الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والمشروع للمسلم إذا رأى ما يكره أن ينفث عند يساره ثلاث مرات، وأن يتعوذ بالله من الشيطان، ومن شر ما رأى (ثلاث مرات)، ثم ينقلب على جنبه الآخر فإنها لا تضره، ولا يخبر بها أحدا؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:«الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان، فإذا رأى أحدكم ما يكره فلينفث عن يساره ثلاث مرات وليتعوذ بالله من الشيطان ومن شر ما رأى ثلاث مرات، ثم لينقلب على جنبه الآخر فإنها لا تضره، ولا يخبر بها أحدا، وإذا رأى ما يحب فليحمد الله، وليخبر بها من يحب (1)» .
(1) صحيح البخاري بدء الخلق (3292)، سنن الترمذي الرؤيا (2277)، سنن أبو داود الأدب (5021)، سنن ابن ماجه تعبير الرؤيا (3909)، مسند أحمد بن حنبل (5/ 303)، موطأ مالك الجامع (1784)، سنن الدارمي الرؤيا (2142).
إهداء تلاوة القرآن الكريم للآخرين
س: في هذا الشهر العظيم، شهر القرآن الكريم هل يجوز أن أختم القرآن الكريم لوالدي، علما بأنهما أميان لا يقرآن ولا يكتبان؟ وهل يجوز أن أختم القرآن لشخص يعرف القراءة والكتابة ولكن أريد إهداءه هذه الختمة؟ وهل يجوز لي أن أختم القرآن لأكثر من شخص؟
ج: لم يرد في الكتاب العزيز ولا في السنة المطهرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا عن صحابته الكرام ما يدل على شرعية إهداء تلاوة القرآن الكريم للوالدين ولا لغيرهما، وإنما شرع الله قراءة القرآن للانتفاع به، والاستفادة منه، وتدبر معانيه والعمل بذلك، قال تعالى:
{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} (1)، وقال تعالى:{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} (2) وقال سبحانه: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ} (3)، وقال نبينا عليه الصلاة والسلام:«اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه (4)» ، ويقول صلى الله عليه وسلم:«إنه يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما (5)» .
والمقصود أنه أنزل للعمل به وتدبره والتعبد بتلاوته والإكثار من قراءته لا لإهدائه للأموات أو غيرهم، ولا أعلم في إهدائه للوالدين أو غيرهما أصلا يعتمد عليه، وقد قالت صلى الله عليه وسلم:«من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد (6)» .
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى جواز ذلك وقالوا: لا مانع من أهداء ثواب القرآن وغيره من الأعمال الصالحات، وقاسوا ذلك على الصدقة والدعاء للأموات وغيرهم، ولكن الصواب هو القول الأول؛ للحديث المذكور، وما جاء في معناه، ولو كان إهداء التلاوة مشروعا لفعله السلف الصالح.
والعبادة لا يجوز فيها القياس؛ لأنها توقيفية لا تثبت إلا بنص من كلام الله عز وجل أو من سنة رسوله - صلى الله عليه
(1) سورة ص الآية 29
(2)
سورة الإسراء الآية 9
(3)
سورة فصلت الآية 44
(4)
صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (804)، مسند أحمد بن حنبل (5/ 249).
(5)
صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (805)، سنن الترمذي فضائل القرآن (2883).
(6)
صحيح مسلم الأقضية (1718)، مسند أحمد بن حنبل (6/ 180).