الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصْل الثاني
تحرّك اليَهُود مُسْتَغلّينَ المنَاخ الملَائِمَ في أورُبَّا
1-
نظرة إلى المقدمات والإرهاصات:
كان ما سبق الثورة الفرنسية الكبرى في الغرب، التي اندلعت نارها سنة (1789م) بمثابة مقدّمات وإرهاصات لعدة أمور:
أ- لقيام الثورة الفرنسية الكبرى.
ب- وللتحول الكبير إلى نبذ المسيحية عقيدة ومفاهيم وتعاليم وسلوكاً، عند معظم الأجيال الناشئة، التي أخذت طريقها في ميادين المعارف والعلوم التي قدّمتها النهضة الحديثة.
جـ- ولمحاصرة رجال الدين المسيحي ضمن أضيق الدوائر.
د- وللانطلاق مع المذهب العقلي (العقلانية) الذي يرى العقل هو وحده المعتمد في كل شيء.
هـ- وللأخذ بكل ما يصل إليه البحث العلمي الإنساني، في كل مجالات المعرفة الإنسانية النظرية والتطبيقية، حتى ما يتصل بالسلوك الإنساني الفردي والجماعي، ولو لم يقدم البحث العلمي بعدُ حقائق نهائية، بل هو ما زال في دور النظريات أو الفرضيات، وصار هذا مذهباً سائداً في الغرب وهو الذي رفع شعار "العلمانية".
فإن بقيت، بعد "العقلانية" و"العلمانية"، للدين المسيحي بقيّة، فهي مسائل عقدية وطقوس رمزية، لا دخل لها في شؤون الحياة، وأمورٌ غيبية
ليس من شأنها أن تفهم عقلياً ولا علمياً، ويسلم بها المسيحي المتدين تسليماً أعمى، ولو كان العقل والعلم يرفضانها، وقد يطلقون عليها اسم "روحية"، عزلاً لها عن ماديات الحياة.
* * *
2-
الثورة الفرنسية:
دبر اليهود مكايدهم لاستغلال الثورة النفسية التي وصلت إليها الشعوب الأوروبية، لا سيما الشعب الفرنسي ذو المزاج الثوري الانفعالي الحاد، فأعدوا الخطط اللازمة لإقامة الثورة الفرنسية، الرامية إلى تغيير الأوضاع السياسية والاجتماعية والفكرية.
وفعلاً قامت هذه الثورة الكبرى عام (1789م) . واستطاع اليهود أن يجنوا الثمرات لأنفسهم، على حساب آلام الشعوب، والدماء التي أُهرقت من جرائها، واستطاعوا أن يظلوا في الخفاء بعيداً عن الأضواء، وأن يزوروا كثيراً من الحقائق التاريخية لستر مكايدهم وغاياتهم. واستطاعوا أن يصوروا هذه الثورة وما جرت وراءها بالصورة الجميلة المحببة، وأن يجعلوها إحدى الأعمال التاريخية المجيدة، وذلك عن طريق الدعايات والإشاعات المزخرفة المقرونة بالشعارات البراقة التي انخدعت بها الجماهير، وأخذت ترددها بغفلة وجهل وحماقة، وهي لا تدري الهدف الذي ترمي إليه.
ووضع اليهود شعاراً مثلثاً لهذه الثورة هو: "الحرية - المساواة - الإخاء".
أما أصل مخططات هذه الثورة فقد وضعها جماعة النورانيين من الحاخامين اليهود، واستخدموا للبدء بالدعوة إليها بين سادة المال اليهود العالميين؛ الثري المرابي الكبير "روتشيلد الأول" ثمّ ابنه "ناتان روتشيلد".
فدعا "روتشيلد الأول" اثني عشر رجلاً يهودياً من أرباب المال العالميين إلى "فرانكفوت" وتدارسوا في إعداد الخطط اللازمة لإقامة الثورة الفرنسية، واتفقوا على وضع إمكانياتهم المالية لتنفيذها.
ثمّ عرض "روتشيلد" عليهم الوثائق المكتوبة التي عهد إليه بها جماعة النورانيين من الحاخامين اليهود وقرأها عليهم، وتتضمن هذه الوثائق تنظيم خطّة للعمل مرسومة بدقة بالغة وعناية فائقة.
وقد جاء في هذه الوثائق المكتوبة ما يلي:
1-
إن الحقائق التاريخية الواقعية تثبت أن معظم الناس يميلون إلى الشر أكثر من ميلهم إلى الخير.
والنتيجة المنطقية لذلك، هي أن المؤامرة تستطيع الوصول إلى النتائج التي نرغبها، إذا كان نظام الحكم مبنياً على الإرهاب والعنف والمغامرات واغتصاب السلطة.
أما حكم الشورى والشرعية فإنه يمنعها من الوصول إلى مآربها.
وقال "روتشيلد": " إن القوانين الطبيعية تقضي بأن الحق هو القوة ".
2 -
إن الحرية السياسية ليست سوى فكرة، فهي ليست أمراً واقعياً، أي: إنها لا يمكن أن تصبح أمراً واقعياً.
فكل ما يقتضيه الوصول إلى السلطان السياسي هو التبشير بالتحرر السياسي بين الجماهير، وعندما تعم هذه الفكرة تقبل الجماهير بالتنازل عن امتيازاتها وحقوقها التي تمنحها إياها الأنظمة الشرعية دفاعاً عن هذه الفكرة، ويستطيع المتآمرون آنئذ، الاستيلاء على جميع هذه الامتيازات والحقوق.
ولا خوف من تحقق الحرية السياسية بالفعل طالما أنها ليست سوى فكرة لا يمكن أن تصبح أمراً واقعياً.
3 -
إن سلطة الذهب تمكنت دائماً من التغلب على سلطة الحكام الأحرار.
وكان الدين هو المسيطر على المجتمع ذات يوم، ثمّ استعيض عنه فيما بعدُ في العديد من البلدان بفكرة الحرية، ولكن الناس لم يعرفوا كيف يتصرفون بهذه الحرية باعتدال.
وهذه حقيقة واقعة، تجعل من المنطق أن نعمد إلى استخدام واستغلال فكرة الحرية، حتى نثير النزاع داخل المجتمع الواحد.
وقال "روتشيلد": لا يهم مطلقاً لنجاح مخططنا أن يتم تدمير الحكومة القائمة عن طريق القوى الداخلية أو الخارجية، لأن المنتصر كائناً من كان سوف يحتاج إلى "الرأسمال" وهو بكامله في أيدينا نحن.
4 -
إن السعي لنجاح هذه المؤامرة يبرر استعمال أية وسيلة مهما كان شأنها، لأن الحاكم الذي يحكم بموجب القواعد الخلقية ليس بالسياسي الماهر في المناورات، لأنه يلتزم بالحق والشرائع، ولا يقبل بالكذب على الجماهير، ولا يعاقب خصومه إلا إذا ثبت عليهم الجرم.
وقال "روتشيلد" إن الفضائل الاجتماعية الكبرى كالصدق والاستقامة، ليست إلا عيوباً كبرى في السياسة.
5 -
إن حقنا في قوتنا، وليست كلمة حق سوى تعبير خيالي لا معنى له. لقد وجنا معنى جديداً للحق، هو الهجوم متذرعين بحق القوي وتمزيق جميع مفاهيم العدالة إرباً إرباً.
ونستطيع بعد ذلك أن نضع جميع المؤسسات والأنظمة الاجتماعية كما نشاء، ونصبح بالتالي السادة المسيطرين على صفوف الجماهير، التي ستعطينا هي بنفسها الحق في السلطان، في اليوم ذاته الذي سننادي فيه في فرنسا بالتحرر المزعوم.
6 -
يجب أن تظل سلطتنا الناجمة عن سيطرتنا على المال خفية عن أعين الجميع، حتى يأتي اليوم الذي تصل فيه هذه الدرجة إلى درجة من القوة يستحيل معها على أية قوة أخرى أن تحطمها
…
7 -
يجب تبني "نفسية التجمعات الجماهيرية" للتمكن من السيطرة على زمام الجماهير، والسبب في ذلك هو أن الجماهير عمياء وعديمة التفكير، وسريعة الانفعال، وأنها دوماً تحت رحمة أي تحريضٍ من أي طرف جاء
…
ولا يستطيع إنسان التحكم في الجماهير وتسييرها حسب مشيئته سوى حاكم طاغية، والطغيان المطلق هو السبيل الوحيد لبناء الحضارة التي نريدها.
وفي اللحظة التي تسطير فيها الجماهير على حريتها تنقلب هذه الحرية حالاً إلى فوضى.
8 -
يجب الاعتماد على الكحول والمشروبات الروحية والمخدرات، والفساد الخلقي والجنسي، والرشوة، وإفساد الضمائر. وذلك كأمثلة على الرذيلة بجميع أنواعها، التي يترتب على منظمات العملاء أن تتبناها، وتخطط لاستعمالها بصورة نظامية مدروسة، وموجهة لتدمير البنيان الخلقي للشبيبة، في الأمة التي تتسلل إليها المنظمة.
ويترتب على الهيئات الخاصة في المنظمة أن تدرب أفرادها رجالاً ونساءً ليصبحوا أساتذةً، وخدماً ، وربيات، ومستخدمين، ومستخدمات ونحو ذلك، وأن تنتقي نساءً لكي يعملن في أمكنة اللهو والفجور والدعارة من "الجوييم".
أضيف إلى هذه الفئة من النساء بعض سيدات المجتمع اللواتي سوف يتطوعن من تلقاء أنفسهن، لمنافسة الأخيرات في ميادين الفساد والمتعة المترفة، على أنه لا ينغبي أن نقف عند أي حد في ميادين الرشوة والفساد والفضائح والخيانة، ويجب أن نستغل كل شيء في سبيل الهدف النهائي.
9 -
إن للمؤتمرين بصورة طبيعية الحق في اغتصاب أموال أي شخص كان، إذا كان ذلك يؤمن لهم المزيد من السيطرة، أو إخضاع وإذلال الشخص المقصود.
10-
سوف نسلك في دولتنا التي سنشيدها طريق الغزو التسللي، وبذلك نتجنب فظائع الحرب المكشوفة ونتائجها، مستعيضين عنها بطرائق أقل فداحة، وأضمن نتائجاً، وذلك كأحكام الإعدام بالجملة، الضرورية
لممارسة حكم الإرهاب، الكفيل بتأمين خضوع الجماهير المطلق لنا.
11 -
لا يوجد مكان في العالم لما يسمى بـ"الحرية" و"المساواة" و"الإخاء".
ليست هذه سوى شعارات كنا أول من تظاهر بتبنيها، ووضعناها في أفواه الجماهير لترددها كالببغاوات.
إن النظام الطبقي الموجود حالياً مبني على أرستقراطية النسب وشرف المحتد، وسوف نحطم هذا النظام باسم الشعارات المذكورة، لنبني على أنقاضه نظاماً لا يقوم على أساس هذه الشعارات كما يتوهمون، بل نظاماً طبقياً جديداً يقوم على أساس أرستقراطية الثورة.
وسيكون المال طابع الأرستقراطية الجديدة، والمال كما تعلمون بأيدينا نحن.
12 -
ثمّ أوضح "روتشيلد" للمؤتمرين خطط إثارة الحروب، فأبان لهم وجوب كونها منهجية مدروسة محددة، ووجوب توجيهها بصورة تغرق معها الأمم المتحاربة في الديون التي ترتبط بصورة خفية بأصحاب المؤامرة، ثمّ يكون توجيه مؤتمرات الصلح بعدها بالصورة المرسومة سلفاً.
13 -
ثمّ أوضح "روتشيلد" للمؤتمرين وجوب الهيمنة على الانتخابات والتسميات للمناصب العامة.
أما الطريقة للوصول إلى ذلك فتقوم على استخدام سلطان شبكات العملاء، والدعايات الواسعة، باسم شعارات تحررية مزعومة، للتحريض على الفوضى والعصيان، وتأليب الجماهير بحملات منظمة تقوم بتمويلها مجموعة الأموال العالمية التابعة للمؤامرة.
ثمّ شرح الدور الذي سوف يقوم به من يتم إيصالهم إلى المناصب العامة، وإلى الزعامات فقال للمؤتمرين:
سوف يكون هؤلاء في خدمتنا، ويطيعون تعليماتنا، أي: إنهم
سيكونون مستعدين على الدوام ليلعبوا دور الأحجار في لعبة الشطرنج، سيكونون بالاختصار دمى يحركها من وراء الستار خبراؤنا المدربون القديرون.
أما هؤلاء الخبراء أو المستشارون فسوف يتم انتقاؤهم منذ الطفولة، ويستمر الإشراف عليهم وتعليمهم وتدريبهم، حتى يصلوا إلى مرحلة العبقرية التي تؤهلهم للسيطرة الخفية على مقاليد العالم
…
14 -
بعد أن نعهد بزعامة حكم الإرهاب أولاً إلى بعض الخياليين الساذجين المخدوعين، وبعض المجرمين، نقوم بإعدام هؤلاء في الوقت المناسب، وبذلك نظهر لأعين الجماهير كمحرريها من الظلم والاضطهاد، وكالأبطال المنقذين.
هذا في الوقت نفسه الذي نهدف فيه إلى العكس تماماً، أي: إلى السيطرة المطلقة والانتقام من "الجوييم".
15 -
إن أزمات البطالة العامة الناتجة عن توقف الأعمال، وأزمات المجاعة التي سوف نفتعلها، ونفرضها على الجماهير بفضل ما نمتلكه من سلطان يكفل لنا افتعال انعدام المواد الغذائية من البلاد، ستؤدي إلى ولادة حقٍ جديد هو حق رأس المال في السيطرة.
وتابع "روتشيلد" مبيناً للمؤتمرين كيف ستقوم المنظمة بتسيير الجماهير والسيطرة عليها، وكيف يصبح من الممكن بالتالي اكتساح كل من يجرؤ على الوقوف في وجه المنظمة، عن طريق توجيه الجماهير للانقضاض عليه.
16 -
ثمّ بحث موضوع التسلل إلى قلب الماسونية الأوروبية، فذكر أن الهدف من ذلك الإفادة من تغلغل الماسونية وسريتها.
وأشار إلى أن الأعضاء الذين سوف تضمهم هذه المحافل الماسونية سيعهد إليهم بعد التدريب والتعليم بمهمة نشر العقائد الإلحادية والمادية بين صفوف "الجوييم".
17 -
إن بالإمكان دائماً تنفيذ عكس الوعود التي قطعت للجماهير.
ليست هذه الوعود إذن ذات أهمية تذكر.
18 -
سوف نثير حماسة الجماهير وانفعالها إلى درجة قصوى، عن طريق استعمال تعابير خلابة، مثل (الحرية) و (التحرر) إلى آخره
…
وحينئذٍ يمكن توجيه جماهير "الجوييم" إلى تحطيم واكتساح كل شيء، حتى القوانين الطبيعية والإلهية والخلقية.
وعندما نبلغ السيطرة النهائية أخيراً، سيكون من السهل علينا أن نمحو اسم الله، والقوانين الإلهية من الطبيعة.
وأشار "روتشيلد" إلى ضرورة حكم الإرهاب، لأنه أوفر الطرق نفقات، وأشدها فعالية، ولا يمكن الاستغناء عنه بعد أي تمرّد مدبّر، لنشر الذعر في أفئدة الجماهير، ولإخضاعها بالسرعة اللازمة.
19 -
يجب أن تصل دبلوماسيتنا الخفية إلى درجة من النفوذ والتغلغل، بحيث لا يصبح من الممكن لأية أمة أن تعقد أي اتفاق، أو تجري أي مفاوضات، دون أن يكون لدبلوماسيتنا يدٌ في الأمر
…
وذلك لكي تتمكن المنظمة من إحلال خبرائها في المراكز الحساسة، الاقتصادية والسياسية والمالية
…
متنكرين على شكل مستشارين مثلاً، يظهرون على المسرحين الداخلي والدولي، بحيث يقومون بتنفيذ المهمات التي تعهد لهم بها السلطة الخفية المسيطرة من وراء الستار، دون أن تخشى التعرض لأنظار الملأ.
20 -
سيكون من الضروري إنشاء احتكارات عالمية ضخمة، تدعمها ثرواتنا المتحدة بمجموعها، حتى تصل هذه الاحتكارات إلى درجة من السلطان والهيمنة لا يمكن معها لأي ثروة وطنية يمتلكها "الجوييم" في البلدان التي تسمح شرائعها بامتلاكها، إلا أن تقع تحت وطأة هذه الاحتكارات.
وعندما يحين الحين الذي نضرب فيه اقتصاد تلك الأمة الضربة القاضية، تتهاوى هذه الأمة اقتصادياً وسياسياً، وتتهاوى معها جميع الثروات الوطنية.
وهكذا إلى بنود أخرى في مخطط شيطاني جهنمي أقرها هذا المؤتمر من يهود.
وقام اليهود بتنفيذ مخططهم المرسوم بكل دقة، وقامت الثورة الفرنسية الكبرى سنة (1789م) .
وانطلق المحرضون والمجرمون والانتهازيون يذبحون ويقتلون ويغتصبون علناً. وأخذ الذين جهزوا للقيام بالثورة تصفية كل الذين عُرفوا بولائهم للملك والبلاد.
وجرت الأمور وتتابعت لصالح اليهودية العالمية، وزُوّرت الحقائق التاريخية، وسميت هذه الثورة اليهودية في حقيقتها بالثورة الفرنسية الكبرى.
* * *
3 -
نشاط اليهود ومن والاهم في نشر الأفكار المدمّرة:
وانطلق اليهود وأجراؤهم وعملاؤهم وكلّ الذين يتأثرون بهم ويتحرّكون بتوجيههم، أفراداً ومنظمات، ومعهم متبرعون كثيرون من أهل الأهواء، بنشاط واسع، عقب تهيئة الظروف السياسية والاجتماعية الملائمة، لمحاربة الأركان التالية:
الأول: الدين، وكل ما يتصل به ويصدر عنه، ولو كان ديناً محرفاً، كالمسيحية، لأن الدين هو الناظم الوجداني لكل الذين يؤمنون به.
الثاني: الأخلاق، وكل ضوابط السلوك النافعة المفيدة للأفراد
والجماعات، وكل الروابط الاجتماعية التي تربط أفراد أمة واحدة في هيئة اجتماعية ذات قوة متماسكة متعاونة.
الثالث: النظم السياسية والإدارية والاجتماعية، الضابطة للشعوب والأمم، والناظمة لهيئاتها الاجتماعية، ولو كانت غير عادلة.
الرابع: النظم الاقتصادية التقليدية عادلةً كانت أو جائرة.
الخامس: الطبقات التي لها سيادة اجتماعية تقليدية، سواءٌ أكانت عادلة أو جائرة.
وتُتَّخذ الانحرافات الجزئية والفردية ذرائع لمحاربة هذه الأركان محاربة جذرية، ولنسفها من أصولها، بغية تفكيك الشعوب، وذرّها، وإقامة الصراعات بينها.
وبكل وسائل الإعلام والتعليم، السرية والعلنية، المباشرة وغير المباشرة، تحركت هذه الحرب الشيطانية المدمرة، وانطلقت:
1 -
تنشر الإلحاد، وأفكار الحرية الفردية الناقمة الثائرة على عقائد الإيمان بالغيب، والثائرة على القيود الأخلاقية والاجتماعية، وسائر التقاليد.
وتنشر كل ما يفرزه الفكر الإلحادي، الذي ينكر وجود الله ، ويؤمن بأزلية المادة، وخلو الوجود من الحكمة والقصد، والعلم السابق والإرادة، والعمل الواعي، وينكر الدينونة والحساب والجزاء، ويجعل حياة الإنسان قاصرة على هذه الحياة الدنيا، ويطلق الرغبات والشهوات والأهواء على رعوناتها، دون أي قيد أو ضابط، إطلاقاً متوحشاً نهماً متكالباً أنانياً، مسرفاً في ابتغاء اللذات والأموال، ورغبات التسلط.
2 -
تبث الآراء والنظريات والمذاهب المبهرجة المتناقضة فيما بينها، ابتكاراً ووضعاً لها ولزيوفها وزخرف أدلتها. أو نبشاً عنها في مقابر أفكار ومذاهب الأقدمين، واستخراجاً لمحنَّطاتها الدفينة في بطون أساطير الأولين.
ثمّ تقوم بتجميع مجموعات بشرية حزبية على هذه النظريات،
المتناقضة فيما بينها، ثمّ تقوم بتهييج هذه المجموعات الحربية، ودفعها إلى ثورات عمياء ضد أوضاع قائمة، ودفعها أيضاً إلى صراعات فكرية ودموية، ضد المذاهب التقليدية، ودفع بعضها ضد بعض.
* * *
استغلال مسيرة العلم المادية:
وفي خضم مسيرة العلم الحضارية المادية الحديثة، بعد عزل الكنيسة عن العلم والدولة وسائر شؤون الحياة، استغل المتآمرون على البشرية من يهود هذا الظرف المناسب جداً، لتنفيذ مخططاتهم المدمرة، وهم يطمعون بأن يتوصلوا إلى حكم العالم كله، بعد تدمير كل القيم التي هي قوام الشعوب وسر قواها، ونظام تماسكها الجماعي.
ويزعم المتآمرون على البشرية من يهود أن المبادئ والقيم وجميع القوى، ستكون منحصرةً فيهم، وبذلك سيكونون هم المؤهلين لحكم العالم أجمع. هذا ما يحلمون به، ويرون أنهم هم أصحاب الحق فيه، فهم أبناء الله وأحباؤه، وهم البشر، ومن عداهم من الأمم "= الجوييم" كالبهائم.
* * *
حركات التضليل في ميادين الفلسفة:
وكانت الفلسفة هي المجال الأول الذي انطلقت فيه أعمال التضليل الفكري، لأن بحوثها نظرية، وهي قابلة بطبيعتها لطرح الآراء والأفكار والمذاهب النظرية، دون أن يُسأل أصحابها عن براهين واقعية أو تطبيقية لها، ويكفي للخوض ليها القدرة على صناعة زخرف القول، وإقامة حجج سوفسطائية، وهي تتسع لتقبُّل مغالطات كثيرات.
بخلاف العلوم البحتة كالرياضيات، والعلوم الطبيعية التي يُطالَبُ أصحابها بمنجزات تطبيقية لآرائهم ونظرياتهم فيها.
يضاف إلى ذلك أنّ الفلسفة كانت منذ عهد الإغريق وعاء كلّ
العلوم، فهي المؤهلة بشكل طبيعي لانطلاق حركات التضليل.
ولمع في ميادين الفلسفة أعلام التضليل الفكري، وظهرت عنهم طائفة من المذاهب الفكرية الفلسفية الباطلة المضللة.
ثمّ زحف المضللون من ميادين الفلسفة إلى مختلف ميادين العلوم الأخرى.
واتجهت جماهير أهل الفكر في الغرب إلى الفلسفة التقليدية بعد عزل الكنيسة، رجاء أن تسعفهم بالحل الشامل الذي يملأ فراغ الفكر والنفس والروح، والذي يقدّم المناهج العملية الصحيحة الوافية، والنظم الكفيلة بسعادة الأفراد والجماعات.
وكانت الفلسفة المثالية التي تتجه إلى مبدأ الإيمان بمصدرٍ أولٍ غيبي، عنه صدرت الأكوان، هي السائدة في الفلسفة التقليدية، وهي التي أخذ الغرب ينقّب فيها.
إلا أن الفلسفة التقليدية المثالية، قد عجزت عن تقديم الحل الشامل للمشكلات الفردية والاجتماعية، التي تسبب التوتر والقلق، وتدفع النفوس دفعاً عشوائياً لتقبل أية صيحة إنقاذ، وإن كانت في حقيقتها صيحة عدوٍّ مخادع منافق، ألقى شبكات الصيد الشيطانية الخبيثة، وأقبل في ثياب صديق غيور حريص على إنقاذ صديقه بعاطفة إنسانية نبيلة.
وهذا العجز في الفلسفة التقليدية المثالية، قد مهّد لقبول الفلسفة الماديّة التي ترى أزلية المادّة، وتنكر وجود أي شيء وراءها. وتبعد فكر الإنسان ونفسه عن تصورات مسؤوليته عن أعماله في الحياة، تجاه قوة غيبية عليمة حكيمة، وتوهمه بأنه حر في أن يفعل ما يشاء، ويختار ما يشاء، ويضع لحياته وأنواع نشاطاته فيها المنهج الذي يشاء، دون خوف من حساب على أعماله واختياراته، ودون خوف من جزاء.
إنه منذ عهود الحضارات القديمة الإغريقية والرومانية، حتى العشرين، والمفكرون والفلاسفة والباحثون من العلماء، يتأرجحون بين
الفلسفة المثالية، والفلسفة المادية.
أما الفلسفة المثالية: فتمثلها في القديم فلسفة "أفلاطون" وأستاذه "سقراط".
وتمثلها في الحديث فلسفة "هجيل" مع ملاحظة التطور الفكري الذي وصلت إليه المثالية الحديثة.
وأما الفلسفة المادية: فتمثلها في القديم مادية "ديمقريطس" ثمّ مادية "أبيقور".
وتمثلها في الحديث مادية "فيورباخ" مع ملاحظة التطور الفكري الذي وصلت إليه المادية الحديثة، إلا أن التطور لم يغير من جوهرها، وعناصرها الأساسية.
واستطاعت الفلسفة المادية في العصر الحديث أن تأخذ حجماً كبيراً في أوروبا الشرقية، ثمّ الغربية، وتجاوزت كثيراً حجمها الصغير الذي ظلت محافظة عليه منذ عهود الإغريق، لأن الفلسفة المثالية لم تقدم للعالم الغربي حلاً متكاملاً شاملاً للمشكلات الإنسانية كلها، الشاملة للجوانب الاعتقادية والنفسية والتشريعية، بل جمدت عند الافتراضات الذهنية النظرية، دون أن تعتمد على التجارب العملية في المجالات التي يجب فيها الاعتماد على هذه التجارب.
في حين أن الاتجاه المادي العملي، في مجال الانتفاع الحضاري من خيرات الكون وطاقاته، قد شق الطريق العريض لفهم القوانين الكونية، وإجراء التجارب على الطبيعة، قد شق الطريق العريض لفهم القوانين الكونية، وإجراء التجارب على الطبيعة، واكتشاف الطاقات الكمينة، وإنتاج المخترعات والمبتكرات الصناعية، التي أخذت أسلوب التقنين العلمي، وإنتاج الالآت المعقدة جداً، التي اختصرت الأزمنة، والأمكنة ، والمسافات، وأمدت الإنسانية بقوى هائلة ما كان يحلُم الإنسان القديم بمثلها.
إن الفلاسفة المثاليين، قد استطاعوا عن طريق التأمل الفكري، والبحث النظري، أن يتوصلوا إلى حقيقة من حقائق ما وراء المادة، وهي حقيقة وجود خالقٍ أزلي أبدي واجب الوجود لذاته، وعنه صدر هذا الكون المادي.
إلا أنهم سقطوا وراء ذلك في متاهاتٍ شتى، حول تحديد ذات الخالق، وتحديد كثير من صفاته. ثمّ مَشَوْا في متعرّجات مظلمات في مختلف جوانب المعرفة، أصابوا في بعضها، وأخطؤوا في كثير منها.
ثمّ لم يستطيعوا أن يقدموا للناس نظاماً صحيحاً شاملاً، يحلُّ مشكلات الحياة، ويجيب على تساؤلات الناس إجابات شافيات، لأنهم لمي هتدوا بهدي شرائع الله للناس، فلم تُغْن قضية الإيمان بخالق، ولا مقتطفاتٌ يسيرات صحيحة في الأخلاق والسياسة والاجتماع والاقتصاد وغير ذلك، غناءً مزيلاً لقلق النفوس، ومحققاً للعدالة، ومطابقاً للفطرة البشرية التي فطر الله الناس عليها.
وذلك للنقص الكثير في جانب قضيّة الإيمان عندهم، وللخلل والاضطراب والبعد عن الحق في كثير من عناصرها. وللنقض الكثير أيضاً مع الخلل والفساد والاضطراب والبعد عن الحق في قضايا تنظيم حركة الحياة.
ولم تستطع الفلسفة المثالية أن تحل محلّ العقيدة والشريعة المنزلتين من عند الله على رسله صلوات الله وسلاماته عليهم أجمعين. فدين الله للناس فيه الهدي الشامل، وفيه الإجابة على كل تساؤل، وفيه الشفاء لكل ما في الصدور والنفوس.
الخلاصة:
فما دامت النصرانية التي هي دين الأكثرية في أوروبا وأمريكاً محرفةً عن أصولها الربانية الصحيحة، فقد أوقعها تحريفها في أزمة شديدة، عزلها عن ركب الحضارة الحديثة، ولم يبق لها في المشاعر إلا النسبة الاسمية.
وبما أن الفلسفة المثالية لم تقدّم حلاً شاملاً صالحاً، وقد غدت في نظر طالبي السير في الركب الحضاري المادي غير مجدية.
وبما أن الإسلام والمسلمين منظور إليهما في الغرب نظر العداء الشديد، والكراهية البالغة، والحقد الموروث.
لكل ذلك كان لا بد من توجه الجماهير الأوروبية الفارغة فكرياً ونفسياً وروحياً، شطر الفلسفة المادية ودعاتها الشياطين.
في هذا المناخ الملائم لنشأة الأفكار والمذاهب الباطلة المزيفة، استطاع شياطين الإنس بث المذاهب الفكرية الباطلة في العصر الحديث، عصر الحضارة المادية. وتلقفتها عنهم أجيال هذه الحضارة، للخواء الفكري والنفسي والروحي، الذي غدوا يعانون منه ومن آلامه ومما يفضي إليه فتياناً وفتيات.
* * *
حركات التضليل في العلوم الطبيعية:
الأصل في العلوم الطبيعية أن تخضع الأفكار والآراء والفرضيات والنظريات فيها للملاحظة والتجربة والمشاهدة، فما أثبتته التجارب صحّ تقريره ضمن حدود الإثبات التجريبي، وأوصاف الظاهرة المشاهدة.
ولكن استطاع المضللون أن ينتقلوا من ملاحظة الظواهر وإجراء التجارب وتقرير النتائج وفق أوصاف ظاهراتها، إلى تفسيرات وتعليلات نظرية فلسفية، غير خاضعة للملاحظة ولا للتجربة، ولا للمشاهدة، وهي تفسيرات وتعليلات فلسفية مجردة، وليس من شأن العلوم الطبيعية القائمة على الملاحظة والتجربة العملية أن تدل عليها بحالٍ من الأحوال، إذ هي قضايا فكرية نظرية لا علاقة للعلوم المادية بها.
لكن المضللين حاولوا دسها ضمن العلوم الطبيعية المادية، مع أنها نظرات فلسفية تتعلق بأمور غير حسية، ليوهموا أن العلم التجريبي قد أثبتها.
وهذا خداع مقصود يشبه خداع الذئب إذ يندس في قطيع من الغنم، وهو يرتدي جلد خروف.
* * *
حركات التضليل في مجالات العلوم الإنسانية:
ووجد المضللون المفسدون في الأرض العلوم الإنسانية ميادين رحبة، وأرضاً ملائمة، للقيام بنشاطاتهم فيها.
فاتخذوا منها مواقع ومراتع، وأقاموا فيها مؤسسات توجيهية، ومدارس تعليمية، لبثِّ أفكارهم وضلالاتهم، ونشطوا فيها نشاطاً شيطانياً منقطع النظير.
وسخروا أذكياء دهاةً من متخصصين في مختلف مجالات العلوم الإنسانية، لوضع وترويج أفكار ومذاهب مختلفة متناقضة، قائمة على إطلاق
الأهواء، والشهوات، والرغبات النفسية، والأنانيات الفردية والقومية والأسرية والعنصرية والمذهبية، والعصبيات المتنوعة، إطلاقاً أرعن طائشاً.
وفعلاً قام هؤلاء الأذكياء الدهاة المسخرون بوضع أفكار ومذاهب شتى، مزينة بزخرف القول، بغية إفساد العقول والنفوس والضمائر، وبغية تدمير عقائد الدين، ومبادئ الأخلاق وتطبيقاتها، وتدمير النظم الاجتماعية النافعة، التي من شأنها المحافظة على كيان الشعوب والأمم وترابطها، أو من شأنها إصلاح الناس وتقويمهم، وضمان أمنهم ورخائهم وطمأنينتهم وتعاونهم وتفاهمهم وإقامة العدل فيما بينهم، أو من شأنها ضمان سعادتهم العاجلة والآجلة، أفراداً وجماعات حكاماً ومحكومين.
وقد أدرك هؤلاء الشياطين المضللون المفسدون في الأرض، أن الناس متى اعتنقوا هذه الأفكار المختلفة، والمذاهب المتباينة المتناقضة أو المتضادة أو المتخالفة، وأخذ كل فريق منهم طائفة منها، وانطلقوا على رعوناتهم وأهوائهم وشهواتهم وأنانياتهم وتناقضهم وتضادهم وتخالفهم، فإنهم لا بد أن ينقسموا إلى انتهاب متاع الحياة الدنيا، والاستئثار بكل لذاتها وزيناتها، والتكالب على امتلاك أشيائها بأنانيات قذرة متوحشة. ثمّ لا بد أن يتصارعوا فيما بينهم صراعات مدمرة.
فإذا انطلقوا هذه الإنطلاق الأحمق البَهَميّ، توالت عليهم نكبات رعوناتهم، فأفنى بعضهم بعضاً، وخربوا أجسادهم بالسموم التي يتعاطونها في انطلاقاتهم البَهمِيّة، لانتهاب اللذات، أو أوهام اللذات التي هي في الحقيقة هروب من القلق والضيق والضنك، وكل ما يعانون منه بسبب الأفكار والمذاهب المضلة المفسدة التي اعتنقوها، وانطلقوا وفق إغراءاتها ومفاهيمها.
وخربوا أجسادهم ونفوسهم أيضاً بالأمراض التي تتكاثر فيهم، بسبب انطلاقاتهم الجاهلة الرعناء، والتي جعلها الله عقوبات معجلة خاضعة لسننه التكوينية في الحياة الدنيا، كأمراض الكبد الناتجة عن شرب الخمور،
والأمراض العصبية الناتجة عن تناول المخدّرات، والأمراض الشنيعة الجلدية وغير الناشئة عن الزنا وممارسات الشذوذ الجنسي، والأمراض النفسية والاجتماعية الناشئة عن القمار والميسر، ونحو ذلك.
واندست بمكر الشياطين المفسدين في الأرض، الأفكار والآراء والمذاهب المضلة المفسدة في العلوم والفنون التالية:
1-
علم النفس.
2-
علم الاجتماع.
3-
علم الاقتصاد وإدارة المال وتنميته.
4-
علم السياسة وأنظمة الحكم والإدارة.
5-
علم القانون.
6-
التاريخ وفلسفته وتحليلاته.
7-
الأدب ونظرياته.
8-
الفنون الجمالية.
إلى غير ذلك.
وتصدى للتضليل في كل مجالٍ من هذه المجالات إمام أو أكثر من أئمة الضلال في الأرض، وليس على سبيل المصادفة أن يكون معظم هؤلاء من اليهود، بل هو أمر مرسوم ابتداء، ومخطط له من جماعات منظمة، وقيادات يهودية تخفي نفسها، ذات هدف مقصود، وقد مكرت مكرها العظيم السيء لإفساد الأمم وإضلالها، بغية تدميرها، والسيطرة عليها، وعلى كل ما تملك.
فبرز على سبيل المثال من هؤلاء الأئمة اليهود: "ماركس" مؤسس الشيوعية. و"فرويد" مؤسسة مدرسة التحليل النفسي، و"دوركايم" أحد أئمة علم الاجتماع، وغيرهم.
وأخذت أفكار هؤلاء المفسدين عنوان نظريات علمية زوراً وتزييفاً للحقيقة، مع أنها إما مردودة مرفوضة علمياً، أو هي افتراضات لم ترقَ بعدُ
إلى مستوى النظرية، فضلاً عن أن تكون حقيقية علمية، كما يزعم الجهلة المؤمنون بها من الأتباع العمي.
* * *
شواهد من أقوال اليهود الكاشفة لمخططاتهم، وأقوال المنظمات الخاضعة لهم:
فيما يلي مجموعة أقوال من مكتوبات سرية فضحها الله، مما هي مقررات حقيقية لقادة اليهود الكبار في العالم، وأقوال صادرة عن زعماء منظمات عالمية يديرها المكر اليهودي، كالماسونية. ويشهد لصحة نسبة هذه الأقوال والمقررات لقادة اليهود في العالم، الظواهر التطبيقية، على أيدي اليهود، أو أجرائهم وعملائهم، أو السائرين في ركابهم، والمنفذين لمخططاتهم.
ورغم افتضاحها، ومحاولات اليهود إنكارها إنكاراً لسانياً فقط. فإنهم لم يغيروا شيئاً من مناهج تطبيقاتهم لها، حيثما وجدوا، وفي أي موقع ظهر لهم فيه نفوذٌ ما، أو تأثيرٌ ما، وفي كل مؤسسة أو حزب أو تنظيم في العالم استطاعوا أن يؤسسوه أو يتسللوا إليه، ويوجهوا حركته، أو يؤثروا فيه أيما أثر، والمتتبعون لمكايدهم من كل شعوب الأرض يلاحظون ذلك، وكثيرٌ منهم قدَّم شهادته بما شاهد في كتابٍ كَتَبَهُ، أو مقالةٍ نشرها، أو تصريحٍ صرح به ونُقل عنه في وسيلة من وسائل الإعلام.
أولاً: إن القارئ لما يسمى: "بروتوكولات حكماء صهيون" يقرأ فيها ما يلي:
1-
جاء في البروتوكول الثالث عشر قولهم:
"سنحاول أن نوجّه العقل العام نحو كل نوع من النظريات المبهرجة، التي يمكن أن تبدو تقدّمية أو تحررّية.
لقد نجحنا نجاحاً كاملاً بنظرياتنا التي ألبسناها ثوب التقدم، في تحويل الرؤوس الفارغة من العقل نحو الاشتراكية، ولا يوجد عقل واحد بين الجوييم "=غير اليهود من الأمم" يستطيع أن يلاحظ أنه في كل حالة
وراء كلمة التقدم يختفي ضلال وزيغ عن الحق، ما عدا الحالات التي تشير فيها هذه الكلمة إلى كشوفات مادية أو علمية، إذْ لا يوجد إلا تعليم حقٌّ واحد، ولا مجال فيه للتقدم.
إن التقدم - بوصفه فكرة مزيفة - يعمل على تغطية الحق، حتى لا يعرف الحق أحدٌ غيرنا، نحن شعب الله المختار، الذي اصطفاه ليكون قوّاماً على الحق.
وحين نستحوذ على السلطة سيناقش خطباؤنا المشكلات الكبرى التي تحير الإنسانية، لكي ينطوي النوع البشري في النهاية تحت حكمنا المبارك.
ومن الذي سيرتاب حينئذٍ في أننا نحنُ الذين كنا نثير هذه المشكلات، وفق خطة سياسية لم يفهمها إنسان طوال قرون كثيرة؟ ".
2 -
وجاء في البروتوكول الرابع عشر قولهم:
" حينما نمكن لأنفسنا فنكون سادة الأرض لن نبيح قيام أي دين غير ديننا
…
ولهذا السبب يجب علينا أن نحطِّم كل عقائد الإيمان ".
3 -
وجاء في البروتوكول الثاني قولهم:
" إن الجوييم (=الأميين غير اليهود) لا ينتفعون بالملاحظات التاريخية المستمرة، بل يتبعون نسقاً نظرياً من غير تفكير فيما يمكن أن تكون نتائجه، ومن أجل ذلك لسنا في حاجة إلى أن نقيم للجوييم (=الأميين) وزناً
…
دعوهم يعتقدون أن القوانين النظرية التي أوحينا إليهم بها إنما هي حقائق ثابتة يتمشى عليها العلم من الوجهة النظرية، وسنعمل على أن نزيد ثقتهم العمياء بهذه القوانين زيادة مطردة، وذلك بتقييد أنظارهم، وبمساعدة ما تبثه صحافتنا في عقولهم.
إنّ الطبقات المتعلّمة ستختال زهواً أمام أنفسها بعلمها، وستأخذ جزافاً في مزاولة المعرفة التي حصلتها من العلم الذي قدّمه إليها وكلاؤنا، رغبةً في تربية عقولهم حسب الاتجاه الذي توخيناه.
لا تتصوروا أنّ كلماتنا جوفاء، ولاحظوا أن نجاح (دارون) و (ماركس) و (نيتشه) والأثر غير الأخلاقي لاتجاه هذه العلوم في الفكر الأممي سيكون واضحاً لنا على التأكيد".
4-
وجاء في البروتوكول الرابع قولهم:
" يمكن أن لا يكون للحرية ضرر، وأن تقوم في الحكومات والبلدان من غير أن تكون ضارة بسعادة الناس، لو أن الحرية كانت مؤسسة على العقيدة وخشية الله، وعلى الأخوة الإنسانية، نقية من أفكار المساواة التي هي مناقضة مناقشة مباشرة لقوانين الخلق، والتي فرضت على الناس التسليم.
إن الناس المحكومين بمثل هذا الإيمان سيكونون موضوعين تحت حماية هيئاتهم الدينية، وسيعيشون في هدوء واطمئنان وثقة، تحت إرشاد أئمتهم الروحيين، وسيخضعون لمشيئة الله على الأرض.
ولهذا السبب يتحتّم علينا أن نزرع الألغام لتهديد الإيمان، وأن نمحو من عقول الجوييم (=الأميين) مبادئ الله والروح، وأن نبذل هذه المبادئ بحسابات رياضية ورغبات مادية".
5-
وجاء في البروتوكول الثالث قولهم:
" إننا نقصد أن نظهر كما لو كنا المحررين للعمال، جئنا لنحررهم من هذا الظلم، حينما ننصحهم بأن يلتحقوا بطبقات جيوشنا من الاشتراكيين والفوضويين والشيوعيين. ونحن على الدوام نتبنى الشيوعية ونحتضنها متظاهرين بأننا نساعد العمال طوعاً لمبدأ الأخوة، والمصلحة الإنسانية العامة، وهذا ما تبشر به الماسونية الاجتماعية ".
6 -
وجاء في البروتوكول السابع عشر قولهم:
" وقد عنينا عناية عظيمة بالحط من كرامة رجال الدين من الجوييم (=الأميين) في أعين الناس، وبذلك نجحنا في الإضرار برسالتهم، التي كان يمكن أن تكون عقبة كؤوداً في طريقنا، وإن نفوذ رجال الدين يتضاءل يوماً فيوماً.
سنقصر رجال الدين وتعاليمهم على جانب صغير جداً من الحياة. وسيكون تأثيرهم وبيلاً سيئاً على الناس، حتى إن تعاليمهم سيكون لها أثر مناقض للأثر الذي جرت العادة بأن يكون لها....".
7 -
وجاء في البروتوكول التاسع قولهم:
" ولقد خدعنا الجيل الناشيء من الجوييم (=الأميين) وجعلناه فاسداً متعفناً، بما علمناه من مبادئ ونظريات معروف لنا زيفها التام، وكنا نحن أنفسنا الملقنين لها
…
".
8 -
وجاء في البروتوكول الأول قولهم:
" لقد كنا قديماً أول من هتف بكلمات: (الحرية والمساواة والإخاء) وما انفكت هذه الكلمات ترددها ببغاوات جاهلة، يتجمهرون من كل حدب وصوب حول هذه الشعارات المغرية، التي حكموا عن طريقها ازدهار العالم، وحرية الفرد الشخصية الحقيقية، التي كانت من قبل في حمى يحفظها من أن يخنقها السفلة.
ولم يعرف الذين يدّعون الذكاء وسعة الإدراك من الجوييم (=الأميين) المعاني الرمزية التي تهدف إليها هذه الكلمات، ولم يتبينوا عواقبها، ولم يلاحظوا ما فيها من تناقض في المعنى، كما لم يدركوا أن الطبيعة نفسها تخلو من المساواة، وأن الطبيعة قد أوجدت أنماطاً غير متساوية في العقل، والشخصية، والأخلاق، والطاقة، وغيرها.
إن صيحتنا: (الحرية والمساواة والإخاء) قد جلبت إلى صفوفنا فرقاً كاملة من زوايا العالم الأربع، عن طريق وكلائنا المغفلين، وقد حملت هذه
الفرق ألويتنا في نشوة، بينما كانت هذه الكلمات مثل كثير من الديدان تلتهم سعادة الجوييم (=الأميين) وتحطم سلامهم واستقرارهم ووحدتهم، مدمّرة بذلك أسس الدول، وقد جلب هذا العلم النصر لنا
…
".
9 -
وجاء في البروتوكول الثالث قولهم:
"تذكروا الثورة الفرنسية التي نسميها: (الكبرى) إن أسرار تنظيمها التمهيدي معروفة لنا جيداً، لأنها من صنع أيدينا، ونحن من ذلك الحين نقود الأمم قُدُماً من خيبة إلى خيبة ".
هذه أمثلة من أقوال قادة يهود التي اشتملت عليها الوثائق المسماة "بروتوكولات حكماء صهيون".
وفيها أقوال كثيرة أخرى يحسن بكل مسلم أن يطالعها مرات ومرات كثيرات، ليستبين من قراءته لها دستور الشياطين الذين يسعون في الأرض فساداً.
* * *
ثانياً: ويقرأ المتتبع لأقوال وتصريحات قادة المنظمة الماسونية أقوالاً مشابهة لما جاء في البروتوكولات وهي منظمة يهودية في جذورها، ورموزها، وطقوسها، والقادة المحركين لها، والموجهين لمسيرتها، والمستغلين لها في خدمة اليهودية العالمية وأهدافها، وفي إفساد الشعوب.
والمنتمون من غير اليهود في هذه المنظمة يُسَخَّرون وهم عميان، أو أجراء، أو منسلخون من كل دين وكل فضيلة، وباعوا أنفسهم للشياطين.
ومن أقوال وتصريحات الماسونيين ما يلي:
1-
جاء في إحدى الكلمات التي ألقيت في مؤتمر المشرق الأعظم الماسوني لعام (1923م) قول أحد أقطابهم:
" يجب أن لا تقتصر الماسونية على شعب دون غيره، ولتحقيق الماسونية العالمية يجب سحق عدونا الأزلي الذي هو (الدين) مع إزالة رجاله".
2 -
وجاء في نشرة المشرق الأعظم الماسوني الفرنسي لسنة (1923) قولهم:
" على الإخوان أن يتغلغلوا في صفوف الجمعيات الدينية وغيرها، لا بل عليهم - إن احتاج الأمر - أن يقوموا بتأسيس تلك الجمعيات، على أن لا تشتمَّ منها أية رائحة حقيقية للدين، عليكم أن تلموا شمل قطيعكم أينما كنتم، حتى في المعابد الصغيرة، وعليكم أن تولوا أمورها السذج من رجال الدين، ولتطعّموا خفية ذوي القلوب الكبيرة من الرجال بقطرات من سمومكم.
وبغية التفرقة بين الفرد وأسرته، عليكم أن تنتزعوا الأخلاق من أسسها، لأن النفوس تميل إلى قطع روابط الأسرة، والاقتراب من الأمور المحرمة، لأنها تفضل الثرثرة في المقاهي على القيام بتبعات الأسرة، وأمثال هؤلاء من الممكن إقناعهم بالدرجات والرتب الماسونية، ويجب أن يُلَقَّن هؤلاء بصورة عرضية متاعب الحياة اليومية. وعليكم أن تنتزعوا هؤلاء من بين أطفالهم وزوجاتهم، وتقذفوا بهم إلى ملاذ الحياة البهيمية ".
3 -
وجاء في بيان المشرق الأعظم الفرنسي الماسوني لعام (1904م) في الصفحة (237) ما يلي:
" إن الماركسية واللاقومية هما وليدتا الماسونية، لأن مؤسسيها:(كارل ماركس) و (إنجلز) هما من ماسونيي الدرجة الحادثة والثلاثين، ومن منتسبي المحفل الإنكليزي، وإنهما كانا من الذين أداروا الماسونية السرية، وبفضلها أصدرا (البيان الشيوعي) المشهور.
وإن المجلة الماسونية (لاتونيا) قد أعلنت فرحها واستبشارها بانتشار الاشتراكية، في مقال لها بتاريخ (12 تموز 1894م) وقالت: إن الماسونية قد وجدت في المبادئ الاشتراكية خير معوانٍ لها، فلا بد لنا من معاضدتها ".
4 -
وجاء في مجلة (أكاسيا) الماسونية لعام (1903م) قولهم: " إن الماسونية التي هيأت الجو لثورة عام (1789م) - أي: الثورة الفرنسية -
عليها الآن أن تهيء الجو للثورة الماركسية، وعلى الماسونيين أن يعملوا بالاشتراك مع العمال، لأن الماسونية تملك القوى الفكرية، والإمكانات العقلية، وأن العمال يكونون عدداً هائلاً، ويملكون القوى التدميرية، وباجتماع هاتين القوتين يتولد الاضطراب الاجتماعي ".
5 -
وفي سجل مؤتمر المشرق الأعظم الماسوني لعام (1923م) ما يلي:
" إن النضال بين الرأسمالية والطبقة العاملة آخذٌُ بالازديدا في مختلف مناحي الحياة، وعلى الماسونية أن تختار بعزم وتصميم أحد طرفي النضال.
يجب العمل على تأميم الصناعات بشتى الوسائل والطرق. إن المحفل الماسوني في أمريكا الذي يدير الماسونية الكونية، قد عقد في أوائل القرن العشرين مؤتمراً، صدر عنه قرار تعهد بتنفيذه خمسة من اليهود أصحاب الملايين، وهو يتضمن خراب روسيا القيصرية، بإنفاق مليار دولار، وتضحية مليون يهودي، لإثارة الثورة في روسيا، وهؤلاء اليهود هم: إسحاق موتيمر، وشيستر، وليفي، ورون، وشيف ".
6 -
ومن أقوال المحفل الماسوني الأكبر سنة (1922م) ما يلي:
"سوف نقوي حرية المضير في الأفراد، بكل ما أوتينا من طاقة، وسوف نعلنها حرباً شعواء على العدو الحقيقي للبشرية، الذي هو (الدين) . وهكذا سوف ننتصر على العقائد الباطلة، وعلى أنصارها ".
7 -
وجاء في مضابط مؤتمر بلغراد الماسوني لعام (1922م) قولهم:
" ويجب أن لا ننسى بأننا نحن الماسونيين أعداء للأديان، وعلينا أن لا نألوا جهداً في القضاء على مظاهرها ".
8 -
وجاء في مضابط المشرق الأعظم الماسوني لسنة (1913م) قولهم:
" سوف نتخذ الإنسانية غاية من دون الله ".
9 -
وجاء في مضابط المؤتمر الماسوني العالمي لعام (1900م) قولهم:
" إننا لا نكتفي بالانتصار على المتدينين ومعابدهم، إنما غايتنا الأساسية هي إبادتهم من الوجود ".
10 -
وجاء في مجلة أكاسيا الماسونية لعام (1903م) قولهم:
" إن النضال ضد الأديان لا يبلغ نهايته إلا بعد فصل الدين عن الدولة ".
11 -
وجاء في النشرة الرسمية التي أذاعها الشرق الأعظم في فرنسا بشهر تموز عام (1856م) قولهم:
" نحن الماسون لا يمكننا أن نتوقف عن الحرب بيننا وبين الأديان، لأنه لا مناص من ظفرها أو ظفرنا، ولا بد من موتها أو موتنا، ولن يرتاح الماسون إلا بعد أن يقفلوا جميع المعابد ".
12 -
وقال "كوكفيل" في محفل منفيس بلندن:
" إننا إذا سمحنا لمسلم أو نصراني بالدخول إلى أحد هياكلنا، فإنما ذلك قائم على شرط أن الداخل يتجرد من أضاليله، ويجحد خرافاته وأوهامه التي خدع بها في شبابه ".
13 -
وجاء في المحاضرة الرابعة لمحفل السلامة الماسوني قولهم:
" إن الماسونية تجرد الأفكار من الخرافات والنظريات اللاهوتية المدسوسة من قبل الأديان".
14 -
وجاء في محاضرات محفل الشرق لعام (1923م) قولهم:
" إنه يجب أن تبقى الماسونية لملة واحدة، وعليه يقتضي محو جميع الأديان ومنتسبيها من الأساس ".
* * *
ثالثاً: ويقرأ المتتبع لأقوال وتصريحات قادة الشيوعيين، والناظر في الكتب الشيوعية، أقوالاً كثيرة تعلن حربها الشعواء على الدين والأخلاق،
وسائر القيم التي تعارف عليها الناس.
والشيوعية إحدى المنظمات التي أسسها اليهود ، ووضعوا نظريتها، ومبادئها، ومفاهيمها، خططها الحركية، وأداروا عمليات حركاتها، وأقاموا ثوراتها في العالم.
فمن أقوالهم ما يلي:
1-
جاء في البيان الشيوعي الذي أصدره معلم الشيوعية الأول اليهودي "كارل ماركس" ورفيقه "انجلز" ما يلي:
" إن القوانين والقواعد الأخلاقية والأديان أوهام بورجوازية تتستر خلفها مصالح بورجوازية
…
والدين هو الأفيون الذي يخدر الشعب لتسهل سرقته، وإن الدين كان وسيلة الإخضاع الروحي، كما كنت الدولة وسيلة الإخضاع الاقتصادي
…
أما ما وُجّه للشيوعية من تهم دينية وفلسفية وأخلاقية فلا يستحق بحثاً عميقاً
…
! ".
2-
وجاء في أقوال "إنجلز" رفيق المعلم الأول للشيوعية وشريكه في ضلالته:
" إننا نرفض شتى المحاولات التي تحاول أن تفرض علينا أخلاقاً تستند إلى المثاليات، ذلك لأننا نؤمن أن الأخلاق هي نتاج الأوضاع الاجتماعية، ولما كانت الأوضاع الاجتماعية متغيرة، فإن مفاهيم الأخلاق التي نؤمن بها هي كل عمل يؤدي إلى تحقيق انتصار مبدئنا مهما كان هذا العمل منافياً للأخلاق ".
3 -
وجاء في أقوال "لينين" ما يلي:
" يجب على المناضل الشيوعي الحق أن يتمرس بشتى ضروب
الخداع والغش والتضليل، فالكفاح من أجل الشيوعية يبارك كل وسيلة تحقق الشيوعية
…
إذا لم يكن المناضل الشيوعي قادراً على أن يغير أخلاقه وسلوكه وفقاً للظروف، مهما تطلب ذلك من كذب وخداع، فإنه لن يكون مناضلاً ثورياً حقيقياً
…
إن المناضل الشيوعي الثوري الحق هو ذلك الذي يبذل كل تضحية يفرضها عليه تحقيق الهدف الشيوعي، ولو تطلب الأمر التضحية بالأخلاق والكرامة والضمير، فالهدف المثالي الحق هو تحقيق المجتمع الشيوعي وتدعيمه
…
ويجب علينا أن نتوسل بكل أنواع الحيل والمناورات والوسائل غير القانونية لتحقيق أهدافنا الشيوعية
…
".
وجاء في خطاب له ألقاه في المؤتمر الثالث لمنظمة الشباب الشيوعي، الذي عقد في تشرين الأول من عام (1920م) ما يلي:
" إننا لا نؤمن بإله، ونحن نعرف كل المعرفة، أن أرباب الكنيسة والإقطاعيين والبورجوازيين، لا يخاطبوننا باسم الإله، إلا استغلالاً ومحافظة على مصالحهم، إننا ننكر بشدة جميع الأسس الأخلاقية التي صدرت من طاقات وراء الطبيعة غير الإنسان، والتي لا تتفق مع أفكارنا الطبقية.
ونؤكد أن كل هذا مكر وخداع، وهو ستار على عقول الفلاحين والعمال لصالح الاستعمار والإقطاع.
ونعلن أن نظامنا لا يتبع إلا ثمرة النضال البروليتاري فمبدأ جميع نظمنا الأخلاقية هو الحفاظ على الجهود لطبقة البروليتاريا".
وحين سمع الكاتب الروس "ماكسيم جوركي" هذا الكلام من "لينين" لم يرض عنه، فامتنع عن حضور جلسات الحزب، ولما افتقده "لينين" فترة من الزمن أرسل إليه من يحضره، فامتنع عن الحضور بحجة أنه يبحث عن الإله
…
فكتب إليه "لينين" يقول له:
" إن البحث عن الله لا فائدة منه، ومن العبث البحث عن شيء لم يخبأ، وبدون أن تزرع لا تستطيع أن تحصد، وليس لك إله لأنك لم تخلقه بعدُ، والآلهة لا يبحث عنها وإنما تُخلَق"!!.
4 -
وجاء في أقوال "ستالين" ما يلي:
" إن الأخلاق الصالحة في نظرنا هي تلك التي تيسر لنا القضاء على النظام القديم، وهي تلك التي تدعم النظام الشيوعي، ولا شيء غير هذا يمكن أن يُسمّى أخلاقاً فاضلة ".
5 -
وحين هاجمت بعض الصحف العالمية موجة الإلحاد في الاتحاد السوفياتي، ردّت على ذلك صحيفة "برافادا" الناطقة بلسان الحزب الشيوعي، وسياسة الدولة ومبادئها، بقولها:
" ومن قال: إننا لا نؤمن بشيءٍ؟ . إن من يقول ذلك يتجنى علينا، ولا يذكر حقيقة وضعنا. نحن نؤمن بثلاثة أشياء:(كارل ماركس) و (لينين) و (ستالين) . ولا نؤمن بثلاثة أشياء: (الله - الدين - الملكية الخاصة)
…
".
6 -
وفي سنة (1923م) أعلن المؤتمر الشيوعي الذي عقد للبدء بالحرب ضد الأديان ما يلي:
" يوجد داخل اتحاد الجمهوريات السوفياتية ثلاثون مليوناً من المسلمين، كانوا يعيشون حتى الآن دون أن يمسهم شيء، كما أنهم يحافظون على عقائد باطلة، وخرافات من العصور الوسطى لها صلة بالدين، وغايتها الإضرار بالثورة، وبعد أن نظرنا في هذا كله، ودرسنا خصائص كل أمةٍ على حدة، قررنا القيام بالخطط والتدابير الواجب عملها لإزالة هذه العقائد الباطلة من أوساط هذه الأمم".
7 -
وجاء في برنامج المؤتمر الشيوعي الدولي السادس المنعقد سنة (1928م) ما يلي:
" إن الحرب ضد الدين - أفيون الشعوب - تشغل مكاناً مهماً بين أعمال الثورة الثقافية ".
8-
كتبت جريدة "تركمنسكا اسكرا" الشيوعية، التي تصدر في تركمانستان بالاتحاد السوفياتي بعددها الصادر يوم 15 آذار ما يلي:
" إن نشر الإلحاد هو جزء من النظرية الشيوعية، والملاحظ أن تأثير علماء الدين على عقول الناس وقلوبهم ما زال قوياً، وإنه لا يجوز أن نقف مكتوفي الأيدي، وننتظر أن يزول هذا التأثير بمحض إرادته"..
ومن أجل ذلك عقدت لجنة الحزب المركزية الشيوعية في تركمانستان اجتماعات في تموز الماضي، وقررت أن تقوم المنظمة الحكومية التي يطلق عليها "بيليم" - أي المعرفة - بتوسيع نطاق إقامة "غرف وزوايا الإلحاد" في المدارس والمعاهد، وكل موقع دراسي، أو ملتقى تجمّعي.
وتكون مهمة هذه الغرف والزويا التركيز على الدعاية للإلحاد بكل الوسائل الإغْرائيَّة من سمعية وبصرية، وإذا لزم الأمر تستخدم الأدوات القمعية، من أجل التغلغل والغواية بالترغيب إن أمكن وبالإرهاب عند الضرورة.
وقال نائب رئيس "بيليم":
" إن المعتقدات الدينية هي من رواسب الماضي، وإنه يجب القيام بغسل أدمغة الناس وتخليصهم من العقائد الدينية، وزرع بدلها نظرية ماركس وآراء لينين"!!.
وقال البروفيسور "شوليمبايوف" رئيس إدارة الدراسات الماركسية اللينينية في معهد أصول علم التدريسفي "كازخستان":
" إن نظرة عامة على أعمال المنظمات الإسلامية تدل على أنها أقرب إلى قلوب الناس مما كانت عليه قبلاً، وأن هذه الأعمال تُدار بذكاء وحصافة أكثر من ذي قبل، ويبرهن على هذا وجود أناس متدينين ليس بين الطبقة المتخلفة، بل بين كثير من الناس ذوي التعليم المتوسط والعالي ".
* * *