمال، وتسخيرهم تسخيراً مجحفاً، لا يؤدونهم فيه الأجور المكافئة لأعمالهم.
رابعاً: ثم تخطو المجتمعات البشرية خطوة حضارية صناعية علمية واسعة، ضمن الأوضاع التي يشترك فيها النظامان معاً، "الإقطاع والرأسمالية".
وفعلاً تطورت الصناعات مع تقدم العلوم، ودخلت الآلة الميكانيكية للمصانع، وصارت الآلة الواحدة تغني عن مئات العمال في المصانع. وظهرت الحاجة إلى الأموال الضخمة، لإنشاء المصانع الكبيرة التي ينتج الواحد منها ما ينتجه مئات الألوف من الصناع المهرة.
وهنا اتجهت أطماع أصحاب الأموال لتوظيف أموالهم في إنشاء المصانع التي تدر أرباحاً طائلة، حتى اتجه كثير من الإقطاعيين لبيع قراهم وما يملكون من أرض وعقارات، وتوظيف أثمانها في المصانع، لأنها صارت أكثر عطاء وتثميراً.
وفي هذا العهد حلت الرأسمالية محل الإقطاع يوم كان هو السائد.
ومرة أخرى احتاج الرأسماليون لدعم السلطات الحاكمة، في حماية مصانعهم وتأييد احتكارهم، فاتجهوا لنصرة حكوماتهم، أو نصرة رجال يدفعون بهم إلى سدة الحكم، لينالوا منهم الحماية والتأييد، وربما أدخلوهم شركاء معهم في مصانعهم، لتكون المصلحة بينهم مشتركة.
واتسعت الصناعات الآلية، وظهرت الفروق الاجتماعية الواسعة بين الطبقات، وسيطر أصحاب المشاريع الضخمة والصناعات الكبرى، الرأسماليون، على الملايين الكثيرة من العمال، يستغلونهم دون أن يوفوهم أجورهم بالعدل، وانحازت الحكومات لحماية الرأسماليين وتمكينهم من استغلال العمال، ومساعدتهم على احتكاراتهم واستغلال المستهلكين بغير حق.
وكان ذلك من أسباب شحن الجماهير الكثيرة بالنقمة، من الرأسماليين، ومن السلطات الحاكمة المنحازة لهم، باسم الحرية الفردية في النشاط الاقتصادي.
وظهرت نُذُر الصراع الطبقي من جديد، مع سيادة التطبيقات الرأسمالية، وإسرافها في استغلالها واحتكاراتها.
خامساً: وضمن المجتمعات الغربية التي سادت فيها الرأسمالية المسرفة، وتغلبت فيها النزعات الفردية الأنانية على حقوق الآخرين وحقوق المجتمع، ظهرت دعوات الاشتراكية.
أ- فكان منها دعوات إصلاحية معتدلة، ترى إمكان إصلاح النظم الرأسمالية القائمة، وتخفيف وطأتها، والعمل على استبعاد الأسباب التي تؤدي إلى ظلم طبقة العمال، واستغلالهم بغير حق، وإيجاد تنظيمات جزئية تحقق القدر اللازم من العدالة الاجتماعية، كنظم حقوق العمال في الأجور العادلة، وفي تحديد ساعات العمل، وفي التأمين الصحي، وفي تأمين
العجز والشيخوخة والعيش بعد سن التقاعد، وكالتعليم المجاني العام، إلى غير ذلك من التنظيمات.
وكان في طليعة دعاة الاشتراكية المعتدلة، وتطبيقها بوسائل الإصلاح الاجتماعي، الكاتب الفرنسي "سان سيمون" الذي عاش ما بين (1760-1825م) فقدم أفكاراً في تنظيم الجماعة، وفي الدور الذي يمكن أن يؤديه الدين المسيحي في تنظيم المجتمع الاشتراكي.
وكان في طليعة دعاتها أيضاً المفكر الاشتراكي الإنجليزي "روبرت أوين" الذي عاش ما بين (1771-1858م) . هو أول من أنشأ نظاماً للتعاون بين العمال، ومدارس لتعليم أبنائهم، وأول من حاول تطبيق الفكرة الاشتراكية بوسائل الإصلاح الاجتماعي.
وبدأت الحركة الاشتراكية الإصلاحية المعتدلة في إنجلترا في أواخر القرن التاسع عشر، وظهرت "الجمعية الفابية" زعيمة الاشتراكية الإنجليزية
المعتدلة، وفي سنة (1893م) قام حزب العمال المستقل بنهج اشتراكي، وسار على خط الاعتدال نفسه، ونشط في الحقل السياسي، واستطاع أن يكون له قوة برلمانية، وأن يستلم الحكم في بعض الأحيان، وينفذ بعض برامجه الاشتراكية.
ب- وكان منها دعوات ثورية، لا تقبل التطور الإصلاحي، بل تنادي بهدم النظم الرأسمالية القائمة هدماً كاملاً، عن طريق الصراع الطبقي والثورة المدمرة، وإقامة حكم العمال والكادحين، بنظام استبدادي "ديكتاتوري" صارم، وفرض الاشتراكية المتطرفة، التي تنزع فيها معظم الملكيات الفردية لا سيما وسائل الإنتاج، لتكون مُلكاً عاماً في يد الدولة، تشرف عليه وتديره، وتجعل كل القادرين والقادرات على العمل عمالاً تحت يدها، مطبقة عليهم جميعاً قاعد "من كل حسب استطاعه ولكل حسب حاجته".
وكان زعيم هذه الدعوة اليهودي "كارل ماركس" ورفيقه الإنجليزي المسيحي الماسوني "فريدريك إنجلز".
وكان لهذه الدعوة تأثير كبير في ألمانيا، مع أن معظم نشاط "ماركس" قد كان خارج ألمانيا.
وفي سنة (1848م) أصدر "ماركس" وإنجلز" بيانهما الشيوعي المشهور.
وانطلقت بعد ذلك الحركات والمنظمات والأحزاب الشيوعية الثورية، حتى استطاعت أن تسقط حكم القيصرية الروسية، وتقيم أول دولة شيوعية في روسيا، في تشرين الأول (أكتوبر) من سنة (1917م) .
سادساً: ثم بتدبير كيدي من الشرق، ومن الغرب السائر في مخطط المكر اليهودي، المعاديين للإسلام والمسلمين، قامت في معظم بلدان العالم الإسلامي الأحزاب الاشتراكية، والأحزاب الشيوعية، التي كان اليهود وراء تنظيماتها، وكانوا أعمدة أبنيتها.
مع أن بلدان العالم الإسلامي لم تزحف إليها بعدُ الرأسمالية الطاغية الظالمة، إنما زحفت إليه معاملات وتنظيمات رأسمالية بتأثير الاستعمار الغربي.
والإقطاعية القديمة فيها إقطاعية ضعيفة بالية، ونسبتها محدودة، فهي لا تُشكّل ظاهرة كبرى تدعو إلى النقمة العامة. ومعظم بلدان العالم الإسلامي من البلدان التي كانت مستعمرة، مغلوبة على أمرها، أو ما زالت مستعمرة، أو مستغلة من قبل الدول الاستعمارية الغربية.
وبدايات الصناعات الآلية فيها، والتي قد يحوي المصنع الواحد منها مئات العمال، قد نشأت ضعيفة في ظل الاستعمار، أو بعد خروجه، وبعضها لم يمضِ على إنشائه سنوات معدودات، فلم تظهر بعدُ مشكلة ظلم اجتماعي قائم على فوارق طبقية فاحشة، يضاف إلى ذلك أن بعض هذه المصانع هو من الشركات المساهمة، التي يمتلك أسهمها مئات المالكين أو أكثر، وهم يوفرون قيمة هذه الأسهم من أرزاقهم اليومية.
لكن الكيد المدبر، مع جهل شعوب هذه البلدان، وشيوع الأمية فيها، والبعد عن الدين وتعاليمه، وقيام الأحزاب الاشتراكية والشيوعية العملية لأعداء الأمة، أمور قد مكنت من فتنة مجموعات من الطلاب الأغرار، والعمال المخدوعين، والعسكريين المغامرين، فقامت الانقلابات الثورية المؤيدة من الخارج، وهي تحمل دعوة الاشتراكية أو الشيوعية، دون وجود دواعيها الاجتماعية.
وقامت التطبيقات الاشتراكية في بعض بلدان العالم الإسلامي، فزادت السوء سوءاً، والتخلف تخلفاً، وأوقفت حركة التقدم الصناعي
والحضاري، وأوجدت طبقة من الثوريين باسم الاشتراكية، أعادت إلى المجتمع صوراً كثيرة ظاهرة أو مستورة، من صور الإقطاع والاسترقاق القديمين، ولكن بثوبٍ وعَلَمٍ اشتراكي، وبعنف ثوري حاقد.
وصار الثوريون الاشتراكيون هم ملوك العهد الجديد، والإقطاعيين والرأسماليين، ومعهم أنصار لهم منتفعون مشاركون لهم في المنافع بحسب مقاديرهم.
أما العامل والكادح في ظل تطبيقات هذه الاشتراكية، فقد نقص طعامه إلى مستوى عُشره، وتدنى لباسه عن مستوى أشد أيام فقره، وانكمش مسكنه إلى مستوى قبره، وانحطت مكانته إلى مستوى قلامة ظفره.
لقد ركب الثوري كتفيه، فلما وصل إلى بغيته ألقاه على ظهره، وشد القيد على نحره.
وتوالت النكبات على البلاد والعباد، وقد كان هذا هو المراد، في مخطط شياطين المكر والفساد.
تعقيب
هذه التطورات الاجتماعية في مجال الاقتصاد تثمل تخبط الناس في الأنظمة، وتصارع الأهواء فيما بينهم، بسبب إعراضهم عن منهج الله الذي ارتضاه لهم. وفي الفصل التالي يجد القارئ صورة مكثفة جداً وموجزة جداً تبين معالم منهج الله الذي جاء في الشرائع الربانية كلها، وقدمت صورته الكاملة شريعة الله أتي أنزلها على خاتم أنبيائه ورسله محمد.
* * *