الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مساوئ، وصورة ذلك جلية في خبر أبي سفيان قبل أن يسلم، حين لقي قيصر، «قال أبو سفيان: فجهدت أن أحقر أمر النبي صلى الله عليه وسلم وأصغره. والله ما منعني من أن أقول عليه قولا أسقطه من عينه إلا أني أكره أن أكذب عنده يأخذها علي ولا يصدقني في شيء، قال حتى ذكرت قوله ليلة أسري به، قال: فقلت أيها الملك: ألا أخبرك خبرا تعرف أنه قد كذب؟! قال: وما هو؟ قال: فقلت: إنه يزعم لنا أنه خرج من أرضنا أرض الحرم في ليلة فجاء مسجدكم هذا مسجد إيلياء، ورجع إلينا تلك الليلة قبل الصباح». . . إلخ القصة (1).
القرابة:
استنبط بعض أهل العلم من تصريح موسى في اختيار أخيه هارون عليهما السلام أن القريب مظنة النصح، بل خص من الأهل الأخ؛ لأنه أقوى في المناصحة، والمستشار حين يجمع العقل والعلم والفصاحة وكمال الآلة، ثم يكون أخا مخلصا محل ثقة المستنصح فحينئذ تبلغ الوظيفة ذروتها وتصل الثقة نهايتها.
ونظرة أخرى لحظها بعض أهل العلم في القرابة قالوا: لأن هذا اختصاص وحظوة، والقريب أحق بالبر وأولى بالإدناء.
(1) المرجع السابق.
ثمار التعاون:
ليس الغرض هنا بسط الحديث عن آثار التعاون وثماره، فذاك أمر جلي بين، بل إنه - كما سبق - ضرورة من ضرورات الإنسان، فلا تقوم حياة الإنسان على وجهها إلا بالتعاون؛ لأن
الإنسان بمفرده لا يستطيع القيام بشأنه كله وتحقيق مآربه جميعها، ولكننا نشير في هذه الفقرة إلى ثمار خاصة تتعلق بالدعوة وأهلها. ومن أهم ذلك:
التناوب في العمل وتقاسم الحمل:
في التعاون الصحيح يكون التفرغ الأكثر لأداء رسالة الدعوة ونشرها، وتوزيع أعباء الحياة ومشاغلها. فالمتعاونان يمكن أن يوزعا الوقت بينهما ليقوم كل واحد بالضروري في حياته، ومن ثم تتوفر الأوقات لعمل الدعوة والإصلاح.
ومن خبر التعاون هذا قصة عمر رضي الله عنه والتي أوردها البخاري رحمه الله في صحيحه وغيره، حيث قال عمر رضي الله عنه:«كنت أنا وجار لي من الأنصار من بني أمية بن زيد - وهي من عوالي المدينة - وكنا نتناوب النزول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل يوما وأنزل يوما، فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره، وإذا نزل فعل مثل ذلك (1)» . . . إلخ القصة في خبر هجر النبي صلى الله عليه وسلم نساءه. .
وقد بوب لذلك البخاري رحمه الله بقوله: " باب التناوب في العلم ".
قال. الحافظ في الفتح: " إن الطالب لا يغفل عن النظر في أمر معاشه، ليستعين على طلب العلم وغيره، مع أخذه بالحزم في السؤال عما يفوته يوم غيبته، لما علم من حال عمر أنه كان
(1) صحيح البخاري العلم (89)، صحيح مسلم الطلاق (1479)، سنن الترمذي تفسير القرآن (3318)، مسند أحمد بن حنبل (1/ 34).