الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يتعانى التجارة إذ ذاك " (1).
الحماية:
قد يتعرض الداعية لعوائق بل لأنواع من الأذى؛ فيتخذ من إخوانه وأعوانه ما يعينه على تخفيف الأذى ويرفع العدوان. ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على القبائل يدعوهم إلى أن يمعنوه ويحموه؛ ليبلغ دعوة الله، ويبين للناس ما نزل إليهم. وكان مما يقول:«يا بني فلان، إني رسول الله إليكم، يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، وأن تخلعوا ما تعبدون من دونه من هذه الأنداد، وأن تؤمنوا بي وتصدقوا وتمنعوا، حتى أبين عن الله ما بعثني (2)» .
وفي بيعة العقبة الكبرى قال عليه الصلاة والسلام: «أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون عنه نساءكم وأبناءكم (3)» (4).
(1) البخاري مع الفتح ج (1) ص (223، 224). والجار هو عتبان بن مالك الأنصاري الخزرجي رضي الله عنه.
(2)
ابن هشام ج (2) ص (31، 32)، البداية والنهاية لابن كثير ج (3) ص (138 - 141).
(3)
مسند أحمد بن حنبل (3/ 462).
(4)
المرجع السابق.
خاتمة:
وبعد. . فلعل في هذا البحث الموجز ما أوضح العناصر، وبين الأركان، على أن ثمة عنصرا متمما يحسن العناية به وبسطه وإيضاحه في مقام غير هذا المقام، ذلكم هو ما ينبغي من عموم
الناس والعامة، من تأييد كل قائم لله بدينه، محتسب له في الدعوة والنصح والتوجيه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعدم خذلانه وإسلامه في هذه المواقف، بل المضايق في بعض الأحيان. فهذا باب من أبواب التعاون، ولون من ألوانه، يجب العناية به وبسط القول فيه؛ لأهميته وعظم المسؤولية فيه. فإذا كان من حق المسلم على أخيه ألا يخذله ولا يسلمه، فكيف بمن ظهر فضله وامتاز عمله، ممن يحب الخير للناس ويود صلاحهم، فهذا أحق وأولى بالعناية والرعاية والتأييد والإعانة. والله ولي التوفيق.