المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم ت - التضمين النحوي في القرآن الكريم - جـ ٢

[محمد نديم فاضل]

فهرس الكتاب

- ‌(لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ)

- ‌(سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3))

- ‌(إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا)

- ‌(وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ)

- ‌(الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (147) وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا)

- ‌(وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ)

- ‌(أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ)

- ‌(مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ…إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَىالَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ)

- ‌(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ)

- ‌(وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ)

- ‌(وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ)

- ‌(نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى)

- ‌(وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ)

- ‌(وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَ

- ‌(وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ)

- ‌(فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ)

- ‌(وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي)

- ‌(فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ)

- ‌(وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ)

- ‌(وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)

- ‌(النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ)

- ‌(وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا)

- ‌(وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ)

- ‌(وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا)

- ‌(ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا بِهَا)

- ‌(قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ)

- ‌(أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ)

- ‌(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)

- ‌(وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ)

- ‌(وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (166) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا)

- ‌(وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ)

- ‌(إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ)

- ‌(فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ)

- ‌(يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا)

- ‌(وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ)

- ‌(فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ)

- ‌(إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ)

- ‌(مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ)

- ‌(مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ)

- ‌(حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ)

- ‌(وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (95) دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً)

- ‌(وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ)

- ‌(وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ)

- ‌(فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ)

- ‌(أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ)

- ‌(إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ)

- ‌(لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ)

- ‌(وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ)

- ‌(وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ)

- ‌(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ)

- ‌(فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ)

- ‌(إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ)

- ‌(وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا)

- ‌(لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ)

- ‌(وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا)

- ‌(وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ)

- ‌(وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ)

- ‌(وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ)

- ‌(قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ (66) مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ (67) أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ (68) أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا

- ‌(ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ)

- ‌(كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ).وقال: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ).وقال: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِتَالُ)

- ‌(كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ)

- ‌(وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ)

- ‌(وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ)

- ‌(قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا)

- ‌(الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ) (2)

- ‌(مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ)

- ‌(إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا)

- ‌(لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ)

- ‌(ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ)

- ‌(وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14))

- ‌(وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا)

- ‌(أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ)

- ‌(وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ)

- ‌(قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93)

- ‌(قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ)

- ‌(فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ)

- ‌(وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ)

- ‌(تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا)

- ‌(إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ)

- ‌(مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ)

- ‌(يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا)

- ‌(وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ)

- ‌(وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ)

- ‌(وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ)

- ‌(وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ)

- ‌(صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ)

- ‌(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ)

- ‌(يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا)

- ‌(إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ)

- ‌(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا)

- ‌(اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ)

- ‌(إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)

- ‌(وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ)

- ‌(أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ)

- ‌(لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ)

- ‌(فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ)

- ‌(وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ)

- ‌(وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا)

- ‌(وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ)

- ‌خاتمة

الفصل: ‌(وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم ت

لدى كل محاولة يائسة في استراق السمع ليظفروا بأثارة من خبر. كما سلب فعل السمع من الدلالة على زمن مخصوص ليكون مبهما ومعلقا على أي وقت تجري فيه محاولة التسمع.

وقرئ: (لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى)، وقرئ:(لَا يَسْمَعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى).

وما ذهب إليه المفسرون من تضمين السمع معنى الإصغاء لا شيء من ورائه، ولكن لما أريد تضمين السمع معنى الرقي أو الارتقاء عداه العليم بـ (على) إشعارا أن الرقي وسيلة السمع في الوصول إلى مبتغاه، إلى الملأ الأعلى لاستراق السمع، ولكن هيهات

فكيف يفلت المرتقي من قذائفَ محرقةٍ تأتيه من كل جانب دحورا؟

إنه التضمين يأخذ بيدك لتستضيء به ولا مَعدِل لك عنه، تفزع إليه لتحصيل الغرض الذي أُريد منه، وجيء به من أجله.

* * *

قَالَ تَعَالَى: ‌

‌(وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَ

ذَكَّرُونَ) (3).

ذكر الزمخشري: لبلد ميت الأصل بلد ليس فيه حياة فأنزلنا به: بالبلد أو بالسحاب أو بالسَّوق.

ص: 47

وقال أبو حيان: اللام للتبليغ كما قلت لك وفرق بين سقت لك مالا، وسقت لأجلك مالا، فالأول معناه أوصلته لك، والثاني لا يلزم منه وصوله.

وذكر الجمل: لبلد ميت: اللام للتبليغ كقولك: قلت لك. فأنزلنا به الضمير يعود لأقرب مذكور وهو بلد ميت، فلا بد أن تكون الباء ظرفية بمعنى أنزلنا في ذلك البلد. وقيل: يعود على السحاب. ثم في الباء وجهان أحدهما: بمعنى (مِنْ) أي: فأنزلنا من السحاب الماء، والثاني: سببية أي أنزلنا بسبب السحاب. وقيل: يعود على السَّوق فأنزلنا بسبب سوق السحاب.

وهو ضعيف. فأخرجنا به: الخلاف في الهاء كالذي في قبلها. ويزيد عليه وجهاً آخر بالعود على الماء ولا ينبغي أن يُعَولَ عليه. أ. هـ السمين. وذكر الآلوسي: اللام لبلد: للتعليل أي لأجله ومنفعته وإحيائه وسقيه، وكذلك قال الرازي. ومثله قال الخليل بن أحمد الفراهيدي.

وذكر صاحب التوضيح: اللام للانتهاء بمعنى إلى بلد.

أقول: عرض سريع وخاطف لآثار الربوبية في هذا الكون، ونموذج من الرحمة: السحاب الثقال يسوقه الريح، ومعه المطر الهتون، والزرع المُفرع، والثمر النضيج .... آثار الفاعلية والتدبير والتقدير للملك الحكيم، والخالق الرازق، يُنشئ برحمته الأسباب، وكل ذلك يجري وَفقَ النواميس التي أودعها في الحياة وتركها تتحرك وَقق مشيئته. ثم ربط بين النشأة الأولى والنشأة الآخرة فمعجزته في الحياة واحدة

(ساق) إذاً تضمن معنى (وجَّه) والمتعدي باللام وسياق الآية بتوجيه

ص: 48

الماء وإنزاله، وإخراج الثمرات به يحملنا على ترجيح التضمين لأن الفعل يتعدى بـ (إلى) (فسقناه إلى بلد ميت). والعلاقة بين المضمن والمضمن فيه لازمتة لأن من لوازم السَّوْق: التوجيه.

وبهذا تنتفي العفوية أو المصادفة في كل ما يجري في الكون كما يدعي الخرَّاصون وتنتفي الجبرية الآلية كما يزعم الماديون بأن الكون آلة عمياء، فالتضمين يدع قلوبنا يقظة، كل شيء يتحرك حسب المشيئة الإلهية فنرى يد اللَّه الفاعلة وفق نواميسه الحكيمة.

إذ ليس من خير يعمُّ الورى

إلا يد الحكمة جلية فيه

فاللام على أصلها ليس لتعليل ولا تبليغ ولا بمعنى (إلى)، ولا بمعنى (في) وإلا لكان فيها إلباس واستثقال. فاحفظ نفسك من تضمين الحروف ولا تسترسل إليه.

فقلت تعاورا * واللَّهِ فُحْشا

وتنكشف المزية للرشيد وإذا كان الفعل في سورة فاطر متعديا بـ (إلى) فلأن السياق مختلف.

وأما أنزل فالباء على أصلها ليست بمعنى (مِن) ولا بمعنى (في) لأن الفعل يتعدى بالباء قَالَ تَعَالَى: (يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ). وفي الحديث:

" أنزل بهم بلاء فلم يرفعه عنهم ". وهو بتخفيف الزاي وتشديدها قراءة سبعية، ونزول الماء بسبب السحب أمر بدهيٌّ. فجمع التضمين بهذه اللوم المعنيين.

فهذه الحروف مفاتح أفعال لا تُدافَع أبوابُها إلا بمقدار ما تُدفَع.

* * *

ص: 49

قَالَ تَعَالَى: (أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا)(1).

قال الحوفي: (رَجُلًا): منصوب بـ (سَوَّاكَ) مفعول به ثانٍ أي جعلك رجلا فعدى سَوَّى إلى اثنين أي على التضمين: ذكره أبو حيان والجمل.

وذكر الزمخشري ومثله البيضاوي: سَوَّاك رجلا: عدَّلك وكمَّلك إنسانا ذكرا بالغا مبلغ الرجال، ومثله قال الآلوسي: عدَّلك وكمَّلك إنسانا ذكرا، ثم إنه يستعمل بمعنى الخلق والإيجاد كما في قوله:(وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا) فإذا قرن بالخلق والإيجاد كما هاهنا فالمراد به الخلق على أتم حال وأعدله حسبما تقتضيه الحكمه. ونَصبُ (رجلا) على ما قال أبو حيان: على الحال محوج إلى التأويل، والتضمين لا يحتاج إلى تأويل.

وقال أبو السعود: سَوَّاكَ رجلا: أي صيرك رجلا وبذلك عداه لمفعولين. وأما في قوله تعالى: (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) فلم يتضمن معنى التصيير، ولذلك لم يتعد إلى مفعولين.

أقول: ها هو صاحبه الفقير لا مال عنده ولا ثمر، لكنه معتز بربه، بعقيدته وإيمانه، يخاطب صاحبه المغرور، منكرا عليه بطره وكِبره، مذكرا إياه بمنشئه المهين من ماء وطين، وينذره عاقبة الكبرياء

إنها عزة المؤمن، لا تعرف المداراة مع الأغنياء، ولا تبالي بأصحاب الجاه أو السلطان، ولا تجامل مع الأصحاب تجهر بالحق في أقسى

ص: 50

الظروف: (أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا)؟! فالتسوية هنا عائدة على النشأة (مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ) وقد تضمنت معنى (الجعل والتصيير) فتعدت إلى مفعولين.

ونصب (رجلا) على الحال جائز، وليس بالوجه، إنما الوجه تضمين سوَّى معنى صير المتعدي لمفعولين، فالتضمين جمع المعنيين: تسوية اللَّه إياه بالقدر والكيفية على ما اقتضت حكمته فيما يصان عن الإفراط والتفريط، وتصييره رجلا ولا كالرجال.

وهكذا فاز التضمين بالحسنيين: فالوصية به والعمل عليه.

جمع الخلتين حُسناً وقدْرا

إن هذا من فعل من يتمرَّى

* * *

قَالَ تَعَالَى: (عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا)(2).

وقال: (عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ)(3).

قال العز والجمل والعكبري والزركشي وأبو حيان: الباء دالة على الإلصاق أو ضمن يشرب معنى يروى فعدي بالباء، وقيل: الباء زائدة. قال السيوطي: الباء للتبعيض) (مِنْ) أي يشرب منها. قال عنتره:

* شربت بماء الدحرضين فأصبحت *

أي من ماء. وقال الزركشي: وتأتي الباء زائدة مع المفعول كقوله:

ص: 51

عينا يشرب بها عباد الله. قال الطبري: يشرب بها: يروى بها وينتفع، وقيل: يشرب بها ويشربها بمعنى واحد. وقال النيسابوري: يشرب بها: (الباء) بمعنى (مع) مثل شربت الماء بالعسل. ومثله الرازي. وكذلك البروسوي. وقال ابن قيم الجوزية: إنهم يضمنون يشرب معنى يروى فيعدونه بالباء التي تطلبها فيكون في ذلك دليل على الفعلين: أحدهما بالتصريح والثاني بالتضمن والإشارة إليه بالحرف الذي يقتضيه مع غاية الاختصار، وهذا من بديع اللغة ومحاسنها وكمالها، وهذا أحسن من أن يقال: يشرب منها فإنه لا دلالة فيه على الري. وأن يقال: يروى بها لأنه لا يدل على الشرب بصريحه بل باللزوم. فإذا قال: يشرب منها دل على الشرب بصريحه وعلى الري بخلاف الباء فتأملْه. أ. هـ.

أقول: ما أشار إليه شمس الدين بن قيم الجوزية والزمخشري وغيره: في تضمين فعل (شرب) معنى (روي) مخدوش: فالري من الماء ونحوه لا يكون إلا عن ظمأ، وأهل الجنة لا يظمؤون، قَالَ تَعَالَى:(لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى). وإنَّمَا ينصرف معنى الشرب إلى التلذذ والاستمتاع والمتعدي بالباء، فجاءت الباء عناية بما وراءها ووصولا لإدراك مطلبها ولو جاءت الآية: عينا يتلذذ بها عباد اللَّه ويستمتع، لانصرف إلى إمتاع البصر في انفجار الماء من العين وتدفقها، أو إمتاع الجسد بالتحمم والابتراد، أو إمتاع السمع بخرير الماء لدى تدققه، أو إمتاع النفس بجمال المشهد الكلي يتفتح عن رصيده المذخور، وإيحائه المتجدد.

ص: 52

الآية تصرفنا إذاً إلى لذة الشرب على وجه الخصوص لأن التذوق أكثر الحواس استمتاعا، ولذّة الشعور به ترقى عن كل ما سواه.

نعم والتذوق مسبب عن الشرب وهو من لوازمه، وهو الغاية المطلوبة منه وليس عارضا من عوارضه، والذائقة واللذة أخص من الشرب إذ يمتنع حصولها بدونه، وهي أثبت وأرسخ منه، فأثرها يبقى في القلب ويطول، والشرب عارض زائل. وهذا أمر غفل عنه كثير من المفسرين حين شغلتهم الوسيلة عن الغاية، فالتضمين جمع بينهما بقوته وسلطانه، فلم يدَعْنا نقف على طرف منهما ولا نأنس بالآخر إلا على استكراه. وأما قول السيوطي: الباء بمعنى (مِنْ) فليس بشيء، لقد وقف على الشرب لا يعدوه ولم يُنعم النظر في صورته والمشهد الذي جاء فيه، فخفي عنه غرضه لأنه يحصر معانيه في منظور ضيق، وتنتهي اللغة عنده إلى حطب يابس. فما معنى أن نجعل (الباء) بمعنى (مِنْ) والحرف لا يقوم معناه بنفسه وإنما إفادته متوقفة على تركيبه. فمن أصر فليأخذ في غير هذه الصناعة لأنه يُخرج العبارة من التي أريدت له ويُذهب استطابتها ويُفسد الإمتاع بها والاستملاح لها، ومن اعتاص عليه الغرض من مجيء هذه الباء ووجد المسلك إلى معرفتها عَسوفا فالتضمين يهديه السبيل، لا يُفثَج بحرُه ولا يُغَرَّض. ومعلوم أنه سبحانه، لا يُغيَّر حرفا بحرف أو يُبدَّل إلا ووجه الحكمة قائم فيه، وإن خفيت عنّا أغراضه ومعانيه.

نعم جاءت الباء مَنْبَهة على الخبيء ليُطلب، والدفين ليُستخرج.

ولولاها لخَفيتْ عنا هذه اللطائف، فاحتسِ من شرابها بَرودا عذباً، وتحرَّ الكَيْس في الإجابة عن تناوبها أو دعوى زيادتها.

لقد جلَّى التضمين وجه الحكمة في اختيار الفعل الذي يستضيءُ به المعنى ويتنبَّه على أسبابه.

أجل في الشرب من الدلالة ما لا خفاء به، إنه للاستمتاع بهذه العين

ص: 53

وما فيها من لذة للشاربين، تُخامر عقول المتحابين، يتعاطاها المتواصلون يتبادلون كأسا (لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ)، إنها لذوي الصبابة وأهل القُربى من المولى الجليل، شراب مصفى ختامه مسك هذا الرحيق يُفض ختامه ثم يمزج بماء التسنيم ليشرب به المقربون

* فمشربه التسنيمُ ومقربه الأنْسُ *

من كأس محبة ممزوجة بالكافور لإفادة برد اليقين فتستقر محبتهم وتستمر لذتهم:

فشرابها كالشهد يُمتعُه

ويقول مِن فرحٍ هَيَا رَبَّا

* * *

قَالَ تَعَالَى: (يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)(3).

ذكر العز والزركشي: ضُمن (لَا تُشْرِكْ) معنى (لا تعدل) أي لا تسوِّ باللَّه شيئاً. من العدل والتسوية.

وتال ابن القيم: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا) ضُمن معنى لا تعدل، والعدل: التسوية. أي لا تسوِّ باللَّه شيئا في العبادة والمحبة، فإنهم عبدوا الأصنام كعبادة اللَّه، وأحبوها كحب اللَّه، ولذلك قال الذين في النار (إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ) وما سووهم

ص: 54

به إلا في العبادة والمحبة دون أوصاف الكمال ونعوت الجمال والجلال أ. هـ .. وقال الرازي: الإشراك: وضع المعبودية في غير اللَّه ولا يجوز أن يكون غيره معبوداً أصلاً.

أقول: يعرض لقمان حقيقة التوحيد بأسلوب وعظي. إنها نصيحة والد لولده فيها العطف ومعها الحنان بعيدة عن سوء الظن، مُبرأة من الشُبه، وعلى لسان من أوتي الحكمة وفصل الخطاب.

نعم (لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ) بالجملة الفعلية ويعقل نهيه: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) بالجملة الإسمية مؤكدة بمؤكدين: (إن) و (اللام) فتضمن الشرك هنا معنى التسوية والمتعدية بالباء. والتسوية بين من لا نعمة إلا هي منه، وبين من لا نعمة منه ألبتَّةَ، لظلم عظيم.

وفي قوله تعالى: (أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا) ضمن لا تشرك معنى لا تعدل. والعدل التسوية أيضاً يتعدى بالباء كما مر. وفعل أشرك يتعدى بـ في كما ذكر معجم الأفعال المتعدية بحرف: أشركه في الأمر: أدخله معه فيه (وشَرِكه أفصح).

* * *

ص: 55

قَالَ تَعَالَى: (وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيب)(1).

قال الجمل: شكِ منه أي من كتابك أي القرآن. وجوز أبو حيان

والآلوسي: أن تكون منه بمعنى فيه.

أقول: الفعل شك يتعدى بـ (في) فعداه بـ (مِن) لماذا؟ هل هم مرتابون ولنقص في الدليل؟ لا، ولكنه الهوى والحقد الدفين. إنه تلبيس الحق لإخفائه وكتمانه وتضييعه، فارتيابهم ظاهري شكلي لأنهم على يقين من الحق يشهدونه واضحا ولكنهم عن عمد وفي قصد وإصرار يختلفون فيما بينهم ليطمسوا آيات اللَّه ويحرفوها.

وهذا ديدن يهود عليهم لعنة اللَّه على مدار التاريخ. لقد جعلوا ما ينبغي أن يكون مبدأ اليقين ومنشأه، مبدأ الشك ومنشأه فحقيق بهم ألا يغفُلوا عن الحقيقة التي جاء بها رسولهم وأن تعيش في ذاكرتهم، والذي أشار إلى معنى اليقين هو حرف الجر (مِنْ) والمتعدي به فعل اليقين، فتضمَّن الشك معنى اليقين فتعدى بـ (مِن)، وحَمْل النقيض على النقيض كحَمْل النظير على النظير معروف مشهور فلذلك ساغ أن ينوب عنه، إنهم لفي يقين منه ولكنها الضلالة التي وصفهم اللَّه بها واللعنة التي حلَّت عليهم، وَوَصْفُ اليقين بأنه مريب هو من باب السخرية بهم. ذلك هو التضمين يكشف الأسرار ويهتك الأستار إن تأهبت له، ونَشفت فيه، حَليتَ به، وإن تحاميته فذلك إليك وعاقبته عليك.

* * *

ص: 56