الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولكن إسرائيل هي إسرائيل!! الجبن
…
والتمحّل .... والنكوص على الأعقاب .... ونقض المواثيق (قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا) فالجبلة مكشوفة بلا حجاب. ما دام الخطر ماثلا وقريبا منهم، لن يدخلوا حتى مع وعد اللَّه لهم بأنهم أصحاب هذه الأرض، وأن اللَّه قد كتبها لهم ومنحها إياهم فهي إذن يقين ولا مجال فيه للشك لأنها منحة السماء. ولكنهم يريدونها رخيصة بلا ثمن ولا جهد ولا جهاد.
يريدونها نصرا عزيرا يتنزل عليهم من السماء. وهيهات
…
وهيهات.
إنها يهود
…
وإنها لسَقَط المتاع، وإن عليها لعنة السماء.
* * *
قَال تعالى:
(كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ).
وقال: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ).
وقال: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِتَالُ)
.
ذكر العز بن عبد السلام: كتب: فرض وألزم. فضمن الكتاب معنى الفرض.
وقال أبو حيان: أخبر تعالى: بكتب القصاص أولا وهو إزهاق الروح وإتلافها. وهو أشق التكاليف ثم بكتب الوصية وهو إخراج المال عديل الروح، ثم بكتب الصيام وهو منهك للبدن.
أقول: (الكتب) كما سلف مضمن معنى (الفرض) فهو متعد بما تعدى
به، فإذا سأل سائل: ما معنى أن يجيء التعبير بالكتب ولم يَرِد بالفرض؟
أقول: لأن أحكام اللَّه أنزلها في كتابه وكتبها على عباده، فالكتابة تثبيت لأحكامه المفروضة على العباد والفرض قديم والكتابة محدثة ويأتي التعقيب بالتقوى بعد هذه الفروض الثلاث لماذا؟ لأن العمل بها موكول بالتقوى وشاهد عليها. وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم:" قيدوا العلم بالكتاب ".
وهكذا يكشف اللفظ في التضمين عن أبعاد مدلوله، حسب وضعه في سياقه مما استودعته فيه هذه اللغة الشريفة.
إنَّ الصوم استعلاء على ضرورات الجسد وإيثار للآجلة على العاجلة.
والقصاص استعلاء على العواطف وحظوظ النفس في القتل أو عند قبول الدية على حد سواء.
والجهاد استعلاء بالبشرية كلها أن ترتفع على ذاتها، وتتمرس على طاعة ربها.
وما جاءت (على) في الفروض الثلاثة إلا لتظهر فيها مزية من الجهة التي هي أصح لتأديتها، وأخص بها، وأكشف عنها، وأبهر في صناعها.
ويبقى التضمين في الفعل تروعك بهجته ويؤنسك بوجهه.
* * *