الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من فتاوى سماحة الشيخ
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
الاحتفال بالموالد بدعة ومن أسباب الشرك
س: ما حكم الذبائح التي تكون في المولد، والأذكار، وضرب الطبول؟
ج: هذه كلها بدعة يجب تركها كما نص عليها أهل العلم، ولم توجد في عهده صلى الله عليه وسلم، ولم يأمر بها، ولم يفعلها لا هو ولا أصحابه رضي الله عنهم ولا السلف الصالح، لم يعرفوا هذه البدعة وهي الاحتفال بالموالد، فلم يحتفلوا بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ولا بمولد الصديق ولا عمر ولا عثمان ولا علي ولا غيرهم، وإنما هذه بدعة حصلت بسبب الرافضة الفاطميين في القرن الرابع وما بعده، ثم تبعهم بعض الناس، فانتشرت هذه البدعة بسبب الجهل، وكثير من الناس يروجونها ويحثون عليها، وهؤلاء ممن يعين على الباطل.
والواجب الانتباه لذلك والحذر منه، فلا يجوز حضورها ولا مشاركتهم في ولائمهم، ويجب تحذيرهم من ذلك وبيان أن هذا خطأ وأنها بدعة، وأن الاحتفال بالموالد من أسباب الشرك، فكثير من هؤلاء
ينتشر بينهم أنواع الشرك الأكبر، هذا يدعو النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا يدعو الحسين - رضي، وهذا يدعو البدوي.
فالحاصل أنها بدعة ومن وسائل الشرك، ويكون فيها منكرات كثيرة في كثير من المجتمعات وفي كثير من البلدان، وقد قال الله عز وجل:{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} (1) وقال سبحانه: {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} (2) وقال عز وجل: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} (3) وقال صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد (4)» متفق على صحته. وقال عليه الصلاة والسلام: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد (5)» أخرجه مسلم في صحيحه. وكان يقوله صلى الله عليه وسلم في خطبة الجمعة: «أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي - محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة (6)» أخرجه مسلم في صحيحه والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
(1) سورة الشورى الآية 21
(2)
سورة الأعراف الآية 3
(3)
سورة آل عمران الآية 31
(4)
رواه البخاري في (الصلح) برقم (2499)، ومسلم في (الأقضية) برقم (3242).
(5)
رواه مسلم في (الأقضية) برقم (3243).
(6)
رواه مسلم في (الجمعة) برقم (1435).