الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الغرض والهوى، ولقد كان رحمه الله جبلا أشم، بهيبته وعلمه وشجاعته.
وفاته:
اتفقت أقوال من كتب عن وفاة الشيخ محمد بن إبراهيم، أنه رحمه الله توفي عام 1389 هـ ولكن الاختلاف في تحديد العمر، فالشيخ عبد الله بن منيع في مجلة البحوث (1) لم يحدد العمر ولا اليوم، والشيخ محمد بن عثمان القاضي اعتبر عمره 78 عاما وثمانية أشهر، والوفاة في ظهر يوم الأربعاء 24 رمضان (2)، والشيخ إسماعيل بن عتيق (3) هو وعمر رضا كحالة (4) قالا: توفي عام 1389 هـ ولم يذكرا اليوم والشهر ولا العمر.
وعبد الله بن سعد بن رويشد قال: توفي في يوم 24 رمضان سنة 1389 هـ ولم يذكر عمره، لكنه قارنها بالميلادي عام 1969م شهر ديسمبر، ومرة أخرى يناير 1970م (5).
أما الشيخ عبد الرحمن آل الشيخ، فكان أكثر تحديدا عندما قال: توفي يوم الأربعاء، 24 رمضان 1389 هـ عن عمر بلغ 78
(1) العدد 18 ص 238.
(2)
انظر (روضة الناظرين) 2: 321.
(3)
انظر (تاريخ من لا ينساه التاريخ) ص 49.
(4)
انظر (المستدرك على معجم المؤلفين) ص 582 وقارنها بالميلادي عام 1969م.
(5)
انظر (قادة الفكر) ص 406.
عاما، وثمانية شهور، وثمانية أيام (1).
إلا أن الشيخ عبد الله بن بسام قال في كتابه (علماء نجد خلال ستة قرون): إنه ناهز الثمانين من عمره، وهو في نشاطه وفي أعماله ومهام منصبه، ثم أصيب بمرض عضال فسافر من أجل علاجه إلى لندن مرتين، وعاد في المرة الثانية وقد أثقله المرض، وفي يوم الأربعاء بعد الظهر، من يوم الرابع والعشرين من شهر رمضان عام 1389 هـ انتقل إلى رحمة الله تعالى، فصلي عليه بعد صلاة العصر في جامع الرياض الكبير، وكان الجمع حاشدا والزحام شديدا، حيث خرجت الأمة كلها لتشييع الفقيد، وكان على رأس المشيعين جلالة الملك فيصل، وفيهم الأمراء والعلماء والوزراء والأعيان، ودفن في مقبرة العود بالرياض، وحضر العزاء في بيت الفقيد الملك فيصل، وأبدى أسفه الشديد على الفقيد، وظهر أثر ذلك على جلالته، وترحم عليه وأثنى عليه، وذكر خسارة البلاد بوفاته، وواسى أفراد أسرته والحاضرين من العلماء على عادته في تقدير المواقف ومعرفة الرجال.
والحقيقة أن الشعب هزته وفاته، وأصيب أفراده جميعا بالفزع لفقده، ورأوا أنهم فقدوا شخصية كبيرة غالية، من أعز أبناء البلاد عليها، لا سيما أهل العلم الذين يرون فيه الوالد والشيخ والرئيس والمرجع.
ولا شك أن البلاد فقدت بموته شخصية كبيرة في علمها
(1) انظر (مشاهير علماء نجد وغيرهم) ص 179.
وعملها ومركزها ومقامها (1).
وقال عبد الرحمن آل الشيخ: إن الذي أم الناس بالصلاة عليه الشيخ عبد العزيز بن باز، وأن الشيخ خلف أربعة أبناء هم الشيخ عبد العزيز، والشيخ إبراهيم، وأحمد وعبد الله - الذي أصبح فيما بعد وزيرا للعدل - (2).
وقد رثاه جمع من العلماء والأدباء شعرا ونثرا، وخصصت مجلة الدعوة عددها 231 الصادر يوم 13/ 10 / 1389هـ للشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله.
وقد ذكر الشيخ إسماعيل بن عتيق أسماء الذين رثوه شعرا فبلغ عددهم عشرين اسما، وعدد أبيات كل واحد منهم، فبلغ مجموعها 482 بيتا، وقد أفردها في كتاب واحد ووعد بإخراجه (3)، فرحم الله الشيخ محمدا، فإنه بحر في علمه، جبل في تصديه للملمات، بعيد الغور في حلمه ونظره البعيد للأمر، ورعا في أعماله وفتاواه، حريصا على سد الذرائع؛ خوفا من انفتاح باب الفتن، وولوج أصحاب الأهواء، ذا صفات عديدة، ينطبق عليه قول الشاعر:
لعمرك ما الرزية فقد مال
…
ولا ولد يموت ولا بعير
(1) انظر كتابه (علماء نجد) 1: 95 - 96.
(2)
انظر (مشاهير علماء نجد وغيرهم) ص 179 - 180.
(3)
انظر (تاريخ من لا ينساه التاريخ) ص 51 - 52.